الدفاعات السعودية تحبط هجوم «درون» حوثياً آخر

الميليشيات المدعومة من إيران تصرّ على استهداف المدنيين وانتهاك القانون الدولي

جانب من مطار أبها الذي تسير رحلاته بكل سهولة رغم تعرضه لمقذوف حوثي الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)
جانب من مطار أبها الذي تسير رحلاته بكل سهولة رغم تعرضه لمقذوف حوثي الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)
TT

الدفاعات السعودية تحبط هجوم «درون» حوثياً آخر

جانب من مطار أبها الذي تسير رحلاته بكل سهولة رغم تعرضه لمقذوف حوثي الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)
جانب من مطار أبها الذي تسير رحلاته بكل سهولة رغم تعرضه لمقذوف حوثي الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)

تمكنت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي والقوات الجوية الملكية السعودية، صباح أمس (الجمعة)، من اعتراض وإسقاط 5 طائرات من دون طيار، أطلقتها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران صوب جنوب السعودية، مستهدفة مطار أبها الدولي ومحافظة خميس مشيط.
ودأبت الميليشيات الحوثية على استهداف المناطق المدنية والمدنيين، في انتهاك للقانون الدولي الإنساني، وهو ما يرقى إلى جريمة حرب، وفق ما ذكره بيان لتحالف دعم الشرعية في اليمن.
وشددت السعودية على حقّها المشروع باتخاذ وتنفيذ إجراءات الردع المناسبة للتعامل مع الأعمال العدائية التي تقوم بها ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، في محاولة لاستهداف المنشآت والأعيان المدنية، بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.
وأوضح العقيد الركن تركي المالكي، المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، أن الأداة الإجرامية الإرهابية الحوثية تحاول استهداف المنشآت المدنية والأعيان المدنية، في محاولات بائسة ومتكررة، دون تحقيق أي من أهدافهم وأعمالهم العدائية اللامسؤولة؛ حيث يتم كشف وإسقاط هذه الطائرات، «وإننا إذ نؤكد حقنا المشروع باتخاذ وتنفيذ إجراءات الردع المناسبة للتعامل مع هذه الأعمال العدائية، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية».
وبيّن المالكي أن حركة الملاحة الجوية والمجال الجوي بمطار أبها الدولي تعمل بصورة طبيعية، وليس هناك أي تأخير في الرحلات الجوية وحركة المسافرين.
واستهدف الحوثيون مطار أبها الدولي، الأربعاء الماضي، حين أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن سقوط مقذوف معادٍ (حوثي) بصالة القدوم في المطار، الذي يمر من خلاله يومياً آلاف المسافرين المدنيين، من مواطنين ومقيمين من جنسيات مختلفة، ما أسفر عن إصابة 26 شخصاً، بينهم نساء وأطفال.
وأكدت السعودية في رسالة بعثت إلى مجلس الأمن الدولي الخميس الماضي، أنها وتحالف دعم الشرعية في اليمن ستتخذ تدابير عاجلة في الوقت المناسب لردع مثل الهجوم الإرهابي للميليشيات الحوثية على صالة الوصول في مطار أبها.
وجاء في الرسالة التي بعث بها مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبد الله المعلمي: «بناءً على تعليمات من حكومة بلادي، أكتب لكم لأبلغكم أنه في 12 يونيو (حزيران) 2019 ضرب صاروخ معاد، أطلقته ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، صالة الوصول في مطار أبها الدولي في محافظة عسير، جنوب غربي المملكة العربية السعودية، حيث يعبر منها يومياً آلاف الركاب المدنيين من جنسيات مختلفة، ما أدى إلى إصابة 26 مسافراً مدنياً من جنسيات مختلفة بجروح جراء هذا الصاروخ، بينهم 3 نساء من الجنسية اليمنية، والهندية، والسعودية، إضافة إلى طفلين سعوديين، وأعلنت ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران عبر وسائل إعلامها مسؤوليتها الكاملة عن هذا الهجوم الإرهابي، مدعية أنها استخدمت صاروخاً من نوع كروز في الهجوم».
وأضاف السفير المعلمي: «تعمل السلطات في السعودية على تحديد نوع القذيفة المستخدمة في هذا الهجوم الإرهابي، ما يؤكد على امتلاك هذه الميليشيا الإرهابية أسلحة جديدة ومتطورة، واستمرار دعم وممارسة النظام الإيراني للإرهاب العابر للحدود، واستمرار انتهاكه لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك القرارات 2140، 2216، 2231، 2451، 2452».
وشدّد السفير المعلمي أن بلاده ستتخذ هي وتحالف دعم الشرعية في اليمن إجراءات عاجلة، وفي الوقت المناسب، لردع مثل هذه الهجمات الإرهابية التي لا يمكن السكوت عنها، وضمان حماية المدنيين والمنشآت المدنية، بالإضافة إلى أنه ستتم محاسبة المسؤول عن تخطيط وتنفيذ هذا الهجوم الإرهابي وفقاً للقانون الإنساني الدولي وقواعده العرفية.
ودعا في ختام الرسالة مجلس الأمن إلى تعميم هذه الرسالة كوثيقة رسمية من وثائق المجلس، مؤكداً أن نسخة من هذه الرسالة سوف ترسل إلى الأمين العام للأمم المتحدة.
وشهد العمل الإرهابي الذي استهدف مطار أبها الدولي في السعودية إدانات عربية وإسلامية ودولية واسعة، حيث أعربت الدول عن إدانتها واستنكارها الشديدين للعمل الإرهابي، وعدّوه خرقاً واضحاً للأعراف والقوانين الدولية ومساساً بأمن المملكة واستقرارها، مؤكدين تضامن دولهم ووقوفهم إلى جانب السعودية في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.
وأجمع محللون سياسيون وأمنيون على القدرة على الردّ بقوة وصرامة على مثل هذه التهديدات الإرهابية وإبادة خطرها، لافتين إلى مراعاة الرياض القوانين الدولية وحقوق الإنسان أمام ميليشيات لا تعترف بها وتقصف المنشآت والأعيان المدنية. وأكد المحللون على ضرورة قيام المجتمع الدولي بمسؤولياته واتخاذ موقف حازم ضد هذا النظام الإيراني وميليشياته الإرهابية حفاظاً على الأمن والاستقرار في المنطقة.
يقول الدكتور يوسف الرميح، المحلل الأمني لـ«الشرق الأوسط»: «إن ميليشيات الحوثي الإرهابية لا تراعي ديناً أو إنسانية أو قوانين وأعرافاً دولية، باستهدافها المناطق السكنية الآهلة بالسكان والأعيان والمنشآت المدنية، رغم أن الأمر يتطلب التعامل معهم بالمثل»، مستغرباً «صمت المنظمات الدولية والهيئات والمؤسسات الحقوقية التي تنادي بحقوق الإنسان عن مثل هذه الجرائم التي ترتقي لجرائم حرب»، متسائلاً: «أين الهيئات والمنظمات الحقوقية من استهداف مطار أبها، وإصابة مدنيين من نساء وأطفال وشيوخ؟ وما أنتم فاعلون؟ فهل هذا مطار عسكري أم مدني؟! للأسف هذه المنظمات والهيئات مصابة بالعمى عندما تقصف بلادنا ومنشآتنا المدنية والحيوية».
وأضاف الرميح: «نهج السعودية هو النفس الطويل وضبط النفس، وهي تملك جيشاً قوياً ونظامياً، وتتعامل مع ميليشيا إرهابية عابرة، لا تراعي أبسط أنواع القوانين والأنظمة وحقوق الإنسان حتى النظام وأبجديات المبادئ العسكرية، التي تفترض عدم قصف المناطق الآهلة بالسكان والمنشآت المدنية، ورغم أن الأعمال العدائية الإرهابية التي تقوم بها تلك الميليشيا تتطلب التعامل معها بالمثل فإن المملكة تراعي دوماً الأنظمة والقوانين في استهدافها الميليشيا الإرهابية بدقة، حيث تقصف منشآتهم العسكرية فقط».
من جانبه، أكد نايف الرقاع المحلل السياسي السعودي لـ«الشرق الأوسط» أن «جماعة الحوثي الإرهابية تريد اختطاف الشعب اليمني والدولة اليمنية لتحويلها إلى دولة فاشلة وبؤرة مستمرة للإرهاب وللميليشيات والجماعات الإرهابية لتهديد دول المنطقة بشكل دائم»، مشيراً إلى أن التصعيد الحوثي باستهداف المرافق العامة والمنشآت المدنية محاولة واضحة لتخفيف الضغط عن إيران، وإشغال الرأي العام والمجتمع الدولي بما يحدث في اليمن، أملاً منهم في تخفيض ذلك الضغط التي يواجه النظام الإيراني الإرهابي.
وأضاف: «جماعة الحوثي إرهابية في اعتقادي استغلّت الظروف الدولية ومواقف الأمم المتحدة، وخاصة مبعوثيها المتكررين الذين لم يكن لهم موقف واضح وصريح... ونحن نعلم أن الأزمة اليمنية المرجع لها هو قرار مجلس الأمن الدولي (2216)، الذي اتخذ تحت البند السابع، وهذا القرار يجيز لمجلس الأمن استخدام القوة المسلحة، وأهم فقرات هذا القرار انسحاب الجماعة الحوثية من المدن الرئيسية وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة وهذا لم يتم، وكل الاتفاقيات التي حصلت سواء برعاية الأمم المتحدة أو من خلال مفاوضات الكويت أو جنيف أو الأردن أفشلها الحوثي، والسبب الرئيسي كون الحوثي لا يملك أمره، وهو مجرد أداة إيرانية».
وأشار المحلل السياسي إلى أن إيران من خلال الحوثي و«حزب الله» وميليشيات تنفذ سياساتها في المنطقة باستلهام من الدستور الإيراني وطموحه التوسعي، مضيفاً: «المجتمع الدولي لا نأمل منه كثيراً. إذا كانت الأمم المتحدة تسلم الحوثي إعانات نقدية تجاوزات 20 مليون دولار، وعدداً من سيارات الدفع الرباعي بحجة نزع الألغام التي يزرعها الحوثي، والذي بدوره أعطى الأمم المتحدة الرسالة، وبمجرد تسلم السيارات المدنية حوّلها الحوثي إلى سيارات عسكرية، وقام بوضع صور الخميني عليها، وأجرى استعراضاً عسكرياً بهذه السيارات، وبالتالي ليس من المأمول أن تقوم الأمم المتحدة بدور إيجابي في اليمن. وللأسف الشديد حتى المنظمات الدولية والخيرية وحقوق الإنسان التي يبلغ عددها في اليمن عشرات المنظمات لم نجد منها موقفاً واضحاً وحاسماً تجاه ميليشيا الحوثي وجرائمهم التي يرتكبونها ضد الإنسانية من تجنيد الأطفال وقصف المدنيين وانتهاك كل الأعراف الدولية، ولذلك لم نجد أي صوت للأمم المتحدة».
وأضاف: «إن كان للأمم المتحدة دور هو في تصعيد الأزمة ومحاولة شرعنة ميليشيا الحوثي وجعلها موازية للدولة اليمنية، والمطلوب أن تتحرك الدولة اليمنية بجدية، ونلاحظ بعد اعتراض الأمم المتحدة على الدور المشبوه للمبعوث الأممي مارتن غريفيث، قام الأمين العام للأمم المتحدة بإرسال رسالة للرئيس اليمني بأنه يثق في مبعوثه، وهذا لم يحدث على مستوى العالم وفي كل الأعراف الدولية... إذا اعترضت دولة على مبعوث أو مندوب يتم تغييره إلا في الأمم المتحدة تجاه الأزمة اليمنية، وبالتالي المأمول أن ترفض الحكومة اليمنية التعامل مع المبعوث الأممي، أو تطلب تغيير سلوكه وممارساته بشكل معلن ومتوازٍ».


مقالات ذات صلة

انفلات الثأر القبلي يكشف زيف مزاعم الحوثيين باحتواء الصراعات

مسلح حوثي يراقب تجمعاً لرجال القبائل في صنعاء (إ.ب.أ)

انفلات الثأر القبلي يكشف زيف مزاعم الحوثيين باحتواء الصراعات

تصاعدت حوادث الثأر والعنف القبلي في مناطق الحوثيين على الرغم من ادعاءاتهم تبني سياسات للصلح وإنهاء النزاعات التي يستغلونها لتعزيز نفوذهم وجني مزيد من الموارد.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي دعا عدد من السفراء الأجانب لخفض التصعيد وتسوية الخلافات بالحوار في اليمن (السفارة البريطانية)

دعوات دولية لخفض التصعيد وتسوية الخلافات بالحوار في اليمن

العليمي:«الإجراءات الأحادية التي اتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي تمثل خرقاً صريحاً لمرجعيات المرحلة الانتقالية وتهديداً مباشراً لوحدة القرار الأمني، والعسكري».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي يمنيان يبيعان الحبوب المنتجة محلياً في سوق بوسط صنعاء (إ.ب.أ)

انفجار أسعار في مناطق سيطرة الحوثيين يخنق معيشة السكان

التهمت موجة غلاء جديدة ما تبقّى من قدرة السكان الشرائية، في مناطق سيطرة الحوثيين الذين يضاعفون الجبايات، بالتوازي مع تراجع عالمي في أسعار المواد الاستهلاكية

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي أكد طارق صالح أن الظروف الراهنة مواتية لصالح حسم المعركة واستعادة الدولة ومؤسساتها (سبأ)

مسؤولان يمنيان يرفعان جاهزية الجبهات العسكرية

يعتقد المسؤولون اليمنيون أن جماعة الحوثي هي العدو الرئيسي والوحيد للشعب اليمني، وأن الظروف الراهنة مواتية لصالح حسم المعركة، واستعادة الدولة ومؤسساتها.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي الجماعة الحوثية منحت مهدي المشاط رئيس مجلس حكمها شهادة الماجستير (إعلام حوثي)

هوس قادة الحوثيين بالشهادات العليا يفاقم انهيار التعليم الجامعي

يتعرض طلاب الدراسات العليا في الجامعات اليمنية لابتزاز قادة حوثيين لإعداد رسائلهم للماجستير، والدكتوراه، في حين يجري إغراق التعليم الجامعي بممارسات كسب الولاء

وضاح الجليل (عدن)

وزير الدفاع السعودي ومستشار ترمب يبحثان أحداث المنطقة وفرص إحلال السلام

وزير الدفاع السعودي خلال مباحثاته مع كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية (واس)
وزير الدفاع السعودي خلال مباحثاته مع كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية (واس)
TT

وزير الدفاع السعودي ومستشار ترمب يبحثان أحداث المنطقة وفرص إحلال السلام

وزير الدفاع السعودي خلال مباحثاته مع كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية (واس)
وزير الدفاع السعودي خلال مباحثاته مع كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية (واس)

التقى الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع السعودي، في الرياض، كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية مسعد بولس.

وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث مستجدات الأحداث في المنطقة والمساعي المبذولة لإحلال السلام، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

حضر اللقاء الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، ومساعد بن محمد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني، ومصعب بن محمد الفرحان مستشار وزير الخارجية للشؤون السياسية، وهشام بن عبد العزيز بن سيف مستشار وزير الدفاع لشؤون الاستخبارات.

وزير الدفاع السعودي خلال مباحثاته مع كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية (واس)

كما حضر من الجانب الأميركي عدد من المسؤولين.


القيادة السعودية تعزي ملك المغرب في ضحايا الفيضانات بمدينة آسفي

 الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي (الشرق الأوسط)
الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي (الشرق الأوسط)
TT

القيادة السعودية تعزي ملك المغرب في ضحايا الفيضانات بمدينة آسفي

 الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي (الشرق الأوسط)
الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي (الشرق الأوسط)

بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، ببرقيتَي عزاء ومواساة، إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، في ضحايا الأمطار الغزيرة والفيضانات التي تعرّضت لها مدينة آسفي.

وقال الملك سلمان في البرقية: «علمنا بنبأ تعرّض مدينة آسفي في المملكة المغربية لأمطار غزيرة وفيضانات، وما نتج عن ذلك من وفيات وإصابات، وإننا إذ نبعث إلى جلالتكم وإلى أسر المتوفين وإلى شعب المملكة المغربية الشقيق أحر التعازي وأصدق المواساة، لنسأل المولى سبحانه وتعالى أن يتغمّد المتوفين بواسع رحمته ومغفرته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يحفظكم وشعب المملكة المغربية من كل سوء ومكروه، إنه سميع مجيب».

كما أعرب ولي العهد السعودي في برقيته إلى ملك المغرب وإلى أسر المتوفين كافّة عن بالغ التعازي وصادق المواساة، سائلاً الله تعالى الرحمة للمتوفين، والشفاء العاجل لجميع المصابين.


الإمارات والاتحاد الأوروبي يطلقان مفاوضات «الشراكة الاستراتيجية»

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مع أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية (وام)
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مع أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية (وام)
TT

الإمارات والاتحاد الأوروبي يطلقان مفاوضات «الشراكة الاستراتيجية»

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مع أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية (وام)
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مع أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية (وام)

بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، مع أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، اليوم، خلال اتصال هاتفي، سبل تعزيز التعاون والعمل المشترك بين دولة الإمارات والاتحاد الأوروبي بما يخدم المصالح المتبادلة للجانبين، وذلك في وقت أعلن فيه الطرفان رسمياً إطلاق عملية التفاوض بشأن «اتفاقية الشراكة الاستراتيجية».

وأكد الجانبان أهمية الاتفاقية بوصفها خطوة داعمة لترسيخ العلاقات الثنائية في المجالات ذات الأولوية المشتركة، وتوفير إطار عمل مؤسسي شامل يوسّع مجالات التعاون بين أبوظبي وبروكسل. وفي هذا السياق، أشارا إلى أن المفاوضات بشأن اتفاقية تجارة حرة بين دولة الإمارات والاتحاد الأوروبي تمثل «خطوة نوعية» من شأنها فتح آفاق جديدة للتعاون، خصوصاً في الملفات التنموية.

وتناول الاتصال أيضاً عدداً من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها المستجدات في منطقة الشرق الأوسط، والجهود المبذولة لدعم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وسبل توفير مساعدات كافية ومستدامة لسكان القطاع عبر مختلف الوسائل المتاحة.

وشدد الطرفان على أهمية الدفع نحو مسار واضح للسلام العادل والشامل القائم على أساس «حل الدولتين» بوصفه السبيل لتحقيق الاستقرار الإقليمي.

كما تطرق النقاش إلى تطورات الأزمة الأوكرانية، حيث أكد رئيس الإمارات دعم بلاده كل ما يسهم في تسوية الأزمات عبر الحوار والحلول السياسية، انطلاقاً من نهجها الثابت في تغليب المسارات الدبلوماسية والعمل من أجل مصلحة الشعوب وتطلعاتها إلى التنمية والازدهار.

وكانت الإمارات والاتحاد الأوروبي قد أعلنا رسمياً عن بدء مفاوضات «اتفاقية الشراكة الاستراتيجية»، وذلك من خلال دوبرافكا سويتسا، مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون البحر المتوسط والمسؤولة عن العلاقات مع دول الخليج، ولانا نسيبة، وزيرة دولة في الإمارات.

وبحسب المعلومات الصادرة، فإن هذه الخطوة تمثل محطة محورية لترسيخ العلاقات عبر مجالات رئيسية ذات أولوية مشتركة، بالتوازي مع المفاوضات القائمة بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الطرفين.

ويستند هذا المسار، وفق ما أُعلن، إلى خطة العمل الطموحة التي أرساها القادة خلال قمة الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية لعام 2024 في بروكسل، كما ينسجم مع «استراتيجية الخليج» الواردة في البيان المشترك للاتحاد الأوروبي لعام 2022 بشأن الشراكة الاستراتيجية مع دول الخليج، إضافة إلى ترتيبات تعزيز التعاون الموقعة في 2018 بين الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية ووزارة الخارجية الإماراتية.

وجددت سويتسا ونسيبة التأكيد على الحرص المشترك لتعميق الشراكة الاستراتيجية في مجالات تشمل التجارة والاستثمار والمساعدات الإنسانية، مع التشديد على دور الجانبين في بناء جسور التواصل بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا. ومن المنتظر أن تسهم الاتفاقية في تعزيز التعاون لدعم السلام والاستقرار الإقليميين، وحماية التعددية والقانون الدولي، واستكشاف الفرص في مجالات الاتصال والبحث والابتكار والطاقة والتحول الأخضر والرقمي والذكاء الاصطناعي، بما يرسخ شراكة «طموحة» ترتكز على المستقبل وتحقق المنفعة المشتركة لشعوب أوروبا ودولة الإمارات والمنطقة.