أكلات شوارع تايلند تغزو أسواق أوروبا

السياحة شجعت على انتشارها خارج الحدود

أكلات شوارع تايلند تغزو أسواق أوروبا
TT

أكلات شوارع تايلند تغزو أسواق أوروبا

أكلات شوارع تايلند تغزو أسواق أوروبا

البحث عن مذاقات جديدة في صيغة أكلات شوارع سريعة لا يتوقف، خصوصاً بعد انتشار نشاط السفر والسياحة حول العالم، وتجربة أطباق جديدة غير معهودة. من أحدث موجات أكلات الشوارع التي أخذت في الانتشار في أوروبا أخيراً أكلات المطبخ التايلندي الذي اعتاده السياح في تايلند، وأقبلوا عليها بعد عودتهم.
واقتنص التايلنديون المقيمون في أوروبا هذه الفرصة، لكي يقدموا أكلات شوارع جديدة بنكهة تايلندية وبأسعار أوروبية، رغم أن مثيلها في تايلند لا يتكلف أكثر من دولار واحد أو أقل. واعتاد المستهلك الأوروبي روائح المطبخ التايلندي في شوارعه، مثل الثوم المقلي وشعرات النودل الطازجة بنكهة الليمون.
ويشعر المستهلك الأوروبي بأنه محظوظ، لأنه يحصل على المذاقات التي تروق له، من دون مشقة السفر، وأيضاً لأن هذه الأطعمة تتسم بالنظافة التامة وفق المعايير الأوروبية التي يجب أن يلتزم بها البائع. وهو بذلك يحصل على وجبته المفضلة ويحفظ معدته من المتاعب.
ومع الوجبات التايلندية انتشر أيضاً أسلوب تناولها التقليدي في أوروبا سواء بالملعقة أو باليدين. ويعتاد التايلنديون تناول الخضراوات بالملعقة والأرز باليدين، ولا يستعملون الشوك أو السكاكين. واعتاد الأوروبيون بالفعل على بعض الأطباق مثل الكاري الأحمر ووجبة «باد تاي».
من أفضل المواقع التي يجد فيها الزبائن منافذ بيع الأكل التايلندي توجد في الأسواق الشعبية التي تباع فيها أيضاً وجبات من بلدان أخرى.
ورغم شعبية الأكل التايلندي، فإن المذاق الأوروبي ما زال حريصاً في اختيار الوجبات الملائمة، وترك الأنواع الغريبة على قائمة الطعام. ويقبل الزبائن في العادة على منافذ الأكلات التايلندية التي عليها إقبال ملحوظ، ويتجنبون منافذ أخرى لتقديمها وجبات غير معهودة أو للشك في نظافة المكان. كما يتجنب الزبائن الأوروبيون الوجبات الباردة أو غير المطبوخة لأسباب تتعلق بالنظافة. ويراعي الباعة عدم استخدام التوابل الحريفة بشكل مماثل لما يباع في تايلند، لأن المذاق الأوروبي لا يتحملها.
ويجذب باعة أكل الشوارع التايلندية زبائنهم بكثير من الوسائل منها الأسماء الجذابة لعرباتهم، مثل «أورينتال فيوجن»، كما يوفرون وجبات نباتية ويقدمون وجبات أرخص من الوجبات السريعة المعهودة. وهم يستخدمون مكونات طبيعية لوجباتهم تشمل جوز الهند والريحان والكزبرة والثوم والليمون ومساحيق الكاري والشطة.
ويختلف الكاري التايلندي عن الكاري الهندي في استخدام مكونات مختلفة، منها حليب جوز الهند والليمون، وهو أيضاً أخفّ كثافة من الكاري الهندي. وتقدم أطباق الكاري التايلندي مع الأرز الذي يأتي أيضاً مع معظم الوجبات ما عدا شعرات النودل.
ومن أشهر الوجبات التي تقدم كأكلات شوارع تايلندية الأرز واللحوم (مع ضرورة تجنب أي وجبة يدخل في اسمها لفظ «مو»Moo لأنها تشير إلى لحم الخنزير) والأسماك والجمبري والطيور مثل البط والدجاج والإوز. وتشتهر أيضاً أنواع الشوربة التي تسمى «توم»، والسلطات، وهي تأتي أيضاً بلحوم أو نباتية مع صلصة الفول السوداني.
وتنقسم الوجبات الرئيسية إلى نوعين، هما «الكاري» و«ستير فراي»، أي أكلات القلي السريع، ثم يختتم المطبخ التايلندي أطباقه بالنودل والحلوى.
وتشمل المشروبات الشهيرة في منافذ الأكل التايلندي عصائر الفاكهة والشاي الأخضر.
المجموعة التالية تمثل أشهر الوجبات التايلندية التي وجدت طريقها إلى خارج الحدود، وهي أيضاً الوجبات التي تناسب المذاق الأوروبي:
• «فات كافراو»: وهي وجبات مقلية بسرعة بطريقة «ستير فراي» ويتم طبخها أمام المشتري، وتشمل مكوناتها الدجاج أو الأسماك والخضراوات والأعشاب، ويمكن طلب الصلصة التي يفضلها المشتري من بين صلصة السمك أو الليمون. ويمكن إضافة البيض المقلي إلى الخضراوات. ويستخدم الريحان في إضافة المذاق لهذه الوجبة. وبلغ من شعبية هذه الوجبة أن أول طلب من الأطفال التايلنديين الذين تم إنقاذهم من الكهف المغطى بالمياه كانت وجبة «فات كافراو»، التي طلبوها بعد فترة جوع طويلة.
• «باد تاي»: وهي أيضاً وجبة «ستير فراي» تتكون من النودل والبيض والتوفو وصلصة السمك وبعض الأعشاب والدجاج أو الجمبري والخضراوات. وتقدم بعد نثر الفول السوداني المكسر على سطحها. وهي تعد واحدة من الأكلات الشعبية في تايلند. ويقال إن أصل هذه الوجبة صيني، وأنها انتقلت إلى تايلند عبر التجار والمهاجرين الصينيين. وفي إحصاء من «سي إن إن» جرى في عام 2011 جاءت وجبة «باد تاي» في المركز الخامس عالمياً ضمن أفضل الوجبات طعماً. ولكنها وجبة عالية السعرات ولا تناسب حميات خفض الوزن.
• سلطة البابايا: وهي رغم اسمها قلما تأتي من دون لحوم إلا بطلب المشتري. ويُضاف إليها الجمبري المجفف ولحم سرطان البحر. وهي مكونة من خضراوات وفاكهة البابايا ويمكن اختيار التوابل بين الشطة والليمون وصلصة السمك. ويضاف إليها أيضاً القليل من الملح والقليل من السكر. وهي تُعد من أشهر وجبات الشوارع في تايلند. وخرجت هذه الوجبة أولاً إلى منطقة جنوب شرقي آسيا، ومنها إلى بقية أنحاء العالم، ويعود أصل الوجبة إلى لاوس، وهي تقع ضمن أفضل 50 وجبة طعماً في العالم في المركز 46.
• «سبرينغ رولز»: وهو نوع من المحشي الآسيوي الذي يتنوع فيما يحتويه، ولكن النوع الأكثر شهرة هو النوع النباتي الذي يحتوي على الخضراوات والتوابل. وبلغ من انتشار هذا النوع في أوروبا أنه يباع في السوبر ماركت بجوار الأكلات الهندية. ويتم طهي أصابع «سبرنغ رولز» في الفرن ثم غمسها في صلصة قبل تناولها. وهي أيضاً من أرخص أنواع أكلات الشوارع التايلندية في أوروبا.
• «غلواي بينغ»: وهي وجبة بسيطة ورخيصة تتكون من الموز المشوي، وتقدم بصلصة الكراميل وجوز الهند. وأحياناً يتم طهي الموز في حليب جوز الهند. وهي حلوى مشهورة في تايلند والدول المحيطة، ويمكن تناولها ساخنة أو باردة.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق ألمانيا تشهد بيع أكثر من مليار شطيرة «دونر كباب» كل عام مما يجعل الوجبات السريعة أكثر شعبية من تلك المحلية (رويترز)

«الدونر الكباب» يشعل حرباً بين تركيا وألمانيا... ما القصة؟

قد تؤدي محاولة تركيا تأمين الحماية القانونية للشاورما الأصلية إلى التأثير على مستقبل الوجبات السريعة المفضلة في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (أنقرة- برلين)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

غلاش محشو بالبطاطا الحلوة من الشيف أميرة حسن (الشرق الأوسط)
غلاش محشو بالبطاطا الحلوة من الشيف أميرة حسن (الشرق الأوسط)
TT

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

غلاش محشو بالبطاطا الحلوة من الشيف أميرة حسن (الشرق الأوسط)
غلاش محشو بالبطاطا الحلوة من الشيف أميرة حسن (الشرق الأوسط)

البطاطا الحلوة بلونها البرتقالي، تُمثِّل إضافةً حقيقيةً لأي وصفة، لا سيما في الأمسيات الباردة. إذ يمكنك الاستمتاع بهذا الطبق في جميع الأوقات، أو مع الشاي أيضاً من خلال وصفات جديدة مبتكرة.

وسواء كنت تحبها مالحة أم حلوة، فيمكنك طهيها في الفرن، أو على الموقد أو باستخدام جهاز الطهي البطيء، فضلاً عن المقلاة الهوائية.

الشيف المصري سيد إمام، يضع بين يديك طرقاً مبتكرة كي تستمتع بطبق مميز. من بين ذلك ما هو مكون من اللحم المفروم بالكاري والبطاطا الحلوة، ويُقدَّم مع الخبز الدافئ. وتضيف البطاطا لمسةً كلاسيكيةً للفطائر مع الجبن الريكوتا وشراب القيقب.

الشيف المصري علي عبد الحميد (الشرق الأوسط)

ويلفت إمام الانتباه إلى حساء البطاطا الحلوة، وهو «خيار ممتع لفصل الشتاء. ويتكون من شوربة كريمية مصنوعة من البطاطا الحلوة، والجزر، والزنجبيل، وحليب جوز الهند، والتوابل العطرية».

ويقول إمام لـ«الشرق الأوسط»: «تأخذك البطاطا في جولة إلى مطابخ العالم؛ فتستطيع على سبيل المثال تقديمها مع العدس المسلوق على الطريقة الهندية، ومع التوابل الآسيوية في وجبة عائلية مثالية، تدخل عليك الدفء في الطقس البارد».

كما أن «تشات البطاطا الحلوة» هو طعام شعبي في الشوارع الهندية، يجمع ما بين حلاوة البطاطا المشوية ونكهة تشات ماسالا الحامضة، و«النودلز المقرمشة». ويقول: «من خلالها سوف تستكشف طعماً غنياً مليئاً بالمذاقات والقوام المختلف؛ فهي مقبلات نباتية مثالية، أو وجبة خفيفة في المساء».

ويقترح إمام كذلك من المطبخ الآسيوي «كاري البطاطا الحلوة بالحمص». ويوضح: «هو طبق نباتي شهي ولذيذ يجمع بين كريمة البطاطا الحلوة، والحمص والتوابل العطرية، وهو مثالي لعشاء سريع وسهل ونباتي وخالٍ من الغلوتين. يُقدَّم هذا الطبق مع الأرز أو الخبز أو الكينوا؛ للحصول على وجبة كاملة».

البطاطا الحلوة بروليه من شيف آلاء الغنيمي (الشرق الأوسط)

أما البطاطا الحلوة المشوية مع زبدة الفلفل الحار، فهي تضفي لمسةً من مطبخ أميركا الجنوبية على المشويات في أي وليمة أو حفل خاص، كما أن هناك «روستي البطاطا الحلوة»، وهو طبق سويسري عبارة عن فطيرة محلاة بالقرفة.

هناك كثير من النصائح، ولكن تبرز بعض الأشياء الرئيسية التي يجب وضعها في الاعتبار، من بينها «تجنب شراء البطاطا التي تتدلى منها خيوط طويلة؛ فهذه علامة على أنها ليست طازجة، واختر البطاطا الصلبة التي يتراوح حجمها بين الصغير والمتوسط»، بحسب إمام.

خضار مشوي رادتويه من الشيف علي عبد الحميد

والقرفة، بحسب الشيف المصري، تضفي على البطاطا الحلوة نكهةً ورائحةً جميلتين. أما عن العشب المثالي للاستخدام مع البطاطا الحلوة، فهو الزعتر؛ فهو يتمتع بنكهة خفيفة تشبه الليمون.

كما ينصح إمام، في حالة طهي البطاطا، بتقطيعها إلى قطع متساوية؛ فنظراً لأنها تحتوي على سكر أكثر من البطاطا العادية، فإنها تميل إلى الاحتراق بسهولة، أما إذا كنت ترغب في تناولها مقرمشة للغاية فعليك تقطيعها إلى قطع أصغر.

في الشتاء يهتم الطهاة المصريون بتقديم وصفات متنوعة للبطاطا، ومنهم آلاء الغنيمي، التي تُقدِّم بروليه البطاطا الحلوة باللبن والبيض والنشا والفانيليا، بينما تُقدِّم الشيف مروة سامي البطاطا بالبشاميل، والشيف مي أمين تقدِّمها بصوص الشوكولاته أو الكراميل، بينما تقترح الشيف أميرة حسن وصفة الجلاش بحشوة البطاطا الحلوة.

ويُقدِّم الشيف علي عبد الحميد، وصفة الخضراوات رادتويه بالبطاطا الحلوة، ويتم تحضيرها بالفاصوليا الخضراء والكوسا، والإسبراغوس، والروزماري. كما يُقدَّم خبز البطاطا الحلوة بالدقيق والسكر، والسكر والزبدة، إضافة إلى البطاطا الحلوة المحشوة بالعنب وجبن الماعز.

وبالنسبة لعشاق البسكويت، فإنَّ إضافة البطاطا الحلوة إلى العجين ينتج عنها بسكويت لذيذ مع قليل من الحلاوة وكثير من العمق، بحسب عبد الحميد. وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «أما عشاق الخبز، فأرشح لهم خبز الذرة والبطاطا الحلوة؛ فهو يجمع ما بين قرمشة الذرة المطحونة، وحلاوة البطاطا، مع وجود طبقة رقيقة في المنتصف، لا يمكن مقاومة مذاقها».