عائلة كندية تسافر يومين مع «متوفٍ»... والسبب؟

سيارة عند معبر حدودي بين الولايات المتحدة وكندا (أرشيف - أ.ف.ب)
سيارة عند معبر حدودي بين الولايات المتحدة وكندا (أرشيف - أ.ف.ب)
TT

عائلة كندية تسافر يومين مع «متوفٍ»... والسبب؟

سيارة عند معبر حدودي بين الولايات المتحدة وكندا (أرشيف - أ.ف.ب)
سيارة عند معبر حدودي بين الولايات المتحدة وكندا (أرشيف - أ.ف.ب)

أنهت عائلة كندية زيارتها لولاية فلوريدا الأميركية؛ بعدما توفي أحد أفرادها عن عمر 87 عاماً إثر أزمة قلبية؛ مفضلة العودة إلى بلادها في رحلة بالسيارة استغرقت يومين كاملين، عن الذهاب به لأحد المستشفيات الأميركية، بسبب ارتفاع تكاليف نظام الرعاية الصحية في المدن الأميركية، الذي يُعد الأغلى في العالم كافة.
وترتفع تكاليف الرعاية الصحية في الولايات المتحدة عن بقية دول العالم؛ لأسباب لها علاقة بتبني سياسات حرية الأسواق في هذا المجال، حيث يُحدد القطاع الصحي أسعار خدماته وأجور العاملين فيه دون قيود عليه.
وأخذ نجل المتوفي وزوجته قرار العودة في سيارتهم؛ بعدما اكتشفوا ارتفاع التكلفة سواء في الذهاب لأحد المستشفيات، أو نقله في طائرة إسعاف جوية للعودة إلى بلاده.
واكتشف أفراد تابعون للسلطات الكندية جثة الرجل موضوعة في حقيبة السيارة الخلفية، بعدما أوقفوا السيارة التي كان يستقلها زوجة الرجل وولده، من أجل تفتيش محتوياتها قبل عبورهم الحدود إلى بلادهم.
ويعتقد هؤلاء الأفراد أن الرجل توفي قبل يومين من اكتشاف جثته، مؤكدين أن هذه هي المرة الأولى التي يتعرضون لموقف مماثل.
وقد يعتقد كثيرون أن السير بجثة لآلاف الأميال بالسيارة أمر غريب؛ غير أن التكلفة المرتفعة للعلاج في أميركا بأرقام فلكية قد تدعو لتصديق رواية الابن ووالدته.
وعادة ما يضطر الكنديون لإنفاق مصاريف باهظة على العلاج خلال قضاء إجازاتهم في أميركا، خصوصاً هؤلاء غير المؤمن عليهم من جانب شركات السياحة؛ إذ يصل علاج كسر الساق لنحو 20 ألف دولار.
ومن أبرز هذه الحالات، أن دفعت امرأة كندية نحو مليون دولار أميركي، كمبلغ إجمالي لفواتير وضع ابنتها في أحد المستشفيات بولاية هاواي، رغم كونها مؤمناً عليها من جانب إحدى الشركات، لتصير ابنتها معروفة باسم «طفلة المليون دولار».
وتعرض مواطن كندي لحادث سيارة، ما اضطره لدفع 325 ألف دولار للمستشفى نظير العلاج.
وأشارت دراسة أجراها أحد البنوك الكندية في عام 2013 إلى أن 41 في المائة من الكنديين لا يحصلون على تأمين للمسافرين عند مغادرتهم البلاد، موضحة أن هذا الأمر يدفع لمخاطر كُبرى خلال قضائهم عطلتهم.
وأوضحت كذلك أن هذه المشكلة تمتد لهؤلاء الأشخاص الحائزين على التأمين؛ كونه لا يغطي في أغلب الأحوال تكاليف العلاج كاملة.
وتشير دراسة حديثة لمنظمة الصحة العالمية عام 2019، إلى تنامي الإنفاق على قطاع الصحة بنسبة 6 في المائة في المتوسط سنوياً في العالم، مقارنة بنسبة 4 في المائة في البلدان المرتفعة الدخل. وأضافت أن الحكومات توفر نسبة 51 في المائة في المتوسط من إنفاق البلدان على قطاع الصحة، بينما تأتي نسبة تتجاوز 35 في المائة من الإنفاق على قطاع الصحة في كل بلد من أموال مواطنيها الخاصة.



مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
TT

مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية

في سابقة جديدة، تسعى من خلالها وزارة الثقافة المصرية إلى تكريس «تقدير رموز مصر الإبداعية» ستُطلق النسخة الأولى من «يوم الثقافة»، التي من المقرر أن تشهد احتفاءً خاصاً بالفنانين المصريين الذي رحلوا عن عالمنا خلال العام الماضي.

ووفق وزارة الثقافة المصرية، فإن الاحتفالية ستُقام، مساء الأربعاء المقبل، على المسرح الكبير في دار الأوبرا، من إخراج الفنان خالد جلال، وتتضمّن تكريم أسماء عددٍ من الرموز الفنية والثقافية الراحلة خلال 2024، التي أثرت الساحة المصرية بأعمالها الخالدة، من بينهم الفنان حسن يوسف، والفنان مصطفى فهمي، والكاتب والمخرج بشير الديك، والفنان أحمد عدوية، والفنان نبيل الحلفاوي، والشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، والفنان صلاح السعدني، والفنان التشكيلي حلمي التوني.

أحمد عدوية (حساب نجله محمد في فيسبوك)

وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري في تصريحات الأحد، إن الاحتفال بيوم الثقافة جاء ليكون مناسبة وطنية تكرم صُنّاع الهوية الثقافية المصرية، مشيراً إلى أن «هذا اليوم سيُعبِّر عن الثقافة بمعناها الأوسع والأشمل».

وأوضح الوزير أن «اختيار النقابات الفنية ولجان المجلس الأعلى للثقافة للمكرمين تم بناءً على مسيرتهم المميزة وإسهاماتهم في ترسيخ الهوية الفكرية والإبداعية لمصر». كما أشار إلى أن الدولة المصرية تهدف إلى أن يُصبح يوم الثقافة تقليداً سنوياً يُبرز إنجازات المتميزين من أبناء الوطن، ويحتفي بالرموز الفكرية والإبداعية التي تركت أثراً عظيماً في تاريخ الثقافة المصرية.

وفي شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، رحل الفنان المصري الكبير صلاح السعدني، الذي اشتهر بلقب «عمدة الدراما المصرية»، عن عمر ناهز 81 عاماً، وقدم الفنان الراحل المولود في محافظة المنوفية (دلتا مصر) عام 1943 أكثر من 200 عمل فني.

صلاح السعدني (أرشيفية)

كما ودّعت مصر في شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2024 كذلك الفنان التشكيلي الكبير حلمي التوني عن عمر ناهز 90 عاماً، بعد رحلة طويلة مفعمة بالبهجة والحب، مُخلفاً حالة من الحزن في الوسط التشكيلي والثقافي المصري، فقد تميَّز التوني الحاصل على جوائز عربية وعالمية عدّة، بـ«اشتباكه» مع التراث المصري ومفرداته وقيمه ورموزه، واشتهر برسم عالم المرأة، الذي عدّه «عالماً لا ينفصل عن عالم الحب».

وفي وقت لاحق من العام نفسه، غيّب الموت الفنان المصري حسن يوسف الذي كان أحد أبرز الوجوه السينمائية في حقبتي الستينات والسبعينات عن عمر ناهز 90 عاماً. وبدأ يوسف المُلقب بـ«الولد الشقي» والمولود في القاهرة عام 1934، مشواره الفني من «المسرح القومي» ومنه إلى السينما التي قدم خلالها عدداً كبيراً من الأعمال من بينها «الخطايا»، و«الباب المفتوح»، و«للرجال فقط»، و«الشياطين الثلاثة»، و«مطلوب أرملة»، و«شاطئ المرح»، و«السيرك»، و«الزواج على الطريقة الحديثة»، و«فتاة الاستعراض»، و«7 أيام في الجنة»، و«كفاني يا قلب».

الفنان حسن يوسف وزوجته شمس البارودي (صفحة شمس على فيسبوك)

وعقب وفاة حسن يوسف بساعات رحل الفنان مصطفى فهمي، المشهور بلقب «برنس الشاشة»، عن عمر ناهز 82 عاماً بعد صراع مع المرض.

وجدّدت وفاة الفنان نبيل الحلفاوي في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الحزن في الوسط الفني، فقد رحل بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

السيناريست المصري بشير الديك (وزارة الثقافة)

وطوى عام 2024 صفحته الأخيرة برحيل الكاتب والمخرج بشير الديك، إثر صراع مع المرض شهدته أيامه الأخيرة، بالإضافة إلى رحيل «أيقونة» الأغنية الشعبية المصرية أحمد عدوية، قبيل نهاية العام.