«الأرصاد الأميركية» تنصف ترمب بشأن توقعاته لمسار «دوريان»

ارتفاع حصيلة ضحايا الإعصار في جزر الباهاما إلى 43 قتيلاً

صورة بالأقمار الصناعية للإعصار دوريان في بحر الكاريبي (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الصناعية للإعصار دوريان في بحر الكاريبي (أ.ف.ب)
TT

«الأرصاد الأميركية» تنصف ترمب بشأن توقعاته لمسار «دوريان»

صورة بالأقمار الصناعية للإعصار دوريان في بحر الكاريبي (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الصناعية للإعصار دوريان في بحر الكاريبي (أ.ف.ب)

في مسلسل لا ينتهي، وبعد جدل أثاره الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن مسار الإعصار دوريان وشغل وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، أكدت وكالة الأرصاد الجوية الأميركية أمس (الجمعة) أن الرئيس كان محقاً.
وكان ترمب ذكر أن الإعصار الذي أودى بحياة 43 شخصاً في جزر الباهاما، يمكن أن يؤثر على ولاية ألاباما، إلى جانب فلوريدا وكارولاينا الجنوبية وكارولاينا الشمالية وجورجيا، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
ونفى المكتب الوطني للأحوال الجوية في برمنغهام بولاية ألاباما على الفور هذه المعلومات الرئاسية. وكتب المكتب الوطني في تغريدة على «تويتر»: «ألاباما لن تتأثر بـ(دوريان). نكرر: لن يكون هناك أي تأثير للإعصار دوريان في ألاباما»، موضحاً أن العاصفة ستتجه شرقاً.
وعلى الفور تناقلت وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي القضية التي شكلت فرصة مهمة لمعارضي ترمب. وأكد الرئيس الأميركي الذي أثار ذلك استياءه بشكل واضح، موقفه وكرر معلوماته هذه في عشر تغريدات على الأقل.
وهبت الوكالة الوطنية للمحيطات والجو أمس (الجمعة) لنجدته. فقد أكدت في بيان: «بين الأربعاء 28 أغسطس (آب) والاثنين 02 سبتمبر (أيلول)، تدل المعلومات التي قدمتها الوكالة والمركز الوطني للأعاصير إلى الرئيس ترمب والجمهور، على أن رياحاً مرافقة لـ(دوريان) يمكن أن تؤثر على ألاباما».
وأضافت الوكالة أن «تغريدة المكتب الوطني للأحوال الجوية صباح الأحد تحدثت عن الوضع بالمطلق بعيداً عن احتمالات أفضل التوقعات التي كانت متوفرة».
وأصبحت هذه القضية تحمل اسم «فضيحة شاربي» (شاربي غيت)، لأن الرئيس الأميركي ظهر الأربعاء في مكتبه البيضاوي في البيت الأبيض أمام خارطة للمركز الوطني للأعاصير تتضمن المسار المتوقع للإعصار، وأضاف بقلم من نوع «شاربي» بالحبر الأسود خطاً لضم ألاباما إلى الولايات التي ستتأثر بالعاصفة.
وقرر مدير فريق حملة الرئيس الجمهوري الاستفادة من هذا الجدل. فقد قام الجمعة بالترويج لهذا النوع من الأقلام على الموقع الرسمي للحملة لانتخابات 2020. وكتب «اشتروا القلم الرسمي لترمب لوضع العلامات، المختلف عن كل الأقلام الأخرى في السوق لأنه يمتلك قدرات خاصة في إثارة جنون شبكة (سي إن إن) ووسائل الإعلام الأخرى للأخبار الكاذبة».
وفي سياق متصل، قال المركز الوطني الأميركي للأعاصير في أحدث بياناته إن مركز الإعصار دوريان يتحرك صوب جنوب شرقي نيو إنغلاند خلال الليل وصباح اليوم (السبت) ثم عبر نوفا سكوتيا في وقت متأخر من يوم (السبت)، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
وفي جزر الباهاما تتواصل عمليات الإنقاذ حيث تسبب الدمار الذي لحق بالممرات المائية والمطارات في صعوبة توصيل الإمدادات إلى الجزيرة، فيما ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 43 شخصاً، حسبما أفادت صحيفة «ذا تريبيون»، نقلاً عن رئيس الوزراء هوبرت مينيس. وتتوقع الحكومة ارتفاع حصيلة الضحايا بشكل كبير مع اعتبار المئات في عداد المفقودين.
وتعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم 500 ألف يورو (552 ألف دولار) في شكل مساعدات طارئة أولية بغرض توفير المأوى والمياه والأغذية ومستلزمات النظافة لتلك المناطق المتضررة.
ويوفر التكتل بالفعل خرائط للمنطقة بنظام كوبرنيكوس للأقمار الصناعية وأرسل أيضاً خبيراً للشؤون الإنسانية، حسبما ذكرت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية ناتاشا بيرتو في بروكسل.
وكانت الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي قد قالت أمس (الجمعة) إن إعصار دوريان، هو الإعصار الأقوى في منطقة الأطلسي منذ عام 1935 عندما ضرب جزر البهاما بقوة من الدرجة الخامسة المدمرة.
وقالت الإدارة إن «سرعة رياح دوريان عند بلوغه اليابسة والتي بلغت 185 ميلاً في الساعة (298 كيلومترا في الساعة) تعادل قوة إعصار ليبور داي لعام 1935 باعتباره الإعصار الأقوى في منطقة الأطلسي عند بلوغ اليابسة في التاريخ». ومن بين كل الأعاصير في حوض الأطلسي، بغض النظر عما إذا كانت بلغت اليابسة، كان إعصار دوريان هو خامس أقوى إعصار في التاريخ.


مقالات ذات صلة

94 قتيلاً جراء الإعصار «تشيدو» في موزمبيق

أفريقيا ارتفاع عدد القتلى بسبب الإعصار «تشيدو» في موزمبيق إلى 94 شخصاً (أ.ف.ب)

94 قتيلاً جراء الإعصار «تشيدو» في موزمبيق

ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية»، اليوم (الأحد)، نقلاً عن «وكالة إدارة الكوارث» في موزمبيق، أن عدد القتلى؛ بسبب الإعصار «تشيدو» في البلاد ارتفع إلى 94 شخصاً.

«الشرق الأوسط» (مابوتو)
العالم شابّة تسير وسط الدمار بمنطقة مبويوغو في مايوت (أ.ب)

مايوت... أفقر أقاليم فرنسا تجهد لمحو آثار الإعصار المدمّر

بعد أسبوع من أسوأ إعصار يضربها منذ نحو قرن، لا تزال جزيرة مايوت الفرنسية الفقيرة الواقعة في المحيط الهندي تجهد لإحصاء عدد القتلى واستعادة الخدمات الأساسية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)

ماكرون لسكان مايوت الغاضبين: لولا فرنسا لكان الوضع أسوأ

انتقد سكان غاضبون في أحد أحياء جزيرة مايوت، المتضرّرة من إعصار «تشيدو»، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكنه رد عليهم بأن الوضع كان من الممكن أن يكون «أسوأ».

«الشرق الأوسط» (مامودزو)
أميركا اللاتينية انقطاع التيار الكهربائي في هافانا بعدما ضرب الإعصار أوسكار مساء الأحد كوبا (د.ب.أ)

إعصار «أوسكار» يودي بحياة ما لا يقل عن 6 أشخاص في كوبا

 أعلن الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل أمس (الاثنين) وفاة ما لا يقل عن 6 أشخاص بعدما ضرب إعصار «أوسكار» شرق كوبا.

«الشرق الأوسط» (هافانا)
العالم صورة ملتقطة عبر الأقمار الصناعية بواسطة الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي لإعصار أوسكار (أ.ب)

الإعصار أوسكار يصل إلى اليابسة في جزر البهاما

قال المركز الوطني الأميركي للأعاصير، اليوم الأحد، إن الإعصار أوسكار وصل إلى اليابسة في جزيرة إيناجوا الكبرى؛ إحدى جزر البهاما.

«الشرق الأوسط» (ميامي )

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.