الجامعة العربية ترحب بتشكيل حكومة جنوب السودان

واشنطن تؤكد استعدادها لتقديم المساعدات إلى أصغر الدول عمراً في العالم

TT

الجامعة العربية ترحب بتشكيل حكومة جنوب السودان

رحبت جامعة الدول العربية بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في جمهورية جنوب السودان والتي تم تنصيبها في المراسم التي أجريت في العاصمة جوبا، أول من أمس، بحضور رئيس جنوب السودان سلفا كير.
وصرح مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة العربية بأن أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة عبر عن تهانيه لقيادات جنوب السودان على اتفاقها على تشكيل الحكومة الجديدة باعتباره خطوة هامة نحو بناء ركائز الأمن والاستقرار في البلاد.
وذكر المصدر أن أبو الغيط عبر بهذه المناسبة عن دعم الجامعة العربية لجنوب السودان من أجل تنفيذ بقية استحقاقات الاتفاق المنشط لتسوية الصراع في البلاد الموقع عام 2018 بمختلف جوانبه الأمنية والسياسية والدستورية، ودعا المجتمع الدولي إلى الاستمرار في مساندة دولة جنوب السودان وشعبها في هذه المسيرة إلى أن تتكلل عملية السلام في البلاد بنجاح.
من جهة أخرى، رحبت دول ومنظمات دولية بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية في جنوب السودان التي تم إعلانها أول من أمس السبت، واعتبرت واشنطن أن العمل الحقيقي «يبدأ الآن»، فيما أعرب الاتحاد الأوروبي عن تقديره لاتخاذ أطراف اتفاق السلام القرارات الصعبة للوصول إلى هذه المرحلة، في حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الجهات إلى الالتزام بنص وروح الاتفاقية.
وكان رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت قد عين السبت زعيم المعارضة رياك مشار نائباً أول له، كما عين تابان دينق «الذي كان يشغل منصب النائب الأول» وربيكا نيانديق وجيمس واني إيقا نواباً للرئيس تماشيا مع اتفاق السلام الذي تم تنشيطه في سبتمبر (أيلول) 2018. وقد أدى النواب الأربعة اليمين الدستورية في نفس اليوم وسط حضور إقليمي.
من جانبها قالت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة السفيرة كيلي كرافت في بيان أمس «نرحب بقرار حكومة جنوب السودان وأحزاب المعارضة بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية»، واعتبرت أنها تمثل الخطوة الأولى في سلسلة من الخطوات الحاسمة التي يجب اتخاذها لتحقيق الكرامة والسلام لشعب جنوب السودان، وأضافت «تأسيس هذا الائتلاف يمثل بداية العمل الشاق».
وأكدت كرافت أن بلادها على استعداد لمساعدة جنوب السودان على تحقيق الاستقرار والسلام بعد إعلان الحكومة الجديدة، وقالت إنها شخصياً على استعداد للمساعدة في الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والسلام في هذا البلد الذي يعتبر الأحدث في العالم، وآخر الدول انضماماً إلى الأمم المتحدة.
من جانبه رحّب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان أصدره المتحدث باسمه استيفان دوغريك، بـ«تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية في جنوب السودان»، مشيداً بالجهات المعنية التي عملت على هذا الإنجاز المهم في تنفيذ الاتفاق بشأن حل النزاع في جنوب السودان، معرباً عن تقديره على الجهود الإقليمية والدولية التي ساهمت في تحقيق الاتفاق، داعياً جميع الجهات إلى الالتزام التام بالاتفاقية نصاً وروحاً «حتى يتمكن شعب جنوب السودان من إدراك فوائد السلام الدائم والاستقرار الذي يستحقه».
ورحب أيضاً المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي بتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية طال انتظارها في جنوب السودان، تجمع المنافسين السياسيين للعمل من أجل سلام دائم، مؤكداً أن المفوضية دعمها لهذا البلد وشعبه في مساعيه لإيجاد السلام والاستقرار. وقال المفوض السامي في بيان نشره موقع المنظمة أمس «إن الحكومة الجديدة تعيد الأمل في مستقبل سلمي لشعب جنوب السودان، الذي يعاني من عواقب هذا الصراع المطول، فالملايين من جنوب السودان، بمن فيهم اللاجئون والمشردون داخلياً، يستحقون أن يروا نهاية لمآسيهم».
لقد جلب اتفاق السلام هذا الأمل إلى أصغر دولة في العالم، والتي لا تزال أكبر أزمة إنسانية وأزمة في أفريقيا حيث يوجد 2.2 مليون لاجئ من دولة جنوب السودان و1.46 مليون نازح داخلياً.


مقالات ذات صلة

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

أكدت تركيا أن هدف إسرائيل الرئيسي من ضرب حركة «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان هو جعل الفلسطينيين غير قادرين على العيش في أرضهم وإجبارهم على الهجرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية (الجامعة)

أبو الغيط: الموقف الأميركي «ضوء أخضر» لاستمرار «الحملة الدموية» الإسرائيلية

استنكر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الخميس، استخدام الولايات المتحدة «الفيتو» لعرقلة قرار بمجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط (أ.ف.ب)

أبو الغيط يحذر من مغبة القانون الإسرائيلي بحظر «الأونروا»

وجَّه الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، اليوم (الخميس)، رسالتين يحذر فيهما من مغبة القانون الإسرائيلي بشأن حظر نشاط «الأونروا».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج الأمير عبد العزيز بن سعود خلال إلقائه كلمته في الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية (واس)

اتفاقية تعاون سعودية ـ مغربية متعددة المجالات

أبرمت السعودية والمغرب اتفاقية للتعاون في عدد من المجالات التي تجمع وزارتي «الداخلية السعودية» و«العدل المغربية».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج القادة أمام القمة: مستقبل المنطقة والعالم على مفترق طرق

القادة أمام القمة: مستقبل المنطقة والعالم على مفترق طرق

أجمع عدد من قادة الدول العربية والإسلامية على رفض حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، واستمرار العدوان على لبنان.

عبد الهادي حبتور (الرياض )

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.