معرض بورتريهات لروائيين حازوا جائزة المغرب للكتاب

احتفاء بمرور 50 سنة على إطلاقها

جانب من المعرض
جانب من المعرض
TT

معرض بورتريهات لروائيين حازوا جائزة المغرب للكتاب

جانب من المعرض
جانب من المعرض

احتفاء بمرور 50 سنة على إحداث جائزة المغرب للكتاب، تقترح الدورة الخامسة للمكتبة الشاطئية بالجديدة، المنظمة تحت شعار: «جائزة المغرب للكتاب: خمسون سنة من تتويج الرواية المغربية»، إلى غاية العاشر من الشهر المقبل، معرضاً لبورتريهات الروائيين المغاربة الذين حازوا الجائزة، ما بين 1968 و2017.
والمعرض، الذي يركز على الفائزين بجائزة المغرب للكتاب في صنف الرواية، تماشيا مع موضوع دورة هذه السنة من تظاهرة المكتبة الشاطئية، هو من فكرة وتنسيق عبد الله سليماني، فيما أنجز البورتريهات الفنان التشكيلي محمد السالمي، وتكلف بالبيبليوغرافيا الناقد والروائي إبراهيم الحجري، وذلك بتعاون مع مديرية الكتاب بوزارة الثقافة والاتصال.
وتتجاور في المعرض بورتريهات عدد من رموز الإبداع المغربي المعاصر، حيث نكون مع بورتريهات كاتبتين و19 كاتباً، من أجيال مختلفة، تؤرخ لسيرورة إبداعية انطلقت منذ خمسينات القرن الماضي، بينها أسماء أبدعت ورحلت تاركة حضورها عبر أعمال أسست للإبداع الروائي المغربي، من قبيل عبد المجيد بنجلون وعبد الكريم غلاب، أو أخرى أكدت ريادتها، فيما تواصل الحضور والإبداع من قبيل خناتة بنونة وعبد الله العروي والميلودي شغموم وأحمد التوفيق ومحمد عز الدين التازي ومبارك ربيع وعبد القادر الشاوي ويوسف فاضل، وصولاً إلى جيل لاحق أكد تميزه، مغربياً وعربياً، من قبيل طارق بكاري ومحمود عبد الغني وعبد الكريم جويطي.
وبقدر ما يتفرس المتتبع في ملامح بورتريهات هؤلاء الأدباء، يستحضر الأعمال التي فتحت أمامهم باب التتويج بجائزة المغرب للكتاب ما بين 1968 و2017، من قبيل «دفنا الماضي» لعبد الكريم غلاب (1968)، و«النار والاختيار» لخناتة بنونة (1971)، و«أوراق» لعبد الله العروي (1989)، و«برج السعود» لمبارك ربيع (1990)، و«شجيرة حناء» لأحمد التوفيق (1998)، و«الساحة الشرفية» لعبد القادر الشاوي (1999)، و«نساء آل الرندي» للميلودي شغموم (2000)، و«خطبة الوداع» لعبد الحي المودن (2003)، و«الطفولة الستون» لمحمد الصباغ (2005)، و«طائر أزرق يحلق معي» ليوسف فاضل (2014)، و«بعيداً عن الضوضاء قريباً من السكات» لمحمد برادة (2015)، و«نوميديا» لطارق بكاري (2016)، و«المغاربة» لعبد الكريم جويطي (2017).
وتعتبر جائزة المغرب للكتاب، التي تتمحور حول ثمانية أصناف تشمل العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية والدراسات الأدبية واللغوية والفنية والدراسات في مجال الثقافة الأمازيغية والسرد والإبداع الأدبي الأمازيغي والكتاب الموجه للطفل والشباب والشعر والترجمة، أرفع الجوائز التي تمنحها وزارة الثقافة المغربية للإنتاجات الأدبية والفكرية والإبداعية؛ ويرى فيها المسؤولون المغاربة «مناسبة لتكريم النبوغ المغربي وفرصة لإشراك عموم القراء والمهتمين في اختيارات لجن التحكيم والقراءة».
وقطعت جائزة المغرب للكتاب، منذ إحداثها، قبل نصف قرن، كما تحدث عنها محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال «أشواطاً زمنية مليئة بالتراكمات المهمة» على مستوى الاحتفاء بالإنتاج الثقافي المغربي شعراً وسرداً ونقداً وترجمة وبحثاً في مختلف الأصناف المعرفية. كما شهدت هذه المكافأة الوطنية على امتداد العقود الخمسة الماضية تطويرات أساسية حرصت وزارة الثقافة، من خلالها، على الرفع من قيمتها المادية والاعتبارية، وعلى مسايرة التغيرات والإضافات المجددة التي عرفها الحقل الثقافي في المغرب».
وعن فكرة وسياق إعداد المعرض، قال لنا الفنان محمد السالمي: «كانت لي تجارب سابقة متفرقة مع مبدعين مغاربة، على مستوى رسم بروتريهات خاصة بهم، من قبيل الشاعرين محمد بنطلحة وعبد الرفيع الجواهري. وقد فاتحني عبد الله سليماني في موضوع البورتريهات التي أُنجزُها، وطرح علي فكرة الاشتغال حول الموضوع. كان ذلك قبل أكثر من سنة، حين اقترح علي الاشتغال على الروائيين الذين سبق لهم أن فازوا بجائزة المغرب للكتاب. وكذلك كان، حيث أنجزنا المعرض، باعتباره فقرة رئيسية من دورة هذه السنة من تظاهرة المكتبة الشاطئية التي تشهد، على الخصوص تكريم الأديبة خناتة بنونة ومشاركة كتاب لهم حضورهم، وطنياً وعربياً، ضمن فقرات متنوعة من برنامج الدورة».
وتابع السالمي: «اشتغلنا على البورتريهات، وعددها 21، دون تنسيق مسبق مع المحتفى بهم، حتى تكون المبادرة مفاجئة ومفاجأة». وأضاف أن المعرض سيتنقل، في أوقات لاحقة، لتتم برمجتهن في مدن أخرى، احتفاء بالمنجز الإبداعي المغربي وتكريماً لجزء كبير من المبدعين المغاربة، في انتظار أن تتوسع المبادرة لتشمل أجناساً وأصنافاً إبداعية أخرى، وبالتالي مبدعين آخرين».
وبخصوص طريقة تعاطيه وتفاعله مع البورتريهات، قال السالمي إن «العمل الفني يخضع للعملية الإبداعية، الشيء الذي يجعل الفنان يعيش درجة النشوة والعشق لحظة الإبداع والإنجاز، بشكل يثير في المتلقي قابلية التفاعل مع البورتريه. لا نرسم البورتريه بحثاً عن أوجه الشبه مع الصورة أو الوجه الذي نحن بصدد التعامل معه كما لو أن الأمر يتعلق بصورة فوتوغرافية خالصة. المهم هو كيفية ترجمة أحاسيس وإنسانية وذاتية الشخص الذي نرسم له البورتريه».
وشدد السالمي على أن «البورتريه يبدأ عندما ننتهي من رسم الملامح، حيث تبدأ الصنعة وعملية ترجمة اللا مرئي والأشياء الداخلية التي تعكسها الملامح. ليس الملامح بشكل مباشر، بل الأشياء التي تحملها هذه الملامح، والتي توجد وراءها، إذ إن لكل وجه ملامح خاصة به، بل إن لنفس الشخص مزاجا قد يختلف، حسب الظروف، وبالتالي يصعب القبض على ملامحه في لحظة معينة. لذلك يمكن لراسم البورتريه أن يترجم انطباعاته بصدد الإنسان لا أن يحاكي ما هو مرئي كما هو حال التصوير الفوتوغرافي».



إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)
الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)
TT

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)
الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده ردوداً متباينة، فبينما رأى مؤيدوه أنه «واجهة مدنية جيدة»، رأى معارضوه أنه «استمرار للنظام السابق»، ووسط الجدل الدائر بشأن الفنان المقيم في القاهرة، الذي لم يحسم بعد موعد عودته إلى دمشق، تصاعدت التساؤلات بشأن فرص التيار المدني في الوصول إلى سُدّة الحكم، في ظل سيطرة فصائل مسلحة على المشهد.

وأطاحت فصائل المعارضة في سوريا بالرئيس بشار الأسد، الأحد الماضي، بعد هجوم خاطف شهد، في أقل من أسبوعين، انتزاع مدن كبرى من أيدي النظام، وصولاً إلى دخولها العاصمة دمشق.

وتعليقاً على سقوط نظام الأسد، أعرب الفنان السوري وعضو «هيئة التفاوض السورية» جمال سليمان، في تصريحات متلفزة، عن «رغبته في الترشح لرئاسة البلاد، إذا لم يجد مرشحاً مناسباً»، مشيراً إلى أن ترشحه «رهن بإرادة السوريين». وأضاف: «أريد أن أكسر هذا (التابوه) الذي زرعه النظام، وهو أنه لا يحق لأحد الترشح للرئاسة أو للوزارة، وأن النظام هو فقط مَن يقرر ذلك».

سليمان لم يحدّد بعد موعد عودته إلى سوريا (حساب سليمان على «فيسبوك»)

وأكد أن «الانتقال السياسي في سوريا يجب أن يشمل جميع الأطياف، مع الابتعاد عن حكومة (اللون الواحد)»، مشدداً على «ضرورة طي صفحة الماضي». وقال: «نريد سوريا ديمقراطية تشكل الجميع». وتأكيداً على رغبته في المصالحة، قال سليمان إنه «سامحَ كل مَن اتهمه سابقاً بالخيانة».

وأثارت تصريحات سليمان جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وعدّ حساب باسم «يمان»، على منصة «إكس»، سليمان بأنه «وجه تسويقي مثالي لسوريا، وشخصية مقبولة من الكل؛ بسبب أصوله الطائفية المختلفة».

بيد أن بعضهم انتقد رغبة جمال سليمان في الترشح للرئاسة، وعدّوها بمنزلة «إعادة للنظام السوري»، مشيرين إلى تصريحات سابقة لسليمان، وصف فيها بشار الأسد بـ«الرئيس».

وفي حين أبدى الكاتب والباحث السياسي السوري غسان يوسف دهشته من شنّ حملة ضد جمال سليمان، أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «من المبكر الحديث عن الانتخابات الرئاسية، لا سيما أن الحكومة الانتقالية الحالية ستستمر حتى الأول من مارس (آذار) المقبل».

وقال يوسف إن «الحكومة الانتقالية هي مَن ستضع ملامح الدولة السورية المقبلة»، موضحاً أن «الدستور الحالي يكفل لأي مسلم الترشح في الانتخابات، من دون النص على مذهب معين، ومن غير المعروف ما إذا كان سيُغيَّر هذا النص أو المادة في الدستور الجديد».

بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي السوري المقيم في مصر عبد الرحمن ربوع، أن «حق أي مواطن تنطبق عليه شروط الترشح أن يخوض الانتخابات»، موضحاً في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «جمال سليمان فنان مشهور، وناشط سياسي له جهود معروفة في المجالَين السياسي والإنساني السوريَّين طوال 13 عاماً، ما يجعله واجهةً جيدةً لمستقبل سوريا، لا سيما أنه كان من جبهة المعارضة التي دقّت أول مسمار في نعش نظام الأسد». وفق تعبيره.

جمال سليمان له نشاطات سياسية سابقة (حساب سليمان على «فيسبوك»)

وأعرب ربوع، الذي أبدى دعمه لجمال سليمان حال ترشحه للرئاسة، عن سعادته من حالة الجدل والانتقادات والرفض لترشحه، قائلاً: «لم يكن بإمكاننا الترشح في الانتخابات، ناهيك عن رفض مرشح بعينه. هذه بوادر سوريا الجديدة».

ولعب سليمان دوراً في مقعد المعارضة، والتقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في فبراير (شباط) 2021. وقال، في منشور عبر «فيسبوك»، إنه «طرح خلال اللقاء، بصفته الشخصية، مقترح تشكيل (مجلس عسكري) يحكم سوريا في المرحلة الانتقالية، بوصفه صيغةً بديلةً لجسم الحكم الانتقالي الواردة في وثيقة جنيف، التي لم ترَ النور».

وتثير سيطرة التيار الإسلامي على المشهد الحالي في سوريا، تساؤلات بشأن تأثيرها في فرص المرشحين المدنيين للانتخابات الرئاسية في سوريا. وقال عضو مجلس النواب المصري (البرلمان) محمود بدر، في منشور عبر حسابه على منصة «إكس»، إن «جمال سليمان رجل وطني محترم ومعارض وطني شريف»، متسائلاً عمّا «إذا كانت القوى المسيطرة على المشهد حالياً في سوريا ستسمح بانتخابات وبوجود شخصيات وطنية».

وهنا قال المحلل السياسي غسان يوسف: «إن الأمر رهن الدستور المقبل وقانون الانتخابات الجديد، ومن المبكر الحديث عنه، لا سيما أنه من غير الواضح حتى الآن ما الذي سينصُّ عليه الدستور الجديد لسوريا».

ويشير ربوع إلى أن «التيار الإسلامي» أظهر قدراً مفاجئاً من التسامح والعفو، لكن يتبقى أن ينفتح على المعارضة المدنية، التي ما زالت أبواب سوريا مغلقة أمامها. وأعرب عن تفاؤله بالمستقبل، مؤكداً «الاستمرار في الضغط من أجل دولة مدنية في سوريا».

ويرى الناقد الفني المصري طارق الشناوي أن تولّي فنانين مناصب سياسية أو حتى رئاسة الدولة أمر تكرر في العالم وليس جديداً، ضارباً المثل بالرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، والرئيس الأوكراني الحالي فولوديمير زيلينسكي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن النظرة التقليدية للفنان كأن يراه الناس (أراجوزاً) موجودة ولها تنويعات في العالم أجمع، ومن المؤكد أن التيار الإسلامي يرفض الفن عموماً، لذلك فمن الصعب أن يُقبَل فنان رئيساً».

مطار دمشق بعد سقوط نظام الأسد (أ.ف.ب)

لم يحدّد سليمان موعد عودته إلى سوريا، لكنه سبق وقال، في منشور عبر حسابه على «فيسبوك»، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، إنه «يتوق للعودة» إلى بلاده، التي أُجبر على «مغادرتها تحت سطوة الترهيب والتهديد المباشر». وأضاف: «سنعود إلى سوريا عندما يكون هناك نظام ديمقراطي يقبل الاختلاف ويقبل المحاسبة، نظام يقوم على الشفافية وسيادة القانون والتداول السلمي للسلطة».

وكان الفنان السوري المولود في دمشق عام 1959 قد حصل على درجة الماجستير في اﻹخراج المسرحي بجامعة ليدز البريطانية في عام 1988. وبعد عودته إلى سوريا بدأ التمثيل في عدد كبير من الأعمال الدرامية، منها «صلاح الدين الأيوبي»، و«ربيع قرطبة»، و«ملوك الطوائف»، «التغريبة الفلسطينية».

وبدأ سليمان رحلته في الدراما المصرية عبر مسلسل «حدائق الشيطان» في عام 2006، ليكمل رحلته في بطولة عدد من الأعمال على غرار «قصة حب»، و«الشوارع الخلفية»، و«سيدنا السيد»، و«نقطة ضعف»، و«الطاووس». و«مين قال».