منذ أن فتح أبوابه في منطقة «شورديتش» Shoreditch بشرق لندن ويتصدر مطعم «غلوريا» Gloria Trattoria العناوين التي توحي بالغمز واللمز لـ«بريكست» وما تبعه من لغط وعلامات استفهام وتعجب، لا سيما أن «غلوريا» التابع لشركة «بيغ ماما غروب» الفرنسية التي صنعت اسما ضخما لها في باريس و«ليل» الفرنسية اختارت هذا التوقيت بالذات لافتتاح أول فرع لـ«غلوريا» في لندن، وليس هذا فقط إنما بدت الشركة وكأنها تريد أن تثبت بأن الإقبال الشديد والطوابير الطويلة للحصول على مقعد خير دليل على أن بريكست لن يكون عقبة في توسيع آفاق الشركة في إنجلترا.
وبعيدا عن اللغط الحاصل في بريطانيا والشعور بعدم الثقة بالحكومة وحالة الترقب التي يعيشها الشعب حاليا، إلا أن عنوان الطعام الذي يذيع صيته يمكنه تحدي أي أزمة مهما كانت ويضع لنفسه مكانة مهمة فيه، ويكون الوقت كفيلا في إثبات نجاح واستمرارية المطعم أو فشله وإقفاله ولو بعد حين.
«غلوريا» يقع على زاوية شارعي «إيسترن ستريت» و«شارلوت رود» تزينه من الخارج حاويات الشتول القديمة، وتعرف أنك وصلت إليه عندما ترى الطابور الطويل يلتف حول نفسه ليصل إلى الشارع الخلفي، فمنذ افتتاح المطعم الشهر الماضي والإقبال الشديد على المطعم يزداد، من بين الأسباب هو أن إدارة المطعم لا تقبل الحجوزات المسبقة فترة المساء وعطلة نهاية الأسبوع، فلن يكون أمامك إلا الانتظار لفترة تتراوح ما بين 35 دقيقة وساعة من الوقت، المطعم موزع على طابقين بديكورين مختلفين تماما، الطابق العلوي يناسب المجموعات أكثر؛ لأن الطاولات تستوعب أعدادا أكبر على عكس الطابق السفلي الذي تتوزع فيها طاولات تتسع لأربعة أشخاص وليس أكثر.
الفرق ما بين الطابق العلوي والطابق السفلي هو أن العلوي ينقلك إلى أجواء كابري فترة السبعينات، وبالأحرى يذكرك ببيوت «الماماز» الإيطاليات أو الأمهات التقليديات في إيطاليا، فالأثاث أشبه بما تراه في البيوت، هناك «أباجورات» الإنارة التقليدية موزعة في الزوايا على طاولات عالية من الخشب، وخزائن تشبه تلك التي تجدها في المطابخ القديمة التي تستعمل لحفظ الطعام والصحون، ستائر بسيطة تنسدل على الواجهات الزجاجية فتشعر وكأنك تجلس في غرفة جلوس في منزل إيطالي. جميع الندل من الجنسية الإيطالية وأجمل صفة فيهم هي الخدمة الجيدة والإلمام بالأطباق الموجودة على لائحة الطعام وإعطاء النصائح المفيدة إذا لزم الأمر.
الطابق السفلي يتمتع بجلسات أكثر حميمية تطل على المطبخ المفتوح وتصدح فيه موسيقى مختلفة عن تلك التي تسمعها فوق، والديكور من طراز «الآرت ديكو» الذي يعتمد على المرايا في كل مكان حتى في السقف.
الطعام في «غلوريا» تقليدي جدا، فإذا كنت من محبي الباستا، يقدم المطعم (لشخصين) الباستا التي تحضر أمامك في إطار جبن بيكورينو يطلق عليها اسم Cacio e Pepe بالإضافة إلى البيتزا والسلطات وكرات اللحم ولم ينس الطاهي النباتيين والفيغانز Vegans فابتكر أطباقا مناسبة لهم يدخل فيها الحمص والفطر المشوي وسمي بـ Vegan De light.
ميزة الأطباق وما يجعلها لذيذة هي المكونات الإيطالية التي يؤتى بها من أماكنها الأصلية في إيطاليا مما يجعل مذاق الطماطم ألذ والصلصات أيضا غنية وليست بحاجة للكثير من النكهات الأخرى لأن المكون هو الأهم.
عندما يأتي وقت طلب الحلوى، يقوم النادل بشرح ما هو متوفر على اللائحة، والشيء المميز في تقديم الحلوى والذي يعود ويذكرك بأنك في منزل إيطالي هو إحضار صينية كبيرة الحجم من التيراميسو وغيره من الحلوى الإيطالية ويتم وضع قطعة منها في طبقك مثلما يحصل على موائد الطعام في المنزل، وإذا اخترت تذوق أكثر من نوع من الحلوى احذر الكمية، لأن كل قطعة تغرف لك في الطبق كبيرة الحجم ولن تتمكن من أكلها بالكامل.
بالنهاية، الشيء المزعج الوحيد في المطعم هو الانتظار وعدم توفر فرصة الحجز المسبق، وقد يتغير هذا القانون لاحقا خاصة أن الشركة تنوي افتتاح فرع آخر لـ«غلوريا» في منطقة «كوفنت غاردن» قريبا.
يفتح «غلوريا» في الصباح الباكر لتناول الفطور، وأيضا الغداء والعشاء.
نصيحة قبل الذهاب: فضلت الجلوس في الطابق العلوي لأنه إيطالي بحت، والديكور جميل وبسيط وهناك حديقة من الزهور تتوسط المطعم وتتوزع حولها الطاولات والأرائك، وأظن بأنها أجمل مكان للجلوس في المطعم.
«غلوريا» مطعم إيطالي يتحدى «بريكست» ويفتح فرعه الأول خارج فرنسا
طوابير طويلة شرق لندن... تؤدي إليه
«غلوريا» مطعم إيطالي يتحدى «بريكست» ويفتح فرعه الأول خارج فرنسا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة