خبراء تغذية يشجعون على اعتماد البروتينات النباتية بديلاً غذائياً

الدكتور برنهارد فان لينغريتش الرئيس التنفيذي لاستراتيجيات الأنظمة الغذائية
الدكتور برنهارد فان لينغريتش الرئيس التنفيذي لاستراتيجيات الأنظمة الغذائية
TT

خبراء تغذية يشجعون على اعتماد البروتينات النباتية بديلاً غذائياً

الدكتور برنهارد فان لينغريتش الرئيس التنفيذي لاستراتيجيات الأنظمة الغذائية
الدكتور برنهارد فان لينغريتش الرئيس التنفيذي لاستراتيجيات الأنظمة الغذائية

أّكد أحد أبرز خبراء الأغذية خلال كلمة ألقاها في قمة «جلفود» للابتكار، أن ضمان مستقبل مشرق ومستدام لقطاع الأغذية العالمي يعتمد على تبني آلية تفكيرٍ أكثر إيجابية، بهدف تغيير طريقة الأفراد حول العالم في إنتاج واستهلاك المنتجات الغذائية.
وبالتزامن مع نجاح معرض «جلفود» في استقطاب مجموعة من ألمع العقول من قادة الفكر ورواد القطاع لمناقشة التحديات العالمية التي يسعى القطاع للتغلّب عليها، تقدّم قمة «جلفود» للابتكار منصة جديدة تتيح تبادل المعارف على مدى ثلاثة أيام في مركز دبي التجاري العالمي.
وقد ألقى خلالها الدكتور برنهارد فان لينغريتش، الرئيس التنفيذي لاستراتيجيات الأنظمة الغذائية وعضو مجلس الإدارة في شركة «بيوند ميت»، كلمة رئيسية حملت عنوان «مستقبل الغذاء: التحديات والفرص»، موضحاً أنّ دراسة مستقبل الغذاء لا يمكن أن تتمّ من خلال «بحث المعطيات الحالية فحسب، بل من خلال استكشاف سبلٍ جديدة لرسم ملامح المستقبل».
سلّط نخبة من خبراء الأغذية الضوء على الركود الذي تعاني منه الكفاءة الزراعية بمعدل نمو 1%، وذلك في الوقت الذي يشهد فيه تعداد سكان العالم تزايداً متواصلاً من المتوقع أن يصل إلى 8.5 مليار شخص بحلول عام 2030، وتُعزى هذه الحقيقة جزئياً برأي الدكتور فان لينغريتش إلى أن نصف الأراضي الصالحة للزراعة على كوكب الأرض تُستخدَم في الصناعة وليس لإنتاج الأغذية.
ونقلاً عن البيانات التي كشفت أنّ 40% من جميع الأغذية التي يتم إنتاجها على مستوى العالم تضيع في مرحلة ما بعد الحصاد، مع خسارة 30% في مرحلة ما بعد الإنتاج، فقد وصف الدكتور فان لينغريتش نظام الإنتاج الغذائي الحالي بأنه «غير فعال نسبياً». وذلك لأن البروتينات النباتية والبديلة التي تُزرع يتم استخدامها لإطعام الحيوانات، حيث يتم استهلاك لحومها بعد ذلك، بدلاً من أن تذهب مباشرةً إلى المستهلك.
وقد توجه الدكتور برنهارد خلال كلمته إلى مندوبي القمة، موضحاً: «علينا أن نعمل على الحد من نسبة الهدر، وتغير النماذج الخاصة ببرامجنا الغذائية. فإنتاج حيوانٍ ضخم لكيلوغرام واحد من اللحم أو البروتين يتطلب استهلاك الكثير من الطاقة». مشيراً إلى إمكانية إنتاج ذات الكمية من البروتين من مصادر نباتية وبديلة دون الحاجة إلى الكثير من الطاقة والأراضي.
وطرح الدكتور برنهارد فان لينغريتش مثالاً نموذجياً تحدث فيه عن منتج «بيوند برغر» من «بيوند ميت»؛ وهو برغر نباتي بالكامل ومصنوع من بروتين البازلاء. إذا يستخدم هذا المنتج كمية أقل من الماء بنسبة 99% ومساحاتٍ أصغر من الأراضي بنسبة 93%، وذلك مقارنة بالبرغر التقليدي المصنوع من لحم البقر، وهو يحتوي على ذات الكمية من البروتين ويتمتع بنفس المذاق والقوام الخاص بالبروتين الحيواني.
وأضاف لينغريتش: «تعد البروتينات النباتية البديلة الحل الأكثر فعالية لبلوغ مستقبل غذائي مشرق. وعلينا أن نستفيد من العقول المبدعة لخبراء الأغذية في جميع أنحاء العالم، كما يجب أن ندرك أن آليات الابتكار آخذة بالتغير أيضاً. فبدلاً من العمل وفق مناهج نظرية بحتة، يعمد الكثير من الناس إلى العمل وفق طرقٍ عملية وأكثر فعالية بعيداً عن المختبرات. كما ينتشر اليوم نحو 100 ألف عالم حول العالم، ولا بدّ من الاستفادة من عقولهم وتوظيف أفكارهم المبتكرة».


مقالات ذات صلة

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.