دراما مصرية تستعيد روائح الأربعينات في رمضان

أبرزها «ليالي أوجيني» و«أهو دا اللي صار»

روبي في «أهو دا اللي صار»  -  أمينة خليل في «ليالي أوجيني»  -  ظافر العابدين في «ليالي أوجيني»
روبي في «أهو دا اللي صار» - أمينة خليل في «ليالي أوجيني» - ظافر العابدين في «ليالي أوجيني»
TT

دراما مصرية تستعيد روائح الأربعينات في رمضان

روبي في «أهو دا اللي صار»  -  أمينة خليل في «ليالي أوجيني»  -  ظافر العابدين في «ليالي أوجيني»
روبي في «أهو دا اللي صار» - أمينة خليل في «ليالي أوجيني» - ظافر العابدين في «ليالي أوجيني»

لجأ بعض كتاب الدراما الرمضانية هذا العام إلى العودة إلى حقبة الأربعينات في كتابة بعض الأعمال، فهناك مسلسلات تتميز بطابع تاريخي تنافس على السباق الرمضاني، حيث يأتي هذا التوجه مدفوعاً بنجاح التجربة في الأعوام الماضية، مثل مسلسل «جراند أوتيل» للفنان عمرو يوسف، و«طريقي» للفنانة شيرين عبد الوهاب، بالإضافة إلى مسلسل «حارة اليهود».
ويرى المتابعون أن سر نجاح هذه النوعية من الأعمال هو حنين الجمهور إلى الماضي، لما يحتويه من بساطة، خصوصاً أنه يحتوي على مشاعر وعلاقات عاطفية تتسم بالحرية والعلاقات الإنسانية.
ويأتي علي رأس مسلسلات هذا العام مسلسل «ليالي أوجيني»، بطولة أمينة خليل والممثل التونسي ظافر عابدين، الذي تدور أحداثه في الأربعينات، وتحديداً في محافظة بورسعيد، كما أن اسم المسلسل مأخوذ من الإمبراطورة «أوجينى دي مونيتو كوتيسه»، إمبراطورة فرنسا التي عاشت في مصر وعشقت بورسعيد.
وفي السياق نفسه، يعد مسلسل «أهو دا اللي صار» الثاني من نوعه، من حيث تناول حقبة الأربعينات. وتدور أحداث المسلسل في إطار درامي اجتماعي خلال حقبة زمنية تصل إلى 100 عام، تقريباً ما بين (1918: 2018)، حول المعاناة التي تقابلها المرأة بصفة عامة، والصعيدية بصفة خاصة، واختلاف الأفكار والعادات والتقاليد، وغيرها من القضايا الاجتماعية التي تخص المرأة.
ويعلق الناقد الفني المصري كمال رمزي على العودة للماضي، قائلاً: «اختيار الماضي يكون الغرض منه هو إظهار الرقي العام الذي تمتعت به تلك الحقب الزمنية، من أسلوب حوار ومظهر وغيرها، ونحن نفتقر في الوقت الحالي هذا الذوق».
وأضاف: «يلجأ البعض إلى هذه الأعمال هروباً من الحاضر، لأن الواقع أصبح غامضاً، واللجوء إلى هذه الفترات في الأعمال الدرامية وضع طبيعي وظاهره طيبة، خصوصاً فترتي الأربعينات والستينات، فهي فترات فارقه في تاريخ مصر، حيث تبلورت خلالها كل التوجهات السياسية والاجتماعية التي لا تزال موجودة في الوقت الحالي، كما كانت فتره مشحونة بجميع الطوائف المختلفة».
وأوضح رمزي أن المؤلفين لديهم أسباب تجعلهم يعودون إلى الماضي، ويبحثون عن موضوعات من هذه الحقب، بسبب الافتقار لقراءة الواقع، فلا نستطيع أن نفرق هل نحن نسير على الطريق الصحيح أم لا، كما لا نستطيع توقع المستقبل، فالمشهد غير واضح.
وتابع: «نحن نفتقر إلى الذوق الرفيع في الأزياء للنساء وللرجال، خصوصاً في الأعمال الدرامية التي تعتبر مرآة للمجتمع، في ظل أن النجوم الآن يصدرون الموضة للشباب وللمجتمع بشكل عام».
ومن جهتها، تقول الناقدة الفنية خيرية البشلاوي: «بعض المؤلفين يفضلون العودة إلى الوراء لأن تلك الفترات كانت مليئة بالأحداث الاجتماعية والسياسية، ويقوم المؤلفون أحياناً بعمل إسقاطات فنية، من الماضي على الحاضر، للتعبير عن إدانة الحاضر بمنتهى الحرية، للحيلولة دون حذف بعض المشاهد، أو الوقوع تحت المساءلة القانونية».
وأضافت البشلاوي قائلة: «يتشابه الحاضر مع الماضي، ففي كل فترات المجتمع، يوجد انحطاط ثقافي وتراجع إقليمي، لذلك لم تكن زيارة المؤلف للماضي بريئة أو ساذجة، بل يقصد ذلك، فالزمن يعيد نفسه، وهو يكتب الحكاية يفكر في الحاضر، خصوصاً لو كانت الأحداث في القاهرة، فهي تعتبر بوتقة لجميع الأحداث، على عكس باقي المحافظات».


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
TT

محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)

تباينت نهايات الحلقات الأخيرة من مسلسلات شهر رمضان، التي تزامن عرْض بعضها مساء (الجمعة) مع أول أيام عيد الفطر في كثير من دول العالم، بين النهايات السعيدة والصادمة وأخرى دامية.
كما اتّسم أغلبها بالواقعية، والسعي لتحقيق العدالة في النهاية، ولاقى بعضها صدى واسعاً بين الجمهور، لا سيما في مسلسلات «جعفر العمدة»، و«تحت الوصاية»، و«عملة نادرة»، و«ضرب نار»، و«رسالة الإمام»، و«ستهم».
وشهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل «جعفر العمدة» نهاية سعيدة، وفق محبّيه، انتهت بمواجهة ثأرية بين المَعلّم جعفر (محمد رمضان) وزوجته دلال (إيمان العاصي)، حيث طلب من نعيم (عصام السقا) إبلاغ الشرطة لإلقاء القبض عليها، بعدما تمكّن الأول من تسجيل فيديو لزوجته وشقيقيها وهي تقتل بلال شامة (مجدي بدر) واعترافاتها بكل ما قامت به.
وبعد ذلك توجّه جعفر مع ابنه سيف (أحمد داش) إلى بيته في السيدة زينب، حيث اقتصَّ من شقيقَي زوجته دلال، ثم أعلن توبته من الربا داخل المسجد ليبدأ صفحة جديدة من حياته، ولم تتبقَّ سوى زوجته ثريا (مي كساب) على ذمته.
وأشاد الجمهور بأداء الفنانة إيمان العاصي وإتقانها دور الشر، وتصدرت ترند «تويتر» عقب انتهاء الحلقة، ووجهت الشكر للمخرج محمد سامي والفنان محمد رمضان، وكتبت عبر «فيسبوك»: «مهما قلتُ وشكرت المخرج الاستثنائي بالنسبة لي، ونجم الشعب العربي الكبير الذي يحب زملاءه ويهمّه أن يكونوا في أحسن حالاتهم لن يكفي بوست واحد لذلك».
مشهد من مسلسل «ضرب نار» (أرشيفية)

وفي مسلسل «ضرب نار» شهدت الحلقة الأخيرة نهاية دامية بمقتل مُهرة (ياسمين عبد العزيز) أثناء احتفالها وجابر (أحمد العوضي) بزواجهما مرة أخرى، حيث أطلق نجل تاجر مخدرات رصاصة لقتل الأخير، لكن زوجته ضحّت بنفسها من أجله، وتلقت الرصاصة بدلاً منه، قبل القبض على جابر لتجارته في السلاح، ومن ثم تحويل أوراقه للمفتي.
من جهته، قال الناقد الفني المصري خالد محمود، إن نهاية «(جعفر العمدة) عملت على إرضاء الأطراف جميعاً، كما استوعب محمد رمضان الدرس من أعماله الماضية، حيث لم يتورط في القصاص بنفسه، بل ترك القانون يأخذ مجراه، وفكّ حصار الزوجات الأربع لتبقى واحدة فقط على ذمته بعد الجدل الذي فجّره في هذا الشأن».
وأضاف محمود في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «نهاية مسلسل (ضرب نار) جاءت بمثابة صدمة للجمهور بمقتل مُهرة، لكن المسلسل حقق العدالة لأبطاله جميعاً؛ مُهرة لكتابة ابنها من جابر باسم زوجها الثاني وتضحيتها بحبها، وجابر لقتله كثيراً من الناس، كما اقتص من زيدان (ماجد المصري)».
بوستردعائي لمسلسل «تحت الوصاية» (أرشيفية)

بينما انحاز صناع مسلسل «تحت الوصاية» لنهاية واقعية، وإن بدت حزينة في الحلقة الأخيرة من المسلسل، حيث قام بحارة بإشعال النار في المركب بإيعاز من صالح (محمد دياب)، وفشلت محاولات حنان (منى زكي) والعاملين معها في إخماد الحريق، ثم تم الحكم عليها بالسجن سنة مع الشغل والنفاذ في قضية المركب.
وشهد مسلسل «عملة نادرة» ذهاب نادرة (نيللي كريم) إلى حماها عبد الجبار (جمال سليمان) في بيته للتوسل إليه أن يرفع الحصار عن أهل النجع فيوافق، وبينما يصطحبها إلى مكان بعيد حيث وعدها بدفنها بجوار شقيقها مصوّباً السلاح نحوها، سبقته بإطلاق النار عليه ليموت في الحال آخذة بثأر أخيها.
وانتقدت الناقدة الفنية المصرية صفاء الليثي نهاية مسلسل «عملة نادرة» بعد قيام البطلة (نادرة) بقتل عبد الجبار، ثم تقوم بزراعة الأرض مع ابنها وكأن شيئاً لم يحدث، وسط غياب تام للسلطة طوال أحداث المسلسل، «وكأن هذا النجع لا يخضع للشرطة، ومن الصعب أن أصدّق أن هذا موجود في مصر في الوقت الحالي».
مشهد من مسلسل «ستهم» (أرشيفية)

بينما حملت نهاية مسلسل «ستهم» من بطولة روجينا عديداً من المفاجآت، حيث قام الرئيس بتكريمها ضمن عدد من السيدات اللاتي تحدَّين الظروف ومارسن أعمالاً شاقة وسط الرجال، حيث أشرق وجهها فرحة بعد سنوات من المعاناة.
واختار المخرج السوري الليث حجو، نهاية ثوثيقية للمسلسل الديني «رسالة الإمام» عبر تتر الحلقة الأخيرة، الذي تتّبع كيف انتهت رحلة شخصيات المسلسل الذي تناول سنوات الإمام الشافعي في مصر، موثقاً هذه الحقبة المهمة في تاريخ مدينة الفسطاط، ومن بينها تنفيذ السيدة نفيسة وصيةَ الشافعي وقيامها بالصلاة عليه بعد وفاته، لتبقى في مصر حتى وفاتها عام 208 هجرية.