وثقت دارة الملك عبد العزيز تفاصيل أول رحلة للملك المؤسس عبد العزيز بالطائرة، التي رافقه خلالها من أبنائه الملك فهد والأمير بندر، وكانت متوجهة من عفيف إلى الطائف في الثاني من أكتوبر 1945، بطائرة «دوغلاس دي سي 3 داكوتا»، وشهدت مدينة جدة هبوط الطائرة لإعلان الانطلاقة الحقيقية للطيران المدني في السعودية.
و«داكوتا» هي هدية الرئيس الأميركي روزفلت إلى الملك عبد العزيز، إثر الاجتماع الذي ضمّ الطرفين على إحدى البوارج الأميركية في «البحيرات المرة» بقناة السويس يوم 15 فبراير (شباط) عام 1945.
وذكرت الدارة أنّ «داكوتا» كانت وصلت إلى مطار جدة وسلمها الكولونيل «ويليام إدي» إلى المملكة وتسلمها من الجانب السعودي وكيل نائب الملك في الحجاز الأمير منصور بن عبد العزيز، وربضت الطائرة في المطار ستة أشهر قبل التحليق إلى عفيف، وبدأت أول رحلة للمؤسس عبر «الجو» في دلالة جلية على إدراكه أهمية الطيران المدني واستشرافه المستقبل.
فيما كان أول طيار للملك عبد العزيز حسب الدارة، الأميركي جو غرانت الذي تقاعد بعد مشاركته في الحرب العالمية الثانية، ومن ثم التحق بإحدى شركات الطيران، وتوفي عام 2010. في أحد مستشفيات نيويورك عن عمر ناهز 102 سنة.
وبينت الدارة أنه تم تهيئة مهبط في عفيف لاستقبال الطائرة ومغادرتها وذلك بمساواة الأرض وتنظيفها من الشجر والحجارة، حيث وقف أهالي عفيف في احتفال رائع وهم يشاهدون طائرة الملك عبد العزيز «داكوتا» تغمرهم الفرحة وتملؤهم دهشة المشهد.
ولفتت إلى أن ذكرى المكان تتجسد في عفيف لما له من أثر في نفوس الناس من الناحية التاريخية، لأنه شهد ركوب الملك عبد العزيز الطائرة أول مرة في حياته، وتقع عفيف في أعالي هضبة نجد من الناحية الغربية في منتصف خط الرياض مكة المكرمة القديم، وتبعد عن كل منها مسافة 500 كيلومتر، وكذلك تبعد عنها المدينة المنورة شمال غربي مسافة 400 كيلومتر، وعن وادي الدواسر جنوباً 600 كيلومتر، مضيفة أنه عندما استقل الملك عبد العزيز من عفيف متوجهاً للطائف لم يكن في المملكة ذلك الوقت سوى مطار جدة ومطار الحوية في الطائف.
يُذكر أن تسمية عفيف بهذا الاسم نسبة إلى بئر جاهلي قديم تسمى بئر العود وتقع في وادٍ يشتهر عن غيره من الأودية بكثرة شجر السمر، وأطلق على هذه البئر عفيف العود، وبدأ بناء مدينة عفيف عام 1942، وتعتبر من أقدم قرى المنطقة تاريخياً حيث استوطن كثير من أهالي البادية على مورد الماء فيها وبنوا مساكن من الطين والسّعف من ثم بدأت المنازل تكثر وزاد التوطين فيها وتطورت تطوراً سريعاً، كما تعد عفيف المركز الإداري لتوسطها عدداً كبيراً من القرى والهجر تبلغ 168 قرية وهجرة ومناخها قاري حار صيفاً، وبارد شتاء، وصخورها رسوبية ومعظم تربتها رملية وتعاني من شح في المياه.
دارة الملك عبد العزيز توثق تفاصيل أول رحلة في الطائرة لمؤسس السعودية
رافقه فيها الملك فهد والأمير بندر قبل أكثر من 70 سنة
دارة الملك عبد العزيز توثق تفاصيل أول رحلة في الطائرة لمؤسس السعودية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة