إمدادات سعودية استباقية تصل إلى عدن

الحكومة اليمنية تمدد تعليق الدراسة حتى نهاية مايو

TT

إمدادات سعودية استباقية تصل إلى عدن

في خطوة إنسانية استباقية؛ وصلت أمس أول دفعة من المساعدات السعودية الطبية إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، في سياق التأهب والاستجابة لأي احتمال لانتشار فيروس «كورونا» في اليمن.
وفي حين أعلنت الحكومة اليمنية استمرار تعليق الدراسة حتى نهاية مايو المقبل، أفادت مصادر رسمية بوصول طائرة نقل تابعة للقوات الجوية الملكية السعودية إلى مطار عدن تحمل على متنها إمدادات طبية تتعلق بالتأهب والاستجابة للفيروس.
وجاءت الخطوة السعودية، بحسب المصادر الرسمية، بطلب من منظمة الصحة العالمية، وامتداداً للدعم المستمر الذي تقدمه القيادة المشتركة للتحالف الداعم للشرعية لتسهيل عمل المنظمات الأممية وغير الحكومية الدولية في داخل اليمن وتقديم التسهيلات كافة لموظفيها وأطقمها الطبية والمساهمة بالجهود الإغاثية والإنسانية للشعب اليمني.
إلى ذلك، أعلن وزير التخطيط والتعاون الدولي في الحكومة اليمنية الدكتور نجيب العوج، عن تخصيص البنك الدولي و«مؤسسة التمويل الدولية» مبلغ 26.7 مليون دولار، لمساعدة بلاده في مواجهة فيروس «كورونا» وما سيترتب عليه من آثار إنسانية واقتصادية واجتماعية.
وأكد الوزير اليمني خلال اجتماعه عبر الإنترنت مع المدير التنفيذي للبنك الدولي الدكتور ميرزا حسن، ومسؤولين من «مؤسسة التمويل الدولية»، على أهمية تكثيف الجهود الدولية لمكافحة تفشي الفيروس، وفق ما نقلته وكالة «سبأ» الحكومية. وقال إن «وزارة التخطيط ووزارة الصحة وبقية المانحين، اتفقوا على تسخير الجهود لمواجهة أي مخاطر أو تأثير لفيروس (كورونا) على اليمن، وتشكيل فرق مشتركة مع منظمة الصحة العالمية، لوضع جميع الإمكانات المتاحة وتوفير احتياجات القطاع الصحي في مختلف المدن والمنافذ».
إلى ذلك، حضّ وزير الإدارة المحلية في الحكومة اليمنية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح، السلطات المحلية على اتخاذ الإجراءات والاحترازات الضرورية كافة لمجابهة فيروس «كورونا» والتنسيق مع المنظمات الدولية والمحلية في أخذ الاحتياطات اللازمة.
وخاطب فتح المحافظين لتشكيل لجان طوارئ والتوجيه بمنع التجمعات غير الضرورية، وإنشاء فرق تطوعية من المختصين ومنظمات المجتمع المدني والتنسيق مع المكاتب التنفيذية لنشر التوعية والتثقيف الصحي. ودعا إلى «حشد مؤسسات المجتمع المدني وقوى المجتمع المختلفة والقطاع الخاص، للمشاركة المجتمعية، وتعميق قيم التعاون والتكافل الاجتماعي؛ بما يضمن عدم تأثر المواطنين ومعيشتهم خلال هذه الفترة».
وكان نائب رئيس الوزراء اليمني رئيس اللجنة الوطنية العليا للطوارئ سالم الخنبشي، أعلن أمس، استمرار تعليق التعليم الجامعي والعام والفني والمهني الحكومي والأهلي لما تبقى حتى 30 مايو (أيار) المقبل لمجابهة أي انتقال لفيروس «كورونا» إلى البلاد.
وعدّ الخنبشي فترة توقف الدراسة بمثابة «الإجازة الصيفية»؛ إذ وجّه وزراء التعليم العالي والبحث العلمي والتربية والتعليم والتعليم الفني والتدريب المهني، والمحافظين، بأن تبدأ الدراسة في 31 مايو، وتستمر حتى 4 يوليو (تموز) المقبلين، على أن تبدأ الامتحانات من 15 يوليو، وتستأنف الدراسة للعام الجديد في 1 سبتمبر (أيلول) المقبل.
وكانت الحكومة الشرعية في اليمن استنفرت لمنع انتشار الفيروس المستجدّ إلى اليمن، واتخذت تدابير؛ منها تعليق الرحلات الجوية من اليمن وإليه وإغلاق المنافذ البرية والبحرية لمدة أسبوعين بدءاً من مساء الثلاثاء الموافق 17 مارس (آذار) الحالي، عدا الحركة التجارية، وتشديد إجراءات السلامة البحرية وإجراءات الفحوصات للطواقم قبل دخول السفن إلى الموانئ، وكذا تعليق الدراسة في المؤسسات التعليمية العامة والخاصة مبدئياً لمدة أسبوع، إضافة إلى تخصيص ميزانية طارئة لقطاع الصحة.
وجهزت المنافذ البرية والبحرية بوسائل الفحص اللازم، و11 فريقاً صحياً للعمل في 11 منفذاً جوياً وبرياً وبحرياً، إضافة إلى تجهيز 12 مركزاً للعزل والحجر الصحي في المحافظات المختلفة، وتدريب كادر طبي للعمل فيها.


مقالات ذات صلة

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)
العالم العربي فعالية نسوية حوثية لجمع التبرعات الإلزامية واختبار الولاء للجماعة الحوثية (إعلام حوثي)

​جبايات الحوثيين تضاعف البطالة... ومخاوف من اتساعها بعد الضربات الإسرائيلية

تسببت الجبايات الحوثية بمزيد من معاناة السكان والتجار وضاعفت البطالة في وقت يخشى فيه التجار إلزامهم بالتبرع لإصلاح الأضرار الناجمة عن الغارات الإسرائيلية

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي قادة حوثيون ومسؤولون أمميون يتفقدون آثار الضربات الإسرائيلية في الحديدة (أ.ف.ب)

نتنياهو يوجه الجيش بـ«تدمير البنى التحتية» للحوثيين

أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعضاء الكنيست، أمس، بأنه طلب من الجيش تدمير البنى التحتية التابعة للحوثيين بعدما أطلق انقلابيو اليمن صواريخ.

«الشرق الأوسط» (القدس)
العالم العربي منذ أكثر من عام بدأت الجماعة الحوثية هجماتها في البحر الأحمر وتصعيدها ضد إسرائيل (أ.ف.ب)

تطورات المنطقة وأوضاع الداخل تعزز خلافات الأجنحة الحوثية

تفاقمت الخلافات بين الأجنحة الحوثية على مستقبل الجماعة، بسبب المواجهة مع إسرائيل والغرب، بين المطالبة بتقديم تنازلات والإصرار على التصعيد.

وضاح الجليل (عدن)
الولايات المتحدة​ أرشيفية لمقاتلة أميركية تستعد للإغارة على مواقع للحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

الجيش الأميركي يعلن سقوط مقاتلة في البحر الأحمر بـ«نيران صديقة»

أعلن الجيش الأميركي، أن طيارين اثنين من البحرية الأميركية قد تم إسقاطهما فوق البحر الأحمر في حادثة تبدو أنها نتيجة «نيران صديقة».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بدء انتشال رفات «ما لا يقلّ عن مائة» امرأة وطفل أكراد من مقبرة جماعية بجنوب العراق

انتشال رفات نحو مائة امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في عهد صدام حسين (أ.ف.ب)
انتشال رفات نحو مائة امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في عهد صدام حسين (أ.ف.ب)
TT

بدء انتشال رفات «ما لا يقلّ عن مائة» امرأة وطفل أكراد من مقبرة جماعية بجنوب العراق

انتشال رفات نحو مائة امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في عهد صدام حسين (أ.ف.ب)
انتشال رفات نحو مائة امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في عهد صدام حسين (أ.ف.ب)

بدأت السلطات العراقية انتشال رفات «نحو مائة» امرأة وطفل أكراد يُعتقد أنهم أُعدموا في الثمانينات في عهد الرئيس السابق صدام حسين، من مقبرة جماعية كُشفت هذا الأسبوع، على ما أفاد به ثلاثة مسؤولين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتقع هذه المقبرة الجماعية في منطقة تل الشيخية في محافظة المثنى بجنوب العراق، وتبعد عن الطريق العام المعبّد بين 15 إلى 20 كيلومتراً، بحسب مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفتحت فرق متخصصة هذه المقبرة في منتصف ديسمبر (كانون الأول) بعد اكتشافها في 2019، وهي ثاني مقبرة جماعية تُفتح في هذا الموقع، بحسب ضياء كريم مدير دائرة المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء الحكومية المكلفة العثور على المقابر الجماعية والتعرف على الرفات.

وقال كريم لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الأربعاء: «بعد رفع الطبقة الأولى للتربة وظهور الرفات بشكل واضح، تبيّن أن جميع الرفات يعود لأطفال ونساء يرتدون الزي الكردي الربيعي».

ورجّح أن يكونوا جميعهم متحدّرين من قضاء كلار بمحافظة السليمانية في شمال العراق، مقدّراً أن يكون عددهم «لا يقلّ عن مائة»، غير أن عمليات الانتشال لا تزال جارية والأعداد غير نهائية.

وأُعدم الرئيس السابق صدام حسين الذي أطيح نظامه في عام 2003 بعيد غزو أميركي للبلاد، قبل انتهاء محاكمته بتهمة «إبادة» آلاف الأكراد في إطار «عمليات الأنفال» التي شنها عام 1988.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 290 ألف شخص بينهم مائة ألف كردي اختفوا قسراً في إطار حملة الإبادة الجماعية التي شنها صدام حسين في كردستان العراق بين 1968 و2003.

وأوضح كريم أن عدداً كبيراً من الضحايا «أُعدموا في هذا المكان بطلقات نارية في الرأس من مسافة قريبة»، مرجّحاً مع ذلك أن يكون البعض الآخر «دُفنوا وهم أحياء»، إذ لا دليل وفق قوله على وجود رصاص في جمجماتهم.

من جهته، أشار أحمد قصي، رئيس فريق التنقيب عن المقابر الجماعية في العراق إلى «صعوبات نواجهها الآن في هذه المقبرة بسبب تداخل الرفات ببعضها، إذ بعض الأمهات كنّ يحضنّ أطفالهنّ الرضّع» حين قُتلوا.

وبالتزامن مع بدء عمليات الانتشال في هذه المقبرة الجماعية، «تم العثور على مقبرة جماعية أخرى» بحسب ضرغام كامل رئيس الفريق الوطني لفتح المقابر الجماعية.

وتقع تلك المقبرة، وفق قوله، في منطقة قريبة من سجن نقرة السلمان السيئ الصيت، حيث كان يخفي نظام صدام حسين معارضيه السياسيين.

وتشير تقديرات حكومية إلى أن أعداد المفقودين بين العامين 1980 و1990، من جراء القمع الذي كان يمارسه نظام صدام حسين، بلغت نحو 1.3 مليون شخص.

وإضافة إلى المقابر الجماعية المرتبطة بعهد صدام حسين، ما زالت السلطات العراقية تعثر على مقابر جماعية مرتبطة بجرائم تنظيم «داعش». وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن التنظيم الجهادي ترك خلفه أكثر من 200 مقبرة جماعية يرجح أنها تضم نحو 12 ألف جثة.

واكتشف العراق نحو 289 مقبرة جماعية منذ 2006، بحسب مؤسسة الشهداء.