«صبري معروف»: نروي قصص أجدادنا المصريين بتصاميم تحقق الرفاهية

داكي معروف - أحمد صبري - عارضة بحقيبة «توت» من ماركة «صبري معروف»
داكي معروف - أحمد صبري - عارضة بحقيبة «توت» من ماركة «صبري معروف»
TT

«صبري معروف»: نروي قصص أجدادنا المصريين بتصاميم تحقق الرفاهية

داكي معروف - أحمد صبري - عارضة بحقيبة «توت» من ماركة «صبري معروف»
داكي معروف - أحمد صبري - عارضة بحقيبة «توت» من ماركة «صبري معروف»

تعتمد الموضة على الإبهار حيناً والجنون أحياناً، تفاجئنا بصرعات ثم تختفي تماماً، ويبدو أن هذه السمة لم تعد تروق لبعض المصممين، فهناك جيل من شباب المصممين يبحث عن مفهوم أكثر شمولية للموضة، وهو الرفاهية. يقدمون نوعاً من الإبداع قائماً على التفرد والفخامة، يسرد قصص الماضي من زاوية عصرية تحقق الاستدامة بمفهوم جديد، يحفرون أسماءهم بتصاميم ربما تبقى في ذاكرة العالم حتى وإن مر عليها مائة عام. بهذه الفلسفة بدأ مؤسسا علامة حقائب اليد «صبري معروف»، حديثهما لـ«الشرق الأوسط»، ليرويا قصة أخرى تستلهم الحضارة المصرية.
العلامة «صبري معروف» هي شراكة بين أحمد صبري، ومحمد أو كما يُعرف بـ«داكي» معروف. درس الأول الإعلام وتخرج عام 2009 في جامعة «MSA»، أما داكي فقد درس الهندسة المعمارية وتخرج في العام نفسه من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا.
إلى جانب الدراسة يقول أحمد صبري: «منذ الصغر وأنا أهوى الرسم وفنون التصميم»، ورغم اختلاف المجالات، جمع بين صبري ومعروف حب الفنون والهوس بالحضارة المصرية والشغف باكتشاف أسرارها.
انطلق الشريكان في عام 2011 نحو تصميم الحُليّ. كانت ورش خان الخليلي والحرفيين الأصليين للمهنة الوجهة الأولى لهما لتعلم أصول التصميم، ويقول الشريكان: «تعلمنا حرفية التصميم داخل ورش في قلب القاهرة، فكان من الضروري العمل مع مختلف الحرفيين في خان الخليلي وفي أماكن مختلفة بمصر لمعرفة القدرات المتاحة لسوق التصنيع. وفعلاً، بعد عامين تقريباً من العمل في الخان وبالمقارنة بما أردنا اجتيازه، أدركنا أهمية السفر واستكمال الدراسة للوصول إلى العالمية ومخاطبة السوق الدولية»، وشرحا أن «لندن كانت الاختيار لأنها معروفة بالريادة في مجالات مزج الموضة والأعمال الحرفية بالتكنولوجيا وأحدث تقنيات التصنيع بالسوق الدولية، ومن هناك بدأت الرحلة إلى العالمية»، حسب قولهما.
اتفق الشريكان على أن يُصقلا موهبتهما بالدراسة المتخصصة، فالتحقا بجامعة لندن للفنون عام 2014، ثم بعد ذلك بعامين حصل صبري على ماچستير في الفنون، ومعروف على ماچستير في إدارة الأعمال، وتم إنشاء شركة «صبري معروف» رسمياً في إنجلترا سنة 2016 عقب التخرج.
قبل الإطلاق الرسمي للدار، قدم الشريكان أكثر من مجموعة. في البداية قدما قطعاً فريدة من المجوهرات في 2011 وكانت عموماً مستوحاة من التراث الفرعوني، «وفي الوقت نفسه مزجت بين هذا التاريخ العريق وحدث عصري، وهو ثورة يناير (كانون الثاني) 2011 التي عشناها» حسب قولهما.
مصر القديمة ما زالت مرجعاً لكثير من مصممي الأزياء والحُليّ، لذلك يستخدمون رموزها حتى وقتنا هذا، لكن يبدو أن مؤسسَي علامة «صبري معروف» رأيا في تاريخ أجدادهما أسراراً لم تصل إليها فنون التصميم بعد، ويقول الشريكان لـ«الشرق الأوسط»: «نعم، مصدر إلهام العلامة الأساسي هي الحضارة المصرية الفرعونية القديمة، لكن ما نقدمه يأتي في إطار لغة تصميم تحاكي العصر الحديث وبالنسبة إلى ما يؤثر في إصدارتنا هي ليست فقط الرموز ولكن القصص والظروف التي عاشتها تلك الشخصيات الأيقونية في تاريخ مصر القديم، فنحن دائماً نروي قصص أجدادنا بشكل معاصر ومن زاوية جديدة ومثيرة للمتلقي ولمحبي تاريخ مصر».
استشهد صبري بتشكيلة الحقائب التي قدمها في 2018 بعنوان «Amarna»، ويقول: «كنت أبحث عن شيء يلهمني، بعيداً عن الموضة والاتجاهات السائدة، ووجدته في كتاب (أميرات العمارنة) الذي يروي قصة الأسرة التي حكمت مصر في سنة 1353 قبل الميلاد، إخناتون وزوجته نفرتيتي وأبنائهما توت عنخ أمون وأخواته الأميرات، مرّت الأسرة بأحداث وظروف مثيرة وغامضة وملهمة، وما زالت تلك القصص تثير الدهشة بعد آلاف السنين، ورغم قلة المعلومات المتاحة عن تلك الأشخاص وهذه الحقبة، لكن ما نراه من آثار وتحف تركتها تلك الحقبة بعد تدمير مدينة العمارنة، تثير التساؤلات وتحث على التفكر، ومن واجبنا كمبدعين مصريين وشباب معاصر أن نتفقد هذه القصص ونسعى لربط الأحداث وسردها بنظرتنا الخاصة والمعاصرة ومن خلال آليات، وهي المقتنيات والقطع الفريدة التي تحاكي العالم والعصر المتطور الذي نعيشه».
استلهم أحمد صبري، المدير الإبداعي للعلامة، تصاميم حقائب تشكيلة «Amarna» من أعمال النحت التي قام بها النحات تحتمس، ويقول: «المنحوتات التي قدمها تجسد عاطفة الأحداث وكواليس القصة التي ربما لم تصل إلينا بعد». قدمت «صبري معروف» حقائب أيقونية مستوحاة من توت عنخ أمون، لأنه معروف عالمياً، والجعران، وغيرها من الرموز، لكن الأهم أنه استحضر روح تحتمس لينحت تصاميمه بنفس النهج.
قدمت العلامة عدة تشكيلات منذ 2011 حتى الآن، تنوعت بين المجوهرات والحقائب الجلدية الفاخرة، ونجح الشريكان في الوصول إلى العالمية بالمشاركة في أسابيع الموضة. يقول مؤسسا علامة «صبري معروف» إن خطوة الوصول إلى السوق العالمية لم تكن حظاً أو صدفة، بينما كان مخططاً لها من البداية. جزء من هدف العلامة هو إعادة سرد قصص الأجداد المصريين بشكل معاصر يثير شغف كل عاشق للحضارة المصرية، «منذ إطلاق العلامة رسمياً شاركنا في أسابيع الموضة، لأننا منذ البداية كنا نعرف أن الجودة والتميز هما السبيل لوصول علامة مصرية لتنافس ماركات عالمية».
لثلاثة أعوام على التوالي شاركت علامة «صبري معروف» في أسابيع باريس للموضة، وبعد فوزها أخيراً بجائزة «فاشن ترست» عن فئة الحقائب، ستكون لها مشاركة جديدة في أسبوع باريس ويليه أسبوع ميلانو.
يرى أحمد صبري وداكي معروف أن «مفتاح العالمية كان المجهود والتعليم على المستوى الأكاديمي والتقني والحرفي، لذلك انطلقا من ورش الخان في قلب القاهرة إلى عاصمة الموضة والتقنيات الحديثة لندن»، ويوضح مؤسسا العلامة أنهما يسيران على طريقين متوازيين، وهما: تعلُّم التقنيات الحديثة في فنون التصميم، وهي مهمة المدير الإبداعي للعلامة أحمد صبري، بالتوازي مع الإلمام بأحدث نظريات إدارة الأعمال، والتي يتولاها داكي معروف، وهنا يوضح الشريكان مدى التناغم بينهما، ربما هذا هو السبب وراء تسمية العلامة دون إضافة حرف عطف بين الاسمين، حتى إن البعض يظن أنهما شخص واحد، لكن حسب حديثهما كل خطوة كانت مدروسة ولها دلالة، حتى اسم العلامة.
لم يستهن صبري ومعروف بأهمية السوق العربية، بينما يخططان لدخول هذه السوق بقوة. يقول مؤسسا العلامة: «السوق العربية بشكل عام، وسوق الخليج بشكل خاص، لهما ذوق مميز، يميل إلى الفخامة، ما يُقدَّم لهما يجب أن يكون تحفة فنية بما تحمله الكلمة من دلالات وتفاصيل، لذلك استهداف هاتين السوقين لن يكون هيناً». حصول علامة «صبري معروف» على جائزة «فاشن ترست» بالطبع سيمهد لها الطريق لدخول السوق العربية عن جدارة.
طوال الحديث مع الشريكين أحمد صبري وداكي معروف كانت هناك فكرة لا يحيدان عنها، وهي الهوية، ليس فقط في شخصية التصاميم، وإنما في تفاصيل المرأة أو الزبونة المستهدفة، لذلك تطرقنا في الحديث إلى فكرة التسويق وقوة الشخصيات المؤثرة «الإنفلونسيرز» في تحقيق الرواج، ويبدو أن لهما رأياً مختلفاً عن السائد يتلخص في أن «مواقع التواصل الاجتماعي والشخصيات المؤثرة حلقة لا يمكن تجاهلها في التسويق، لكنّ علامة (صبري معروف) ربما ترى الأمر من زاوية خاصة، فنحن لا نبحث عن إنفلونسير لها ملايين المتابعين، بينما لا بد أن تقتنع بفلسفة التصاميم التي نقدمها، نحن مهتمون بزبونة لها شخصية مميزة، صادقة في اختياراتها، تبحث عن الرفاهية في قطعة ثمينة، ليست بالقيمة المادية بينما بما تحمله من فن وجودة، لأن الموضة تذهب والقناعات تدوم».
أحدث التشكيلات التي قدمتها علامة «صبري معروف» لربيع وصيف 2019 هي مجموعة حقائب جاءت تحت شعار «إيوان» أي فلسفة أو علوم استخدام الألوان، ويقول المدير الإبداعي للعلامة أحمد صبري: «أردنا أن نقدم هذا الصيف قطعاً زاهية، لكنها ليست مُفرغة من الدلالات والرسائل المبطنة. أجدادنا المصريون استخدموا الألوان بعلم وفن، درسناها جيداً وقدمنا سطراً جديداً من تاريخ مصر القديمة».
أحمد صبري وداكي معروف أكدا فلسفة التصميم التي تقوم عليها العلامة ولن تحيد عنها، وهي تقديم «قطع تحقق الرفاهية والاستدامة قدر المستطاع، من خلال تصميم فريد وجودة الإنتاج، كما أن التصميم الوظيفي مبدأ أساسي، أي أن كل خط في التصميم له هدف ووظيفة». ويوضحان: «أجدادنا آمنوا بفكرة الحياة الأبدية، لذلك أخلصوا في تقديم كل تفاصيل الحياة، لتبقى إلى الأبد، ونحن نحاول على الأقل أن نقدم المفهوم ذاته من خلال حقيبة، لا تفقد قيمتها مع الزمن بينما هي قطعة فريدة لامرأة تقدّر معنى الاقتناء».


مقالات ذات صلة

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

لمسات الموضة الجينز لا يزال يتصدر منصات الموضة العالمية مثل عرض «ليبرتين» خلال أسبوع نيويورك الأخير (إ.ب.أ)

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

مهما تغيرت المواسم والأذواق، هناك قطع من الموضة تتحدى الزمن وتعتبر بمثابة استثمار سعره فيه.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

الجينز لا يزال يتصدر منصات الموضة العالمية مثل عرض «ليبرتين» خلال أسبوع نيويورك الأخير (إ.ب.أ)
الجينز لا يزال يتصدر منصات الموضة العالمية مثل عرض «ليبرتين» خلال أسبوع نيويورك الأخير (إ.ب.أ)
TT

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

الجينز لا يزال يتصدر منصات الموضة العالمية مثل عرض «ليبرتين» خلال أسبوع نيويورك الأخير (إ.ب.أ)
الجينز لا يزال يتصدر منصات الموضة العالمية مثل عرض «ليبرتين» خلال أسبوع نيويورك الأخير (إ.ب.أ)

إذا كان لا بد لك من شراء قطع جديدة لموسم الخريف والشتاء الحالي، فعليك بـ5 قطع يمكن اعتبارها بمثابة استثمارات أساسية ستُثري خزانتك، ولا تعترف بزمن معين. هذا عدا أنه من السهل تنسيقها مع قطع كلاسيكية من مواسم ماضية. وهنا أيضاً لها مفعول السحر في جعل كل قطعة تبدو عصرية ومعاصرة.

«بلايزر» قطعة لكل المواسم فكما هو موضة أساسية الآن ستستمر لسنوات قادمة (مايكل كورس)

1- جاكيت البلايزر

إذا كان هناك قطعة واحدة يمكنك الاعتماد عليها هذا الخريف وفي كل المواسم، فهي جاكيت البلايزر. فهو دائماً عملي وله القدرة على إضفاء التألق على أي إطلالة مهما كانت بساطتها. ورغم أن التصميم الكلاسيكي لا يزال مناسباً وكل ما يتطلبه هو تنسيقه مع قطع ديناميكية مثل «تي-شيرت» أو بنطلون جينز مثلاً، فإن تصاميمه تنوعت في السنوات الأخيرة بين العصري والجريء.

دار «شانيل» مثلاً أكثر من يشتهر بجاكيت التويد. ولأنه عملة ذهبية بالنسبة لها، فهي تطرحه في كل المواسم. طبعاً بعد إجراء تغييرات أساسية عليه فيما يتعلق بالقصات الناعمة أو الأقمشة الخفيفة حتى يستقطب زبونات شابات وليس فقط أمهاتهن.

البلايزر أخذ أشكالاً كثيرة و«شانيل» لا تتنازل عنه في كل عروضها (شانيل)

بيوت أزياء أخرى مثل «بالنسياغا» و«مايكل كورس» هي الأخرى تطرحه مثل غيرها، لكن بنكهة تتباين بين الكلاسيكية العصرية والجرأة، لأنها تخاطب شابة تتوق للتفرد، وأحياناً لشد الانتباه. لكن بالنسبة للغالبية ممن ليست لديهم الإمكانات لشراء جاكيت بلايزر من «شانيل» أو «بالنسياغا» وغيرهما، فإن المحلات الشعبية تطرحه بألوان وأشكال شهية ولا تقل أناقة وديناميكية يمكن الاختيار منها براحة وثقة. ألوانه الدارجة هذا الموسم، تتباين بين البني الشوكولاتي والأحمر الغامق الذي يدخل فيه الباذنجاني، وطبعاً يبقى الأبيض والأسود الأقوى.

بنطلون الجينز الواسع واحد من اتجاهات الموضة هذا الموسم. دار كلوي طرحته بعدة أشكال (كلوي)

2 - بنطلون الجينز

أكد بنطلون الجينز أنه قطعة كل المواسم والأجيال، لكنه هذا الموسم عاد بتصميم واسع وسخي عنوانه الراحة والانطلاق. ورغم أن هذا التصميم عصري فإنه لا يناسب الكل وبالتالي يفضل توخي الحذر واختيار تصميم مستقيم. فهذه معادلة مضمونة بين الواسع والضيق، ويكتسب حداثة وعصرية بمجرد تنسيقه مع «تي-شيرت» و«بلايز» أو قميص من القطن. وبما أنه دخل مناسبات المساء والسهرة، لا سيما بلونه الغامق، فيمكن تنسيقه مع قميص كلاسيكي أو مطرز أو بكورسيه وحذاء بكعب عال. غني عن القول إن المجوهرات والإكسسوارات تزيد من توهجه في هذه المناسبات.

المعطف من قطعة وظيفية إلى قطعة مفعمة بالأناقة (هيرميس)

3- المعطف

سواء كان للوقاية من المطر من «بيربري» أو لبث الدفء في الأيام الباردة من «ماكسمارا» أو غيرها، لم يعد المعطف مجرد قطعة عملية أو وظيفية يفرضها تغير الطقس. إنه واحد من اهم استثمارات الأناقة. الأول، أي المعطف الممطر، قد يغني عن الفستان أو أي جاكيت بعد أن أصبح قطعة قائمة بذاتها منذ أن تولى المصمم كريستوفر بايلي مهمة مدير إبداع في الدار البريطانية العريقة. نقله من قطعة كلاسيكية إلى قطعة تحتاجها كل امرأة بغض النظر عن الطقس والأجواء.

معطف باللون الرمادي للأيام الباردة من «ماكسمارا» (ماكس مارا)

الجميل فيه أنه يمكن صاحبته من البقاء فيه طوال النهار، بحيث لا يظهر من تحته سوى ياقة قميص أو كنزة. وهذا ما يجعله قطعة مستقلة وكافية. أما إذا كان للشتاء والبرد، فإنه أيضاً استثمار طويل المدى، إذا كان بخامة مترفة من صوف مورينو أو الكشمير. بيوت أزياء كبيرة باتت تطرحه بتصاميم راقية. فهي تدرك تماماً أنه استثمار يمكن أن يبقى مع صاحبته لسنوات طويلة، نذكر منها إلى جانب «بيربري» و«ماكسمارا»، و«لورو بيانا» و«برونيلو كوتشينيللي» و«هيرميس» وغيرها. صحيح أن أسعار هؤلاء تقدر بآلاف الدولارات، إلا أن «ثمنه فيه» كما يقول المثل. وحتى إذا لم تتوفر هذه الآلاف، فإن محلات شعبية مثل «زارا» وغيرها، تطرحه من الكشمير وبتصاميم لا تقل جمالاً بأسعار أقل بكثير.

لم يعد الحذاء ذو الساق العالي لصيقاً بالملابس الشتوية فحسب بل أصبح إضافة للأقمشة الناعمة (كلوي)

4- حذاء بساق عالية

سواء كان الحذاء بساق عالية أو تغطي الكاحل أو نصف الساق، حسب ذوقك وأسلوب حياتك، فهو استثمار مثالي، علماً أنه تعدى وظيفته لحمايتك من الأمطار والوحل وغير ذلك. أصبح مكملاً لأزياء ناعمة ومنسدلة مثل فستان طويل بفتحات عالية يظهر من تحتها، ليزيدها حيوية، لا سيما إذا كان بلون مميز أو نقشات الحيوانات الدارجة هذا الموسم. فكما أكدت لنا المواسم الماضية، لم يعد هذا الحذاء رفيقاً للمعطف والملابس الصوفية فحسب، بل أصبح مكملاً رائعاً لتنورة من الحرير أو الساتان أيضاً، كما ظهر في عدة عروض منها عرض «كلوي» الأخير. يفضل عدم ارتدائه مع جوارب سميكة إلا إذا كانت التنورة قصيرة جداً. فيما عدا ذلك، يفضل اللعب على التناقضات بشكل ناعم.

اللون العنابي واحد من أهم الألوان القوية هذا الخريف والشتاء (هيرميس)

5- اللون العنابي

ألوان كثيرة أصبحت مرادفاً لفصل الخريف من الأخضر الزيتوني والرمادي والبني بدرجاته والأزرق الداكن وغيرها. إلى جانب كل هذه الألوان، يتألق الأحمر النبيذي، أو العنابي. ظهر في عدة عروض، أحياناً من الرأس إلى القدمين، وأحياناً من خلال حقائب يد أو أحذية أو إيشاربات. في كل مرة، يخلّف تأثيراً دافئاً يجمع العمق بالنعومة.

اقترحه المصمم إيلي صعب للمساء والسهرة بتصاميم مختلفة مؤكداً أنه لون مستقل بذاته (إيلي صعب)

ظهرت بوادره منذ مواسم، واستقوى في أسابيع الموضة لربيع وصيف 2024، حيث ظهر في عروض «بوتيغا فينيتا» و«غوتشي» و«توم فورد» و«هيرميس». كانت امتداده لخريف وشتاء 2024-2025 في عروض «فكتوريا بيكهام» و«برادا» كما في تشكيلة إيلي صعب للخريف والشتاء، مسألة وقت فقط، بعد أن برهن هذا اللون عن مدى تناسقه مع أغلب الألوان الترابية التي سادت مؤخراً كما مع الأسود. وفي كل مرة ينجح في إضفاء جرعة منعشة على هذه الألوان، أحياناً تصل إلى درجة ضخها بروح جديدة.

ومع ذلك لا بد من الإشارة إلى أنه لا يحتاج إلى أي لون آخر يُسنده أو يكمِله، وكما اقترحته دار «هيرميس» للنهار والمصمم إيلي صعب للمساء والسهرة هو مستقل بذاته.