إن تأثير فيروس «كورونا» على الاقتصاد العالمي لا يمكن رؤيته من خلال منصات المعاملات التجارية فحسب، بل من الفضاء أيضا. فالبيانات التي ترسلها الأقمار الصناعية من مدار كوكب الأرض والمزودة بأجهزة استشعار تعمل على تغذية مصانع التعلم الآلي التي تديرها شركات مثل «أوربت إنسايتس».
كذلك توفر شركة «بالو ألتو» المعنية بعلم البيانات معلومات استخبارية عن كل شيء بدءاً من إنتاج النفط وإزالة الغابات إلى مختلف العملاء، بما في ذلك مطورو العقارات ومصنعو النفط والمنظمات غير الربحية البيئية، ناهيك عن صناديق التحوط.
ويعمل محللوهم حاليا على إظهار أدلة على كيفية تسبب وباء (كوفيد 19) في تدفق البضائع والأشخاص في جميع أنحاء العالم.
وإذا أخذنا شركة «تاي شول إندستريال» الكورية الجنوبية لإنتاج قطع غيار السيارات كمثال، بحسب محطة «أوربيتال إنسايتس»، فإن الأقمار الصناعية التي تتحرك في الفضاء حالياً ترصد عدداً أقل من ذي قبل من السيارات في ساحة انتظار موظفي الشركة، وتراصاً للشاحنات خارج أرصفة التحميل، مما يشير إلى أن الإنتاج يتباطأ، وأن البضائع لا يجري شحنها.
وباستخدام رؤية الكمبيوتر، وهي عملية تستمد لوغاريتماتها من الصور الرقمية أو مقاطع الفيديو، فإنه يمكن لمحطة «أوربيتال إنسايتس» تحديد السيارات والشاحنات المنتظرة في ساحة شركة إنتاج قطع غيار السيارات الكورية.
ورغم أن الفيروس قد تسبب في تباطؤ الإنتاج في بعض الأماكن لأن الحكومات تسعى إلى وقف انتشاره، فهناك صناعات أخرى في أجزاء أخرى من العالم تستجيب بمزيد من النشاط.
تحتفظ محطة «أوربيتال إنسايتس» بمؤشر لنشاط كيانات مثل 3M، وهي مجموعة شركات أمريكية تصنع العديد من المنتجات من ضمنها نوع الأقنعة المستخدمة لمنع انتشار الأمراض التي تنتقل عن طريق الهواء، حيث يزداد الطلب على هذه الأقنعة، وينهمك المعنيون بالإنتاج في زيادة وتيرة العمل، في الوقت الذي يبحث عنها المستهلكون بشره لحماية أنفسهم. وأفادت الشركة بأنها تكثف عمليات الإنتاج، ومن المؤكد أن أجهزة الاستشعار التي تتبع حركة أقدام الموظفين في منشآتها كل يوم تؤكد ذلك.
ماذا تحتاج أيضاً لمحاربة انتشار الفيروس؟ إن الطلب على معقم اليدين في ازدياد (ذلك على الرغم من أن غسل اليدين بالماء الساخن والصابون يعد فعالا أيضا). ورغم أن حاكم نيويورك أندرو كومو لديه سجناء في ولايته يتولون صناعة البدائل، فإننا نعلم أيضاً أن شركة «جوجو» التي تنتج معقم اليدين ماركة «بوريل» قد رفعت أعداد العاملين في هذا القطاع. فيمكن لمنصة «أوربيتال إنسايتس» تحليل البيانات التي تُظهر عدد الهواتف المحمولة الموجودة في منطقة جغرافية معينة، مما يمكنها من معرفة أعداد الأشخاص في أماكن مثل مصنع «بوريل» الذي يبدو أنه زاد من نوبات العمل نهاية الأسبوع خلال شهر فبراير (شباط).
من ضمن الشركات القليلة التي أفلتت من «حمام الدم» في سوق الأسهم شركة «ريغينرون» المختصة بتصنيع أدوية مضادة للفيروسات تعمل على تطوير علاجها الخاص بفيروس كورونا. ورغم أن بيانات منصة «أوربيتال إنسايتس» بشأن شركة «ريغينرون» ليست تفصيلية مثل البيانات التي جمعتها عن غيرها من الشركات، فقد لاحظ محللوها زيادة كبيرة في أعداد المركبات في ساحة انتظار الشركة مقارنة بالعام الماضي.
منتج آخر تحتاجه عادة لمكافحة العدوى الفيروسية هو خافض الحرارة «أسيتامينوفين» الذي يعد المادة الفعالة المستخدمة في إنتاج عقار «تايلينول». وقد رصدت «أوربيتال إنسايتس» زيادة في نشاط مصنع تصنيع «تايلينول» في بورتوريكو.
في الأسابيع الأخيرة، شهد المصنع قفزة في عدد السيارات في ساحة انتظار السيارات وعدد الشاحنات القادمة لشحن المنتجات النهائية، مما يشير إلى أنه يجري تصنيع المزيد من المسكنات وشحنها لمساعدة المرضى في جميع أنحاء العالم للحصول على بعض الراحة.
- خدمات «تريبيون ميديا»
باستطاعتك رؤية تأثير فيروس «كورونا» من الفضاء
الأقمار الصناعية ترصد وجود زيادة في عدد السيارات أمام مصانع الأدوية ومعقمات الأيدي
باستطاعتك رؤية تأثير فيروس «كورونا» من الفضاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة