البحث تشكيلياً عن «السَكينة» في معرض بالقاهرة

عبر 20 لوحة للفنان هادي برعي

البحث عن الهدوء النفسي بعيداً عن ضجيج الحياة
البحث عن الهدوء النفسي بعيداً عن ضجيج الحياة
TT

البحث تشكيلياً عن «السَكينة» في معرض بالقاهرة

البحث عن الهدوء النفسي بعيداً عن ضجيج الحياة
البحث عن الهدوء النفسي بعيداً عن ضجيج الحياة

إذا كان بعض الأدباء والفنانين والمتصوفين يسعون إلى السمو بالإنسان حتى يصبح جديراً بالجنة أو «المدينة الفاضلة» التي يتخيلونها له، فإن التشكيلي المصري هادي برعي، يقدم طرحاً فنياً هادئاً لحلم الوصول إلى الجنة في ذهن الإنسان المعاصر ووجدانه، وذلك عبر أحدث أعماله الفنية التي يضمها المعرض المقام حالياً تحت عنوان «خلف أبواب السماء» بغاليري «أرت توكس» والذي يستمر حتى 6 فبراير (شباط) المقبل بالقاهرة.
تبدو اللوحات في المعرض كما لو أنها فصل جديد من عمل مسرحي، أو حلقة من مسلسل درامي ذلك إذا ما قمت بالربط بينها وبين لوحاته في المعارض الثلاثة السابقة له، حتى أن الفنان يعتبر هذا المعرض هو «الفصل الرابع» من منتجه الإبداعي، في إشارة إلى أنه يمثل امتداداً لما قدمه من سرد بصري وتناول فكري في سلسلة معارضه المشار إليها، التي بدأت عام 2014 بمعرض «عند حدود الأرض» الذي تناول فيه مفهوم الأرض والهجرة، والاغتراب، وحلم الاستقرار.
ومن ثم قام باستكمال السياق ذاته في معرض «إلى شيء يعلمونه أو لا يعلمونه» عام 2016 حيث حلم السعادة، ومنه إلى معرض «الأمل المتنقل» عام 2018. وفيه تلتقي بالإنسان الذي يصبو إلى أن تتحول أحلامه إلى واقع انطلاقاً من رؤية فلسفية تقوم على أن الحياة رحلة سفر، وصولاً إلى معرضه الحالي الذي يجسد فيه حلم الإنسان بالفوز بالجنة، حيث «يحاول المرء رسم تصور لها في خياله. وهو أثناء ذلك يسعى أيضاً لأن يصل إلى السعادة في حياته» بحسب تعبير الفنان هادي برعي، الذي يضيف لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «في رحلته الأرضية المتعبة والمثقلة بالهموم يسعى الإنسان لتشكيل (جنته) الخاصة ليستمتع بها في حياته بالشكل الذي يتراءى له، دون أن يشغله ذلك عن هدفه الأهم وهو أن ينال دخول الجنة في الآخرة».
إلى هذا تكاد تختفي ملامح الأمكنة في اللوحات التي تزدحم بشخوص في حالة ترقب وانتظار وأمل وحلم، ورغم أن كل منهم ينظر في اتجاه مغاير، منشغلاً بهمومه وآماله ولحظاته المختلفة، فإن هناك رابطاً قوياً وواضحاً يجمع بينهم جميعاً وهو المشاعر الإنسانية الخالصة، المتطلعة إلى الجنة وحين تدقق النظر وتتنقل بين الأعمال فإنك تكاد ترى مفهوماً أو رؤية واحدة لهذا الحلم العظيم وهو التمتع بحالة السكون والسكينة والسلام الداخلي».
ومن الواضح تأثر الفنان بطفولته، عبر التأكيد على هذه الصورة قائلاً: «كنت أسمع جدتي دوماً تدعو لنا أن يمنحنا الله راحة البال، وهو ما لا نجده بسهولة في الأرض، ونتطلع إليه بشغف في الجنة، فبعد مرور أي إنسان بحزمة متنوعة من التجارب والنجاحات والإحباط والصراعات وتحقيق الأمنيات والسقوط في دائرة الإخفاقات يصل إلى حقيقة مفادها أنه ليس هناك ما هو أروع من الهدوء النفسي أو راحة البال، وذلك ما توصلت إليه الشخوص في لوحاتي في مرحلتها العمرية الراهنة أو في الفصل الرابع من تجربتي الفنية».
يضم المعرض نحو 20 عملاً مختلف الأحجام والتقنيات، وتتنوع ما بين التصوير الزيتي على توال والإكريلك على الخشب، وتتميز بمحاكاة الألوان للمشاعر التي تسيطر على الشخوص ففي حين يسود اللون الرمادي والظلال القاتمة المشاهد التي يظهرون فيها تحت ضغوط وتحديات وتراكمات واقع حياتهم اليومية بضجيجها المرتفع فإنه على العكس من ذلك استخدم ألوان مبهجة وباعثة على الأمل والصفاء والهدوء مثل الأزرق والوردي والأصفر في الأعمال التي يتجسد فيها حلم الجنة وسكونها.
ويظهر أيضاً في الأعمال تأثر هادي برعي، المدرس بقسم الغرافيك بكلية الفنون الجميلة (جامعة الإسكندرية)، بالفن المصري القديم في تجسيد ملامح شخوصه. كما يوجه احتفاء خاصاً بالمرأة اتساقاً مع موقفه الداعم لها ولدورها في المجتمع، حيث تميزت الوجوه النسائية بشموخ وثبات وثقة. إضافة إلى أن اللوحات تعد انعكاساً أيضاً لقصة آدم وحواء وخروجهما من الجنة والتطلع إليها مرة أخرى.
ورغم نجاح شخوصه في جذب المتلقي وتوصيل الأفكار المختلفة إليه فإن أكثر ما يشغل الفنان الآن هو تطوير تجربته وتقديم طرح فني جديد، يقول: «حلمي أن أنجح في نقل الشخوص إلى مرحلة جديدة، ذلك أن التحدي الحقيقي الذي يواجه أي فنان هو الخروج من بؤرة معينة إلى بؤرة أخرى برشاقة وسلاسة، بحيث يمكن للجمهور تمييز أعماله ونسبها إليه بمجرد مشاهدتها، وفي الوقت نفسه تتمتع بتناول جديد وسرد بصري مختلف وقيمة ظلية ولونية مغايرة».
شارك الفنان هادي برعي في عدّة معارض جماعية بدأت من «صالون الشباب» الذي حرص على المشاركة فيه سنوياً، ثُم انتقل بمعارضه إلى الخارج بدءً من 2009. حيث شارك في معارض بكل من (إيطاليا، وبريطانيا، وكندا، والأردن، وبولندا، والإمارات العربية المتحدة، واليونان، إلى جانب معارضه الفنية الفردية).



جوائز «البحر الأحمر السينمائي» ذهبت لمن استحق

السجادة الحمراء في الدورة الخامسة لمهرجان البحر الأحمر - جدة 2025 (أ.ف.ب)
السجادة الحمراء في الدورة الخامسة لمهرجان البحر الأحمر - جدة 2025 (أ.ف.ب)
TT

جوائز «البحر الأحمر السينمائي» ذهبت لمن استحق

السجادة الحمراء في الدورة الخامسة لمهرجان البحر الأحمر - جدة 2025 (أ.ف.ب)
السجادة الحمراء في الدورة الخامسة لمهرجان البحر الأحمر - جدة 2025 (أ.ف.ب)

مع ختام أعمال الدورة الـ5 من مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، يمكن النظر إليها على أنها الأفضل بين دورات المهرجان منذ إنشائه.

الأفلام المشتركة هي أحد أبرز أسباب تميُّز هذه الدورة إجمالاً؛ فقد كانت مختارة بعناية، رغم أن معظمها سبق عرضه في مهرجانات أخرى. غير أن هذا الأمر ليس سلبياً إلى حدّ كبير، إذ إن الجمهور المحلي لا يستطيع السفر لحضور تلك المهرجانات، وبالتالي يؤدي هذا المهرجان، كما سواه في العالم العربي، خدمة مهمة لجمهوره.

دراما نفسية

مارست إدارة المهرجان عناية فائقة في تصنيف الأفلام ضمن أقسامها المناسبة، رغم أن تعدد الأقسام، كما أشرنا في رسالة سابقة، ليس دليلَ نجاح بحد ذاته، خصوصاً مع تشابه بعضها مع البعض الآخر.

ومن الأمور التي ما زالت تتكرَّر في كل دورة؛ مسألة التأخير في مواعيد بعض العروض الرئيسية. تمر دقائق طويلة والجمهور جالس في الانتظار، وعندما يظهر المقدّم (أو المقدّمة) لا يُقدَّم اعتذارٌ؛ بل يُسرد كلام مطوّل عن محاسن الفيلم، وهي أمور يُفترض أن يكتشفها المشاهد بنفسه، فيُصاب بخيبة أمل إذا لم تأتِ النتائج على قدر التوقعات.

في أحد هذه العروض، وبعد 23 دقيقة من التأخير، ظهر المقدّم وتحدث لدقائق، مستهلاً كلامه بعبارة: «أنا سعيدٌ جداً جداً بهذا الفيلم»، ومن ثَمَّ كررها مرات قبل أن يقدِّم فريق العمل. الفيلم كان «غرق» للمخرجة الأردنية زين دريعي، التي تحدَّثت عن عملها وباختصار، لكن التأخير كان قد امتدَّ لنحو 45 دقيقة قبل أن ينطلق عرضه... ومن دون اعتذار.

لقطة من المقطع الترويجي لفيلم «غرق»

«غرق» فيلم مهمٌ لم يحز على أي جائزة، لكن ذلك لا يقلِّل من جودته. يُقدِّم الفيلم حكاية غير مألوفة في السينما العربية: عائلة مؤلفة من أم وأب وولدين وابنة تعيش في رخاء اقتصادي ووئام شامل، باستثناء أحد الأبناء، باسل (محمد نزار)، الذي يعاني خللاً نفسياً ويختزن داخله عداءً مكبوتاً يتحوَّل لاحقاً إلى عنف واضح. تشعر والدته ناديا (كلارا خوري) بحالته وتدافع عنه، وهو يلجأ إليها بحثاً عن الراحة والحنان، في حين تبدو علاقته بوالده (وسام طبيلة) متوترة رغم محاولات الأب للتواصل.

تعرض المخرجة وضع الأم تجاه ابنها الذي يعاني مشكلات نفسية وعاطفية تؤثر على دراسته وإهماله لامتحان نهاية السنة. نراه يطلب من والده أن يصطحبه في إحدى رحلاته، لكن انشغال الأب يترك في نفس باسل شعوراً بالغضب، تحاول والدته احتواءه قدر المستطاع. ومع تطورات الحكاية، تتبلور مواقف تُهدد حياة الأم على يد ابنها، ويأتي المشهد الحاسم محمّلاً بإشارات وملامح فرويدية واضحة.

ليس الفيلم صعباً، ولا هو من ناحية أخرى يعدّ عملاً متميزاً فنياً؛ لكنه بالتأكيد يقدم طرحاً جديداً ضمن إطار الدراما العائلية.

مهاجرون بعيداً

لقطة من المقطع الترويجي لفيلم «أرض مفقودة»

الفيلم الفائز بجائزة «اليُسر الذهبية» هو الصيني «أرض مفقودة» (أو «ضائعة»، كما اختيرت ترجمة العنوان (Lost Land)، الذي تناولناه في صفحة السينما يوم الجمعة الماضي. هو دراما عن الهجرة من بلد إلى آخر، والمخاطر التي يتعرض لها النازحون. يروي قصة صبي في الرابعة من العمر وشقيقته ذات التسعة أعوام من بنغلاديش، يقرران خوض رحلة شاقة للانضمام إلى والديهما اللذين يعيشان في مخيم لاجئين بماليزيا. لا يتوقف الفيلم كثيراً عند أسباب هذا الانفصال، لكن مخرجه أكيو فوجيموتو يوسِّع حكاية الهجرة غير الشرعية عبر إدخال شخصيات مهاجرة أخرى، قبل أن يعود إلى قصة الشقيقين بعناية واضحة.

شيرين دعيبس مع الجائزة «الفضية» عن فيلمها «اللي باقي منك» (أ.ف.ب)

فيلم شيرين دعيبس «اللي باقي منك» (الذي تناولناه سابقاً أيضاً) نال الجائزة الفضية بوصفه أفضلَ فيلم. تخلق المخرجة مساحة زمنية تمتد من عام 1948 إلى عام 2022، للحديث عن 3 أجيال من الفلسطينيين الذين عانوا، ولا يزالون، من طغمة الاحتلال. هذا الفيلم أفضل أعمالها حتى اليوم، وقد استحق، كما «أرض مفقودة»، الجائزة التي نالها.

جائزة لجنة التحكيم ذهبت إلى أحد أفضل الأفلام العربية لهذا العام، وهو «هجرة» للسعودية شهد أمين. فيلمٌ مفصلي ومهم في تاريخ السينما السعودية، يتناول موضوعاً إنسانياً كبيراً عن جدة تبحث عن حفيدتها بمرافقة حفيدة أخرى. يزخر العمل بمعطيات اجتماعية وإنسانية متعددة، ضمن انسياب زمني ومكاني مميّزين.

لقطة من المقطع الترويجي لفيلم «يونان»

فيلمان من إخراج سينمائيين عربيين فازا بجائزتين مهمتين. الأول هو «يونان» لأمير فخر الدين، الذي حصد جائزتين: أفضل إخراج، وأفضل ممثل، التي مُنحت لبطله جورج خبّاز.

يروي الفيلم حكاية كاتب لبناني يعيش في ألمانيا، يعاني اكتئاباً وفقداناً للهوية والأمل، ويُقرِّر الذهاب إلى بلدة صغيرة جداً لينتحر فيها. يأخذ المخرج والممثل مساحتهما الفكرية والفنية، ويقدمان نتيجة متماسكة، مع تصوير رائع يُعمِّق عزلة المكان، وبالتالي عزلة الشخصية الرئيسية.

أما الفيلم الثاني فهو «نجوم الأمل والألم» لسيريل عريس، وقد فاز بجائزة أفضل سيناريو. وهي جائزة صعبة، نظراً لوجود أعمال أخرى ذات نصوص قوية، لكن ما يقدمه هذا الفيلم العاطفي، في سبره لأوضاع الماضي والحاضر اللبنانيين، يُبرر استحقاقه للجائزة.

نسبة جيدة ولكن...

المخرجة السعودية شهد أمين تتسلَّم جائزة فيلم «هجرة» (المهرجان)

لا بد من الاعتراف بأن السينما السعودية هذا العام، وباستثناء «هجرة»، لم تقدّم أعمالاً بمستوى ما شهدته الدورات السابقة. لم تخلُ الساحة من المحاولات، غير أن غالبيتها جاءت ضمن قسم «أفلام سعودية جديدة»، واشتملت على فيلمين تسجيليين هما «المدّ البشري» لديڤيد وورك، و«سبع قمم» لأمير الشنّاوي. كما برزت 3 أفلام أخرى على نحو محدود؛ هي «رأي رسم الرمال» لعبد الله الحمدي، و«دوائر الحياة» لخالد الدسيماني، و«نور» لعمر المقرّي.

وعلى صعيد أفلام المسابقة، لُوحظت نسبة جيدة من المشاركات العربية، لكن باستثناء الأفلام الفائزة، مرَّت الأعمال الأخرى من دون ضجيج يُذكر؛ من بينها «القصص» لأبو بكر شوقي (مصر)، و«إركالا: حلم كلكامش» لمحمد جبارة الدراجي (العراق)، و«بارني» لمحمد شيخ (الصومال).


حفل زفاف ابنة محمد هنيدي يخطف الأنظار في مصر

هنيدي خلال رقصه مع ابنته (الشرق الأوسط)
هنيدي خلال رقصه مع ابنته (الشرق الأوسط)
TT

حفل زفاف ابنة محمد هنيدي يخطف الأنظار في مصر

هنيدي خلال رقصه مع ابنته (الشرق الأوسط)
هنيدي خلال رقصه مع ابنته (الشرق الأوسط)

تحول حفل زفاف فريدة، ابنة النجم محمد هنيدي، إلى حديث الجمهور في مصر، بعدما امتلأت ليلته بلحظات إنسانية صادقة جمعت بين الفرح والتأثر، وسط حضور لافت لعدد من نجوم الفن الذين حرصوا على مشاركة هنيدي هذه المناسبة العائلية الخاصة.

وعلى عكس كثيرين من الفنانين الذين لا يفضلون تصوير حفلات الزفاف، لم يعترض هنيدي على عدسات المصورين والحضور من أقارب وأصدقاء العروسين التي رصدت أجواء الحفل الذي أقيم بأحد الفنادق الكبرى في القاهرة، واستمر حتى الساعات الأولى من الصباح.

وظهر محمد هنيدي خلال الحفل في حالة من السعادة الغامرة، لم تخلُ من دموع الفرح، إذ عاش اللحظة بكل تفاصيلها أباً يسلّم ابنته إلى شريك حياتها، وفناناً يشارك الحضور الغناء والرقص بعفوية لافتة، ما منح الحفل طابعاً بعيداً عن الرسميات.

هنيدي يتوسط عدداً من النجوم خلال حضور الحفل (الشرق الأوسط)

وكانت أكثر اللحظات تأثيراً عندما لم يتمالك هنيدي دموعه وهو يحتضن ابنته العروس قبل تسليمها لعريسها الدكتور حازم الدباح، في مشهد امتزجت فيه مشاعر الفرح بالفراق، وقبّلت العروس يدي والدها، في لقطة عبّرت عن امتنانها وحبها، لتتحول إلى واحدة من أبرز مشاهد الحفل تداولاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وشهد الحفل رقصة خاصة جمعت هنيدي بابنته على أنغام أغنية «بنت أبويا»، حيث سيطر التأثر على المشهد، وبدا واضحاً على العروس ووالدها، كما ظهر هنيدي وهو يغني لابنته أغنية «مين حبيب بابا» التي قدمها سابقاً في فيلمه «عندليب الدقي»، وسط تصفيق من الحضور.

وحضر الحفل عدد كبير من الفنانين، منهم خالد زكي، ونرمين الفقي، ومحمد ثروت، في حين لم تخلُ الأجواء من لحظات احتفالية مرحة، كان أبرزها ظهور النجم أحمد السقا، الذي فاجأ الحضور بحمله للطبلة ومشاركته في العزف والرقص، تعبيراً عن فرحته بزفاف ابنة صديق عمره، كما رقص إلى جواره على الأغاني في الحفل.

ووجّه محمد هنيدي رسالة مؤثرة لابنته، تحدث فيها عن عادته اليومية في حكاية القصص لها قبل النوم، مؤكداً أنه أوصى زوجها بهذه العادة، متمنياً لها حياة مليئة بالحب والدفء، فيما تفاعل مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي مع حفل الزفاف وجرى تداول لقطات فيديو منه وصور على نطاق واسع.

أكدت الناقدة الفنية مها متبولي لـ«الشرق الأوسط»، أن التفاعل مع حفل زفاف ابنة هنيدي كان متوقعاً لأسباب عدة، أبرزها «تداول فيديوهات وصور مؤثرة من الحفل، والقاعدة الجماهيرية الكبيرة التي يملكها هنيدي في العالم العربي بوصفه أحد أهم نجوم الكوميديا، بالإضافة إلى انخراطه الدائم على مواقع التواصل وتواصله مع الجمهور»، مشيرة إلى أن التفاعل الإيجابي مع مثل هذه المناسبات أمر طبيعي.

وأضافت أن «الارتباط بين هنيدي والجمهور، سواء بشكل افتراضي عبر مواقع التواصل أو من خلال أعماله، راسخ وممتد على مدار سنوات، مما يجعل أخباره تهم قطاعاً واسعاً من المتابعين، فضلاً عن ردوده الطريفة عادة من خلال حساباته على مواقع التواصل»، مؤكدة أن الجمهور عادة ما ينخرط بالتفاعل مع المناسبات المفرحة للفنانين الذين يحبهم ويرتبط بهم، وهو أمر لم يكن ليحدث لو كان والد العروس فناناً آخر غير هنيدي.


«الست» يحقق إيرادات مليونية ويتصدر شباك التذاكر بمصر

لقطة من فيلم «الست» (حساب الكاتب أحمد مراد على فيسبوك)
لقطة من فيلم «الست» (حساب الكاتب أحمد مراد على فيسبوك)
TT

«الست» يحقق إيرادات مليونية ويتصدر شباك التذاكر بمصر

لقطة من فيلم «الست» (حساب الكاتب أحمد مراد على فيسبوك)
لقطة من فيلم «الست» (حساب الكاتب أحمد مراد على فيسبوك)

تصدر فيلم «الست» قائمة إيرادات «شباك التذاكر» في مصر بعد مرور 3 أيام على طرحه بدور العرض، حيث حقق إيرادات مليونية تعدت قيمتها الـ7 ملايين جنيه (الدولار يساوي 47.49 جنيه)، حسب بيان الموزع السينمائي المصري محمود الدفراوي.

وأزاح «الست» فيلمي «ولنا في الخيال حب» و«السلم والثعبان2» من رأس قائمة الإيرادات بعد تصدرهما أياماً عدة من بين الأفلام المعروضة حالياً وهي «السادة الأفاضل»، و«أوسكار...عودة الماموث»، و«فيها إيه يعني»، و«قصر الباشا».

الفيلم من بطولة منى زكي، وإخراج مروان حامد، وسيناريو أحمد مراد، وشارك به نخبة من النجوم وضيوف الشرف من بينهم محمد فراج، وسيد رجب، وأحمد خالد صالح، وأمينة خليل، وآسر ياسين، ونيللي كريم، وأحمد أمين، وطه دسوقي، وأحمد حلمي... وغيرهم.

وتعليقاً على تحقيق الفيلم إيرادات لافتة، وصف الكاتب والناقد الفني المصري طارق الشناوي «الست» بأنه «شريط سينمائي جاذب يتمتع بقدرة جمالية وإبداعية وفنية ضخمة»، لافتاً إلى أن «من حق كل متذوق الاختلاف في بعض النقاط، فالفيلم في مجمله ليس توثيقاً لحياة أم كلثوم بكل تفاصيلها بل مستوحى من حياتها».

وأكد الشناوي لـ«الشرق الأوسط» أن الإيرادات التي حصدها الفيلم لم تكن مفاجئة؛ لأن مروان حامد من المخرجين الذين يمتلكون قدرة على قراءة مشاعر الجمهور، فهو لم ينعزل عن نبض الشارع وأحاسيسه، وعندما تصدى لفيلم «الست» كان يدرك أن مثل هذه الأعمال الفنية غالباً لا تلقى كثيراً من الصدى الجماهيري، لكن القدرة على الحبكة الدرامية، بالإضافة إلى حالة التصاعد التي قدمها في الفيلم حتى نصل للذروة، كانت جاذبة.

ويتناول فيلم «الست» لمحات حقيقية من سيرة «سيدة الغناء العربي» أم كلثوم، الشخصية والفنية وفق صنّاعه؛ إذ بدأ من كواليس حفلها الشهير بمسرح «الأولمبيا» في باريس أواخر ستينات القرن الماضي، وسقوطها أرضاً بسبب معجب أراد تقبيل قدمها.

عدد من صناع فيلم «الست» (حساب الكاتب أحمد مراد على فيسبوك)

وكشف الفيلم عن أحداث واقعية مرت بها «كوكب الشرق» في بدايتها، ودور والدها وشقيقها في حياتها الشخصية، ومشوارها الفني، وإتقانها الإنشاد الديني، وعلاقتها بأعضاء فرقتها، وحرصها فيما بعد على الدقة والنظام بشكل صارم، وفوزها بمنصب «نقيب الموسيقيين»، وعلاقتها بالشاعر أحمد رامي وغيره من الرموز الفنية التي أسهمت في مسيرتها.

وعن رأيه في فيلم «الست» ومدى استحقاقه الإيرادات التي حصل عليها خلال أيام معدودة في مصر، أكد الكاتب والناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن أن «الإيرادات منطقية، خصوصاً أن عدداً كبيراً من الجمهور أراد مشاهدته لمعرفة مدى مصداقية الحملات المناهضة له منذ الإعلان عن صناعته وطرح البرومو الترويجي له».

وأشار عبد الرحمن في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن أي فيلم يصاحبه «الجدل» يكون في صدارة الأكثر مشاهدة في البداية، ولم يستبعد عودة غيره للتصدر مجدداً إذا لم ينجح «الست» في الحفاظ على مكانته وما حققه من تصدر في الإيرادات، «فالمقياس الحقيقي للنجاح هو الاستمرارية على رأس القائمة خلال الأسابيع المقبلة».

في السياق، سلَّط صناع فيلم «الست» الضوء على بعض اللمحات السلبية في حياة أم كلثوم، من بينها الزواج والأمومة، وحرصها على متابعة الإيرادات في حفلاتها، وقيمة التعاقد معها، والتدخين، والغضب والعناد، وعلاقتها ببعض الأنظمة الحاكمة التي واكبتها في مصر.

من جانبها، قالت الكاتبة والناقدة الفنية المصرية الدكتورة آمال عثمان إن «الضجة التي صاحبت طرح الفيلم أفادته كثيراً، لأنها كانت سبباً للحرص على المشاهدة لإثبات وجهة النظر سواء كانت سلبية أم إيجابية»، وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «الإيرادات العالية التي حققها الفيلم خلال أيام مستحقة لقيمته الكبيرة وكم النجوم الذين شاركوا به»، ولفتت الناقدة الفنية إلى أن «الفيلم أعاد كشف العمق الإنساني لشخصية أم كلثوم، وصاغ حالة وجدانية مشحونة بالمشاعر تليق بقامة فنية كبيرة مثل (كوكب الشرق)».