مدغشقر مفاجأة كأس الأمم الأفريقية تسطر واحدة من أبرز قصص النجاح

نيكولا ديبويه المدير الفني للمنتخب: فخور بلاعبينا وحزين بسبب نهاية حلم البطولة

لاعبو مدغشقر يحيون جماهيرهم بعد نهاية الحلم الجميل (أ.ف.ب)
لاعبو مدغشقر يحيون جماهيرهم بعد نهاية الحلم الجميل (أ.ف.ب)
TT

مدغشقر مفاجأة كأس الأمم الأفريقية تسطر واحدة من أبرز قصص النجاح

لاعبو مدغشقر يحيون جماهيرهم بعد نهاية الحلم الجميل (أ.ف.ب)
لاعبو مدغشقر يحيون جماهيرهم بعد نهاية الحلم الجميل (أ.ف.ب)

يتفهم أنيسيه أندرياننتيناينا لاعب وسط مدغشقر أسباب التقليل من قوة منتخب بلاده في أول ظهور له في بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقامة حالياً في مصر. وقال: «عندما جئنا إلى هنا في بداية البطولة لم ينظر إلينا المنافسون بجدية، لكن الفريق كان يثق في قدراته. بالطبع قلل الآخرون من قوتنا وأنا أتفهم تماماً أسباب ذلك، لأن مدغشقر ليست من بين القوى البارزة في كرة القدم. أعتقد أن مدغشقر مشهورة فقط بسبب فيلم الرسوم المتحركة الذي يحمل اسمها».
لكن منتخب مدغشقر، التي تشتهر أيضاً بطبيعتها الساحرة، سطر واحدة من أبرز قصص النجاح في تاريخ كأس الأمم الأفريقية حين تأهل لدور الثمانية قبل أن يغادر البطولة بعد الهزيمة أمام تونس، أول من أمس (الخميس). وأدت هذه الرحلة المثيرة لمنتخب مدغشقر في بلوغ دور الثمانية في انتشار حالة من السعادة والنشوة في البلاد حتى إن أندريه راجولينا رئيس مدغشقر استأجر طائرة تنقله مع مجموعة مشجعين لمشاهدة مواجهة دور الستة عشر أمام الكونغو الديمقراطية الأحد الماضي، التي فازت فيها مدغشقر بركلات الترجيح بعد التعادل 2 - 2. وقبل خمس سنوات فقط، تراجع ترتيب مدغشقر لتحتل المركز 187 من إجمالي 211 دولة في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، بعد الخروج المتكرر من تصفيات كأس الأمم الأفريقية وكأس العالم من مرحلة المواجهات التمهيدية.
وأبدى نيكولا ديبويه المدير الفني الفرنسي لمنتخب مدغشقر ثقته في لاعبيه وسعادته بالأداء في بطولة أمم أفريقيا بشكل عام رغم الخسارة من تونس بثلاثية وتوديع كأس أمم أفريقيا من دور الثمانية. وقال ديبويه في مؤتمر صحافي مساء الخميس: «المباراة كانت قوية وصعبة، وأنا الآن أصبحت فخراً لمدغشقر، بعدما خرجنا من هذا الدور في أول مشاركة، ولا أعرف إذا كنتُ سأستمر في منصبي أم لا عقب توديع البطولة».
وأوضح: «كنا مرهقين للغاية، وفشلنا في تقديم مباراة كبيرة اليوم، لكن أحب أن أطمئن الجميع أننا على أعتاب مشاهدة فريق كبير في المستقبل». وتابع: «حزين للغاية وأقدر ما فعلته جماهير مدغشقر وعائلات اللاعبين الذين حضروا معنا والمسؤولين ورئيس الجمهورية». وقال: «كان من السهل علينا أن نتأهل بعد تعديل النظام، واستفدنا منه بالتأكيد لأننا تأهلنا لأول مرة». وأضاف: «كنا قادرين على إكمال الرحلة وأنا فخور باللاعبين، لأول مرة نواجه فريقاً من شمال أفريقيا، وكان علينا أن نعي أن تونس فريق جيد ويمتلك مدرباً رائعاً، واستمتعنا بمواجهتهم لأننا كنا منظمين رغم الخسارة، وحزين بعد انتهاء حلم بطولة أمم أفريقيا».
وكان ديبوي قد أوضح في وقت سابق أن عدداً من اللاعبين، ومنهم أنيسيه وإبراهيم أمادا كانوا يرفضون الانضمام لتشكيلة المنتخب لأنهم يرون المنافسين «لا ينظرون إلى مدغشقر بجدية». لكن ديبوي، الذي اشتهر في بلاده بأنه قاد أحد فرق الدرجة الرابعة للفوز على لوريان، وهو أحد فرق دوري الأضواء في كأس فرنسا في 2013، بدأ بسرعة في تغيير الأمور بعد أن تولى تدريب الفريق في 2017.
وقال: «أولاً وقبل كل شيء غيّرنا الإطار العام والعوامل المساعدة، مثل ظروف الإقامة والسفر. جعلنا تلك الأمور أقرب للنظام الاحترافي. بعدها وعلى مستوى اللعب قضيت ثمانية أشهر في بناء هذا الفريق. أبحث عن أفضل لاعبي مدغشقر المنتشرين في أنحاء العالم».
وطلب ديبوي من القائد فانيفا إيما أندرياتسيما، الذي يلعب في صفوف كليرمون في دوري الدرجة الثانية الفرنسي، البحث عن لاعبين ذوي أصول من مدغشقر وُلِدوا في دول أوروبية يرغبون أو يستطيعون الانضمام لصفوف المنتخب. وقال: «كان بعضهم يوافق والبعض يرفض. وحتى بعد أن احتلت مدغشقر المركز الثاني في التصفيات المؤهلة للبطولة متفوقة على غينيا الاستوائية والسودان لم يتوقع كثيرون أن يظهر المنتخب بهذه الصورة.


مقالات ذات صلة

«تصفيات أمم أفريقيا»: بوتسوانا تعادل مصر… وترافقها إلى النهائيات

رياضة عربية محمود حسن (تريزيغيه) سجل هدف التعادل لمصر في مرمى بوتسوانا (رويترز)

«تصفيات أمم أفريقيا»: بوتسوانا تعادل مصر… وترافقها إلى النهائيات

تعادلت مصر 1 - 1 مع ضيفتها بوتسوانا الثلاثاء لتتأهل الأخيرة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2025.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية لاعبو المغرب يحتفلون بأحد أهدافهم في شباك ليسوتو (الشرق الأوسط)

تصفيات أمم إفريقيا : حلم ليبيا يتبدد.. مهرجان أهداف مغربي... وخيبة تونسية

تبدد حلم ليبيا في التأهل إلى النهائيات الأفريقية لأول مرة منذ 2012 والرابعة في تاريخها، وذلك بتعادلها سلبا مع ضيفتها رواندا.

«الشرق الأوسط» (بنغازي)
رياضة عربية محمد عبد الرحمن لاعب المنتخب السوداني (الشرق الأوسط)

محمد عبد الرحمن بعد تأهل السودان لنهائيات أفريقيا: شكراً للسعودية

قدم لاعب المنتخب السوداني محمد عبد الرحمن شكره لـ«السعودية» وذلك عقب تأهل صقور الجديان إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا في المغرب 2025.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة عربية منتخب ليبيا فشل في التأهل لنهائيات «أمم أفريقيا» (الشرق الأوسط)

بنين ترافق نيجيريا إلى نهائيات «أمم أفريقيا»

تأهلت بنين إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 لكرة القدم المقررة في المغرب، بعدما تعادلت سلبياً مع ليبيا.

«الشرق الأوسط» (طرابلس)
رياضة عربية منتخب السودان حجز مقعده في نهائيات أمم أفريقيا (الشرق الأوسط)

السودان يتأهل لكأس الأمم الأفريقية بتعادله مع أنغولا

بلغ السودان كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2025 بعدما تعادل سلبياً مع أنجولا.

«الشرق الأوسط» (بنغازي)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».