مصر تحبط عملية تهريب 620 قطعة أثرية... وتسترد 26 أخرى من سويسرا

بعض العملات الأثرية التي أحبطت السلطات المصرية تهريبها من مطار برج العرب بالإسكندرية (وزارة الآثار المصرية)
بعض العملات الأثرية التي أحبطت السلطات المصرية تهريبها من مطار برج العرب بالإسكندرية (وزارة الآثار المصرية)
TT

مصر تحبط عملية تهريب 620 قطعة أثرية... وتسترد 26 أخرى من سويسرا

بعض العملات الأثرية التي أحبطت السلطات المصرية تهريبها من مطار برج العرب بالإسكندرية (وزارة الآثار المصرية)
بعض العملات الأثرية التي أحبطت السلطات المصرية تهريبها من مطار برج العرب بالإسكندرية (وزارة الآثار المصرية)

في الوقت الذي تسلمت فيه مصر 26 قطعة أثرية كانت معروضة للبيع في مزاد بسويسرا قبل عامين تقريباً، تمكنت القاهرة من إحباط تهريب 62 عملة أثرية كانت بحوزة راكب أجنبي في أحد المطارات.
وبعد ما يقرب من 20 شهراً من إيقاف بيعها على أحد مواقع التجارة الإلكترونية، تسلمت السفارة المصرية في سويسرا أمس، 26 قطعة أثرية مختلفة الأحجام والأشكال، ومن المقرر أن تعود إلى القاهرة قريباً لدراستها ومعرفة الحقبة التاريخية التي تنتمي إليها.
وقال شعبان عبد الجواد، مدير إدارة الآثار المستردة في وزارة الآثار المصرية، لـ«الشرق الأوسط»: إن «وزارة الآثار كانت رصدت القطع المستردة، أثناء محاولة بيعها على أحد المواقع الإلكترونية، في فبراير (شباط) 2017، وعلى الفور أبلغت الإنتربول عن طريق وزارة الخارجية المصرية، وجرى إيقاف عملية البيع؛ تنفيذاً للاتفاقية الموقعة بين مصر وسويسرا في هذا الصدد». وأضاف شعبان: إنه «على مدار الشهور الماضية كانت التحقيقات مستمرة لإثبات خروج هذه القطع الأثرية بشكل غير شرعي، وبالفعل نجحنا في ذلك، وتسلمت السفارة المصرية في سويسرا، الخميس، القطع الأثرية، التي من المقرر عودتها قريباً لمصر».
وتواجه مصر تحديات عدة لاستعادة آثارها في الخارج، التي تُهرب عبر الحدود، وتُباع في صالات المزادات العالمية، ومعظمها من نتائج الحفر خلسة، وبخاصة أن كثيراً من الكنوز المصرية لا يزال مدفوناً في باطن الأرض.
وأكد عبد الجواد، أن «وزارة الآثار تعمل على مدار الساعة لرصد أي محاولات لبيع الآثار المصرية في الخارج، سواء على المواقع الإلكترونية أو في صالات المزادات»، وقال: إن «هناك الكثير من القضايا التي نعمل عليها حالياً، ولا نعلن عنها إلا فور انتهائها؛ منعاً للتأثير السلبي على سير التحقيقات». ووفقاً لبيان صحافي أصدرته وزارة الآثار، أمس، فإن القطع المستردة عبارة عن «تمثالين أوشابتي صغيرين يمثلان المعبود أنوبيس، وتمثال أوشابتي آخر، وعدد من التماثيل الصغير المصنوعة من الفيانس تمثل بعضها الرموز الفرعونية، مثل عين حورس».
وبشأن الحقبة التاريخية التي تنتمي إليها هذه القطع الأثرية، قال عبد الجواد: إننا «لا نعرف بعد بدقة؛ لأننا نفحص القطع عبر الصور الواردة إلينا من سويسرا، وسندرُسها فور وصولها لمصر»، مشيراً إلى أن «القطع جميعها قطع صغيرة، باستثناء تمثالين كبيرين إلى حد ما».
وفي سياق قريب، أعلنت وزارة الآثار عن ضبط 620 عملة أثرية، في مطار برج العرب في الإسكندرية أثناء محاولة أحد الركاب تهريبها للخارج. وقال حمدي همام، رئيس الإدارة المركزية للمنافذ والوحدات الأثرية في الموانئ المصرية: إن «سلطات الجمارك اشتبهت بأحد الركاب المغادرين في تمام الساعة الثانية فجر أمس (الخميس)، وبعد تفتيشه عُثر على مجموعة من العملات المشتبه في أثريتها».
ووفقاً لمصادر في مطار برج العرب، فإن الراكب الذي ضُبطت بحوزته العملات الأثرية، هو أميركي من أصل ليبي. وعلى الفور شكلت وزارة الآثار لجنة لمعاينة العملات الأثرية، التي أكدت أثريتها، وصادرتها بموجب قانون حماية الآثار رقم 117 لعام 1983 وتعديلاته بالقانون رقم 3 لعام 2010.
من جانبه، قال رمضان حسن، مدير عام الوحدات الأثرية في مطار برج العرب والنزهة، ورئيس اللجنة المشكلة لفحص العملات الأثرية: إن «العملات المضبوطة مصنوعة من البرونز والفضة، ويرجع تاريخها إلى العصر اليوناني الروماني، والعصر البيزنطي، والعصر الأموي».
ووفقاً لتقرير إدارة الجمارك في مطار القاهرة، فإن «بعض العملات كتب عليها بالخط الكوفي، وترجع للعصر الأموي، بينما تم ضبط 148 عملة ترجع للعصر اليوناني الروماني مكتوب عليها باللغة اليونانية القديمة، ونقش عليها صور لأباطرة الرومان، وبعض أشكال الطيور والحيوانات، إضافة إلى 15 عملة معدنية سوداء اللون ترجع للعصر القبطي (البيزنطي)، عليها كتابات باللغة القبطية، ورسم الصليب، وعدد 446 قطعة معدنية أخرى مطموسة المعالم والنقوش».
ولا يكاد يمر شهر من دون أن تُعلن مصر عن إحباط تهريب مجموعة من الآثار عبر منافذها البرية أو البحرية أو الجوية، ولعل أشهرها مؤخراً، إحباط تهريب 23700 قطعة أثرية في حاوية دبلوماسية إلى إيطاليا، بينها 118 قطعة مصرية في مايو (أيار) الماضي.


مقالات ذات صلة

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق معرض يحكي قصة العطور في مصر القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

معرض أثري يتتبع «مسيرة العطور» في مصر القديمة

يستعيد المتحف المصري بالتحرير (وسط القاهرة) سيرة العطر في الحضارة المصرية القديمة عبر معرض مؤقت يلقي الضوء على صناعة العطور في مصر القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الفيلا تدلّ على «أسلوب حياة فاخر» (تيفونت أركيولوجي)

اكتشاف آثار فيلا رومانية فاخرة على الأرض البريطانية

اكتشف علماء آثار و60 متطوّعاً فيلا رومانية تدلّ على «أسلوب حياة فاخر»، وذلك في مقاطعة يلتشاير البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة «اليونيسكو»، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء» تراثاً ثقافياً لا مادياً.


«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.