يجلس المدير الفني الحالي لنيوكاسل يونايتد، ستيف بروس، على الكرسي الذي كان يجلس عليه سلفه رافائيل بينيتيز في وسط الغرفة التي لا تزال جدرانها تكتسي بالألوان نفسها، وما زال الأثاث الموجود بها كما هو لم يتحرك، لكن الأجواء العامة داخل النادي هذه الأيام تختلف تماماً عما كانت عليه أيام بينيتيز.
وبينما كان بينيتيز يُمتع جمهور نيوكاسل يونايتد بحكايات عن كريستيانو رونالدو ومارسيلو بيلسا وآخرين، يواجه بروس في الآونة الأخيرة ظروفاً صعبة وأسئلة محرجة من الصحافيين مثل: «هل كنت محظوظاً؟»، «هل أنت في منصب غير ملائم لك؟»، «هل يمكن للفريق الاستمرار في ظل الاعتماد على هذه الطريقة في اللعب؟». هذه مجرد 3 نماذج من «أسئلة الاستجواب» التي يطرحها الصحافيون على بروس في الفترة الأخيرة.
وقد سافر نيوكاسل يونايتد يوم السبت لمواجه كريستال بالاس وهو يحتل المركز الثالث عشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بـ31 نقطة - متقدماً بفارق نقطة واحدة عن كريستال بالاس بقيادة روي هودجسون - لكن نيوكاسل يونايتد خسر هذه المباراة بهدف دون رد وتراجع للمركز الرابع عشر، في حين تقدم كريستال بالاس للمركز الثالث عشر بـ33 نقطة.
وسبق أن قال بينيتيز في تصريحات شهيرة: «كرة القدم هي كذبة كبيرة. في كرة القدم، كل شيء عبارة عن كذب». ويخشى بعض مشجعي نيوكاسل يونايتد من أن تمتد هذه المقولة إلى جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسم الحالي. وبدأوا يتساءلون عما إذا كان عدد النقاط التي جمعها الفريق في الموسم الحالي يعكس القدرات الحقيقية لفريقهم والطريقة التي يدير بها بروس الفريق!
وإذا نظرنا إلى الإحصاءات المتعلقة بكل شيء في لعبة كرة القدم - نسبة الاستحواذ على الكرة، وعدد اللمسات، ودقة التمريرات، وعدد الأهداف المسجلة، وعدد الفرص التي صنعها الفريق أمام مرمى الفرق المنافسة، وعدد الفرص التي صنعتها الفرق المنافسة، ودقة الكرات العرضية - فسنجد أن نيوكاسل يونايتد يأتي ضمن المراكز الثلاثة الأخيرة بين جميع أندية الدوري الإنجليزي الممتاز. وإذا كان أي شخص يحتاج إلى تعريف مثالي لكلمة «لغز»، فكل ما يتعين عليه القيام به هو شراء تذكرة لحضور إحدى مباريات الفريق على ملعب «سانت جيمس بارك».
لكن البعض يرى أن الحُكم على الأمور بهذه الطريقة شيء قاسٍ للغاية على بروس، خصوصاً أنه تولى قيادة فريق مهلهل الصيف الماضي وكان أحد المرشحين للهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز، وبالتالي يرى هؤلاء أن بروس يقوم بعمل جيد خلال الموسم الحالي. ربما يكون الفريق الحالي لنيوكاسل يونايتد سيئاً من حيث إمكانات اللاعبين أو من حيث السرعة والإبداع، لكن الحقيقة هي أن هذه التحليلات الإحصائية العقيمة لا تعكس الروح العالية والحماس والعمل الجماعي الذي يقوم به لاعبو الفريق، ناهيك بالذكاء والانضباط الذي يتمتع به خط دفاع الفريق، والذي يبدو أنه مدرب بشكل جيد للغاية.
في الحقيقة، يمتاز بروس دائماً بهدوء أعصابه، ونادراً ما يفقد إحساسه بروح الدعابة، لكن الإيحاء بأنه مدير فني محظوظ يمثل خطاً أحمر وصفه هو بأنه «إهانة». ومع ذلك، فإن بعض النتائج الأخيرة المخيبة للآمال، والتي بلغت ذروتها يوم الأحد الماضي بالخسارة برباعية نظيفة أمام آرسنال، أثارت مخاوف من احتمال تراجع الفريق إلى المراكز المؤدية للهبوط لدوري الدرجة الأولى.
وقال بروس: «إننا نسير بشكل جيد. لقد واجهنا مشكلات كبيرة فيما يتعلق بتعرض عدد كبير من اللاعبين للإصابة، لكننا أظهرنا مرونة لا تصدق. لا يمكن أن تكون النتائج الجيدة التي حققناها عبارة عن حظ، فلا يمكن أن نقول ذلك على مسيرة فريق على مدار 26 مباراة بالدوري. اللاعبون لديهم إصرار كبير وثقة بأنفسهم. إنهم مجموعة جيدة ويعملون بمنتهى القوة من أجل قيادة الفريق للأمام. عندما يكون لديك فريق كهذا، تكون لديك فرصة جيدة دائماً».
وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن نيوكاسل يونايتد، الذي يبتعد بفارق 7 نقاط عن وستهام يونايتد صاحب المركز الثالث من أسفل جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز - يستحوذ على الكرة نحو 30 في المائة من وقت المباريات. كما تشير الإحصاءات إلى أن حارس مرمى نيوكاسل يونايتد، مارتن دوبرافكا، هو الأكثر تصدياً للهجمات من بين جميع حراس المرمى في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وإذا كان دوبرافكا يقدم مستويات جيدة ولا يمكن الاستغناء عنه على الإطلاق في التشكيلة الأساسية للفريق، فينبغي أيضاً الإشادة بلاعبي خط الدفاع من أمامه، وبالمدير الفني الإسباني رفائيل بينيتيز، الذي كان أول من يطبق الطريقة الحالية التي يعتمد عليها الفريق؛ طريقة 3 - 4 - 3، والتي ما زال يعتمد عليها بروس في الوقت الحالي. وبعد الخسارة بنتيجة ثقيلة في بداية الموسم أمام كل من نوريتش سيتي وليستر سيتي، شعر بروس بأنه ليس لديه خيار سوى التخلي عن طريقته التي كانت تعتمد على 4 لاعبين في الخط الخلفي.
وكان يُنظر إلى «الدفاع العميق» الذي كان يعتمد عليه نيوكاسل يونايتد الموسم الماضي على أنه جزء من خطة تكتيكية رائعة، لكن الآن يتم تفسير تعرض الفريق لعدد كبير من الهجمات في كل المباريات على أنه نتيجة طبيعية لعدم قدرة الفريق على الاحتفاظ بالكرة. قد يكون هذا طبيعياً في ظل رغبة البعض في إجراء مقارنات دائمة بين المديرين الفنيين، لكن من المنطقي أيضاً أن نتساءل عما إذا كان بروس قد أخذ «البراغماتية» إلى النقطة التي انخفضت فيها تطلعات الفريق وفشل عندها اللاعبون في تقديم أفضل ما لديهم. ويشير المدافعون عن بروس إلى أن اعتماد الفريق على الهجمات المرتدة في الوقت الحالي ناتج عن «غسل الدماغ» الذي قام به بينيتيز للاعبين عندما كان يتولى قيادة الفريق، لكن كل هذه الحجج تخفي الحقيقة الواضحة والمتمثلة في أن أي فريق يكون جيداً ما دام يمتلك خط هجوم قوياً قادراً على تحويل الفرص التي تتاح له إلى أهداف.
ولم يحرز المهاجم البرازيلي جولينتون، الذي تعاقد معه النادي مقابل 40 مليون جنيه إسترليني، سوى هدف وحيد في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما يعني أن هذا اللاعب لم يكن على مستوى المهاجم السابق للفريق سالومون روندون. ولعل الأمر الذي يعكس المشكلة الهجومية التي يعاني منها الفريق يتمثل في أن المدافعين هم من سجلوا نصف عدد الأهداف التي سجلها الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، والتي يصل عددها إلى 24 هدفاً.
نيوكاسل يظهر {كذب} جدول الدوري الإنجليزي
نقاط الفريق لا تعكس قدراته الفعلية
نيوكاسل يظهر {كذب} جدول الدوري الإنجليزي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة