الحوثيون يصدرون في الحديدة 100 ألف هوية مزورة لعناصرهم

TT

الحوثيون يصدرون في الحديدة 100 ألف هوية مزورة لعناصرهم

قال مسؤول يمني إن الميليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، أصدرت نحو 100 ألف هوية شخصية مزورة لعناصرها داخل محافظة الحديدة منذ سيطرتها على المحافظة حتى الآن.
وتخوض القوات اليمنية، مسنودة بطيران التحالف العربي، معارك شرسة لتحرير مدينة وميناء الحديدة الاستراتيجي، الواقعة على ساحل البحر الأحمر، الذي تستخدمه الميليشيات الحوثية في تهريب السلاح والسيطرة على المساعدات الإنسانية الموجهة للسكان المحليين.
وبحسب وليد القديمي، وكيل أول محافظة الحديدة، فإن الحوثيين تعمدوا إصدار ما بين 70 و100 ألف هوية شخصية بأسماء وهمية لعناصرهم داخل الحديدة لأغراض وأهداف خبيثة، أبرزها تمكينهم من المناصب في المؤسسات الحكومية، وبقاؤهم كخلايا نائمة لتنفيذ عمليات إرهابية.
وأضاف القديمي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «عندما سيطرت الميليشيات على المرافق الحكومية في الحديدة، ومنها إدارة الأحوال المدنية والجوازات، بدأوا بإدخال أبناء محافظات صعدة وحجة وعمران إلى الحديدة، وتبديل أبناء المحافظة بهذه العناصر، الأمر الذي أحدث تذمراً كبيراً بين أبناء الحديدة».
وتابع: «ثم بدأت الميليشيات الحوثية بإصدار البطاقات الشخصية لعناصرها على أنهم من مواليد الحديدة، من أجل تمكينهم من بعض المناصب في المؤسسات الرسمية، ومن أجل أن تبقى هذه العناصر داخل المدينة على أنهم من أبنائها بعد التحرير، والتخفي كجيوب نائمة لتنفيذ عمليات إرهابية داخل الحديدة».
المسؤول اليمني أكد أن الحكومة الشرعية مستعدة للتعامل مع هذا الملف الشائك عبر فريق متخصص من الأحوال المدنية والجوازات، قادر على فرز هذه العناصر والتعرف عليها، ومن ثم إيقافها ومساءلتها، وتابع: «هناك استعدادات من الشرعية والتحالف، وسيتم فرز جميع ما تم إصداره من هويات جديدة تم إدخالها على أنها من مواليد الحديدة. وبحسب معلوماتنا، الميليشيات الحوثية أصدرت ما بين 70 و100 ألف بطاقة شخصية، ومن ضمن أهدافهم أيضاً شراء ممتلكات وعقارات بهذه الأسماء الوهمية، وعدم الملاحقة عن ارتكاب أي جريمة».
وأردف قائلاً: «سيبدأ الفرز في الهويات منذ دخول الميليشيات الحوثية لمحافظة الحديدة في بداية 2014م حتى دخول القوات الشرعية وسيطرتها على الحديدة بالكامل؛ لدينا فريق من الأحوال المدنية والجوازات انضم للشرعية في وقت مبكر، ويعلم هذه الأسماء، ولديه قدرة على فرزها، ومعرفة تعبئة الاستمارات وأرقام الهواتف؛ سيتم البحث عنهم عبر الصور لأن الأسماء وهمية، ولا يمكن تتبعها، وسيكونون مطلوبين ومعرضين للمساءلة والعقاب».
وأكد وكيل المحافظة أن السكان ينتظرون تحرير المحافظة من عبث الميليشيات الحوثية، واستقرار الوضع في أقرب وقت ممكن، وقال: «أبناء المحافظة يعانون تحت سطوة الميليشيات، وقد استبشروا بقدوم قوات الشرعية والتحالف، ومما خفف من وضعهم السيئ صرف الحكومة الشرعية راتب شهرين، بعد حرمانهم من قبل الميليشيات من رواتبهم لأكثر من عامين. كما أن الحوثيين يمنعون وصول المساعدات الإنسانية الآتية عبر الميناء؛ نحن على مشارف التحرير، وسيعود النازحون، وسيجدون كل الدعم من الحكومة والتحالف، وستتم إعادة بناء ما دمرته الميليشيات الحوثية».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.