المشي ببطء... مؤشر لاحتمال الإصابة بالخرف

سيدات يمشين معاً في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أرشيف - رويترز)
سيدات يمشين معاً في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أرشيف - رويترز)
TT

المشي ببطء... مؤشر لاحتمال الإصابة بالخرف

سيدات يمشين معاً في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أرشيف - رويترز)
سيدات يمشين معاً في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أرشيف - رويترز)

تشير دراسة جديدة إلى أن سرعة المشي يمكن أن تتنبأ بخطر الإصابة بأمراض قاتلة، بما في ذلك الخرف، قبل عقود من ظهور الأعراض.
وأشار العلماء إلى أن أجسام وأدمغة الأشخاص الذين يمشون ببطء ظهرت عليهم معالم الكِبَر عندما وصلوا إلى سن 45 عاماً، بوتيرة أسرع من غيرهم، بحسب تقرير لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وتميل الرئتان والأسنان والجهاز المناعي للأشخاص الذين يمشون ببطء إلى أن تكون في حالة أسوأ من أقرانهم الذين يمشون بسرعة أكثر.
ويمكن التعرف على هؤلاء الأشخاص من سن الثالثة باستخدام اختبارات الحركة العقلية.
ويمكن للنتائج أن تؤدي إلى تطوير برنامج للأطفال لفحص مرض ألزهايمر وغيره من الحالات الطبية التي تهدد الحياة.
وقال المؤلف الرئيسي للدارسة الدكتور لين راسموسن، عالم الأعصاب في جامعة ديوك بولاية نورث كارولينا الأميركية: «الشيء المذهل حقاً هو أن هذا يحدث لدى الأشخاص البالغين من العمر 45 عاماً، وليس لدى مرضى الشيخوخة الكبار».
ومن أحد الأسباب التي تجعل تجارب عقاقير الخرف فاشلة في إظهار نتيجة فعالة هي أنها تُعطى للمرضى بمراحل متأخرة للغاية.
وقال راسموسن إنه قد يتم اكتشاف علامات اعتلال الصحة في منتصف العمر من خلال اختبار بسيط للمشي.
وأوضحت الدراسة أن أبطأ الأفراد لديهم «تسارع بالشيخوخة».
وبحسب التقرير، كان من الممكن التعرف على هؤلاء الأشخاص عن طريق قياس وظائف المخ عندما كانوا صغاراً.
وفي عمر ثلاث سنوات، يمكن لدرجات الأطفال في معدل الذكاء وقدراتهم على فهم اللغة والتسامح ومهاراتهم الحركية وقدرتهم على السيطرة العاطفية التنبؤ بمدى سرعة المشي لديهم عندما يصبحون بعمر 42 عاماً.
وقال المشارك بالدراسة البروفسور تيري موفيت، من كلية كينغز كوليدج في لندن: «يعرف الأطباء أن الأشخاص الذين يمشون ببطء في السبعينات والثمانينات من العمر يموتون قبل أولئك الذين يمشون بسرعة في العمر نفسه».
وقدمت دراسات سابقة اقتراحات بوجود صلة بين المشي البطيء واعتلال الصحة.
ومرض ألزهايمر وأشكال الخرف الأخرى تصيب 850 ألف شخص في المملكة المتحدة، وسيصل العدد إلى مليونين بحلول عام 2050.
ومع عدم وجود علاج في الأفق، هناك تركيز متزايد على تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للخطر حتى يتمكنوا من اتخاذ تدابير وقائية قبل فوات الأوان.


مقالات ذات صلة

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

صحتك هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

أعلنت حكومة كوينزلاند، الاثنين، عن اختفاء مئات العينات من فيروسات قاتلة من أحد المختبرات في أستراليا.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة (رويترز)

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

كشفت دراسة جديدة أن الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك فوائد الرياضة قد ترجع إلى زيادة تدفق الدم للدماغ وتحفيز المواد الكيميائية المعروفة باسم الناقلات العصبية (رويترز)

دراسة: ممارسة الرياضة لنصف ساعة تساهم في تحسين الذاكرة

يعتقد العلماء الآن أن النشاط البدني ليس مجرد فكرة جيدة لتحسين اليوم القادم؛ بل يمكن أن يرتبط بزيادة طفيفة في درجات عمل الذاكرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم «البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية

«البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية

​يبدو أن مركب «البنزول» المسمَّى أيضاً «البنزول الحلقي» ظهر في كل مكان خلال السنوات الأخيرة. معقِّمات بمواد مسرطنة أولاً، كانت معقمات اليدين التي تحتوي على …

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أواني الطهي البلاستيكية السوداء قد تكون ضارة بالصحة (رويترز)

أدوات المطبخ البلاستيكية السوداء قد تصيبك بالسرطان

أصبحت أواني الطهي البلاستيكية السوداء عنصراً أساسياً في كثير من المطابخ، لكنها قد تكون ضارة؛ إذ أثبتت دراسة جديدة أنها قد تتسبب في أمراض مثل السرطان.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)

«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
TT

«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)

أذهلت حقيقة ما يكمُن داخل محيطاتنا، الناس منذ الأزل؛ لذا ليس مستغرباً تكاثُر الخرافات حول الأعماق المائية. ولكن بصرف النظر عن قارة أتلانتيس الغارقة، فقد اكتشف العلماء «مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج، تعجُّ بالحياة.

وذكرت «إندبندنت» أنّ المناظر الطبيعية الصخرية الشاهقة تقع غرب سلسلة جبال وسط الأطلسي، على عمق مئات الأمتار تحت سطح المحيط، وتتألّف من جدران وأعمدة وصخور ضخمة تمتدّ على طول أكثر من 60 متراً. للتوضيح، فهي ليست موطناً لإحدى الحضارات الإنسانية المنسيّة منذ مدّة طويلة؛ لكنَّ ذلك لا يقلِّل أهمية وجودها.

يُعدُّ الحقل الحراري المائي، الذي أُطلق عليه اسم «المدينة المفقودة» لدى اكتشافه عام 2000، أطول بيئة تنفُّس في المحيطات، وفق موقع «ساينس أليرت ريبورتس». وإذ لم يُعثَر على شيء آخر مثله على الأرض، يعتقد الخبراء بإمكان أن يقدّم نظرة ثاقبة على النُّظم البيئية التي يمكن أن توجد في مكان آخر في الكون.

«مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج (مختبر «أميز»)

ولأكثر من 120 ألف عام، تغذَّت الحلزونات والقشريات والمجتمعات الميكروبية على الفتحات الموجودة في الحقل، التي تُطلق الهيدروجين والميثان والغازات الذائبة الأخرى في المياه المحيطة.

ورغم عدم وجود الأكسجين هناك، فإنّ حيوانات أكبر تعيش أيضاً في هذه البيئة القاسية، بما فيها السرطانات والجمبري والثعابين البحرية؛ وإنْ ندُرَت.

لم تنشأ الهيدروكربونات التي تُنتجها الفتحات من ضوء الشمس أو ثاني أكسيد الكربون، وإنما بتفاعلات كيميائية في قاع البحر. سُمِّيت أطول سهول «المدينة المفقودة»، «بوسيدون»، على اسم إله البحر الإغريقي، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 60 متراً. في الوقت عينه، إلى الشمال الشرقي من البرج، ثمة جرفٌ حيث تنضح الفتحات بالسوائل، مما ينتج «مجموعات من الزوائد الكربونية الدقيقة متعدّدة الأطراف تمتدّ إلى الخارج مثل أصابع الأيدي المقلوبة»، وفق الباحثين في «جامعة واشنطن».

هناك الآن دعوات لإدراج «المدينة المفقودة» ضمن مواقع التراث العالمي لحماية الظاهرة الطبيعية، خصوصاً في ضوء مَيْل البشر إلى تدمير النُّظم البيئية الثمينة.

وفي عام 2018، جرى تأكيد أنّ بولندا نالت حقوق التنقيب في أعماق البحار حول الحقل الحراري. وفي حين أنّ «المدينة المفقودة»، نظرياً، لن تتأثّر بمثل هذه الأعمال، فإنّ تدمير محيطها قد تكون له عواقب غير مقصودة.