لم تمنح وزارة الثقافة الروسية حتى الآن ترخيصا لعرض فيلم «هانتر كيلر» أي (الصياد القاتل)، في دور السينما الروسية. ويروي الفيلم قصة طاقم غواصة أميركية حاولت منع نشوب حرب عالمية ثالثة. وفي سياق حبكة الفيلم يشارك طاقم الغواصة في إنقاذ الرئيس الروسي من أيدي متمردين قاموا بانقلاب في البلاد. وكان من المفترض أن يبدأ عرض الفيلم اعتباراً من الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري. وقالت وسائل إعلام إن عرض الفيلم توقف لأنه لم يحصل على الموافقات من وزارة الثقافة في الوقت المناسب. ولم يصدر أي تعليق عن الوزارة بهذا الصدد.
وقالت مواقع شركات عروض سينمائية إن شركة «Megogo Distribution» للتوزيع وجهت خطابا لدور السينما والشركاء تدعوهم لإزالة تاريخ عرض فيلم «الصياد القاتل» من قوائمها مؤقتاً، وأكدت أنها قدمت كل الوثائق الضرورية في وقت مبكر، منذ نحو شهر ونصف، للحصول على ترخيص عرض في دور السينما الروسية من وزارة الثقافة، موضحة أنها لم تحصل حتى الآن على رد من الوزارة بهذا الخصوص. وكان فياتشيسلاف تيلنوف، رئيس «الصندوق الروسي للأفلام» قال في تصريحات لوكالة «ريا نوفوستي» في الأول من نوفمبر، إن ما يجري حول الفيلم من بطولة الممثل البريطاني جورج باتلر هو «روتين طبيعي»، وأشار إلى أن نسخة الفيلم وصلت إلى «الصندوق الروسي للأفلام» يوم 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأكد: «بعد 3 - 4 أيام سيحصل الفيلم على التصريحات المطلوبة، إنها مسألة روتين». وتعرض الصفحة الخاصة ببيع بطاقات دور السينما على موقع «ياندكس» بطاقات لحضور أول عرض يوم 6 نوفمبر، إلا أنه لم يتم تأكيد الموعد من أي جهة بعد.
وبغض النظر عن الأسباب الحقيقية التي حالت دون عرض الفيلم في موعده المعلن، رأى خصوم الكرملين أن الرقابة قررت حظره لأنه يقوض صورة الشخص القوي للرئيس بوتين، ويهز من هيبة الكرملين ومؤسسات السلطة. وفي تعليقه على تلك الأنباء، نفى ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية أي دور للكرملين في قضايا كهذه، وقال في تصريحات نقلتها عنه وكالة «تاس» إن مسألة من هذا النوع «من اختصاص وزارة الثقافة، واثق أنها سترد على الأسئلة بهذا الصدد». ونفى أي علم للكرملين بالفيلم وقال: «لا نعرف ما هو هذا الفيلم، لا علم لنا بالأمر». وكان لافتاً أن حظرت السلطات الأوكرانية كذلك عرض فيلم «الصياد القاتل». وذكرت وسائل إعلام أن وزارة الثقافة الأوكرانية بررت قرار الحظر بالقوانين الأوكرانية الخاصة بالعروض السينمائية، والتي تحظر عرض أي أفلام تروج لقوة الجيش الروسي.
وهذه ليست المرة الأولى التي تحظر فيها روسيا عرض أفلام سينمائية بحبكة سياسية. وكانت وزارة الثقافة الروسية حظرت مطلع العام الجاري عرض فيلم بعنوان «موت ستالين»، يعرض مؤامرات داخل الكرملين بعد وفاة الزعيم السوفياتي ستالين.
ومع أن الوزارة منحت ترخيصا لعرض الفيلم إلا أنها عادت وسحبته وذلك تحت ضغط أصوات بعض الشخصيات المصنفة ضمن «النخب» في روسيا. حينها قال معارضون لعرض الفيلم في خطاب إلى وزارة الثقافة إن «الفيلم يشهر بتاريخ بلدنا، ويشوه ذكرى أبناء بلدنا الذين انتصروا على النازية». حينها وقع تلك الرسالة رئيس المجلس الاجتماعي لدى وزارة الثقافة وعدد من أعضاء مجلس الدوما، وبعض الشخصيات من الوسط الفني. وبناء على ما جاء فيها قررت الوزارة «استدعاء» ترخيص «موت ستالين».
فيلم «الصياد القاتل» يصطدم بـ«هيبة الكرملين»
مُنع عرضه في دور السينما الروسية بسبب الرقابة
فيلم «الصياد القاتل» يصطدم بـ«هيبة الكرملين»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة