السجن 18 شهراً لروسية في أميركا لعدم تسجيلها كعميلة أجنبية

TT

السجن 18 شهراً لروسية في أميركا لعدم تسجيلها كعميلة أجنبية

أصدرت قاضية فيدرالية أميركية، الجمعة، حكماً قضى بحبس العميلة الروسية ماريا بوتينا لمدة 18 شهراً، وهو ما طالب به المدعون الفيدراليون في القضية. وكانت بوتينا التي تم اعتقالها عام 2018 قد أقرت بذنبها في التصرف كعميل أجنبي غير مسجل نيابة عن الحكومة الروسية. وقررت القاضية تانيا تشوتكان التي أصدرت الحكم احتساب الأشهر التسعة التي قضتها بوتينا في السجن بالفعل جزءاً من محكوميتها، بعد أن رفض الطلب الذي تقدم به محاموها للاكتفاء بالشهور التسعة، وترحيلها فوراً إلى روسيا، بدلاً من تمديد حبسها. وقالت القاضية إن بوتينا البالغة 30 عاماً كانت لطيفة، وعانت كثيراً بلا أدنى شك بسبب طبيعة القضية، لكنها رفضت الحجة التي طرحها محامو بوتينا، من أن المرأة لم تكن تعمل نيابة عن الحكومة الروسية، بل كانت تحاول المساعدة في إعادة تأهيل العلاقات بين الولايات المتحدة وموسكو. وقالت تشوتكان إن سلوك بوتينا «لم يكن مجرد إخفاق» في التسجيل كعميل أجنبي، وإنها كانت قادرة على إقامة اتصالاتها «لأنها لم تكشف عن نفسها كعميل أجنبي»، ووصفت تصرفاتها بأنها كانت تنطوي على إمكانية «تعريض الأمن القومي للخطر».
واستحوذ القبض على المواطنة الروسية عام 2018 على اهتمام دولي، في ظل المخاوف المتزايدة بشأن محاولات الكرملين التدخل في السياسة الأميركية، رغم أن اسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يرد ذكره في تقرير المحقق الخاص روبرت مولر حول التدخل الروسي في انتخابات عام 2016. وقدمت بوتينا بياناً أعلنت فيه عن ندمها واعتذارها إلى القاضية تشوتكان قبل الحكم الصادر عليها، وصورت نفسها كشخص مخلص لكل من الولايات المتحدة وروسيا. وأضافت أنها كانت تريد «بناء جسور بين الوطن الأم والدولة التي نشأت فيها وأحبتها».
وقالت بوتينا: «كانت الولايات المتحدة دائماً لطيفة معي، ولم يكن في نيتي أبداً إيذاء الشعب الأميركي»، لكنها اعترفت بأن إخفاقها في التسجيل كعميل أجنبي أضر بالولايات المتحدة، وأشارت إلى أن اعتقالها وقضيتها البارزة قد أضرا بمحاولات أخرى لتحسين العلاقات الأميركية الروسية. وتابعت: «لديّ ثلاث شهادات، لكنني الآن مجرمة مدانة بلا وظيفة ولا مال ولا حرية».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».