عودة «فيسبوك» للعمل بشكل كامل بعد إصلاح خلل متعلق بالخوادم

الشركة برّأت «القرصنة» من أسوأ توقف طال تطبيقاتها

شبكة «سي إن إن» وصفت الشلل التقني الذي أصاب تطبيقات «فيسبوك» بالأسوأ في تاريخ الشركة (إ.ب.أ)
شبكة «سي إن إن» وصفت الشلل التقني الذي أصاب تطبيقات «فيسبوك» بالأسوأ في تاريخ الشركة (إ.ب.أ)
TT

عودة «فيسبوك» للعمل بشكل كامل بعد إصلاح خلل متعلق بالخوادم

شبكة «سي إن إن» وصفت الشلل التقني الذي أصاب تطبيقات «فيسبوك» بالأسوأ في تاريخ الشركة (إ.ب.أ)
شبكة «سي إن إن» وصفت الشلل التقني الذي أصاب تطبيقات «فيسبوك» بالأسوأ في تاريخ الشركة (إ.ب.أ)

أعلنت شركة «فيسبوك» اليوم (الخميس)، إصلاح الخلل الذي طرأ على الموقع بشكل كامل ليعود للعمل مجدداً، مبينة أن المشاكل «متعلقة بالخوادم».
وأكدت الشركة في وقت سابق اليوم أنها على دراية بالعطل الذي تعرضت له تطبيقاتها في أجزاء مختلفة من العالم، بما في ذلك تطبيقي «واتس آب» و«إنستغرام»، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بانقطاع جزئي للاتصال.
وعلى رغم عدم تحديد «فيسبوك» لأسباب الشلل التقني الذي أصاب تطبيقاتها والذي وصفته شبكة «سي إن إن» بالأسوأ في تاريخها، إلا أنها نفت أي علاقة للعطل بأي نوع من الهجمات الإلكترونية.
وبحسب موقع «داون ديتيكتور» المختص بمراقبة انقطاع خدمة المواقع، أثّر تعطل تطبيقات «فيسبوك» و«إنستغرام» و«واتس آب»، على أجزاء واسعة من الولايات المتحدة بالإضافة إلى أوروبا ودول أخرى، مؤكداً أن العطل الذي تركز في الأميركيتين وأوروبان لم يقتصر التطبيقات الخاصة بالهواتف النقالة فقط، إذ واجه مستخدمو أجهزة الكمبيوتر المحمولة والمكتبية الخلل ذاته، ولفت الموقع أن تطبيق «فيسبوك ماسنجر» تعرض بدوره لعطل تقني.
وواجه مستخدمو «فيسبوك» حول العالم، مشاكل في تسجيل الدخول إلى حساباتهم منذ الرابعة من مساء يوم أمس (الأربعاء)، واستمرت المشكلة إلى ساعات متأخرة في عدد من الدول.
وقال المتحدث الرسمي باسم «فيسبوك» توم بارنيل، في تعليق عبر البريد الإلكتروني نشرته صحيفة «الغارديان»: «أستطيع التأكيد أنه لا علاقة للأمر بهجمات (دي دوس) الإلكترونية أو ما يعرف بهجمات الحرمان من الخدمة».
وبحسب «الغارديان»، تعطلت أمس تطبيقات عملاق محركات البحث «غوغل» بدورها لبضع ساعات، حيث أبلغ مستخدمو خرائط غوغل، وبريد «جي مايل» و«غوغل درايف» و«هانغ آوتس»، عن مشاكل في استخدام التطبيقات لبضع ساعات.
من جهتها، وصفت شبكة «سي إن إن» الأميركية، العطل الذي تعرضت له عملاق التواصل الاجتماعي «فيسبوك» والذي استمر لأكثر من 10 ساعات، بأنه أسوأ خلل عانت منه «فيسبوك» على الإطلاق، الأمر الذي اضطرها إلى اللجوء لمنافسها «تويتر» لتبرير توقف تطبيقاتها، بعد إطلاق وسومات على «تويتر»، حول تعطل فيسبوك وإنستغرام وواتس آب، وتبادل التوقعات حول أسباب العطل الذي أصاب التطبيقات.


مقالات ذات صلة

«ميتا» تمنح مستخدمي «إنستغرام» أدوات تحكم جديدة في الخوارزمية

تكنولوجيا تطبيق «إنستغرام» (أ.ف.ب)

«ميتا» تمنح مستخدمي «إنستغرام» أدوات تحكم جديدة في الخوارزمية

كشف تطبيق «إنستغرام» عن خاصية جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تتيح للمستخدمين عرض الخوارزميات التي تشكّل قسم الـReels (فيديوهات موجزة) الخاص بهم وتعديلها.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)
صحتك كوب من زيت الزيتون (بكسلز)

جرعة زيت الزيتون صباحاً.. سرّ العافية أم أوهام مواقع التواصل؟

يشجع عدد كبير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على بدء يومك بجرعة من زيت الزيتون، مؤكدين أنها السر وراء صحة أفضل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
سينما لافتة هوليوود في لوس أنجليس (أ.ب)

«الدراما العمودية» تغيّر المشهد في هوليوود بعدما غزت آسيا

بقصصها ذات المواضيع التشويقية وميزانياتها التي لا تتجاوز بضع مئات الآلاف من الدولارات، وجداول تصويرها السريعة، يُحدث النمط العمودي تحولاً جذرياً في قطاع متعثر.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
تكنولوجيا الإجراءات تشمل إمكانية تعطيل المحادثات الفردية وحجب روبوتات محددة والاطلاع على موضوعات النقاش العامة دون خرق خصوصية الأبناء

«ميتا» تمنح أولياء الأمور صلاحيات أوسع لحماية المراهقين من «الذكاء الاصطناعي الغزلي»

الإجراءات الجديدة تمنح أولياء الأمور تحكّماً أكبر بتفاعلات المراهقين مع روبوتات الذكاء الاصطناعي، بعد انتقادات حول محادثات غير لائقة، لضمان أمان المستخدم.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تطبيق «إنستغرام» على شاشة هاتف (رويترز)

شركة «ميتا» تعزز تدابير حماية مستخدمي «إنستغرام» ما دون 18 عاماً

تعتزم «إنستغرام» فرض قيود على المحتوى المتاح للمستخدمين دون سن 18 عاماً على المنصة، عبر استخدام فلاتر متخصصة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

أيقونة السينما أنتوني هوبكنز في «البحر الأحمر»: حياتي تتجاوز ما توقعته

الممثل البريطاني أنتوني هوبكنز على مسرح المهرجان (تصوير: إيمان الخطاف)
الممثل البريطاني أنتوني هوبكنز على مسرح المهرجان (تصوير: إيمان الخطاف)
TT

أيقونة السينما أنتوني هوبكنز في «البحر الأحمر»: حياتي تتجاوز ما توقعته

الممثل البريطاني أنتوني هوبكنز على مسرح المهرجان (تصوير: إيمان الخطاف)
الممثل البريطاني أنتوني هوبكنز على مسرح المهرجان (تصوير: إيمان الخطاف)

بعد مسيرة سينمائية حافلة ناهزت الـ6 عقود، اعتلى أسطورة التمثيل العالمي أنتوني هوبكنز خشبة مسرح مهرجان البحر الأحمر السينمائي بجدة، مساء الأربعاء؛ ليقدّم حواراً ممتداً حمل مزيجاً من الفكاهة، والفلسفة، والذكريات المهنية النادرة، وعلى امتداد ساعة كاملة، بدا هوبكنز الذي تجاوز الثمانين من العمر حاضر الذهن؛ ومستعداً لمراجعة مسيرته، وكشف عن نظرته الخاصة للتمثيل والكتابة والموسيقى، وعن تفاصيل شخصيات خالدّة صنعت ذاكرة السينما العالمية.

هوبكنز، الفائز بجائزتي أوسكار أفضل ممثل عن دوريه في «صمت الحملان» (1991) و«الأب» (2020)، وضع إطاراً واضحاً لرحلته الفنية، قائلاً إن «حياته جاءت أبعد بكثير من توقعاته»، وإنه لا يزال يشعر بأن «شخصاً آخر كتب له هذه المسيرة»، وبدت لغة الاندهاش هذه مفتاحاً لفهم علاقته بالفن، وباختياراته التمثيلية، بل وحتى بحياته الشخصية.

شخصية «هانيبال ليكتر» إحدى أقوى الشخصيات التي قدمها هوبكنز في مسيرته (إي إم دي بي)

هانيبال ليكتر... عبقرية الشر

تحدث هوبكنز بإسهاب عن شخصية «هانيبال ليكتر»، أحد أكثر الأدوار حضوراً في ذاكرة السينما والتي قدمها في فيلمه «صمت الحملان»، وأعطى قراءة مختلفة لطريقة بناء الشخصية، مبيناً أنه «لم يحاول فهم الشر بقدر ما حاول تجسيد آلة تعمل دون مشاعر». ورأى أن جاذبية ليكتر تكمن في أنه مثل مفيستوفيليس (اسم للشيطان)، يعرف نقاط ضعف الإنسان، ويدرك عمق هشاشته. كما كشف عن أن مشهد النظرة الثابتة الشهيرة في الفيلم بُني على ملاحظة بسيطة، وهي «إذا حدّقت في كلب أو قط دون أن ترمش... يشعر بالخوف... إنها قوة العين».

بين التاريخ والخيال

وحين سُئل إن كان يفضل أداء شخصيات مستندة إلى مصادر تاريخية أو الشخصيات الخيالية، قال جملة لافتة: «كل الشخصيات خيالية... ونحن أيضاً خياليون!». وأوضح أنه لا يغوص في الأبحاث المطوّلة عند تحضير أدواره، حتى في شخصية معقدة مثل الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون. وأضاف: «أقوم بالقليل من البحث فقط؛ لأن كثرة المعرفة تربك العقل.. يجب أن يكون الدماغ حراً من الفوضى».

ويرى هوبكنز أن أداء الشخصيات التاريخية هو عملية إعادة اختراع، وليست محاولة لمحاكاة الواقع، قائلاً: «نيكسون الذي لعبته ليس الرجل الحقيقي. إنه نسخة أوليفر ستون». وفي إحدى قصصه الطريفة، تحدث عن يوم اختبار المكياج لدور نيكسون، حين وضع فريق العمل أنفاً اصطناعياً له، فوجد نفسه بعد إزالة الأنف يرى في المرآة ملامح الشخصية تظهر فجأة. قائلاً: «قبعة أو حذاء أو لمسة مكياج... شيء صغير ينقلك فجأة إلى روح الشخصية».

أنتوني هوبكنز في لقطة من فيلمه «صمت الحملان» الذي تحدث عنه في الجلسة (إي إم دي بي)

الخوف... ظل الممثل ووقوده

والمحور الأكثر قوة في حديث هوبكنز كان عن الخوف، حيث بدا لافتاً أن الأسطورة حامل وسام الإمبراطورية البريطانية «سي بي إي» يقول: «إن خوفه من الفشل رافقه طوال حياته، لكن مواجهته تكوّنت عبر سلسلة من الدفعات التي تلقّاها من مخرجين وممثلين وقفوا بجانبه». وروى هوبكنز قصة مؤثرة عن أحد الممثلين الأميركيين الذي حاول تحطيمه أثناء تدريبات فيلم «نيكسون»، وكيف ذهب إلى أوليفر ستون يطلب أن يُستبعد من الفيلم لأنه لا يشعر بالقدرة على أداء الدور. فجاء رد ستون صارماً: «أنت لن تذهب إلى أي مكان. ستقوم بالدور... سواء كان نجاحاً أو فشلاً ذريعاً».

وفي سؤال من إحدى الحاضرات عن كيفية التحرر من الخوف في الثقافات المحافظة، قدّم هوبكنز الذي يُعدّ أكثر الممثلين البريطانيين شهرة وغزارة في الإنتاج، واحدة من أكثر إجاباته صراحة، قائلاً: «عندما نكون أطفالاً، نحن دائماً نبدو حمقى.. ثم نكبر، ونخوض تجارب غبية وخطرة... هذه هي الحياة!». وتابع: «لا يمكن أن تطلبوا من الطفل ألا يتحرك أو ألا يتحدث... يجب أن تجرؤوا على فعل الأشياء... حتى لو ضحك الناس عليكم».

أنتوني هوبكنز (المهرجان)

الموسيقى... الحب الأول

وفي محور آخر، تحدث هوبكنز عن شغفه بالموسيقى، وبأنها الفن الأقرب إلى روحه، وأن زوجته كانت الدافع الأول خلف دخوله هذا المجال، وأخبر الجمهور أن زوجته دفعته للكتابة والتأليف والرسم، رغم أنه لم يكن يؤمن بقدرته على أي من هذه المهارات، حتى عزفت أوركسترات عالمية أعماله في الرياض عام 2023، وقال مستشهداً بشوبنهاو:ر «الموسيقى تتجاوز التجربة الإنسانية... لا يمكن وصفها بالكلمات».

وخرج الجمهور من الجلسة وفي ذهنه صورة جديدة لهوبكنز: ليس فقط الممثل العبقري الذي قدّم «هانيبال ليكتر»، و«نيكسون»، و«أودين»، بل حكيمٌ يتأمل الحياة والفن والموسيقى بشفافية مدهشة، في جلسة حملت مزيجاً من الدعابة، والفلسفة، والتمرد، وانتهت بتصفيق طويل لرجل تجاوز الشهرة ليصل إلى مرحلة أكثر هدوءاً وعمقاً... مرحلة يسميها هو «معجزة الوجود».


حسين المطلق: اعتمدت على المفارقات النفسية في فيلم «حفل افتتاح»

من كواليس تصوير الفيلم (الشرق الأوسط)
من كواليس تصوير الفيلم (الشرق الأوسط)
TT

حسين المطلق: اعتمدت على المفارقات النفسية في فيلم «حفل افتتاح»

من كواليس تصوير الفيلم (الشرق الأوسط)
من كواليس تصوير الفيلم (الشرق الأوسط)

قال المخرج السعودي حسين المطلق إن فيلمه القصير «حفل افتتاح» لم يكن مجرد تجربة فنية يسعى من خلالها لتقديم عمل جديد، بل محاولة لالتقاط لحظة رمزية تعيشها السينما السعودية اليوم، حيث تتسارع التحولات وتتراكم البدايات التي تشبه، في رأيه، حفلات افتتاح متتالية تتجدد مع كل مشروع جديد.

وأضاف المطلق لـ«الشرق الأوسط» أن الفيلم ولد من مراقبة دقيقة لهذه اللحظة، ومن رغبة في صناعة عمل صغير في حجمه، لكنه قادر على حمل أسئلة تتجاوز زمنه القصير، موضحاً أن الفكرة الأساسية تشكلت من انشغال طويل باللحظات التي تسبق أي حدث احتفالي، وهي لحظات يعتبر أنها تكشف الكثير من طبيعة التوتر المواكب للبدايات الجديدة.

وتدور قصة «حفل افتتاح» حول طفل في التاسعة من عمره يدعى «سالم» يُمنح شرف قص شريط افتتاح مركز ثقافي ضخم، ليجد نفسه في قلب حدث رسمي إلى جانب معلمه المبجل. وبينما يستعد للحظة المجد، تكلفه والدته سراً بمهمة عاجلة تتمثل في إيصال ظرف غامض إلى مدير المركز دون علم المعلم.

تضع هذه المهمة «سالم» في صراع بين رغبته في تنفيذ تكليف والدته وخوفه من خذلان معلمه، فيحاول إتمام مهمته وسط فوضى الاحتفال، لكنه يتعثر ويفشل مراراً قبل أن يكتشف أن الأوامر البسيطة قد تخفي خلفها عوالم معقدة يعجز عن استيعابها.

المخرج السعودي حسين المطلق (مهرجان البحر الأحمر)

ويؤكد المطلق أن الفيلم يعتمد على هذه المفارقة النفسية التي يعيشها الطفل، وينسج حولها رؤية بصرية مكثفة تبتعد عن الحوار المباشر لصالح الصورة وإيقاع الحركة، مشيراً إلى أن السينما، في جوهرها، فن بصري يسمح بالتلميح أكثر من التصريح، ولذلك اعتمد الفيلم على التكوينات البصرية والضوء والصمت ليكشف التوتر الداخلي الذي يعيشه بطله.

ويشير إلى أن بناء فيلم قصير يقوم على هذا النوع من التكثيف يحتاج إلى ضبط شديد للإيقاع، لأن كل حركة وكل نظرة تحمل معنى يجب ألا يضيع داخل التفاصيل، مؤكداً أن عملية التصوير كانت دقيقة للغاية، خاصة أن الفيلم يتحرك داخل مساحة مغلقة تستعد لحفل رسمي، ما استدعى معالجة خاصة للإضاءة والصوت ولتوزيع الحركة داخل الكادر.

ورغم أن فريق العمل كان صغيراً، فإن الروح الجماعية والحماس مكنا الفريق من تجاوز التحديات التي ظهرت خلال الأيام الأولى للتصوير، وصولاً إلى صياغة المشهد البصري بالشكل الذي يتناسب مع الحالة النفسية التي يقدمها الفيلم، وفق المطلق.

أما اختيار الممثلين فجاء وفق رؤية واعية لطبيعة الفيلم، واعتمد المطلق على مجموعة من ممثلين قادرين على التعبير من خلال الإيماءة والنظرة أكثر من الحوار، مؤكداً قناعته بأن نجاح الفيلم مرتبط بقدرة هؤلاء الممثلين على حمل الجانب النفسي للشخصيات من دون اللجوء إلى الأداء الخطابي؛ لأن العمل يقوم كله على ما يدور تحت السطح.

وعن مشاركة «حفل افتتاح» في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة ضمن الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، يصف المطلق التجربة بأنها محطة مهمة في مساره المهني، لافتاً إلى أن «المهرجان بات اليوم منصة مركزية في المنطقة تتيح للمخرجين فرصة للتواصل مع صناع السينما والمنتجين والمبرمجين، وتوفر فضاء حقيقياً لتطوير المشاريع واستكشاف اتجاهات جديدة في السرد العربي والعالمي».

الملصق الدعائي للفيلم (مهرجان البحر الأحمر)

ويلفت المطلق إلى أن ردود الفعل التي تابعها بعد العرض الأول كانت مشجعة، سواء من الجمهور أو من صناع السينما الذين التقطوا تفاصيل العمل، معتبراً النقاشات التي تلت العرض أكدت له أن الفيلم استطاع أن يفتح مساحة للتأمل حول العلاقة بين الفرد والحدث العام، وحول كيفية تعامل الطفل مع عالم الكبار من موقع لا يزال غضاً وغير مكتمل.

ويعتبر المطلق أن المشهد السينمائي السعودي يعيش اليوم مرحلة ازدهار حقيقية، سواء على مستوى الإنتاج أو على مستوى تنوع الأصوات الفنية التي تقدم رؤى جديدة، ويربط بين هذا الازدهار وبين تطور البنية التحتية والدعم المؤسسي، مؤكداً أن البيئة الحالية أصبحت قادرة على احتضان تجارب تتسم بالجرأة والتنوع، وأن الجمهور بات أكثر استعداداً لمتابعة أعمال تحمل بصمات شخصية وتجريبية.

ويشير في ختام حديثه إلى أنه يعمل حالياً على تطوير مشروع سينمائي جديد، مستفيداً من الخبرة التي اكتسبها في «حفل افتتاح»، ومؤمناً بأن الفيلم القصير ليس مجرد محطة انتقال، بل مساحة إبداعية مستقلة يمكنها أن تؤسس لغة سينمائية متفردة.


جورج خباز لـ«الشرق الأوسط»: أميل للعزلة مثل بطل «يونان»

 الفنان اللبناني جورج خباز
الفنان اللبناني جورج خباز
TT

جورج خباز لـ«الشرق الأوسط»: أميل للعزلة مثل بطل «يونان»

 الفنان اللبناني جورج خباز
الفنان اللبناني جورج خباز

بينما يكتشف أن ذاكرة والدته العجوز تتلاشى شيئاً فشيئاً وهو يحادثها تليفونياً، يعاني الكاتب اللبناني المهاجر إلى ألمانيا من شعور بالاغتراب والإحباط والتعاسة يدفعه للهرب إلى جزيرة نائية ليتخذ قراراً جذرياً برغبة قوية في إنهاء حياته، ووسط أجواء مشحونة بالتوتر الذي يسيطر عليه بالجزيرة المعزولة وقسوة المناخ، يقترب من تحقيق رغبته، لكن مواقف عديدة تقوده لاتجاه آخر، ليتبدل الحال مع بطل فيلم «يونان» الذي يُعرض ضمن مسابقة الأفلام الطويلة بالدورة الخامسة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، وهو من بطولة الفنان اللبناني جورج خباز والفنانة الألمانية هانا شيغولا، والفنان الفلسطيني علي سليمان إلى جانب نضال الأشقر وتوم بلاشيا. الفيلم من تأليف وإخراج المخرج السوري أمير فخر الدين، وتماهى الفنان اللبناني مع شخصية «منير» وحظي بتصفيق جمهور مهرجان البحر الأحمر الذي هتف باسمه، قائلاً: «بنحبك يا جورج». وكان الفيلم قد شارك بالمسابقة الرسمية لمهرجان برلين خلال دورته الـ75 وحظي باهتمام لافت.

ويتضمن فيلم «يونان» حوارات عديدة باللغة الألمانية يؤديها خباز، حيث تدور الأحداث بألمانيا، بعد هجرته إليها وزواجه بألمانية، وكشف جورج، في حواره لـ«الشرق الأوسط»، عن أنه لم يكن لديه أدنى فكرة عن اللغة الألمانية لكن المخرج أمير فخر الدين طمأنه، قائلاً: «لا تحمل هماً لذلك، سوف تتحدث بها لكن هذا يتطلب منك جهداً ووقتاً، ودرست اللغة الألمانية بشكل عام لمدة 3 أشهر مع التركيز على حوار الفيلم بشكل خاص».

جورج خباز والممثلة الألمانية هانا شيغولا في لقطة من فيلم يونان (إدارة المهرجان)

ويلفت خباز إلى أنه «خلال التصوير كان يحضر مدرباً ألمانياً، وكنت بصحبة النجمة الألمانية الرائعة هانا شيغولا التي تعد أيقونة السينما الأوروبية، وقد ساعدتني كثيراً في تصحيح بعض الألفاظ التي تعطي مصداقية لشخص قادم من الشرق الأوسط يعيش في هامبورغ، علاوة على أن المخرج أيضاً يقيم في ألمانيا، وقد كان الفيلم تجربة جيدة رغم صعوبتها لكنها عرفتني على لغة جديدة ومجتمع جديد».

وحول علاقته بالسيناريو يقول إنه عُرض عليه مكتملاً وأحبه كثيراً، وبالطبع طرأت عليه تعديلات وإضافات، مؤكداً ثقته الكاملة بالمخرج، لافتاً إلى أن اختيار المخرج له ليؤدي بطولة «يونان» جاء بعد مشاهدته لخباز في فيلم «أصحاب ولا أعز»، حيث كانت شخصيته بالفيلم تعتمد على رد الفعل أكثر من الفعل ورأى فيه عيون «منير» بطل «يونان».

ويشير خباز إلى تحمسه كثيراً لهذه التجربة التي تعتمد على الحوار الصامت واللغة الشعرية الفلسفية لإيمانه بأن السينما لغة الصورة، مثلما يقول: «حين تعجز الصورة عن التعبير يبدأ الكلام»، لا سيما مع هذا النوع من السينما الذي يعطي المتلقي الحرية والفضاء الواسع للتلقي وتحليل العمل والاعتناء باللغة الشعرية والرؤية الفلسفية لتعكس الصراعات بطريقة رائعة.

خباز يعبّر عن اعتزازه بالعمل مع المخرج أمير فخر الدين (الشرق الأوسط)

ولم يجد الفنان جورج خباز في مساحات الصمت بالسيناريو التي طالت بالفيلم أي مشكلة، مؤكداً أنها سينما تطرح الأسئلة والصراعات الداخلية التي قد ترتبط بأسئلة ليس لها أجوبة لكن علينا أن نطرحها بشكل أو بآخر، وهي السينما التي يقدمها أمير فخر الدين وقد شاهدت أعماله الرائعة على غرار فيلم «الغريب».

ويلفت الفنان اللبناني إلى نقاط تماس بينه وبين بطل «يونان»، قائلاً: «نحن نتلاقى في نقاط عديدة، فأنا أصلاً أميل للعزلة، لكن عزلة (منير) أكبر وأعمق وعائلته كلها مآسٍ، لكن مع تطور الشخصية نجده شيئاً فشيئاً يعود ليحب الحياة ويتماهى مع الطبيعة، هذا الشيء ساعدني على أن أخرج من الشخصية في النهاية، ولدي شعور بالراحة بعدما بقيت مع الشخصية لوقت طويل وكلما عدت للفيلم تذكرت هذه التجربة بكل حلاوتها وقسوتها في مشاهد الجزيرة، حيث رمزية الموت والميلاد الجديد الذي عاشه مثل النبي يونان (سيدنا يونس) الذي بقي في بطن الحوت، وهذا الشيء أثر فيّ وعلمني الكثير في حياتي».

وعبّر جورج خباز عن سعادته لاستقبال الجمهور له، وأشار إلى أن من المهم الانتقاء للفنان، مؤكداً أن «اختياراته ترتبط بالقيمة الفنية والإنسانية التي عَدّها دستوراً يحكم اختياره للأعمال الفنية للعمل سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون، مشدداً على أهمية أن نحترم عقل المشاهد ولا نستحف به، أو نتعالى عليه، مثلما يقول: «أفتش عن التواصل الإنساني المشترك العابر للقارات والمعتقدات وأطرح الموضوعات لكي نتحد جميعا كأرواح».