فريق بحثي من جامعة «كاوست» يطوّر طائرات الدرون لتعمل كفريق

يمنحها مزيداً من التحكم والتواصل مع نظيراتها دون تدخل بشري

عبد القادر أحد الباحثين الذي طوَّروا خوارزمية تُمكِّن فريقًا من الطائرات دون طيار من العمل معاً آنياً لاعتراض طائرة مسيّرة في ظل سيناريو «التقاط الراية» (الشرق الأوسط)
عبد القادر أحد الباحثين الذي طوَّروا خوارزمية تُمكِّن فريقًا من الطائرات دون طيار من العمل معاً آنياً لاعتراض طائرة مسيّرة في ظل سيناريو «التقاط الراية» (الشرق الأوسط)
TT

فريق بحثي من جامعة «كاوست» يطوّر طائرات الدرون لتعمل كفريق

عبد القادر أحد الباحثين الذي طوَّروا خوارزمية تُمكِّن فريقًا من الطائرات دون طيار من العمل معاً آنياً لاعتراض طائرة مسيّرة في ظل سيناريو «التقاط الراية» (الشرق الأوسط)
عبد القادر أحد الباحثين الذي طوَّروا خوارزمية تُمكِّن فريقًا من الطائرات دون طيار من العمل معاً آنياً لاعتراض طائرة مسيّرة في ظل سيناريو «التقاط الراية» (الشرق الأوسط)

طوّر فريق بحثي من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) برمجيات ومعدات لازمة لتنسيق العمل بين مجموعة طائرات من دون طيار «درون»؛ لتتمكن من التواصل والعمل معاً كفريق من أجل تحقيق هدف مشترك.
ويشير محمد عبد القادر، أحد أعضاء الفريق البحثي والذي عمل تحت توجيه البروفسور جيف شمّة، أستاذ الهندسة الكهربائية في كاوست، إلى أن منْح الطائرات المسيّرة المزيد من التحكم الذاتي يجعلها مَورداً أكثر قيمة.
ويضيف: «في هذه الحالة فإن رصد ومراقبة تقدم تلك الطائرة المسيرة التي أُرسِلت لأداء مهمة محددة، أسهل كثيراً من قيادتك لها فعلياً عن بُعد. ومثال على ذلك، يمكن لفريق من الطائرات من دون طيار القادرة على التواصل فيما بينها أن يوفر أداة يمكن استخدامها على نطاق واسع، لتحسين الحالة الأمنية أو التقاط صور لمساحة كبيرة بشكل متزامن».
جرَب الباحثون سيناريو لعبة «التقاط الراية أو العَلَم (CTF)» والتي يقوم فيها فريق من الطائرات المسيّرة بالعمل معاً داخل منطقة محددة للدفاع عنها واعتراض طائرة من دون طيار متسللة، ومنعها من الوصول إلى مكان معين. ولإعطاء اللعبة مزيداً من الواقعية، والتحقق مما إذا كانت الخوارزميات الخاصة بالطائرات تستطيع العمل تحت ظروف غير متوقعة، قاد أحد الباحثين الطائرة المسيّرة المتسللة عن بُعد.
وسُرعان ما استبعد عبد القادر وأعضاء الفريق البحثي فكرة وجود قاعدة مركزية تتواصل معها تلك الطائرات واستبدلوا بها تصميم طائرات مسيرة زُودت كل واحدة منها بوحدة خفيفة الوزن وقليلة الاستهلاك للطاقة للحوسبة، ووحدة اتصال لاسلكي بالإنترنت؛ لتتمكن الطائرات من التواصل فيما بينها.
ويوضِّح شمة السبب لذلك بأن بناء قاعدة مركزية يحتاج إلى قدرة حاسوبية كبيرة لاستقبال وبثِّ الإشارات المتعددة. وقد تكون عُرضة لحدوث عطل كلّي في القاعدة في لحظة معينة. لذا صممنا بنية موزعة، تنسِّق فيها الطائرات من دون طيار فيما بينها بناءً على معلومات محلية وبالتواصل معاً.
تهدف الخوارزمية المُطورة إلى تحقيق المستوى الأمثل من التواصل وإرسال المعلومات بين الأقران -والتي ينبغي ألا تكون كثيرة جداً ولا قليلة جداً- وكذلك سرعة في رد الفعل، دون الحاجة إلى عمليات حوسبة مكثفة. يسمح ذلك للخوارزمية بالعمل بفاعلية آنياً بينما تطارد الطائرة المسيّرة الطائرة الأخرى المتسللة.
ويوضِّح عبد القادر أن كل واحدة من تلك الطائرات تضع الخطة الخاصة بها على أساس توقعات متفائلة لما سيفعله أعضاء الفريق، وتوقعات متشائمة لما سيفعله الخصم، وبما أن هذه التوقعات قد تكون غير دقيقة، تُنفِّذ كل واحدة منها جزءاً فقط من خطتها، ثم تُعيد تقييم الوضع قبل إعادة التخطيط.
عملت الخوارزمية التي طوّرها الفريق بشكلٍ جيد في ساحة مغلقة وأخرى في الهواء الطلق في ظل سيناريوهات مختلفة للهجوم. ويأمل عبد القادر أن تُستخدَم برمجيتهم، والمتاحة الآن كمصدر مفتوح، كمنصة لاختبار تطبيقات متعددة. كما يطمح الفريق إلى تمكين الطائرات من دون طيار من العمل في مناطق أكبر في الهواء الطلق، وتحسين البرمجية من خلال دمج تقنيات تعلّم الآلة التكيف.


مقالات ذات صلة

مسيّرة أوكرانية تضرب منشأة للشرطة في الشيشان وتصيب أربعة

أوروبا مسيّرة أوكرانية (رويترز)

مسيّرة أوكرانية تضرب منشأة للشرطة في الشيشان وتصيب أربعة

قال رمضان قديروف رئيس الشيشان إن طائرة مسيرة أوكرانية استهدفت سطح منشأة تابعة للشرطة في منطقة الشيشان في وقت مبكر من اليوم الخميس، وهي الحادثة الثانية من نوعها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
المشرق العربي رجلان مسلحان يراقبان طريقًا من جسر في دمشق 11 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

تقرير: أعضاء بالمخابرات الأوكرانية دعموا المعارضة السورية بمُسيرات

 ذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، اليوم (الأربعاء)، أن مقاتلين سوريين تسلموا نحو 150 طائرة مسيرة، فضلا عن دعم سري آخر من أعضاء في المخابرات الأوكرانية الشهر الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا صورة لانفجار طائرة مسيّرة روسية في سماء مدينة كييف وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في 5 ديسمبر 2024 (رويترز)

روسيا وأوكرانيا تعلنان إسقاط عشرات المسيّرات في المواجهات بينهما الليلة الماضية

أعلنت روسيا تدمير 33 طائرة مسيَّرة أوكرانية، بينما أعلنت كييف إسقاط 32 مسيَّرة أطلقتها موسكو، وذلك خلال المواجهات المستمرة بين الطرفين الليلة الماضية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف )
شمال افريقيا عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

السودان: المسيّرات تتساقط على عطبرة... فمَن يقف وراءها؟

استهدفت طائرات مسيّرة، فجر الأربعاء، أبنية سكنية تابعة للمعسكر الشرقي لسلاح المدفعية بعطبرة، وهو من أعرق الأسلحة للجيش السوداني.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
الولايات المتحدة​ جنود من الجيش الأميركي من الفرقة 82 يسيرون باتجاه قاعدة جوية أميركية بالقرب من أرلاموف في بولندا 5 أبريل 2022 (رويترز)

الجيش الأميركي يرصد طائرات مسيرة قرب قوات له في بريطانيا

قال الجيش الأميركي، اليوم الثلاثاء، إنه تم رصد طائرات مسيرة فوق ثلاث منشآت عسكرية تستضيف قوات أميركية في بريطانيا وبالقرب منها منذ أسبوع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

لأول مرة: الذكاء الاصطناعي يصمم توربين رياح لتوليد الطاقة بين المباني

لأول مرة: الذكاء الاصطناعي يصمم توربين رياح لتوليد الطاقة بين المباني
TT

لأول مرة: الذكاء الاصطناعي يصمم توربين رياح لتوليد الطاقة بين المباني

لأول مرة: الذكاء الاصطناعي يصمم توربين رياح لتوليد الطاقة بين المباني

صمم نظام ذكاء اصطناعي جديد توربين رياح لأول مرة في التاريخ، وفقاً لمطوره.

نظام ذكاء هندسي ثوري

وأعلنت شركة «EvoPhase» البريطانية أن الذكاء الاصطناعي الخاص بها تخلى عن جميع القواعد الراسخة في هندسة مثل هذه الأجهزة. وبناءً على اختباراتها، فإن اختراعها أكثر كفاءة بسبع مرات من التصميمات الحالية.

تتكون «شفرة برمنغهام» The Birmingham Blade -كما تسمي الشركة التوربين- من ست أذرع موازية للأرض متصلة بمحور عمودي مركزي. وتحتوي كل ذراع على شفرة رأسية، وسطح به موجتان تغيران زاوية هجومهما عبر ارتفاعها وطولها.

لعمل مع سرعات رياح منخفضة

يتم تحسين توربينات الرياح التقليدية لسرعات رياح تبلغ نحو 33 قدماً في الثانية. في المقابل، تم تصميم «الشفرة» لسرعات الرياح المتوسطة المنخفضة النموذجية للمناطق الحضرية مثل برمنغهام، والتي تبلغ نحو 12 قدماً في الثانية. هذا يزيد قليلاً عن ثمانية أميال (13كلم تقريباً) في الساعة.

وتم تحسين التصميم للعمل بين المباني الشاهقة التي تنتج أنماط اضطراب تؤثر على فاعلية تصميمات التوربينات الحضرية الأخرى. وإذا ثبت أن هذا صحيح، فقد يفتح التصميم الباب أمام إنتاج كهرباء غير محدود في المباني المكتبية والسكنية بتكلفة تكاد تكون معدومة.

يقول ليونارد نيكوسان، كبير مسؤولي التكنولوجيا في الشركة، في بيان صحافي: «كان استخدام الذكاء الاصطناعي ضرورياً للتحرر من التحيزات طويلة الأمد التي أثرت على تصميمات التوربينات خلال القرن الماضي. سمح لنا الذكاء الاصطناعي باستكشاف إمكانيات التصميم خارج نطاق التجارب البشرية التقليدية».

وفقاً لنيكوسان، تمكن المصممون من «توليد واختبار وتحسين أكثر من 2000 تصميم لتوربينات الرياح في غضون أسابيع قليلة، ما أدى إلى تسريع عملية التطوير لدينا بشكل كبير وتحقيق ما كان يستغرق سنوات وملايين الجنيهات من خلال الطرق التقليدية».

سحر «التصميم التطوري»

«التصميم التطوري الموجه بالذكاء الاصطناعي» هو منهجية تقوم على نفس فكرة الانتقاء الطبيعي. تبدأ العملية بتوليد آلاف المتغيرات التصميمية التي يتم تقييمها وفقاً لوظيفة «البقاء للأفضل»، والتي تحدد مدى نجاح كل متغير في تلبية أهداف المشروع. ويختار الذكاء الاصطناعي أفضل البدائل لاستخدامها أساساً لتكرارات جديدة، وإعادة الجمع بين الميزات وتنويعها لتطوير إصدارات محسنة.

تتكرر هذه الخطوات حتى يصل الذكاء الاصطناعي إلى حل يحقق تحسين جميع العلامات المهمة مثل الكفاءة الديناميكية الهوائية، والاستقرار الهيكلي، والوزن، أو الاكتناز.

تقول الشركة إن عمليتها تتجنب التحيزات البشرية الموجودة في الهندسة التقليدية. بطبيعتها، تكون الهندسة التقليدية محدودة بالأفكار والمعرفة السابقة.

من ناحية أخرى، يستكشف الذكاء الاصطناعي مجموعة واسعة من الاحتمالات دون القيود في العقل البشري. عندما تجمع بين جيل الذكاء الاصطناعي والتكرار التطوري، يمكن أن يؤدي هذا إلى نتائج مبتكرة تتحدى غالباً الفطرة السليمة ولكنها لا تزال تعمل.

إن نهج التصميم التطوري هذا ليس جديداً تماماً، إذ استخدمت صناعة الطيران والفضاء برامج بهذه القدرات لسنوات. ومثلاً استخدمت شركة «إيرباص»، بالتعاون مع شركة «أوتوديسك»، عملية مماثلة لتصميم حاجز مقصورة خفيف الوزن للغاية لطائراتها من طراز A320وظهرت النتيجة مستوحاة من هياكل العظام الطبيعية، ما أدى إلى انخفاض الوزن بنسبة 45 في المائة مقارنة بالهياكل المماثلة المصممة بالطرق التقليدية.

كما طبقت شركة «جنرال إلكتريك» الخوارزميات التطورية في إعادة تصميم حامل محرك نفاث جديد، مما أدى إلى انخفاض وزن القطعة بنسبة 80 في المائة. وتستخدم وكالة «ناسا» أيضاً هذه التقنية منذ سنوات، ففي عام 2006 استخدمت الوكالة خوارزمية تطورية لتصميم «هوائي متطور».

نجاح توربين «برمنغهام بليد»

لقد طبق فريق المصممين بقيادة الدكتور كيت ويندوز - يول من جامعة برمنغهام هذه العملية التطورية لحل مشكلة تكافح العديد من تصميمات التوربينات لمعالجتها: كيفية العمل بكفاءة في البيئات الحضرية، حيث تكون الرياح أبطأ وأكثر اضطراباً بسبب المباني.

ويقول نيكوسان: «كنا بحاجة إلى توربين يمكنه التقاط سرعات الرياح المنخفضة نسبياً في برمنغهام مع إدارة الاضطرابات الناجمة عن المباني المحيطة. وكان لا بد أن يكون التصميم أيضاً مضغوطاً وخفيف الوزن ليناسب التركيبات على الأسطح».

* مجلة «فاست كومباني» خدمات «تريبيون ميديا»