يتابعها الملايين... بيزنس «الحيوانات المؤثرة» على مواقع التواصل

القطة «ليل بوب» كانت واجهة لحملات تجارية قبل وفاتها الأسبوع الماضي

القطة ليل بوب مع مالكها مايك بريدافسكي (أ.ف.ب)
القطة ليل بوب مع مالكها مايك بريدافسكي (أ.ف.ب)
TT

يتابعها الملايين... بيزنس «الحيوانات المؤثرة» على مواقع التواصل

القطة ليل بوب مع مالكها مايك بريدافسكي (أ.ف.ب)
القطة ليل بوب مع مالكها مايك بريدافسكي (أ.ف.ب)

لم يعد عالم المؤثرين من نجوم الإنترنت أو من يعرفون بـ«influencers» حكراً على البشر وحدهم، إذ يتألق عدد من الحيوانات الأليفة عبر منصات التواصل الاجتماعي، بفضل دعم أصحابها، وبعضها ينال شهرة واسعة تسمح لها بتحقيق ثروات طائلة.
وأشهر الحيوانات الأليفة من القطط «غرمبي» و«ليل بوب»، وبين الكلاب «بو» و«دوج ذا بغ».
ولفتت وفاة القطة «ليل بوب» الأسبوع الماضي الأنظار إلى حجم التأثير الذي يمكن أن تحدثه الحيوانات الأليفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن أثار إعلان وفاتها موجة مشاعر بين متابعيها.
وكتب مالك «ليل بوب»، مايك بريدافسكي، الذي يعيش في ولاية إنديانا الأميركية، عبر «إنستغرام» بعد وفاتها: «عزيزتي بوب، لن أنسى كرمك أبدا، وقدرتك غير المحدودة على الحب وإعطاء الكثير من السحر والفرح للعالم».
وظهرت القطة ليل بوب لأول مرة على الإنترنت عام 2011، وكانت من أوائل القطط التي نالت النجومية بعد أن بدأ صاحبها في نشر صور وتحديثات لها عبر الإنترنت.
ولدى القطة ليل بوب 3 ملايين متابع على «فيسبوك»، و2.4 مليون على «إنستغرام» وأكثر من 800 ألف متابع عبر «تويتر»، وفقا لتقرير أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وذكر تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» أن وفاة القطة ليل بوب بعد التهاب في العظام قاد مجموعة كبيرة من متابعيها إلى الدخول في حالة حداد كما لو أن القطة خاصة بهم، بعد أن أمضى هؤلاء المتابعون سنوات يتابعون صورها.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن الحسابات المخصصة للحيوانات الأليفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت هواية للكثيرين، لكنها أيضا «بيزنس» يدر أرباحا لقلة محددة، بسبب شهرة حيواناتهم، وبسبب تأثير هذه الحيوانات في حياة الآخرين.
وقد سلط فيلم وثائقي الضوء على شهرة القطة بوب عنوانه «Lil Bub & Friendz»، الذي جعل القطة من المشاهير في مهرجان تريبيكا السينمائي عام 2013، وقد تم تدشين صندوق وطني للحيوانات الأليفة من ذوي الاحتياجات الخاصة (مثل القطة ليل بوب)، وقد ساعدت بوب في جمع أكثر من 700 ألف دولار للمنظمات الحيوانية، منها 75 ألف دولار في عام 2018 وحده.
وكتب مالك القطة بريدافسكي على «إنستغرام»: «لقد أحدثت القطة بوب فرقاً كبيراً في عالم رعاية الحيوانات وفي حياة الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم»، معتبرا أنها قد تركت إرثا روحياً ومادياً يفخر به. وقبل وفاتها حوّل بريدافسكي وجه بوب إلى علامة تجارية، إذ شاركت في حملة للملابس وأخرى للقهوة في مبيعات الجمعة السوداء.
وفي عام 2013 كانت القطة واجهة لحملة مع منظمة «بيتا»، وهي منظمة للأشخاص الذين يطالبون بمعاملة مساوية للحيوانات لتشجيع التعقيم والتبني. وقالت المنظمة في تغريدة: «استخدمنا نجومية (ليل بوب) لجعل العالم مكاناً أفضل للحيوانات، ونحترمها لأنها ساعدتنا في إيصال رسالة التبني».
وترحب أشلي بيرن، وهي مديرة للحملات في منظمة بيتا، باستخدام الحيوانات الأليفة في الحملات لا يجب ألا يأتي على حساب رفاهية الحيوانات، وتابعت في قولها لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا ينبغي أن يعامل الحيوان الأليف على أنه ممتلك تافه». وطالبت من الأشخاص الذين يملكون حيوانات ولديهم تواجد عبر الإنترنت أن يشجعوا أتباعهم على التعامل الجيد مع الحيوانات الأليفة.
وفي سياق متصل، استطاعت القطة غرمبي المشهورة جمع أكثر من 8.5 مليون معجب على «فيسبوك» و2.5 مليون متابع على «إنستغرام» و1.5 مليون على «تويتر».
ومنذ عام 2013 حتى وفاتها في شهر مايو (أيار)، كانت القطة غرمبي واجهة تجارية لطعام «Cat Friskies» المخصص لقطط.
في عام 2018، منحت محكمة في كاليفورنيا لمالكة القطة غرامبي، تاباثا بنديسين، تعويضا قدره 710.001 دولار عن انتهاك حقوق الصورة، بعد أن استخدمت إحدى شركات القهوة صوراً لوجه غرامبي دون إذن.
وتدير وكالة باسم «The Dog Agency» عدداً من الحملات اعتماداً على «المؤثرين» من الحيوانات الأليفة من جميع الأنواع من القطط إلى الكلاب، وحتى كلب البلدغ المملوك للمدير التنفيذي للوكالة. ويقول مديرها إدواردز في مقابلة مع مجلة «فوكس» في نوفمبر (تشرين الثاني): «نحاول تطوير قيمة التعامل مع الحيوانات الأليفة كأطفالنا. إنهم جزء مهم من حياتنا».
وذكر تقرير وكالة الصحافة الفرنسية أن الأسر الأميركية تمتلك أكثر من 42 مليون قط و63 مليون كلب اعتبارا من العام الجاري، وأن سوق منتجات الحيوانات الأليفة في الولايات المتحدة ربح 72 مليار دولار في عام 2018، وفقاً لجمعية منتجات الحيوانات الأليفة الأميركية (أبا).
ومنذ إطلاق موقع «إنستغرام» في عام 2010، تم استخدام كلمة «قطة» على المنصة 193 مليون مرة وكلمة «كلب» 243 مليون مرة.
وعدَّ إدواردز الحيوانات الأليفة كمثير للأندورفين، وهو الهرمون الذي يجعل الناس يشعرون بالسعادة، متابعا أن الحيوانات الأليفة أفضل في التواصل كمؤثرين من البشر.



مصر لتطوير حديقتي «الحيوان» و«الأورمان» وفق مواصفات عالمية

جانب من حديقة الحيوان بالجيزة (فيسبوك)
جانب من حديقة الحيوان بالجيزة (فيسبوك)
TT

مصر لتطوير حديقتي «الحيوان» و«الأورمان» وفق مواصفات عالمية

جانب من حديقة الحيوان بالجيزة (فيسبوك)
جانب من حديقة الحيوان بالجيزة (فيسبوك)

تواصل مصر خطتها لإحياء وتطوير حديقتي «الحيوان» و«الأورمان» بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة)، وفق أحدث المعايير العالمية والدولية، مع العمل على وصلهما ببعضهما البعض وافتتاحهما قريباً بإدارة من القطاع الخاص.

وأكد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أن الحكومة تتابع باهتمام تنفيذ مشروع تطوير الحديقتين، انطلاقاً من أهميته في ظل الطابع التاريخي المميز لهما، وتتطلع لإعادة إحيائهما، والانتهاء من عملية التطوير وفق الخطة الزمنية المقررة، وإدارتهما وتشغيلهما على النحو الأمثل.

وقال مدبولي في بيان عقب اجتماع، الأحد، مع عدد من الوزراء والمسؤولين المعنيين بالمشروع: «هذا المشروع بمثابة حلم للحكومة نعمل جميعاً على تحقيقه، وهدفنا أن يرى النور قريباً، بإدارة محترفة من القطاع الخاص، تحافظ على ما يتم ضخه من استثمارات».

وشهد الاجتماع استعراض مراحل مشروع إحياء وتطوير حديقتي الحيوان والأورمان، حيث تمت الإشارة إلى اعتماد التصميمات وأعمال الترميم والتطوير من جانب المنظمات العالمية المُتخصصة، ونيل شهادات ثقة عالمية من جانبها، مع التعامل مع البيئة النباتية بأسلوب معالجة علمي، إلى جانب تدريب الكوادر العاملة بالحديقتين وفق أعلى المعايير العالمية، بما يواكب رؤية التطوير، ويضمن توافق التشغيل مع المعايير الدولية»، وفق تصريحات المتحدث باسم رئاسة مجلس الوزراء، المستشار محمد الحمصاني.

ويتضمن مشروع تطوير «حديقة الحيوان بالجيزة» مساحة إجمالية تبلغ 86.43 فدان، ويبلغ إجمالي مساحة مشروع «حديقة الأورمان» 26.7 فدان، بمساحة إجمالية للحديقتين تصل إلى 112 فداناً، واستعرض الاجتماع عناصر ربط المشروعين معاً عبر إنشاء نفق يربط الحديقتين ضمن المنطقة الثالثة، بما يعزز سهولة الحركة، ويوفر تجربة زيارة متكاملة، وفق البيان.

وتضمنت مراحل التطوير فتح المجال لبدء أعمال تطوير السافانا الأفريقية والمنطقة الآسيوية، إلى جانب الانتهاء من أعمال ترميم الأماكن الأثرية والقيام بتجربة تشغيلية ليلية للمناطق الأثرية بعد تطويرها بواقع 8 أماكن أثرية.

التشغيل التجريبي للمناطق الأثرية ليلاً بعد تطويرها (حديقة الحيوان بالجيزة)

وأشار البيان إلى أن مستشاري مشروع الإحياء والتطوير؛ وممثلي الشركة المُشغلة للحديقتين، عرضوا خلال الاجتماع مقترحاً للعودة للتسمية الأصلية لتكونا «جنينة الحيوان»، و«جنينة الأورمان»؛ حرصاً على التمسك بهويتهما لدى جموع المواطنين من روادهما منذ عقود، كما أكدوا أن إدارة الحديقتين وتشغيلهما سيكون وفق خطة تضمن اتباع أحدث النظم والأساليب المُطبقة في ضوء المعايير العالمية.

وتم تأكيد ارتفاع نسب الإنجاز في الجوانب التراثية والهندسية والفنية بمشروع تطوير الحديقتين، حيث شملت أعمال الترميم عدداً من المنشآت التاريخية، أبرزها القصر الملكي والبوابة القديمة والكشك الياباني.

وحقق المشروع تقدماً في الاعتمادات الدولية من جهات مثل الاتحاد الأوروبي لحدائق الحيوان (EAZA) والاتحاد العالمي (WAZA) والاتحاد الأفريقي (PAAZA)، وفق بيان مجلس الوزراء المصري.

وترى الدكتور فاتن صلاح سليمان المتخصصة في التراث والعمارة أن «حديقة الحيوان بالجيزة من أكبر حدائق الحيوان في الشرق الأوسط وأعرق حدائق الحيوان على مستوى العالم، حيث تأسست في عهد الخديو إسماعيل، وافتُتحت في عصر الخديو محمد توفيق، وكان بها في بداية افتتاحها أكثر من 175 نوعاً من الحيوانات النادرة من بيئات مختلفة حول العالم، كما كان تصميمها من أجمل التصميمات في العالم وقتها، وكانت متصلة بحديقة الأورمان وقت إنشائها».

وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «حديقة الأورمان من أهم الحدائق النباتية في العالم، وكانت جزءاً من القصر الخاص بالخديو إسماعيل، وكانت مخصصة لمد القصر بالفواكه والخضراوات، وصممها مهندسون فرنسيون»، وأشارت إلى أن كلمة أورمان بالأساس هي كلمة تركية تعني الغابة أو الأحراش، وعدت مشروع تطوير الحديقتين «من أهم المشروعات القائمة حالياً والتي من شأنها أن تعيد لهما طابعهما التراثي القديم، وهو من المشروعات الواعدة التي من شأنها أن تغير كثيراً في شكل الحدائق المصرية» وأشادت بفكرة العودة إلى الاسمين القديمين للحديقتين وهما «جنينة الحيوان» و«جنينة الأورمان»، لافتة إلى تغيير الصورة الاستثمارية للحديقتين بعد التطوير لوجود مناطق ترفيهية وكافيهات ومناطق لأنشطة متنوعة.


نادين لبكي: السينما هاجس داخلي… وأفلامي تولد من أسئلة لا تهدأ

نادين لبكي تتحدث عن مشوارها الفني في «البحر الأحمر» (إدارة المهرجان)
نادين لبكي تتحدث عن مشوارها الفني في «البحر الأحمر» (إدارة المهرجان)
TT

نادين لبكي: السينما هاجس داخلي… وأفلامي تولد من أسئلة لا تهدأ

نادين لبكي تتحدث عن مشوارها الفني في «البحر الأحمر» (إدارة المهرجان)
نادين لبكي تتحدث عن مشوارها الفني في «البحر الأحمر» (إدارة المهرجان)

قالت المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي إن العمل الفني لا يولد مصادفة، بل يأتي من تلك الرجفة الداخلية التي يخلّفها هاجس ما، أو من أسئلة لا تتوقف عن الإلحاح حتى تتحوّل إلى قصة.

وبدت نادين في جلستها الحوارية بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، الأحد، التي أدارها أنطوان خليفة، مدير البرنامج العربي والكلاسيكي بالمهرجان، كأنها تفتح كتاباً شخصياً، تقلب صفحاته بهدوء وثقة، وتعيد ترتيب ذكرياتها وتجاربها لتشرح كيف تُصنع الأفلام. فمنذ اللحظة الأولى لحديثها، شددت على أن الصدق هو ما يميّز الفيلم؛ ليس صدق رؤيتها وحدها، بل صدق كل مَن يقف خلف الكاميرا وأمامها.

وأكدت أن الشغف والهوس هما ما يسبقان الولادة الفعلية لأي فكرة؛ فقبل أن تصوغ أولى كلمات السيناريو، تكون قد أمضت زمناً في مواجهة فكرة لا تريد مغادرة ذهنها. شيئاً فشيئاً يبدأ هذا الهاجس بالتشكّل والتحول إلى موضوع محدد يصبح البوصلة التي تضبط كل التفاصيل الأخرى. قد تتغير القصة، وقد يتبدّل مسار الفيلم، لكن الفكرة الجوهرية، ذلك السؤال الملحّ، تبقى العنصر الثابت الذي يجب بلوغه في النهاية.

وتسترجع نادين لحظة ولادة فيلم «هلّأ لوين؟»، فتعود إلى حرب 2008، حين كانت مع طفلها في شوارع بدت كأنها على وشك الانزلاق إلى حرب أهلية جديدة. وتروي كيف تسلّل إليها الخوف عندما تخيّلت ابنها شاباً يحمل السلاح، وكيف تحوّلت تلك اللحظة إلى بذرة فيلم كامل.

نادين لبكي خلال «مهرجان البحر الأحمر» (إدارة المهرجان)

وفي «كفرناحوم» حدث شيء مشابه، إذ تقول إنها كانت ترى الأطفال في الشوارع، وتنصت إلى قصصهم، وتراقب نظرتهم إلى العالم وإلى الناس الذين يمرّون أمامهم كأنهم عابرون بلا أثر. من هنا بدأت الفكرة، ثم امتدّ المشروع إلى 5 سنوات من البحث الميداني، أمضت خلالها ساعات طويلة في محاولة فهم القوانين، والحياة اليومية، والدوافع الإنسانية التي تحكم هذه البقع المهمَّشة.

وتؤكد نادين أن مرحلة الكتابة ليست مجرد صياغة نص، بل لحظة مشاركة وتجربة مشتركة، فالعلاقة بين فريق الكتابة بالنسبة إليها أساسية. وتشير إلى أنها تحب العمل مع أشخاص يتقاسمون معها الرؤية والمبادئ نفسها. أحياناً يكتبون أسبوعين متواصلين، ثم يتوقفون شهوراً قبل أن يعودوا للعمل من جديد، بلا مواعيد نهائية صارمة، لأن القصة، كما تقول، هي التي تحدد إيقاعها وزمنها، لا العكس.

وعندما تنتقل إلى الحديث عن اختيار الممثلين، تكشف أن العملية تستغرق وقتاً طويلاً، لأن أغلب أبطال أفلامها ليسوا محترفين. ففي «كفرناحوم» مثلاً، كان من المستحيل بالنسبة إليها أن تطلب من ممثل محترف أن ينقل ذلك القدر من الألم الحقيقي، لذلك اتجهت إلى أشخاص عاشوا التجارب نفسها أو عايشوا مَن مرّ بها. وتؤكد أنها مفتونة بالطبيعة الإنسانية، وأن فهم الناس ودوافعهم هو بوابة الإبداع لديها؛ فهي لا تفكر في النتيجة في أثناء التصوير، بل في التجربة نفسها، وفي اللحظة التي يُصنع فيها المشهد.

نادين لبكي عقب الجلسة الحوارية (مهرجان البحر الأحمر)

وتتوقف نادين أيضاً عند تجربتها التمثيلية في فيلم «وحشتيني»، كاشفة أنه من أكثر الأعمال التي أثّرت فيها على مستوى شخصي، وأنها سعدت بالعمل مع النجمة الفرنسية فاني أردان. وترى أن التمثيل هذه المرة جعلها تعيش السينما من زاوية مختلفة، فهي تؤمن ـ كما تقول ـ بنُبل السينما وقدرتها على تغيير الإنسان وطريقة تفكيره ونظرته إلى الأشياء، وهو ما يشجعها على الاستمرار في خوض تجارب سينمائية تركّز على السلوك الإنساني، مع سعي دائم لفهم الدوافع غير المتوقعة للأفراد أحياناً.

وتشير إلى أن المدرسة الإيرانية في إدارة الممثلين كانت ذات تأثير كبير في تكوينها الفني. ورغم غياب صناعة سينمائية حقيقية في لبنان عندما بدأت مسيرتها الإخراجية، فإنها تعلّمت عبر الإعلانات والفيديو كليبات، وصنعت طريقها بنفسها من عمل إلى آخر، لعدم وجود فرصة الوقوف إلى جانب مخرجين كبار. وقد عدت ذلك واحداً من أصعب التحديات التي واجهتها.

وأكدت أن فيلمها الجديد، الذي تعمل عليه حالياً، مرتبط بفكرة مركزية، وسيُصوَّر في أكثر من بلد، ويأتي ضمن هاجسها الأكبر، قصة المرأة وتجاربها. ولأن أفكارها تولد غالباً من معايشة ممتدة لقضايا تحيط بها يومياً، تقول: «نعيش زمناً تختلط فيه المفاهيم بين الصواب والخطأ، ولا نجد مرجعاً سوى مبادئنا الشخصية»، مؤكدة أنها تستند في اختياراتها الفنية إلى ما تؤمن به فقط.

وفي ختام حديثها، تتوقف عند شراكتها مع زوجها الموسيقي خالد مزنَّر، وتصفها بأنها واحدة من أهم ركائز تجربتها، موضحة أن رحلتهما في العمل على الموسيقى تبدأ منذ لحظة ولادة الفكرة. وأحياناً يختلفان بشدة، ويتجادلان حول الموسيقى أو الإيقاع أو الإحساس المطلوب، لكنهما يصلان في النهاية إلى صيغة فنية تجمع رؤيتهما، وترى نفسها محظوظة بأنها ترافق شخصاً موهوباً فنياً وإنسانياً.


تسرب مياه في متحف اللوفر يتلف كتباً بقسم الآثار المصرية

سائحون يلتقطون صوراً بساحة متحف اللوفر في باريس 6 يوليو 2024 (رويترز)
سائحون يلتقطون صوراً بساحة متحف اللوفر في باريس 6 يوليو 2024 (رويترز)
TT

تسرب مياه في متحف اللوفر يتلف كتباً بقسم الآثار المصرية

سائحون يلتقطون صوراً بساحة متحف اللوفر في باريس 6 يوليو 2024 (رويترز)
سائحون يلتقطون صوراً بساحة متحف اللوفر في باريس 6 يوليو 2024 (رويترز)

أدّى تسرب مياه الشهر الماضي إلى إتلاف مئات الكتب في قسم الآثار المصرية بمتحف اللوفر، ما يسلط الضوء على الحالة المتدهورة للمتحف الأكثر زيارة في العالم، بعد أسابيع فقط من عملية سطو جريئة لسرقة مجوهرات كشفت عن ثغرات أمنية.

وذكر موقع «لا تريبين دو لار» المتخصص في الفن التاريخي والتراث الغربي أن نحو 400 من الكتب النادرة لحقت بها أضرار ملقياً باللوم على سوء حالة الأنابيب. وأضاف أن الإدارة سعت منذ فترة طويلة للحصول على تمويل لحماية المجموعة من مثل هذه المخاطر، لكن دون جدوى.

وقال نائب مدير متحف اللوفر، فرانسيس شتاينبوك، لقناة «بي إف إم» التلفزيونية، اليوم (الأحد)، إن تسرب أنابيب المياه يتعلق بإحدى الغرف الثلاث في مكتبة قسم الآثار المصرية.

وأضاف، وفقاً لوكالة «رويترز»: «حددنا ما بين 300 و400 عمل، والحصر مستمر»، وتابع أن الكتب المفقودة هي «تلك التي اطلع عليها علماء المصريات، لكن ليست الكتب القيمة».

وأقرّ بأن المشكلة معروفة منذ سنوات، وقال إن الإصلاحات كان من المزمع إجراؤها في سبتمبر (أيلول) 2026.

وسرق 4 لصوص في وضح النهار مجوهرات بقيمة 102 مليون دولار في 19 أكتوبر (تشرين الأول)، ما كشف عن ثغرات أمنية واسعة في المتحف.

وأدّت الثغرات الهيكلية في نوفمبر (تشرين الثاني) إلى إغلاق جزئي لقاعة عرض، تضم مزهريات يونانية ومكاتب.