عون لوزير ياباني: غصن دخل لبنان بطريقة شرعية ولا تعاون قضائياً بين بلدينا

عون مجتمعاً مع الوزير الياباني (الرئاسة اللبنانية)
عون مجتمعاً مع الوزير الياباني (الرئاسة اللبنانية)
TT

عون لوزير ياباني: غصن دخل لبنان بطريقة شرعية ولا تعاون قضائياً بين بلدينا

عون مجتمعاً مع الوزير الياباني (الرئاسة اللبنانية)
عون مجتمعاً مع الوزير الياباني (الرئاسة اللبنانية)

يبدو أن لبنان لن يسلم اليابان رجل الأعمال كارلوس غصن الذي فرّ إلى بيروت بطريقة «غير شرعية» من مكان احتجازه في اليابان، حيث يواجه دعاوى قضائية على صلة بشركة نيسان التي كان يتولى رئاستها.
وأبلغ رئيس الجمهورية ميشال عون وزير الدولة للعدل في اليابان يوشي هيرويوكي الذي التقاه في قصر بعبدا أمس (الاثنين) بحضور وزيرة العدل ماري كلود نجم والسفير الياباني أوكوبو تاكيشي، بأن «غصن دخل إلى بيروت بطريقة شرعية، وأن لبنان راسل اليابان مراراً من دون أن تلقى هذه المراسلات أي إجابة رسمية من السلطات اليابانية المختصة، كما أنه ليس بين الدولتين أي اتفاق تعاون قضائي أو استرداد».
وأكد عون «حرص لبنان على أفضل العلاقات مع اليابان، وتفاعله إيجابيا في دعم ترشيح رعايا يابانيين في منتديات ومجالس داخلية»، لافتا إلى أن «القضاء اللبناني سيادي واختصاصه مطلق على الرعايا اللبنانيين والمقيمين على الأراضي اللبنانية، من دون أن يعني ذلك حصرية الملاحقة».
وأشار إلى أنه «ليس بين لبنان واليابان أي اتفاق تعاون قضائي أو استرداد»، لافتاً إلى أن لبنان «راسل اليابان مرارا في موضوع غصن منذ توقيفه والتحقيق معه قبل أكثر من سنة، من دون أن تلقى هذه المراسلات أي إجابة رسمية من السلطات اليابانية المختصة».
وأكد الرئيس عون للمسؤول الياباني أن «غصن دخل إلى لبنان عبر مطار رفيق الحريري الدولي بصورة شرعية وبجواز سفر فرنسي وهوية لبنانية. أما ظروف خروجه من اليابان وانتقاله إلى بيروت فهي غير معروفة حتى تاريخه، وهو لم يفصح عنها في المؤتمر الصحافي الذي عقده» في بيروت، شاكرا اليابان على «المنح النقدية للوكالات الدولية العاملة في لبنان والتي تبلغها لبنان في رسالة من السفير الياباني في بيروت».
بدوره، أعرب الوزير الياباني عن رغبة بلاده في «تطوير العلاقات مع لبنان»، متمنيا «التعاون فيما خص قضية رجل الأعمال كارلوس غصن».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».