البيئة في جديد المجلات العلمية: التكيّف مع تغيُّر المناخ ومخاطره

بعض مجلات البيئة
بعض مجلات البيئة
TT

البيئة في جديد المجلات العلمية: التكيّف مع تغيُّر المناخ ومخاطره

بعض مجلات البيئة
بعض مجلات البيئة

> تنوّعت المواضيع التي تناولتها المجلات العلمية الصادرة في شهر مايو (أيار) 2019، وكان من بينها مجموعة من المقالات عن خفض انبعاث غازات الدفيئة وتكيّف البشر والأنواع الحية مع تغيُّر المناخ العالمي ومخاطر ذلك على الأنواع الأخرى.
- «ناشيونال جيوغرافيك»
ضمن مبادرتها «الكوكب أو البلاستيك»، عرضت مجلة ناشيونال جيوغرافيك (National Geographic) تحقيقاً عن الأبحاث التي تجريها الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي في هاواي على المخلّفات البلاستيكية الموجودة في البحار، وتأثيرها على يرقات الأسماك والأحياء المائية بشكل عام. وتشير التقديرات إلى أن المحيطات حول العالم تتلقى سنوياً نحو 9 ملايين طن من النفايات البلاستيكية، يتفكّك قسم منها إلى حبيبات بلاستيكية صغيرة (ميكروبلاستيك) تدخل في السلاسل الغذائية وتصل إلى الإنسان.
- «نيو ساينتِست»
ضمّت الإصدارات الأسبوعية الأخيرة لمجلة نيو ساينتِست (New Scientist) مجموعة من المقالات ذات المحتوى البيئي. وفي العدد الثاني مقال عن استيلاد أول أنواع الزواحف المعدّلة جينياً بتقنية «كريسبر»، وهي أربع سحالي مهقاوات (تفتقد صباغ الجلد جينياً). ويسعى العلماء لاستخدام السحالي المعدّلة في تطوير الأبحاث حول مشاكل الرؤية التي يعاني منها البشر المصابون بالمهاق، أو ما يعرف أيضاً بالبرص. وفي العدد الثالث عرض لبحث جديد يشير إلى أن السيارات الطائرة قد تكون أفضل للبيئة، ذلك أنها تطلق انبعاثات أقل بـ6 في المائة مقارنة بالسيارات الكهربائية في كل رحلة تصل إلى 100 كيلومتر. وفي المقابل، عندما تقل مسافة الرحلة عن 35 كيلومتراً تزداد انبعاثات السيارات الطائرة نسبياً بسبب حاجتها الكبيرة للطاقة عند الإقلاع. أما العدد الأخير فتضمن مقالاً عن المظاهرات التي جرت مؤخراً في بريطانيا من أجل المطالبة بتبني خطة لخفض انبعاث غازات الدفيئة.
- «ساينس فوكَس»
تناولت مجلة ساينس فوكَس (Science Focus) موجة الحر التي أصابت بريطانيا خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، حيث تجاوزت الحرارة في مناطق لندن وويلز عتبة 20 درجة مئوية، في حين يفترض أن تكون هذه المناطق باردة في مثل هذا الوقت من السنة. وتشير المجلة إلى ضرورة التمييز بين مفاهيم الطقس والمناخ، إذ يرتبط الطقس بالظواهر الجوية التي تحدث من يوم إلى آخر، فيما يتعلّق المناخ بالظواهر التي تجري على فترات أطول بكثير. ولذلك لا يمكن الحسم حول مدى صلة موجة الحر هذه بتغير المناخ، وإن كانت البلاد تشهد في السنوات الأخير مزيداً من الظواهر الجوية المتطرفة التي تتسبب بهجرة مبكرة للحيوانات وإزهار النباتات قبل أوانها.
- «سميثسونيان»
تميز الإصدار الجديد من مجلة سميثسونيان (Smithsonian) بتقرير مصور عن نمط معيشة شعب «الإنويت» في جزيرة غرينلاند وتكيفهم مع تغيُّر المناخ. وينتشر الإنويت، المعروفون بتسمية «الأسكيمو» التي لا يحبذونها، في مناطق القطب الشمالي في غرينلاند وكندا وألاسكا، ويُعدّون سكاناً أصليين في هذه الأماكن. وهم يحظون بمعاملة تفضيلية فيما يخص القوانين الأوروبية التي تقيّد صيد الفقمة والحيتان والدببة القطبية، حيث يعفى هذا الشعب من الحظر المفروض بحدود متطلباته للاستمرار في الحياة والحفاظ على تراثه، من خلال منتجاته التقليدية المصنوعة من هذه الحيوانات.
- «ديسكوفر»
تحت عنوان «العودة إلى الأرض المغمورة» تناولت مجلة ديسكوفر (Discover) الأراضي التي وطأها البشر وأصبحت مغمورة بمياه البحر حالياً. وتشير المجلة إلى أن منسوب مياه البحر كان أدنى من مستواه الحالي طيلة 95 في المائة من تاريخ الوجود البشري، حيث وصل هذا الانخفاض في بعض المراحل التاريخية إلى نحو 135 متراً. وهذا يعني أن البحار قد تُخفي دلائل هامة عن الحضارات الإنسانية التي غُمرت بالمياه. ويقدّر العلماء أن مساحة الأراضي المغمورة هو بحجم قارة كاملة تعادل أميركا الشمالية، وهي سهّلت على البشر انتقالهم بين أفريقيا وآسيا وبين آسيا وأستراليا وبين آسيا وأميركا الشمالية.
- «هاو إت ووركس»
تضمن عدد مجلة هاو إت ووركس (How It Works) مقالاً عن الأسباب التي أدّت لتشكل الصحارى حول العالم. وتعدّ الأرض صحراوية إذا كانت لا تتلقى هطولاً مطرياً، أو كان هذا الهطول متدنياً إلى أقل من 250 ميلليمتراً سنوياً. وفيما يظن كثيرون أن الصحراء الكبرى هي الصحراء الأضخم في العالم، فإن القطب الجنوبي ويليه القطب الشمالي هما فعلياً أكبر الصحارى من حيث المساحة، ذلك أنهما لا يتلقيان هطولاً ذا شأن، لأن الطقس البارد يُضعف من قدرة الهواء على الاحتفاظ ببخار الماء.
- «ساينتفك أميركان»
بقي الوقود المستعمل في المفاعلات النووية كما هو تقريباً لعدة عقود في جميع أنحاء العالم، وفي هذا العدد تعرض مجلة ساينتفك أميركان (Scientific American) أربعة تصاميم مبتكرة «قد» تجعل نوى المفاعلات أكثر أماناً وفعالية. ويقوم المصنّعون حالياً باختبار ما يدعى بالوقود الذي يتحمّل الحوادث، وهو عبارة عن قضبان يورانيوم مطوّقة من غير المرجح مع ارتفاع حرارتها أن تخلق ظروفاً مشابهة لتلك التي أدت لانفجار مفاعل فوكوشيما وتسرب الإشعاع منه في سنة 2011. ويرى كاتب المقال أن صناعات الغاز الطبيعي والطاقة الشمسية وطاقة الرياح شهدت تغيرات كثيرة خلال السنوات القليلة الماضية، ولعل صناعة الطاقة النووية تعيد اختراع نفسها من جديد.
- «ساينس إيلوسترِتد»
تحت عنوان «الحيوانات التي لا تُقهر تتكيف بسرعة»، استعرضت مجلة ساينس إيلوسترتِد (Science Illustrated) أنماط التكيف السريعة التي تتبناها الحيوانات لمواجهة التأثيرات التي يتركها الإنسان على النظم البيئية، لا سيما تغيُّر المناخ. وتشير المجلة إلى أن العديد من أنواع الحيوانات تواجه الضغوط البيئية من خلال تقليص حجمها وتبديل إيقاعاتها اليومية وتحمّل أنواع الملوثات المختلفة، ويجري ذلك بسرعة مدهشة خلال وقت قياسي. ومن أنماط التكيف السريع لمواجهة تغيُّر المناخ، هجرة الأنواع الحية إلى مناطق أكثر قرباً إلى القطبين، حيث يبلغ معدل انزياح مواطن الحيوانات والنباتات بعيداً عن خط الاستواء 1690 متراً سنوياً، إلا أن هذا النزوح قد تكون له عواقب وخيمة على الأنواع الحية الأخرى، لأسباب مختلفة منها حصول تغيير في السلاسل الغذائية وفقدان الموائل.


مقالات ذات صلة

مصر: غالبية الدول تعتبر مشاريع قرارات «كوب 27» متوازنة

شمال افريقيا وزير الخارجية المصري سامح شكري (إ.ب.أ)

مصر: غالبية الدول تعتبر مشاريع قرارات «كوب 27» متوازنة

أكد رئيس مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27) سامح شكري اليوم (السبت) أن «الغالبية العظمى» من الدول تعتبر مشاريع القرارات التي قدمتها رئاسة مؤتمر المناخ «متوازنة» بعدما انتقدها الاتحاد الأوروبي. وأوضح وزير خارجية مصر سامح شكري للصحافيين بعد ليلة من المفاوضات المكثفة إثر تمديد المؤتمر في شرم الشيخ أن «الغالبية العظمى من الأطراف أبلغتني أنها تعتبر النص متوازنا وقد يؤدي إلى اختراق محتمل توصلا إلى توافق»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وتابع يقول «على الأطراف أن تظهر تصميمها وأن تتوصل إلى توافق».

«الشرق الأوسط» (شرم الشيخ)
بيئة البيئة في 2021... قصص نجاح تعزز الأمل في تخفيف أزمة المناخ

البيئة في 2021... قصص نجاح تعزز الأمل في تخفيف أزمة المناخ

شهدت سنة 2021 الكثير من الكوارث والخيبات، لكنها كانت أيضاً سنة «الأمل» البيئي. فعلى الصعيد السياسي حصلت تحولات هامة بوصول إدارة داعمة لقضايا البيئة إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة. كما شهدت السنة العديد من الابتكارات الخضراء والمشاريع البيئية الواعدة، قد يكون أبرزها مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» التي أطلقتها السعودية. وفي مجال الصحة العامة، حقق العلماء اختراقاً كبيراً في مواجهة فيروس كورونا المستجد عبر تطوير اللقاحات وبرامج التطعيم الواسعة، رغم عودة الفيروس ومتحوراته. وفي مواجهة الاحتباس الحراري، نجح المجتمعون في قمة غلاسكو في التوافق على تسريع العمل المناخي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق فرقة «كولدبلاي» تراعي المعايير البيئية في جولتها سنة 2022

فرقة «كولدبلاي» تراعي المعايير البيئية في جولتها سنة 2022

أعلنت فرقة «كولدبلاي» البريطانية، الخميس، عن جولة عالمية جديدة لها سنة 2022 «تراعي قدر الإمكان متطلبات الاستدامة»، باستخدام الألواح الشمسية وبطارية محمولة وأرضية تعمل بالطاقة الحركية لتوفير كامل الكهرباء تقريباً، فضلاً عن قصاصات «كونفيتي» ورقية قابلة للتحلل وأكواب تحترم البيئة. وذكرت «كولدبلاي» في منشور عبر «تويتر» أن «العزف الحي والتواصل مع الناس هو سبب وجود الفرقة»، لكنها أكدت أنها تدرك «تماماً في الوقت نفسه أن الكوكب يواجه أزمة مناخية». وأضاف المنشور أن أعضاء فرقة الروك الشهيرة «أمضوا العامين المنصرمين في استشارة خبراء البيئة في شأن سبل جعل هذه الجولة تراعي قدر الإمكان متطلبات الاستدامة» و«

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق بعد انخفاضها بسبب الإغلاق... انبعاثات الكربون تعاود الارتفاع

بعد انخفاضها بسبب الإغلاق... انبعاثات الكربون تعاود الارتفاع

انخفضت انبعاثات الغازات المسببة للاحترار العالمي بشكل كبير العام الماضي حيث أجبر وباء «كورونا» الكثير من دول العالم على فرض الإغلاق، لكن يبدو أن هذه الظاهرة الجيدة لن تدوم، حيث إن الأرقام عاودت الارتفاع بحسب البيانات الجديدة، وفقاً لشبكة «سي إن إن». وتسببت إجراءات الإغلاق لاحتواء انتشار الفيروس التاجي في انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 7 في المائة على مدار عام 2020 - وهو أكبر انخفاض تم تسجيله على الإطلاق - وفق دراسة نُشرت أمس (الأربعاء) في المجلة العلمية «نيتشر كلايميت شينج». لكن مؤلفيها يحذرون من أنه ما لم تعطِ الحكومات الأولوية للاستثمار بطرق بيئية في محاولاتها لتعزيز اقتصاداتها الم

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
بيئة 5 ملفات بيئية هامة في حقيبة بايدن

5 ملفات بيئية هامة في حقيبة بايدن

أعلن الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن أن وزير الخارجية السابق جون كيري سيكون له مقعد في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، وهي المرة الأولى التي يخصّص فيها مسؤول في تلك الهيئة لقضية المناخ. ويأتي تعيين كيري في إطار التعهدات التي قطعها جو بايدن خلال حملته الانتخابية بإعادة الولايات المتحدة إلى الطريق الصحيح في مواجهة تغيُّر المناخ العالمي ودعم قضايا البيئة، بعد فترة رئاسية صاخبة لسلفه دونالد ترمب الذي انسحب من اتفاقية باريس المناخية وألغى العديد من اللوائح التشريعية البيئية. وعلى عكس ترمب، يعتقد بايدن أن تغيُّر المناخ يهدّد الأمن القومي، حيث ترتبط العديد من حالات غياب الاستقرار

«الشرق الأوسط» (بيروت)

ارتفاع الحرارة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوتيرة أسرع من مثلي المعدل العالمي

عامل يقف تحت أشعة الشمس وسط درجات الحرارة المرتفعة (رويترز)
عامل يقف تحت أشعة الشمس وسط درجات الحرارة المرتفعة (رويترز)
TT

ارتفاع الحرارة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوتيرة أسرع من مثلي المعدل العالمي

عامل يقف تحت أشعة الشمس وسط درجات الحرارة المرتفعة (رويترز)
عامل يقف تحت أشعة الشمس وسط درجات الحرارة المرتفعة (رويترز)

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، في تقرير، إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سجّلت أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق في عام 2024، حيث ارتفعت درجات الحرارة بوتيرة تزيد بمقدار المثلين عن المتوسط العالمي في العقود الأخيرة.

وأصبحت الموجات الحارة في المنطقة أطول وأكثر حدة، وفقاً لأول تقرير للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، يركز على المنطقة.

وقالت سيليست ساولو الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية: «ترتفع درجات الحرارة بمعدل مثلي المتوسط العالمي، مع موجات حرّ شديدة ومرهقة للمجتمع إلى أقصى الحدود».

وخلص التقرير إلى أن متوسط درجات الحرارة في عام 2024 تجاوز متوسط الفترة من 1991 إلى 2020، بمقدار 1.08 درجة مئوية، فيما سجّلت الجزائر أعلى زيادة بلغت 1.64 درجة مئوية فوق متوسط الثلاثين عاماً الماضية.

وحذّرت ساولو من أن الفترات الطويلة التي زادت فيها الحرارة عن 50 درجة مئوية في عدد من الدول العربية كانت «حارة للغاية» بالنسبة لصحة الإنسان والنظم البيئية والاقتصاد.

درجات الحرارة المرتفعة سجلت أرقاماً قياسية (أرشيفية - رويترز)

وأشار التقرير إلى أن موجات الجفاف في المنطقة، التي تضم 15 بلداً من أكثر بلدان العالم ندرة في المياه، أصبحت أكثر تواتراً وشدة، مع اتجاه نحو تسجيل موجات حرّ أكثر وأطول في شمال أفريقيا منذ عام 1981.

وخلص التقرير إلى أن مواسم الأمطار المتتالية، التي لم يسقط فيها المطر، تسببت في جفاف في المغرب والجزائر وتونس.

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن أكثر من 300 شخص في المنطقة لقوا حتفهم العام الماضي بسبب الظواهر الجوية القاسية، ولا سيما موجات الحر والفيضانات، في حين تضرر ما يقرب من 3.8 مليون شخص.

وأكّد التقرير الحاجة الماسة للاستثمار في الأمن المائي، عبر مشروعات مثل تحلية المياه وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي، إلى جانب تطوير أنظمة الإنذار المبكر للحدّ من مخاطر الظواهر الجوية. ويمتلك نحو 60 في المائة من دول المنطقة هذه الأنظمة حالياً.

ومن المتوقع أن يرتفع متوسط درجات الحرارة في المنطقة بمقدار 5 درجات مئوية، بحلول نهاية القرن الحالي، في ظل مستويات الانبعاثات الحالية، استناداً إلى التوقعات الإقليمية الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.


دراسة جينية تكشف مرحلة فارقة في تاريخ استئناس القطط

قطة سوداء تظهر بين قطط أخرى في ملجأ للحيوانات بجنوب إسبانيا (أ.ف.ب)
قطة سوداء تظهر بين قطط أخرى في ملجأ للحيوانات بجنوب إسبانيا (أ.ف.ب)
TT

دراسة جينية تكشف مرحلة فارقة في تاريخ استئناس القطط

قطة سوداء تظهر بين قطط أخرى في ملجأ للحيوانات بجنوب إسبانيا (أ.ف.ب)
قطة سوداء تظهر بين قطط أخرى في ملجأ للحيوانات بجنوب إسبانيا (أ.ف.ب)

تعيش مع البشر مئات الملايين من القطط في جميع أنحاء العالم، سواء أكانت سيامية أو فارسية أو من سلالة ماين كون أو غيرها. لكن على الرغم من شعبيتها كحيوانات أليفة، ظلّ تاريخ استئناسها وتربيتها بالمنازل سرّاً صعباً يستعصي على العلماء.

وتقدم دراسة جينية جديدة نظرة في هذه المسألة، من خلال تحديد التوقيت الزمني لمرحلة رئيسية في تدجين القطط، عندما استُقدمت القطط المنزلية إلى أوروبا من شمال أفريقيا.

ووجد الباحثون أن القطط الأليفة وصلت إلى أوروبا منذ ما يقرب من ألفي عام، في أوائل عصر الإمبراطورية الرومانية، ربما من خلال التجارة البحرية.

ويحتمل أن يكون البحارة قد جلبوا بعض هذه القطط لاصطياد الفئران على متن السفن التي كانت تجوب البحر المتوسط حاملة الحبوب من حقول مصر الخصبة إلى الموانئ التي تخدم روما والمدن الأخرى في الإمبراطورية الرومانية مترامية الأطراف.

تتناقض هذه النتائج مع الفكرة السائدة منذ فترة طويلة بأن الاستئناس حدث في عصور ما قبل التاريخ، ربما قبل 6 إلى 7 آلاف سنة، حينما انتقل المزارعون من الشرق الأدنى والشرق الأوسط القديم إلى أوروبا لأول مرة، حاملين القطط معهم.

قطة (أ.ف.ب)

وقال عالم الجينات كلاوديو أوتوني، من جامعة روما تور فيرجاتا، المؤلف الرئيسي للدراسة التي نُشرت اليوم (الخميس)، في مجلة «ساينس»: «أظهرنا أن أقدم جينومات للقطط المنزلية في أوروبا تعود إلى فترة الإمبراطورية الرومانية وما بعدها»، بداية من القرن الأول الميلادي.

استخدمت الدراسة بيانات جينية من بقايا القطط من 97 موقعاً أثرياً في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأدنى، وكذلك من قطط تعيش في الوقت الحاضر. قام الباحثون بتحليل 225 عظمة من عظام القطط، الأليفة والبرية، التي ترجع إلى نحو 10 آلاف سنة مضت إلى القرن التاسع عشر الميلادي، وأنتجوا 70 جينوماً قديماً للقطط.

ووجد الباحثون أن بقايا القطط من مواقع ما قبل التاريخ في أوروبا تنتمي إلى القطط البرية، وليس القطط الأليفة القديمة.

كانت الكلاب هي أول حيوان مستأنس من قبل البشر، إذ انحدرت من فصيلة ذئاب قديمة مختلفة عن الذئاب الحديثة. وجاءت القطط الأليفة في وقت لاحق، منحدرة من القط البري الأفريقي.

قال ماركو دي مارتينو، عالم الحفريات بجامعة روما تور فيرجاتا، والمؤلف المشارك في الدراسة: «دخول القطط الأليفة إلى أوروبا مهم لأنه يمثل لحظة مهمة في علاقتها طويلة الأمد مع البشر. فالقطط ليست مجرد نوع آخر وصل إلى قارة جديدة. إنها حيوان أصبح مندمجاً بعمق في المجتمعات البشرية والاقتصادات حتى المعتقدات».

وحدّدت البيانات الجينية مرحلتين لدخول القطط إلى أوروبا من شمال أفريقيا. فمنذ ما يقرب من 2200 سنة، جلب البشر القطط البرية من شمال غربي أفريقيا إلى جزيرة سردينيا، التي تنحدر قططها البرية الحالية من تلك القطط المهاجرة.

لكن هذه القطط لم تكن أليفة. فهناك هجرة منفصلة من شمال أفريقيا بعد نحو قرنين من الزمان، شكّلت الأساس الجيني للقطط المنزلية الحديثة في أوروبا.

تشير نتائج الدراسة إلى أنه لم تكن هناك منطقة أساسية واحدة لترويض القطط، بل لعبت عدة مناطق وثقافات في شمال أفريقيا دوراً في ذلك، وفقاً لعالمة الآثار الحيوانية والمؤلفة المشاركة في الدراسة، بيا دي كوبير، من المعهد الملكي البلجيكي للعلوم الطبيعية.

وقالت دي كوبير: «يتزامن توقيت الموجات الوراثية لإدخال القطط من شمال أفريقيا مع الفترات التي تكثفت فيها التجارة حول البحر المتوسط بقوة. ومن المرجح أن القطط كانت تسافر لصيد فئران على متن سفن الحبوب، لكن ربما أيضاً كحيوانات ذات قيمة دينية ورمزية».

كانت القطط مهمة في مصر القديمة، وكان ملوك مصر يحتفظون بقطط أليفة، وأحياناً يحنطونها لدفنها في توابيت أنيقة.

ولعب الجيش الروماني القديم، الذي انتشرت مواقعه العسكرية في جميع أنحاء أوروبا، وحاشيته، دوراً أساسياً في انتشار القطط الأليفة في جميع أنحاء القارة، وتشهد على ذلك بقايا القطط التي اكتشفت في مواقع المعسكرات الرومانية.

ويرجع تاريخ أقدم قط مستأنس في أوروبا تم تحديده في الدراسة، وهو قط مشابه وراثياً للقطط المنزلية الحالية، إلى ما بين 50 قبل الميلاد و80 ميلادية من بلدة ماوترن النمساوية، وهي موقع حصن روماني على طول نهر الدانوب.

ومع ذلك، لم تكشف الدراسة عن توقيت ومكان التدجين الأولي للقطط.

قال أوتوني: «تدجين القطط أمر معقد، وما يمكننا قوله حالياً هو توقيت دخول القطط المنزلية إلى أوروبا من شمال أفريقيا. لا يمكننا أن نقول الكثير عما حدث قبل ذلك، وأين حدث».


إسطنبول تتجه لحظر الكلاب الضالة في الأماكن العامة

رجل يحمل كلباً على كتفه (أ.ف.ب)
رجل يحمل كلباً على كتفه (أ.ف.ب)
TT

إسطنبول تتجه لحظر الكلاب الضالة في الأماكن العامة

رجل يحمل كلباً على كتفه (أ.ف.ب)
رجل يحمل كلباً على كتفه (أ.ف.ب)

أصدرت السلطات المحلية في إسطنبول، اليوم (الاثنين)، مرسوماً يقضي بحظر إطعام الكلاب الضالة داخل المدينة في المستقبل، وكذلك منع وجودها في الأماكن العامة بالمدينة.

وقالت السلطات إنه سيتم منع الكلاب الضالة من الوجود على الأرصفة، والمرافق الصحية والتعليمية، والمطارات، ودور العبادة، والمتنزهات، وذلك بهدف منع انتشار الآفات والتلوث البيئي.

ولم يتم تقديم أي تفاصيل حول العقوبات المحتملة، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وتهدف الإجراءات الجديدة أيضاً إلى تسريع عملية الإمساك بالكلاب التي لا مالك لها وتعقيمها، وإيوائها في ملاجئ الحيوانات. وستكون البلديات مسؤولة عن تنفيذ القواعد الجديدة.

وأصبحت هذه القضية محل جدل كبيراً منذ صدور قانون العام الماضي، يسمح في حالات معينة بإعدام الكلاب الضالة. ويمكن الآن إلزام البلديات بإمساك الحيوانات الضالة وإيوائها في ملاجئ خاصة.

وتقوم هذه الملاجئ بالبحث عن مالكين جدد للاعتناء بهذه الحيوانات.