طائرة إسرائيلية تفجر جهاز تنصت اكتشفه الجيش اللبناني

أنباء عن مقتل خبير عسكري بـ«حزب الله» كان يحاول تفكيكه الجهاز

طائرة إسرائيلية تفجر جهاز تنصت اكتشفه الجيش اللبناني
TT

طائرة إسرائيلية تفجر جهاز تنصت اكتشفه الجيش اللبناني

طائرة إسرائيلية تفجر جهاز تنصت اكتشفه الجيش اللبناني

قالت محطة تلفزيونية لبنانية إن خبيرًا عسكريًّا من «حزب الله» قتل أمس، وجرح آخر، حين فجر سلاح الجو الإسرائيلي جهاز تنصت زرعه الإسرائيليون في بلدة عدلون في جنوب لبنان، وعثرت عليه دورية تابعة لمخابرات الجيش اللبناني.
وقال الجيش اللبناني، في بيان أصدره بعد ظهر أمس، إن دورية تابعة لمديرية المخابرات في الجيش «عثرت على جسم غريب في محيط بلدة عدلون»، مشيرة إلى أنه «أثناء التحضير للكشف عليه، أقدم العدو الإسرائيلي على تفجيره عن بعد، ما أدى إلى استشهاد أحد المدنيين الذي تواجد بالقرب من المكان».
وأوضحت قيادة الجيش أن وحداتها «فرضت طوقًا أمنيًّا حول مكان الانفجار، وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص».
وفيما لم يعلن عن هوية القتيل، ذكرت محطة «إم تي في» التلفزيونية اللبنانية، أنه «فيما كان الخبير العسكري «في حزب الله» حسين علي حيدر (25 سنة) يقوم بتفكيك 4 أجهزة موصولة وملغمة بقصد تعطيلها، انفجرت دفعة واحدة، ما أدى إلى مقتله وجرح آخرين».
ودوّى انفجار كبير، بعد ظهر أمس، في أحد بساتين بلدة عدلون (70 كيلومترا جنوب بيروت) الساحلية، تبين فيما بعد أنه ناتج عن تفجير جهاز تجسس زرعه عملاء إسرائيل في المنطقة، وسط تضارب في المعلومات عن هوية مفجري الجهاز؛ ففي حين ذكرت مواقع إلكترونية أن «حزب الله» اكتشف الجهاز، ذكر آخرون أن استخبارات الجيش اللبناني اكتشفت الجهاز قبل أن تفجره طائرة استطلاع إسرائيلية لدى اقتراب عناصر الجيش اللبناني منه. وذكرت قناة «المنار» الناطقة باسم «حزب الله» أن طائرة تجسس إسرائيلية فجرت الجهاز الذي كان مفخخًا بعد أن تم اكتشافه.
أشارت معلومات نقلتها مواقع إلكترونية محلية إلى أن جهاز التنصت كان موضوعا على شبكة اتصالات تابعة لـ«حزب الله»، مشيرة إلى أن الجيش اللبناني «عمد فورا إلى قطع الطريق المؤدي إلى المكان، قبل تفجير الجهاز».
ويستخدم «حزب الله» اللبناني شبكة اتصالات سلكية خاصة به لأغراض عسكرية، كان أعلن عنها الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، قائلًا إنها تمنع إسرائيل من التجسس على مكالمات الحزب.
ويعد هذا الخرق في منطقة شمال الليطاني، غير الخاضعة لإجراءات القرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة، الأول من نوعه منذ اكتشاف جهاز مماثل في صيف عام 2012 كان زرعه الإسرائيليون على شبكة الاتصالات السلكية الخاصة بـ«حزب الله»، حين فجرت طائرة استطلاع إسرائيلية جهاز تنصت زرعته إسرائيل على شبكة اتصالات الحزب في منطقة طير فلسيه في جنوب لبنان، لدى اكتشافه.
وتتكرر حوادث اكتشاف «حزب الله» والجيش اللبناني لأجهزة تنصت تزرعها إسرائيل في مناطق في لبنان، بغرض التجسس على «حزب الله». ولجأت إسرائيل في السنوات الأخيرة إلى تفخيخ أجهزة التنصت، وتفجيرها حال اكتشافها.
وشهدت بلدة عدلون الساحلية أمس أول حادث من نوعه منذ عام 1997 حين تسللت مجموعة إسرائيلية في مطلع شهر سبتمبر (أيلول) عبر بساتينها إلى منطقة أنصارية المحاذية لها، ووقعت في كمين أسفر عن مقتل 12 شخصًا من المجموعة الإسرائيلية.



مصر: «تكتُّم» بشأن أسباب تحطم «طائرة باريس»

طائرة تابعة لـ«مصر للطيران» (أرشيفية)
طائرة تابعة لـ«مصر للطيران» (أرشيفية)
TT

مصر: «تكتُّم» بشأن أسباب تحطم «طائرة باريس»

طائرة تابعة لـ«مصر للطيران» (أرشيفية)
طائرة تابعة لـ«مصر للطيران» (أرشيفية)

بعد 8 سنوات من الحادث تسلّمت شركة «مصر للطيران»، الأربعاء، التقرير الفني النهائي لحادث تحطّم طائرتها التي كانت متجهة من مطار شارل ديغول بفرنسا إلى مطار القاهرة الدولي، من دون أن تكشف عن «محتوى التقرير»، وأسباب الحادث الذي راح ضحيته 66 راكباً.

وفي 19 مايو (أيار) 2016 تحطّمت طائرة «مصر للطيران» في سماء البحر المتوسط، بعد دخولها المجال الجوي المصري، في منطقة بين جزيرة كريت اليونانية والسواحل الشمالية لمصر، بعد أن اختفت بشكل مفاجئ عن الرادارات.

وتسبّب حادث الطائرة في وفاة 66 راكباً، بينهم 7 أفراد طاقم الطائرة، حسب إفادة شركة «مصر للطيران» وقتها.

وفي بيان مقتضب، الأربعاء، أعلنت «مصر للطيران» استلامها التقرير الفني النهائي الصادر عن الإدارة المركزية لحوادث الطيران التابعة لوزارة الطيران المدني المصري، الخاص بحادثة تحطّم طائرة الرحلة رقم (MS804)، التي كانت متجهة من مطار شارل ديغول بفرنسا إلى مطار القاهرة.

مسار طائرة «مصر للطيران» التي سقطت في 19 مايو 2016 (رويترز)

وأوضح البيان أن «التقرير الفني للحادث تمت مشاركته مع عائلات الضحايا المتضرّرة من هذا الحادث الأليم»، من دون مزيد من التفاصيل.

ولم يُعلن البيان عن أسباب وقوع الحادث، بينما رفض مسؤولون بالشركة خلال اتصالات مع «الشرق الأوسط»، الإفادة بتفاصيل إضافية، وأشاروا إلى أنهم «لا يملكون الإفصاح عن أي معلومات حالياً».

وكشفت مصادر مصرية مطلعة عن أن «جهات التحقيق القضائي في مصر طلبت قبل 5 سنوات من وزارة الطيران المدني، تقريراً نهائياً بأسباب وقوع الحادث؛ لاستكمال إجراءاتها القضائية، المتعلقة بالحادث داخل وخارج مصر».

وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أنه «قبل تسليم تقرير الحادث لجهات التحقيق القضائية، كانت هناك دلائل تشير إلى آثار (مفرقعات) في أشلاء ضحايا»، وقالت إن «هذا الاحتمال المفترض أن يتم إثبات صحته من عدمها في التقرير الفني النهائي، خصوصاً أن رحلة الطائرة كانت تسير في أجواء طبيعية».

أجزاء من كراسي طائرة «مصر للطيران» المحطّمة في البحر المتوسط عام 2016 (أرشيفية - رويترز)

وعدّ كبير طياري مصر للطيران سابقاً، والمحقق الدولي في حوادث الطائرات، الطيار هاني جلال، عدم الإفصاح عن محتوى التقرير النهائي لحادث الطائرة المصرية «سابقة في إجراءات التحقيق بحوادث الطائرات»، وقال: «يجب الإعلان عن محتوى التقرير، والأهم التوصيات التي انتهى إليها، حتى يمكن الاستفادة منها في رفع معدلات الأمان برحلات الطيران المدني».

وأوضح جلال لـ«الشرق الأوسط» أن «التقرير النهائي لحادث الطائرة يجب إرساله لمنظمات الطيران العالمية، خصوصاً منظمة الطيران الدولي (إيكاو)؛ للاستفادة من توصياته».

وأشار إلى أن «75 في المائة من تعديلات السلامة والأمان بالطيران المدني تأتي من تقارير حوادث الطائرات»، ورجّح «قيام السلطات المصرية بتقديم تقريرها النهائي لمنظمات الطيران الدولية».

وأكّد جلال أهمية التقرير النهائي للحادث في تعويض أسر الضحايا، موضحاً أن «شركات التأمين تحدّد من خلاله الجهة التي ستتكفّل بدفع التعويضات».

وبعد نحو 6 أشهر من حادث الطائرة قرّرت الحكومة المصرية إعلان «باقي ضحايا حادث الطائرة المصرية أمواتاً وليسوا مفقودين»، حسب قرار لمجلس الوزراء المصري نُشر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016.

جانب من حطام الطائرة التي عثرت عليها فِرق البحث عام 2016 (أرشيفية)

ويرى رئيس جمعية المحامين في القانون الدولي بباريس مجيد بودن، أن «الإعلان عن التقرير النهائي لحادث الطائرة، خطوة مهمة في مسار ملف تعويضات أُسر الضحايا»، وقال إن «التقرير يحدّد أسباب وقوع الحادث، والمسؤول عنه، وحجم الخسارة، وفقاً لقواعد القانون الدولي ومعاهدات الطيران المدني»، مشيراً إلى أن «تعويض الضحايا يتم تحديده وفقاً لتلك المعايير».

وأوضح بودن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «هناك عدة معايير لتحديد قيمة التعويض، ما بين تعويض عن حياة الشخص، وتعويض عن الخسارة المالية التي تتحملها أسرة الضحية (حسب مركزه المالي والاجتماعي)».

وقال: «القانون الدولي أكّد مبدأ التعويض الشامل»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «التقرير النهائي يحدّد إذا كان سبب الحادث فنياً، وهنا تتحمل جهة تصنيع الطائرة المسؤولية، أو نتيجةً لخطأ بشري، أو حادث طارئ، وفي هذه الحالة تتحمل شركات التأمين التعويضات».

وحسب الطيار جلال فإن «عملية التحقيق تمر بـ5 مراحل، تشمل مراجعة تاريخ صيانة الطائرة ووضعها الفني، والملف الطبي والمهني لقائد الطائرة، وأقوال الشهود (إن وُجدت)، وتقييم الوضع الجغرافي لمكان وقوع الحادث (إن كان منطقة جبلية أو موقع عواصف)، ثم مراجعة الصندوق الأسود، وتقرير الطب الشرعي للضحايا»، وقال إن «التقرير النهائي يجب أن تتطابق فيه نتائج المسارات الـ5».