المغرب: غالبية المتهمين ينكرون صلتهم بجريمة قتل السائحتين الاسكندنافيتين

TT

المغرب: غالبية المتهمين ينكرون صلتهم بجريمة قتل السائحتين الاسكندنافيتين

أنكر غالبية الأشخاص المتهمين في قضية مقتل السائحتين الاسكندنافيتين، أمام غرفة الجنايات الاستئنافية بملحقة محكمة الاستئناف المكلفة قضايا الإرهاب، في مدينة سلا المجاورة للرباط، التهم الموجهة إليهم خلال الاستماع لهم في القضية التي هزت البلاد منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وحددت المحكمة في الجلسة الخامسة من مرحلة الاستئناف، التي انتهت في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، الـ23 من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، موعدا للبت في طلبات الدفاع والبدء في تقديم المرافعات حول القضية. وواجهت هيئة المحكمة المتهمين الذين كانوا مؤازرين بدفاعهم، بما نسب إليهم وتضمنته محاضر الضابطة القضائية ومؤسسة قاضي التحقيق، حيث أنكر معظم المتابعين جل التهم الموجهة إليهم خلال البحث التمهيدي وأمام قاضي التحقيق.
ووجهت هيئة المحكمة للمتهمين الـ20 تهم «التخطيط للقيام بأعمال إرهابية داخل المملكة تستهدف السياح ورجال الدرك والأمن وبعض المواقع السياحية»، وتهمة «عدم التبليغ عن جريمة والإشادة بالإرهاب وبعملية قتل السائحتين الاسكندنافيتين»، وهي التهم التي أنكروها.
وأنهت المحكمة الاستماع لجميع المتهمين في القضية، بعدما استمعت في جلسة سابقة للمتهمين الرئيسيين في القضية، الذين رفضوا تقديم أي اعتذار لعائلتي السائحتين الأجنبيتين، مؤكدين أن الجريمة «عمل انتقامي».
وقال عبد الصمد الجود، الذي يوصف بأنه «أمير» الخلية التي نفذت العملية، أمام المحكمة «ما قمنا به عمل انتقامي من المسؤولين عن مقتل الملايين من المسلمين». من جهته، أقر رشيد أفاطي، أمام المحكمة بـ«كل ما نسب إليه من تهم، وبتنفيذ الجريمة»، موضحا أنه تعرف على الجود، عن طريق متهم آخر يدعى رشيد الوالي، مبرزا أنه بعدما فشل في الالتحاق بصفوف «داعش» قرروا تنفيذ عمل إرهابي في المغرب.
وأكد المتحدث ذاته أن الفيديو الذي ظهر فيه رفقة زملائه يبايعون من خلاله أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش، قاموا بتصويره «قبل تنفيذ الجريمة، بواسطة هاتف نقال وضعوه فوق كرسي»، كما سجل وهم في طريقهم إلى منطقة «إمليل» التي شهدت تنفيذ الجريمة، «التقينا بسائح إنجليزي كنا نريد قتله قبل أن يخبرنا بأنه مسلم فتراجعنا عن ذلك»، حسب تعبيره.
وقتلت الطالبتان الدنماركية لويزا فيسترغر يسبرسن (24 عاما) والنرويجية مارين أولاند (28 عاما) منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في منطقة الأطلس الكبير الجبلية حيث كانتا تخيمان على بعد 80 كلم من مراكش. واعترف المتهمون الرئيسيون الثلاثة بجريمتهم، وقضت المحكمة في 18 يوليو (تموز) الماضي بإعدام كل من عبد الصمد الجود (25 عاما) ويونس أوزياد (27 عاما) ورشيد أفاطي (33 عاما) بعد إدانتهم بتهم منها القتل العمد وتكوين عصابة إرهابية.
وصدرت ضد باقي المتهمين أحكام بالسجن تراوحت بين خمس سنوات والمؤبد وذلك بعد إدانتهم بـ«تشكيل عصابة لارتكاب أعمال إرهابية». ويوجد بين هؤلاء أجنبي واحد هو إسباني - سويسري، اعتنق الإسلام يدعى كيفن زولر غويرفوس (25 عاماً) يقيم في المغرب وحكم عليه بالسجن لمدة 20 عاما.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.