ودّع المشاهد العربي، واللبناني بشكل خاص، مسلسل «عروس بيروت» في موسمه الأول، ممنياً النفس بلقائه من جديد في سبتمبر (أيلول) من عام 2020.
وكان هذا العمل الدرامي بمثابة النسخة العربية للتركي منه «عروس إسطنبول» الذي بادرت مجموعة «إم بي سي» الإعلامية إلى إنتاجه، في خطوة فريدة من نوعها في صناعة الدراما العربية. وتابع اللبنانيون هذا العمل عبر «إم بي سي» الفضائية، وكذلك من خلال شاشتهم المحلية «إل بي سي آي». وحل بطلا المسلسل ظافر العابدين وكارمن بصيبص ضيفين عزيزين على بيوت اللبنانيين، لا سيما أن المسلسل كان بمثابة أنيسهم الوحيد في لياليهم الملاح في أثناء الثورة، وبعيد غياب أعمال الدراما عن الشاشات المحلية ككل، بسبب تغطيتها المباشرة للمظاهرات الدائرة على الأرض.
وحصد النجم التونسي ظافر العابدين شعبية كبيرة إثر تجسيده دور فارس الذي يغرم بثريا ويتزوجها، رغم كل العقبات التي يواجهانها من قبل عائلته الأرستقراطية. واجتمعت الآراء حول أدائه المحترف، وحضوره اللافت، وكذلك حول الجاذبية التي يتمتع بها. وتحول بين ليلة وضحاها إلى فارس تمنت غالبية الفتيات اللبنانيات أن توفق بشريك على طرازه. ولقبّه كثيرون بـ«جيمس بوند» الشاشة العربية، فيما فضّل آخرون الحفاظ على لقبه «جنتل الشاشة». فهو، وبشهادة زملائه العاملين معه، ممثل مبدع، وعلى مستوى عالمي (شارك في أعمال هوليودية وأوروبية)، ولا يختلف بتاتاً في شخصيته الحقيقية عن تلك الراقية التي يقدمها على الشاشة.
أما كارمن بصيبص التي تجسد في «عروس بيروت» شخصية ثريا، الفتاة الرومانسية الهادئة العفوية، فأثبتت بأدائها المتقن أنها مشروع نجمة دراما عربية من دون منازع، لا سيما أن هذا العمل أتاح لها فرصة تقديم أول أدوارها البطولية المطلقة.
وكان الثنائي (العابدين وبصيبص) قد سبق ونجحا في عمل آخر «ليالي أوجيني» اجتمعا فيه على شاشة رمضان 2018، وهو الأمر الذي دفع بالمشرفين على إنتاج «عروس بيروت» إلى اختيارهما مرة جديدة.
وبحسب المؤسسة اللبنانية للإرسال (إل بي سي آي)، ورغم عدم عرضها المسلسل بشكل ثابت بسبب أوضاع البلاد السياسية والميدانية، فإنه استطاع حصد نسبة مشاهدة عالية، بلغت 12 في المائة في الدقيقة، فيما يشير مدير عام «إم بي سي»، دكتور علي جابر، إلى أن النجاح الذي حققه المسلسل ترجم بنسبة مشاهدة وصلت إلى 10 في المائة، وهي نتيجة غير مسبوقة لديها.
وعن التغييرات التي ستطرأ على المسلسل في موسمه الثاني، المنتظر أن يبدأ عرضه في سبتمبر (أيلول) 2020، يقول: «إن الموسم الأول من (عروس بيروت) كان بمثابة مسودة، أو (بيلوت) كما نسميها في عالم التلفزيون. ولذلك، بعيد عرضه قمنا بعملية تحليل دقيقة له، شبيهة إلى حد كبير بما هو معروف بالأجنبية (بوست مورتم)، أي تشريح الجثة للوقوف على الأخطاء التي شابته لتصحيحها».
ويضيف علي جابر، في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لقد كان هناك بعض الثغرات ضمن مشكلات واجهناها في أثناء التصوير، وفي عملية الدوبلاج، وتأمين الكومبارس، وغيرها من الأمور التي لم نستطع تداركها حينها. ولذلك أجرينا تغييرات كثيرة سيلمسها المشاهد عن قرب في موسمه الثاني، وتطال عملية الإخراج التي سيتولاها فكرت قاديوغلو الذي لديه تاريخ طويل ناجح في الدراما التركية. وكذلك ارتأينا من ناحية الكتابة الاستعانة بطارق سويد لتقديم نسخة أقرب منها إلى الواقع اللبناني، لا سيما أن أحداث العمل تدور في هذا الإطار».
ومن التجديدات التي سيشهدها «عروس بيروت 2»، الذي سيبدأ تصويره في 15 يناير (كانون الثاني) المقبل، انضمام عناصر تمثيلية جديدة إلى عائلته، كرفيق علي أحمد، وكارمن لبس، وكريستين شويري، ووفاء حلاوي، وغيرهم. ومن المتوقع أن يكون الأول بديلاً عن فادي إبراهيم، فيما تؤدي الثانية دور خالة نايا زوجة خليل (الأخ الأصغر لفارس). أما تقلا شمعون التي تؤدي دور ليلى، العمود الفقري في العمل التي حققت مرة جديدة نجاحاً كبيراً في أدائها المحترف، فسنتابعها ضمن أحداث جديدة تضعها في مقلب آخر لا يتوقعه المشاهد، خصوصاً أن علاقة قوية ستربطها بثريا، زوجة ابنها البكر فارس.
كما تعلّق اللبنانيون بممثلين آخرين، أمثال جو طراد وماري تيريز معلوف ومرام علي ومحمد أحمد وعلاء الزعبي ورانيا سلوان، وغيرهم الذين جسدوا أدوارهم باحترافية وعفوية جذبت المشاهد منذ انطلاق الحلقات الأولى للعمل.
وعما إذا كان هناك موسم ثالث للمسلسل، يوضح علي جابر: «سننجزه تماماً، كما في نسخته التركية الأصلية، وسيتألف موسمه الثاني من نحو 100 حلقة، يتم منتجتها أو ضغطها لتتلاءم مع عدد حلقات الموسم الأول منه». وعن سبب نجاح هذا العمل، يقول علي جابر في معرض حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لقد توقعنا هذا النجاح للعمل الذي نعده بداية صناعة درامية عربية ناضجة بكل عناصرها. كما أننا نحاول أن نكتسب المزيد من تطويرها من خلال زميلتنا التركية. فصناعتنا تفتقد إلى النضج في الكتابة والإخراج، وهي العناصر التي نوليها اهتماماً كبيراً اليوم من ناحيتنا، في ظل حاجتنا إليها، وفقدانها بشكل عام في ساحتنا الفنية، مما يؤهلنا للمنافسة. فقد سبق وتطورنا في صناعة برامج المواهب، بعد تجارب خضناها وتعلمناها من أربابها في أوروبا وأميركا. واليوم، تعد (إم بي سي) السباقة في هذا المجال، بعد أن عرفت قواعد اللعبة، وطبقتها على المستوى العالمي في (أراب غوت تالنت) و(ذا فويس)، وغيرها من فورمات برامج مشابهة».
وانتقد علي جابر بعض المخرجين اللبنانيين الذين يمضون وقتهم مثلاً في «كيفية ضبط كادر الصورة، بدلاً من توجيه الممثل لكيفية إبراز إحساسه في مشهد ما. فالتركيز على الشكل الخارجي للممثل لا يهمنا بقدر أدائه وإحساسه، وهما ما لا يعطيهما المخرج المحلي اهتماماً بالغاً. أما بالنسبة للكتاب، فيجب التوصل إلى (سكريبت فورمات) عالمي يزودنا بالقدرة على النجاح من دون منازع، تماماً كغيرنا في دول أوروبا وأميركا».
ويشدد على الخطة المستقبلية التي تنوي «إم بي سي» اتباعها، من خلال قيامها بصناعة درامية تتكيف مع تلك العالمية: «سنستنسخ أعمالاً غربية بطريقة (عروس بيروت) نفسها».
وقررت مجموعة قنوات «MBC» أن تستثمر في فكرة تعريب النماذج الأجنبية، كالمسلسلات اللاتينية والكورية والصربية والتركية، فوضعت على خريطة مشاريعها المقبلة إنتاج عدد من المسلسلات التي ستتنوع مواضيعها بين الدراما الاجتماعية والرومانسية الكوميدية والتشويقية. وسيتم إنتاجها على مستوى الوطن العربي، لتقدم دراما مصرية خليجية لبنانية وPan Arab عالية الجودة، ومن بينها «جاين ذا فيرجين» الذي ستقدمه بنسخة مصرية.
«عروس بيروت» يودع مشاهديه على أمل لقائهم في سبتمبر 2020
«إم بي سي» تضع خريطة مشاريع مقبلة لإنتاج مسلسلات متنوعة
«عروس بيروت» يودع مشاهديه على أمل لقائهم في سبتمبر 2020
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة