دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم (الأربعاء)، إلى تغيير في سياسة الهجرة الحالية «غير الفعالة وغير الإنسانية»، محذراً من أن «فرنسا لا تستطيع استقبال الجميع إذا كانت تريد استقبالهم بشكل لائق».
وبعدما أكد أن مسألة الهجرة ليست من المحرّمات، دعا ماكرون إلى «التخلي عن بعض المواقف التي نحاصر أنفسنا بها بين ضمير حي أو تشدد غير ضروري»، وذلك في مقابلة مع إذاعة «يوروب 1» من نيويورك حيث يشارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضاف: «حتى نواصل استقبال الجميع بشكل لائق يجب ألا نكون بلداً جذاباً».
وتأتي تصريحات ماكرون قبل نقاش حول الهجرة في 30 سبتمبر (أيلول) في الجمعية الوطنية (محلس النواب) و2 أكتوبر (تشرين الأول) في مجلس الشيوخ، حيث يأمل ماكرون أن تُطرح المسألة بشكل «هادئ للغاية».
ويشكل المهاجرون 9.7 في المائة من السكان الذين يعيشون في فرنسا، مقابل 5 في المائة عام 1946، بحسب المركز الوطني للإحصاءات.
وقبل أشهر، أكد ماكرون عزمه على عدم ترك موضوع الهجرة لخصومه السياسيين، خصوصاً لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف برئاسة مارين لوبن التي جعلت منه أبرز شعاراتها.
وقال ماكرون: «يجب ألا يسود الاعتقاد أن هذه الظاهرة ستغرقنا الآن أو أن فرنسا بلد لم يتشكل قط جزئياً من الهجرة، هذا خطأ». غير أنه أقر بالفشل بشأن الأهداف التي حددتها حكومته، وطلب درساً أسرع لطلبات اللجوء، ودمجاً أكثر فاعلية لطالبيه، خصوصاً من خلال تعليمهم الفرنسية، وطرد مزيد من المهاجرين السريين. وقال: «نحن اليوم نتصرف بعدم فاعلية وبغير إنسانية في أوروبا كما في فرنسا».
يذكر أن طلبات اللجوء إلى فرنسا ارتفعت بحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بواقع 19 ألف طلب إضافي ونسبة 23 في المائة عام 2018 ليبلغ المجموع 110 آلاف طلب لجوء.
ويزداد الاستياء من الهجرة في أوساط الطبقات الشعبية. ويرى 88 في المائة من العمال و64 في المائة من الموظفين أن «هناك الكثير من الأجانب في فرنسا»، بحسب الإحصاء السنوي لمؤسسة إيبسوس - سوبرا ستيريا. وبالإجمال، يقول 64 في المائة من الفرنسيين إنهم «لم يعودوا يشعرون بأنهم في وطنهم كما في السابق».
ماكرون يدعو إلى سياسة جديدة للهجرة في فرنسا
ماكرون يدعو إلى سياسة جديدة للهجرة في فرنسا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة