«أونروا» قلقة من مخطط إسرائيلي لإنهاء نشاطها في القدس

المقر الرئيسي لوكالة «أونروا» في مدينة غزة مغلقاً يوم الثلاثاء الماضي حيث أعربت الوكالة أمس عن قلقها من مخطط إسرائيلي يهدف إلى إنهاء نشاطها في مدينة القدس (أ.ف.ب)
المقر الرئيسي لوكالة «أونروا» في مدينة غزة مغلقاً يوم الثلاثاء الماضي حيث أعربت الوكالة أمس عن قلقها من مخطط إسرائيلي يهدف إلى إنهاء نشاطها في مدينة القدس (أ.ف.ب)
TT

«أونروا» قلقة من مخطط إسرائيلي لإنهاء نشاطها في القدس

المقر الرئيسي لوكالة «أونروا» في مدينة غزة مغلقاً يوم الثلاثاء الماضي حيث أعربت الوكالة أمس عن قلقها من مخطط إسرائيلي يهدف إلى إنهاء نشاطها في مدينة القدس (أ.ف.ب)
المقر الرئيسي لوكالة «أونروا» في مدينة غزة مغلقاً يوم الثلاثاء الماضي حيث أعربت الوكالة أمس عن قلقها من مخطط إسرائيلي يهدف إلى إنهاء نشاطها في مدينة القدس (أ.ف.ب)

أعربت إدارة وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» عن قلقها إزاء مخطط رئيس بلدية الاحتلال في القدس، نير بركات، لإنهاء عمل الوكالة وطردها من القدس الشرقية المحتلة. وقالت إنها لن ترضخ لإرادته، وحذّرت من عواقب مثل هذا المخطط على المدينة وأهلها.
وأكدت «أونروا» أنها تكاد لا تصدق أن هناك من يفكر بهذه الطريقة، ويريد إغلاق المدارس والمؤسسات الطبية بهذا الشكل القسري وغير الإنساني. وأوضحت أنها تدير العمليات الإنسانية في توافق مع ميثاق الأمم المتحدة، والاتفاقات الثنائية والمتعددة الأطراف التي لا تزال سارية، وقرارات الجمعية العامة ذات العلاقة.
وكان رئيس بلدية الاحتلال، الذي سينتهي عمله في البلدية ويرشح نفسه لرئاسة الحكومة الإسرائيلية عن حزب الليكود، وفي إطار حملته الانتخابية الكبرى داخل هذا الحزب اليميني، قد أعلن، أول من أمس، أنه سيدفع لـ«طرد وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من المدينة»، مشيرا إلى أنه أصدر تعليماته للمسؤولين في البلدية لإعداد خطة للاستعاضة عن جميع مهام الأونروا بخدمات بلدية وأنه سيعرض الخطة على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وبموجب هذا المخطط، سيتم «إغلاق مدارس الأونروا بما يسمح للطلاب بإيجاد الأمل في مدارس أخرى». وادعى بركات أن «إزالة الأونروا من القدس سيخفض التحريض والإرهاب ويحسن الخدمات». وقال إنه سيغلق مكاتب خدمات الرعاية الاجتماعية والصحية وسيستبدلها بخدمات إسرائيلية داخل أسوار القدس ولكن بعيدا عن مخيم اللاجئين. ووصف بركات «الأونروا» بأنها «عامل أجنبي وغير ضروري، فاشل بشكل ذريع ويعيق التقدم في المدينة». وأكد أن الهدف هو إزالة العامل الذي يعيق تطوير القدس.
وتدير «أونروا» مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين (شمال القدس) وهو المخيم الوحيد في المدينة، ويزيد عدد سكانه على 20 ألفاً. وللوكالة 5 مدارس في القدس؛ في شعفاط وصور باهر وسلوان وواد الجوز، إضافة إلى مركز طبي رئيسي في المدينة. وتقدم «أونروا» خدمات صحية للاجئين فيها، إلى جانب خدمات اجتماعية ومالية. ويبلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى الوكالة في القدس نحو 100 ألف.
وأكد الناطق باسم «أونروا» سامي مشعشع أن إدارته لم تتسلم أي إخطار بخصوص إنهاء وجود الوكالة في مدينة القدس. وقال: «تؤكد الوكالة أن مدارسها وخدماتها الحيوية الأخرى في المدينة المقدسة ما زالت تعمل».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.