أنقرة تريد تكرار سيناريو منبج شرق الفرات

اعتبرت خريطة الطريق مع واشنطن نجاحاً دبلوماسياً

TT

أنقرة تريد تكرار سيناريو منبج شرق الفرات

أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن خريطة الطريق المتفق عليها بين أنقرة وواشنطن بشأن منبج لإخراج عناصر وحدات حماية الشعب الكردية وإدارة المدينة مؤقتا، لحين تشكيل إدارة محلية، لا تشكل خطرا على مستقبل سوريا.
وشدد جاويش أوغلو على أن بلاده تلعب دورا محوريا في جميع المسارات المتعلقة بسوريا، بما في ذلك محادثات جنيف وآستانة وسوتشي، وتطورات الوضع في مدينة منبج بريف محافظة حلب الشمالية.
ولفت الوزير التركي في مقابلة تلفزيونية أمس، إلى أن تركيا لعبت دورا مهما في الربط بين محادثات سوتشي في روسيا وجنيف في سويسرا، كما أنها تلعب دورا قياديا في «محادثات آستانة» الرامية لحل الأزمة السورية بالطرق السياسية، وكذلك تقوم بدور ريادي في الأنشطة الجارية في منبج.
وذكر جاويش أوغلو أن بلاده تساهم بإيجابية في وقف الاشتباكات بسوريا، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وتوفير العودة الآمنة للسوريين إلى بلادهم.
وبدأ الجيشان التركي والأميركي أول من أمس تسيير دوريات منفصلة على محاور التماس بين مناطق «درع الفرات» ومنبج في أول تطبيق عملي لخريطة الطريق التي أقرها وزيرا الخارجية التركي والأميركي في واشنطن في 4 يونيو (حزيران) الجاري. وقال جاويش أوغلو إن هذه الخطوة تمهد لدخول القوات التركية تدريجيا إلى داخل منبج.
وأضاف جاويش أوغلو أننا نسعى من جانب آخر مع روسيا وإيران لوقف الاشتباك بين النظام والمعارضة، وجمع الأطراف حول طاولة واحدة وإطلاق محادثات الحل السياسي.
وأكد أن القوات التركية ستعمل على تطهير منبج من الوحدات الكردية، قائلا إن وحدات عسكرية واستخباراتية من الجانبين التركي والأميركي ستقومان بالأعمال التحضيرية: «جنودنا بدأوا تسيير دوريات بين منطقة (درع الفرات) ومنبج، وخلال هذه المرحلة سيتم إخراج عناصر الوحدات الكردية وستدخلها قواتنا تدريجيا».
وتابع: «سنتولى المراقبة في المدينة، وعقب ذلك سنواصل أعمالنا الرامية إلى تحقيق الاستقرار فيها. يمكننا القول إن تطبيق الخريطة بدأ. سنطبقها في منبج بأسرع وقت، ثم ننتقل إلى مدن أخرى. هدفنا إخراج الوحدات الكردية من جميع المناطق التي تخضع لسيطرتها وتحقيق الاستقرار فيها».
في السياق ذاته، اعتبر نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ، أن جهود أنقرة الدبلوماسية بشأن مدينة منبج تظهر مدى قوة تركيا على الساحتين العسكرية والدبلوماسية.
وأضاف بوزداغ في تصريحات أمس أن تركيا «ليست قوية على الأرض وحسب»؛ بل هي قوية أيضا على طاولة المفاوضات، ونجحت في الحصول على نتائج بهذا الصدد، في إشارة إلى اتفاق خريطة الطريق في منبج.
وأضاف بوزداغ: «لدينا جدول زمني عن الإجراءات التي ستُنفذ خلال الأسبوع الأول والثاني، وحتى 90 يوما، والقوات التركية والأميركية بدأت تسيير دوريات مستقلة في منبج».
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قد أعلن أول من أمس بدء تسيير دوريات للجيش التركي في منطقة منبج، تنفيذا لخريطة الطريق المتفق عليها، معتبرا أن تركيا تمكنت من حل مشكلة منبج عن طريق الدبلوماسية.
وأشار بوزداغ إلى أن القوات التركية والأميركية ستواصل دورياتها في المنطقة حتى التأكد من انسحاب جميع عناصر الوحدات الكردية، وعقب إتمام هذه الخطوة، سيواصل الجانبان التركي والأميركي مباحثاتهما في موضوعات إدارة وأمن المنطقة.
ولفت إلى أن تركيا تنظر إلى الخيار العسكري كحل أخير للأزمات، ولا تسعى إليه؛ لكنها لا تتردد في التوجه إليه كما فعلت في عمليتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون» شمالي سوريا.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.