نظرت المحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية في ملف الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدينة بن قردان (جنوب شرقي تونس) في السابع من مارس (آذار) 2016.
وحضر جلسة المحاكمة 8 موقوفين، من بينهم امرأة، في حين رفض الإرهابي التونسي عادل الغندري المثول أمام المحكمة في مقابل حضور 7 متهمين بحالة سراح، وتغيب 3 متهمين محالين بحالة سراح عن الحضور. وكشف الإرهابي التونسي الطاهر ضيف الله خلال الجلسة التي انعقدت يوم الجمعة وتواصلت إلى ساعات متأخرة من الليل، عن تكليفه من قبل الإرهابي مختار مارس أصيل منطقة بن قردان التونسية التي شهدت هجوماً إرهابياً لإقامة إمارة داعشية بها، بإدخال الأسلحة إلى التراب التونسي منذ سنة 2013 ودفنها في الصحراء التونسية بعد وضعها في صناديق ووضع علامات خاصة لإخراجها لاحقاً واستعمالها عند الحاجة.
وأوضح أمام المحكمة أن تلك الأسلحة تتمثل في مسدسات وصواريخ ورشاشات من نوع كلاشنيكوف وألغام وقنابل وأحزمة ناسفة، وأكد على أن تلك الأسلحة تم جلبها إلى تونس وإدخالها بواسطة مهربين ثم يتولى عادل الغندري تسليمها إلى العناصر الإرهابية المتحصنة في الجبال الغربية للبلاد.
وأشار ضيف الله كذلك إلى تسلُّمه مبالغ مالية من الإرهابي عادل الغندري، وكانت على دفعات، وتمثلت في40 ألف دينار تونسي (نحو 13.3 ألف دولار) لتوظيفها في التجارة، موضحاً أن «الغندري كان حينها يتحوز على مبلغ 70 ألف دينار تونسي (نحو 23 ألف دولار)، وأنه قبل حصول عملية بن قردان وخلال شهر يناير (كانون الثاني) من سنة 2015 أرسل له الإرهابي التونسي الطيب مارس 140 ألف دينار تونسي (نحو 47 ألف دولار)، كما مكّنه الإرهابي مختار العرف من مبلغ مالي فاق 100 ألف دينار تونسي (نحو 33 ألف دولار)».
واعترف المتهم بأنه سافر إلى ليبيا سنة 2014 والتحق بمعسكرات «داعش» الإرهابي، وتلقى تدريبات على استعمال الأسلحة المتطورة وصناعة المتفجرات.
يُذكر أن أجهزة الأمن، وبالتعاون مع المؤسسة العسكرية، أفشلت خلال سنة 2016 الهجوم الإرهابي على مدينة بن قردان، وقضت على نحو55 إرهابياً تونسياً، كما قُتِل في الهجوم نحو 20 شخصاً موزعين بين الأمن والمدنيين.
وكان الهجوم تم تحت قيادة الإرهابي التونسي مفتاح منيطة الذي قُضِي عليه في تلك المواجهات المسلحة، فيما كان الإرهابي عادل الغندري الذي رفض المثول أمام المحكمة من بين العناصر القيادية في ذاك الهجوم، وهو من بين العناصر الإرهابية التي تعرف جيداً خريطة تخزين الأسلحة في الصحراء التونسية.
وأشارت تقارير أمنية تونسية إلى أن معظم العناصر الإرهابية التي نفّذت عمليات إرهابية في تونس على غرار الهجوم الإرهابي الذي نفذه الإرهابيان جابر الخشناوي وياسين العبيدي واستهدف المتحف الأثري بباردو (غرب العاصمة التونسية)، أو الهجوم الإرهابي الذي نفذه سيف الدين الرزقي ضد فندق سياحي بمدينة سوسة، وكلاهما جدّ خلال سنة 2015، قد تلقوا تدريبات على استعمال الأسلحة وصناعة المتفجرات في معسكرات موجودة في التراب الليبي المجاور.
على صعيد متصل، أدى انفجار لغم أرضي بالقرب من جبل السلوم من مدينة القصرين (وسط غربي تونس) إلى إصابة راعي أغنام تونسي على مستوى الساق، وتم نقل المصاب إلى المستشفى الجهوي بالقصرين لتلقي الإسعافات، ووُصِفت حالته الصحية بـ«الخطيرة». وكان سفيان الزعق المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية قد أشار إلى أن الانفجار على علاقة بالتنظيمات الإرهابية التي غالباً ما تستعمل هذا الأسلوب لإعاقة تقدم قوات الأمن والجيش عند ملاحقة تحركاتهم الإرهابية في المناطق الجبلية.
المتهمون في هجوم بن قردان يعترفون بتخزين الأسلحة في الصحراء التونسية
إصابة راعٍ تونسي إثر انفجار لغم أرضي
المتهمون في هجوم بن قردان يعترفون بتخزين الأسلحة في الصحراء التونسية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة