واشنطن تطالب بوقف دولي لاستيراد النفط الإيراني

واشنطن تطالب بوقف دولي لاستيراد النفط الإيراني
TT

واشنطن تطالب بوقف دولي لاستيراد النفط الإيراني

واشنطن تطالب بوقف دولي لاستيراد النفط الإيراني

دعت الولايات المتحدة، أمس، دولاً إلى وقف واردات النفط الإيراني اعتباراً من نوفمبر (تشرين الثاني)، مشددة على أنها لن تمنح أي استثناءات من العقوبات.
وشدد مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية، في إفادة صحافية، على موقف واشنطن من فرض العقوبات والغرامات على الشركات والدول التي ستتعامل مع إيران، وذلك ابتداءً من المدة التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترمب الشهر الماضي، مؤكدة أنها تسعى مع حلفائها لتعويض كل المتطلبات التي ستنتج عن هذا القرار، لردع النظام الإيراني لوقف أعماله العدائية.
وقال في هذا الصدد: «سنعزل تدفقات التمويل الإيرانية، ونتطلع إلى تسليط الضوء على مجمل السلوك الإيراني الخبيث في المنطقة»، وفق ما نقلته عنه «رويترز».
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان من المتوقع منح أي استثناءات في العملية، قال المسؤول: «لا، لن نمنح أي استثناءات».
وقال المسؤول الأميركي، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن النفط الإيراني وكل التبادلات التجارية تشملها العقوبات الأميركية، التي ستبدأ في الخامس من نوفمبر المقبل، متوعداً بأن الولايات المتحدة الأميركية لن تتردد في تطبيق ما أعلنت عنه الشهر الماضي. وأكد المسؤول الأميركي أن وزارة الخارجية تعمل مع بقية الجهات المختصة، كوزارة الخزانة الأميركية، لتطبيق تلك العقوبات، والسير في الإجراءات الدبلوماسية بالتعاون مع حلفاء واشنطن، مضيفاً: «نحن نعلم أن هذا تحدٍ صعب، ولكن سنواصله وحلفاؤنا يدعموننا في ذلك، سواء في المنطقة أو غيرها، وندعو كل الدول إلى وقف تعاملاتها التجارية مع إيران».
وأوضح المسؤول الأميركي أن خفض الإنتاج الإيراني والتعامل التجاري مع إيران يجب أن يكون قد بدأ منذ الثامن من مايو الماضي، الذي كان بداية إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخروج من الاتفاق النووي الإيراني، وسريان المهلة للإيرانيين لأن يقلصوا منتجاتهم وتعاملاتهم حتى الخامس من نوفمبر، وبين أن البترول والنفط الإيراني تشمله العقوبات الأميركية التي ستبدأ في 5 نوفمبر. كما أن واشنطن تعمل على وقف الأعمال والشركات الدولية التي تتعامل مع إيران، وقد تواجه فرض العقوبات عليها إذا لم تلتزم بالقرار الأميركي.
وقال المسؤول إن وفداً أميركياً سيتجه إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل لتشجيع منتجي النفط الخليجيين على ضمان إمدادات نفط عالمية، مع فصل إيران عن السوق في نوفمبر، حين يتم إعادة فرض عقوبات. ولم تجر المجموعة محادثات حتى الآن مع الصين والهند، وهما من بين كبار مستوردي النفط الإيراني.
وفي إشارة إلى الاحتجاجات بعد موجة الإضرابات التي بدأت في سوق طهران، قال المسؤول الأميركي: «شهرياً، هناك كثير من المتظاهرين في إيران ضد النظام، ويريدون تغيير الحالة الاجتماعية والنظام الإيراني، ووقف تمويل الجماعات الخارجية، وتنمية الاقتصاد، وكل هذه الأمور التي يريدها الشعب الإيراني المتعب من هذه الحكومة وتصرفاتها، وإننا نراها فرصة للضغط على النظام ومساعدة الشعب، والعودة إلى المفاوضات الدولية من جديد».
وقال مسؤول الخارجية الأميركية إن «هناك مستوى من الإحباط لدى الشعب تجاه نشاط وسلوك النظام، وثراء النخبة العسكرية والدينية، وخنق الاقتصاد»، وأضاف: «الإيرانيون منهكون من هذا الوضع، وهذا الوضع موجود بسبب سلوك نظامهم».



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.