وضعت السعودية والإمارات حداً للأحداث الأخيرة التي شهدها الجنوب اليمني، عبر التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار تعهدت جميع الأطراف بالالتزام به، وأعادتا البوصلة لمواجهة الانقلاب الحوثي. كما شدد البلدان على سرعة الانخراط في «حوار جدة» الذي دعت إليه المملكة لمعالجة أسباب أحداث الجنوب اليمني. وأكدت حكومتا البلدين ضرورة الالتزام التام بالتعاون مع اللجنة المشتركة التي شكلتها قيادة تحالف دعم الشرعية لفض الاشتباك، وإعادة انتشار القوات في إطار المجهود العسكري لقوات التحالف.
ووجه الفريق محمد المقدشي، وزير الدفاع اليمني، جميع الوحدات العسكرية في محافظات عدن وأبين وشبوة، بوقف إطلاق النار استجابة لدعوة قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية، فيما أصدر «المجلس الانتقالي الجنوبي» أمس بياناً أكد فيه التزامه بوقف إطلاق النار استجابة لدعوة التحالف بقيادة السعودية.
وأكد الأمير خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع السعودي، أن «العلاقة الأخوية الراسخة بين المملكة والإمارات وقيادتيهما، والتعاون الوثيق بين البلدين في مختلف المجالات، هما حجر الزاوية لأمن واستقرار المنطقة ورخائها، أمام مشاريع التطرف، والفوضى، والفتنة، والتقسيم». وقال الأمير خالد بن سلمان في تغريدات عبر حسابه على «تويتر» أمس: «نعمل سوياً مع أشقائنا في الإمارات، لتحقيق الأمن والاستقرار في عدن وشبوة وأبين، وسنستمر مع دول التحالف في توحيد الصف وجمع الكلمة لمواجهة التهديد الإرهابي سواء الحوثي المدعوم إيرانياً أو تنظيمي (القاعدة) و(داعش)، وتقديم الدعم للشعب اليمني حتى يسود الأمن والاستقرار كافة أرجاء اليمن». ولفت إلى أن «الحوار الداخلي، وليس الاقتتال، هو السبيل الوحيد لحل الاختلافات اليمنية الداخلية، وشتان بين من يختلف في سبيل مصلحة وطنه وطرق توفير الحياة الكريمة للمواطن اليمني، وبين من يقاتل اليمنيين أصل العرب تقرباً وتزلفاً لولاية الفقيه ومشروع النظام الإيراني الإرهابي في المنطقة».
من جانبه، شدد العقيد الركن تركي المالكي، المتحدث باسم قوات التحالف في اليمن، على أن القيادة المشتركة للتحالف تؤكد ضرورة التزام الأطراف كافة في محافظة شبوة باستمرار وقف إطلاق النار والمحافظة على التهدئة. وأوضح العقيد المالكي أن قيادة القوات المشتركة للتحالف تتابع الموقف ميدانياً بمحافظة شبوة، وشكلت لجنة مشتركة سعودية ـ إماراتية بدأت في العمل يوم أمس (الاثنين) لمعالجة الأحداث وتثبيت وقف إطلاق النار في شبوة، وأبين، واستكمال الجهود والإجراءات كافة في محافظة عدن. ودعا المالكي الأطراف والمكونات كافة إلى «تحكيم العقل وتغليب المصلحة الوطنية وعدم إعطاء الفرصة للمتربصين باليمن وشعبه من الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، والتنظيمات الإرهابية الأخرى، الذين أوقدوا نار الفتنة ويحاولون زرع ونشر الفوضى». وعبّرت السعودية والإمارات، عبر بيان مشترك لوزارتي الخارجية، عن قلقهما البالغ بسبب المجريات ومستجدات التطورات السياسية والعسكرية عقب الأحداث التي وقعت في العاصمة المؤقتة عدن في 7 أغسطس (آب) الحالي، وما تلا ذلك من أحداث امتدت إلى محافظتي أبين وشبوة. ورفض البلدان واستنكرا الاتهامات وحملات التشويه التي تستهدف الإمارات على خلفية تلك الأحداث، مذكرين «الجميع بالتضحيات التي قدمتها قوات التحالف على أرض اليمن بدافع من الروابط الأخوية وصلة الجوار والحفاظ على أمن المنطقة ورخاء شعوبها ومصيرهم المشترك»، كما أكد البلدان حرصهما وسعيهما الكامل «للمحافظة على الدولة اليمنية ومصالح الشعب اليمني وأمنه واستقراره واستقلاله ووحدة وسلامة أراضيه تحت قيادة الرئيس الشرعي لليمن، والتصدي لانقلاب ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران والتنظيمات الإرهابية الأخرى». كما أكدا استمرار كل جهودهما السياسية والعسكرية والإغاثية والتنموية «بمشاركة دول التحالف التي نهضت لنصرة الشعب اليمني».
في السياق ذاته، أكد عادل الجبير، وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، أن العلاقة المتينة بين بلاده والإمارات تشكل ركيزة أساسية لمستقبل مشرق للمنطقة. وقال الجبير في تغريدات له على موقع «تويتر» إن «المملكة تقود جهود تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة ومواجهة مساعي النظام الإيراني والقوى المتطرفة لنشر الفوضى وزعزعة الاستقرار، وتشكل العلاقة المتينة التي تجمع المملكة بالإمارات الشقيقة ركيزة أساسية لهذه الجهود لمستقبل مشرق للمنطقة». وتابع: «يعمل التحالف، بقيادة المملكة، وبجهود مقدرة من الأشقاء في الإمارات على تحقيق الأمن والاستقرار في عدن وشبوة وأبين، ولن نألو جهداً حتى يسود الاستقرار والأمن سائر أرجاء اليمن الشقيق»، موضحاً أن «السبيل الوحيد أمام الشعب اليمني هو تجاوز الاختلافات الداخلية عبر الحوار الذي دعت له المملكة، والعمل صفاً واحداً لتخليص اليمن من براثن النفوذ الإيراني الذي لا يريد خيراً باليمن وشعبه الكريم».
في غضون ذلك، أشاد الدكتور عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بمدلولات ومضامين البيان الصادر عن وزارة الخارجية السعودية ووزارة الخارجية بدولة الإمارات، بشأن التطورات السياسية والعسكرية عقب الأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة عدن العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية. ووصف الزياني البيان بأنه «تعبير واضح وصادق عن حرص البلدين الثابت على اليمن الشقيق أرضا وشعبا، وسعيهما الحثيث، ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، على نصرة الشعب اليمني والحفاظ على الدولة اليمنية وتأكيد سيادتها واستقرارها وأمنها، تأكيدا لعمق الوشائج التي تربط أبناء دول مجلس التعاون مع الشعب اليمني الشقيق».
وأعرب الأمين العام عن رفضه التام للتطاول على دولة الإمارات، مثمنا الدور الإيجابي الفاعل الذي تقوم به دولة الإمارات في اليمن، وما قدمته من تضحيات وبذلته من جهود سياسية وعسكرية وتنموية في سبيل الحفاظ على وحدة واستقلال وسلامة اليمن وشعبه، معربا عن أمله في أن يسود السلم والأمن والاستقرار في اليمن، وأن تتضافر جهود كافة قواه ومكوناته للتصدي للانقلاب الحوثي والتنظيمات الإرهابية المتطرفة، وأن يتجاوب الجميع مع الدعوة المخلصة التي تقدمت بها السعودية لعقد حوار في جدة لمعالجة تداعيات تلك الأحداث المؤسفة التي لن يستفيد منها إلا أعداء اليمن.
جهد سعودي ـ إماراتي يحتوي أحداث الجنوب... ويعيد البوصلة لمواجهة الحوثي
دعوة إلى الانخراط في «حوار جدة»... ولجنة مشتركة لتثبيت وقف إطلاق النار... ومجلس التعاون يشيد
جهد سعودي ـ إماراتي يحتوي أحداث الجنوب... ويعيد البوصلة لمواجهة الحوثي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة