ميركل تعلن الاتفاق على ترحيل المهاجرين غير الشرعيين الجزائريين

استقبلها بوتفليقة ومحادثاتها تناولت تطوير العلاقات وأزمة ليبيا و«الإرهاب العابر للحدود»

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى خلال مؤتمرهما الصحافي في الجزائر أمس (أ.ف.ب)
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى خلال مؤتمرهما الصحافي في الجزائر أمس (أ.ف.ب)
TT

ميركل تعلن الاتفاق على ترحيل المهاجرين غير الشرعيين الجزائريين

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى خلال مؤتمرهما الصحافي في الجزائر أمس (أ.ف.ب)
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى خلال مؤتمرهما الصحافي في الجزائر أمس (أ.ف.ب)

استقبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أمس الاثنين، في العاصمة الجزائرية، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي قامت بزيارة رسمية للجزائر ركّزت على تطوير العلاقات الثنائية سياسياً واقتصادياً. ويفترض أن محادثاتها شكّلت أيضاً فرصة لبحث قضايا مثل الأزمة في ليبيا وقضية الصحراء والهجرة و«الإرهاب العابر للحدود»، بحسب بيان للرئاسة الجزائرية.
ووزعت وكالة الأنباء الجزائرية صورة للقاء بوتفليقة وميركل، موضحة أنه جرى بحضور الوزير الأول أحمد أويحيى ووزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل ووزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي ووزير الصناعة والمناجم يوسف يوسفي. وكانت ميركل قد أكدت في مؤتمر صحافي مشترك مع أويحيى أن الجزائر «بلد آمن»، وأنها اتفقت مع المسؤولين في هذا البلد على ترحيل الرعايا المقيمين بطريقة غير شرعية في ألمانيا، بحسب ما نقلت عنها وكالة الأنباء الألمانية. وأشارت ميركل إلى عقد لقاء رفيع مع الاتحاد الأفريقي في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، لبحث سياسة الهجرة.
وتريد الحكومة الألمانية تسريع إبعاد طالبي اللجوء من أصول جزائرية ومغربية وتونسية من أراضيها بوصفهم يتحدرون من «دول آمنة»، بحسب مشروع قانون تم تبنيه أخيراً، بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وتبرّر برلين هذا القرار بأنها رفضت تقريباً كل طلبات اللجوء من هذه الدول، وبنسبة أكثر من 99 في المائة من طلبات اللجوء المقدمة من جزائريين.
وقالت ميركل، في المؤتمر الصحافي، إنها بحثت مع أويحيى قضية المهاجرين الجزائريين غير الشرعيين في ألمانيا، مؤكدة الاتفاق على ترحيلهم. وأضافت: «لا نقبل بوجود مهاجرين دون وثائق على أراضينا»، موضحة أن الجزائر باتت بلداً آمناً.
وأشارت وكالة «رويترز»، من جهتها، إلى أن ميركل قالت إنها ليس لديها ما تضيفه لما قالته بالفعل عن رئيس المخابرات الداخلية الألمانية بعد أن نشرت صحيفة «دي فيلت» أنها اتخذت قراراً بضرورة إقالته. وكانت ميركل قالت يوم الجمعة إن الائتلاف الحاكم لن ينهار بسبب مستقبل هانز جورج ماسن رئيس جهاز المخابرات الداخلية (بي إف في) الذي تعرض لانتقادات بعد أن أثار الشكوك بشأن صحة تسجيل مصور يظهر لقطات لمتظاهرين من اليمين المتطرف يلاحقون مهاجرين بعد مقتل رجل ألماني طعناً.
وردت ميركل على سؤال عما إذا كان تقرير «دي فيلت» صحيحاً قائلة: «لا يسعني سوى تكرار ما قلته يوم الجمعة وهو ما يظل سارياً وليس هناك ما يضاف إليه».
من جهة أخرى، أوضحت ميركل أنها تحدثت عن دور الجزائر في مالي وليبيا، مشددة على ضرورة إيجاد حل للأزمة في ليبيا. وتابعت: «حل الأزمة في ليبيا هو في صالح ألمانيا والجزائر». وأكدت أن بلادها مستعدة لدعم مساعي الجزائر إلى تنويع اقتصادها، لافتة إلى أنه يتعين على المجتمع المدني في هذا البلد أن يكون أكثر تفتحاً. وكانت ميركل استهلت زيارتها للجزائر بتفقد مدرسة شراكة ألمانية - جزائرية في العاصمة الجزائر. وقامت ميركل بجولة في المدرسة، وتفقدت حصة دراسية عن مادة الفيزياء وأخرى عن اللغة الألمانية. وتنتمي هذه المدرسة، التي تضم 700 طالبة، منذ عام 2014 إلى مبادرة وزارة الخارجية الألمانية «مدارس: شركاء المستقبل» (باش). وهي تضم حالياً أربع مدارس في الجزائر، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وبحسب بيانات الحكومة الألمانية، يتعلم في الجزائر نحو 23 ألف شخص اللغة الألمانية، بينهم 18 ألف شخص في مدارس تدرس اللغة الألمانية كلغة أجنبية ثالثة. ووفقاً للبيانات، ارتفعت نسبة الجزائريين الذين يتعلمون اللغة الألمانية بمقدار 45 في المائة خلال الفترة من 2010 حتى 2015.
كما وضعت ميركل إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري لضحايا حرب التحرير الجزائرية.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.