أعلنت {يونيسكو} فوز مشروعين لتعليم الفتيات والنساء من مصر وجامايكا لمسابقة عام 2018، بعد توفيرهما فرصاً تعليمية للفتيات المهمشات، ومساعدة الأمهات على العودة إلى مقاعد الدراسة. وستقدّم مساعدة المديرة العامة لقطاع التربية، ستيفانيا جيانيني، ونائب وزير التربية في جمهورية الصين الشعبية، شويغون تيان، الجائزة التي تبلغ قيمتها 50 ألف دولار أميركي تقدّم للفائزين، وهما: مؤسسة مصر الخير، ومركز المرأة من جامايكا، في حفل سيقام في مقر {يونيسكو} في باريس، يوم 11 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.
واضطلعت لجنة دولية باختيار الفائزين من بين العديد من الترشيحات المميزة التي قدّمتها الدول الأعضاء لدى {يونيسكو} والمنظمات غير الحكومية التي تجمعها شراكة رسمية مع المنظمة.
ووقع الاختيار على تكريم مشروع مؤسسة «مصر الخير»، الرامي لتوفير فرص تعليمية للأطفال في المناطق المحرومة من المدارس من خلال المدارس المجتمعية.
إذ يقدّم هذا المشروع فرصاً تعليمية تركز على المجتمع المحلي للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و14 عاماً في المناطق النائية. ويولي المشروع تركيزاً خاصاً للفتيات غير الملتحقات بالتعليم الابتدائي أو اللواتي تركن الدراسة لأسباب مختلفة تضم مثلاً الزواج المبكر. ويحرص المشروع على تلبية هذه البرامج التربوية لاحتياجات المجتمعات المحلية، بما في ذلك بذل الجهود الكفيلة بمنع الزواج المبكر من خلال دعم الفتيات في سن المراهقة ومنحهن فرصة الالتحاق بالمدارس واكتساب مهارات القراءة والكتابة والحساب.
نهاد مجدي، مديرة التعليم المجتمعي بمؤسسة مصر الخير تقول لـ«الشرق الأوسط»: «مشروع التعليم المجتمعي يستهدف الأطفال المتسربين من التعليم بصفة عامة، والفتيات بصفة خاصة، لتغيير بعض الأفكار الاجتماعية وخاصة في المناطق النائية، مثل الزواج المبكر». وأضافت: «مؤسسة مصر الخير، بدأت مشروع التعليم المجتمعي منذ 8 سنوات، في محافظة واحدة وهي سوهاج (جنوب القاهرة)، والآن بلغ عدد المحافظات التي نعمل بها 10 محافظات أغلبها في الوجه القبلي، أو جنوب مصر، بجانب المحافظات النائية مثل مطروح». ولفتت إلى أن المشروع يهدف إلى تعليم الأطفال والفتيات، بجانب بناء شخصيتهم وتغيير نمط تفكيرهم للأفضل ليكونوا مفيدين للمجتمع الذي يعيشون فيه».
يعد فوز مشروع التعليم المجتمعي بمؤسسة مصر الخير بجائزة {يونيسكو}، أهم جائزة تحصل عليها مؤسسة مصر الخير، ولكنها ليست الأولى، بعدما فاز أطفال استفادوا من مشروع التعليم المجتمعي بجوائز خاصة في إحدى مسابقات التعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة، وكللت جائزة {يونيسكو} لتعليم الفتيات والأطفال للعام الجاري، جهود المؤسسة الرامية لتوفير فرص تعليمية للأطفال في المناطق المحرومة من المدارس من خلال المدارس المجتمعية».
وأشارت نهاد مجدي إلى «قضية الطفلة (عيدة) بمحافظة الأقصر (جنوب مصر)، التي حازت شهرة كبيرة أخيرا، بسبب رفضها العمل في رعي الأغنام مع والدها، واختيارها للتعلم في إحدى مدارس التعليم المجتمعي، واستطاعت تغيير أفكار والدها الخاصة بقصر التعليم على الأبناء الذكور فقط».
وتابعت مديرة مشروع التعليم المجتمعي بـ«مؤسسة مصر الخير» أن «عدد المدارس المجتمعية التابعة للمؤسسة يبلغ حاليا 1002 مدرسة، يدرس بها نحو 30 ألف تلميذ». وأكدت أن «نحو 10 آلاف طفل تخرجوا في المدارس المجتمعية إلى المرحلة الإعدادية والثانوية، بالإضافة إلى التعليم العالي أيضا خلال السنوات الماضية».
«مصر الخير» مؤسسة أهلية، غير هادفة للربح، أنشئت عام 2007 طبقا لأحكام القانون المصري، وتهدف إلى خدمة وتطوير وتمكين المجتمع المصري من أجل العودة للحياة الكريمة في جميع ربوع مصر، وهي من أكبر الجمعيات الأهلية في مصر حاليا وتغطي مشروعاتها معظم المحافظات المصرية.
وعن الصعوبات التي تواجه المشروع قالت مجدي إن «بُعد المسافات بين القرى النائية والمدارس الإعدادية، يحول أحيانا لاستكمال الفتيات لتعليمهن في تلك المرحلة، لذلك عملنا على توفير تعليم لتلك المرحلة في مدارس التعليم المجتمعي، لإتاحة الفرصة لهؤلاء الفتيات لاستكمال تعليمهن، وهو ما تحقق في الكثير من المناطق حاليا». وأوضحت أن المشروع عمل على مراعاة البعد الاجتماعي للعائلات المصرية في الجنوب، حيث كانت ترفض بعض الأسر أن تتعلم فتياتهم على أيدي مدرسين ذكور، في المرحلة الابتدائية، فقمنا بمراعاة ذلك، بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم». مشيرة إلى وجود استراتيجية كاملة لتوسيع المشروع في محافظات نائية أخرى، أهمها منطقة حلايب وشلاتين التي تتبع محافظة البحر الأحمر (جنوب شرقي مصر).
في السياق نفسه، وقع الاختيار على مركز المرأة من جامايكا تكريماً لمشروع شهادة التعليم الثانوي في منطقة البحر الكاريبي. ويستهدف هذا المشروع الفتيات اللواتي تركن المدرسة بسبب الحمل المبكر، إذ يقدم للأمهات في سن الدراسة التدريب الأكاديمي والعملي والخدمات الصحية وخدمات التمريض وغيرها من الخدمات. ويشجع الأمهات الشابات على العودة إلى المدارس لاستكمال تعليمهنّ الأساسي وحتى مواصلة تعليمهنّ الجامعي. وقد جرى تكرار هذا المشروع الذي استفاد من السياسات الحكومية في جامايكا وكان له تأثير عليها في بلدان أخرى لدعم الفتيات والنساء لاكتساب المعارف والمهارات اللازمة لتولي زمام حياتهنّ، ومساعدتهنّ على الحصول لاحقاً على عمل.
مصر وجامايكا تفوزان بجائزة {يونيسكو} لتعليم الفتيات والنساء
مصر وجامايكا تفوزان بجائزة {يونيسكو} لتعليم الفتيات والنساء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة