واشنطن تعطل إمبراطورية «حزب الله» المالية والتجارية

TT

واشنطن تعطل إمبراطورية «حزب الله» المالية والتجارية

أدرجت واشنطن من قالت إنه «ممول (حزب الله)» محمد إبراهيم بزّي وممثل «حزب الله» في إيران عبد الله صفي الدين بوصفهما إرهابيين عالميين مصنفين بشكل خاص بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، الذي يستهدف الإرهابيين ومن يقدّم الدعم لهم أو لأعمال الإرهاب، وهو ما من شأنه أن يعطّل عمل «إمبراطورية (حزب الله) التجارية العالمية في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط».
وأدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية بزّي وصفي الدين، كما تم إدراج خمس شركات تقع في أوروبا وغرب أفريقيا والشرق الأوسط بصفتها مؤسسات إرهابية مصنفة بشكل خاص، لكونها مملوكة أو خاضعة لسيطرة محمد بزي وأحد الأفراد المعيَّنين الآخرين.
وقام مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بتصنيف مجموعة شركة الطاقة البلجيكية (غلوبال تريدينغ غروب)، وهي شركة إنتاج نفط ومنتجات نفطية مقرها غامبيا، المجموعة الأورو - أفريقية المحدودة؛ وشركة أفريقيا والشرق الأوسط للاستثمارات القابضة ومقرها لبنان؛ ومجموعة بريميير للاستثمار خارج الحدود؛ وشركة كار إسكورت سيرفيسز خارج الحدود، وهي شركة استيراد - تصدير مقرها في لبنان. وهذا هو الإجراء الثالث خلال أسبوع الذي يدرج فيه مكتب مراقبة الأصول الأجنبية إرهابيين بسبب ارتباطهم بالبنك المركزي الإيراني.
وقال وزير الخزانة ستيفن منوشين: «هذا الإجراء يسلّط الضوء على الازدواجية والسلوك المشين لـ(حزب الله) وداعميه الإيرانيين. فعلى الرغم من مزاعم نصر الله، فإن (حزب الله) يستخدم ممولين مثل بزّي مرتبطين بتجار المخدرات ويقومون بغسل الأموال لتمويل الإرهاب». وأضاف: «لا يمكن التسامح مع الأعمال الوحشية والفاسدة لأبرز ممولي (حزب الله). إن هذه الإدارة سوف تكشف وتعطل شبكات (حزب الله) وإيران الإرهابية في كل منعطف، بمن فيهم أولئك الذين لديهم علاقات مع المصرف المركزي الإيراني». ونتيجة للإجراءات، يجب حجز جميع الممتلكات وفوائد الممتلكات العائدة لهؤلاء الأشخاص، الموجودة في الولايات المتحدة أو في حوزة أو تحت سيطرة أشخاص في الولايات المتحدة وإبلاغ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بها. وتحظر لوائح مكتب مراقبة الأصول الأجنبية عموماً الأفراد الأميركيين أو المقيمين في الولايات المتحدة أو العابرين في أراضيها من التعامل بأي شكل مع ممتلكات، أو مصالح في ممتلكات، تابعة للأشخاص المحظورين أو المدرجين.
وتم إدراج محمد إبراهيم بزّي بسبب مساعدته أو رعايته أو تقديمه الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي لـ«حزب الله»، أو بسبب تقديمه خدمات مالية أو خدمات أخرى تدعم هذا الحزب.
أما عبد الله صفي الدين، فقد تم إدراجه بسبب عمله لمصلحة «حزب الله» أو نيابة عنه. وصفي الدين هو ممثل «حزب الله» في إيران ويعمل كقناة بين إيران والحزب. كما أنه عمل محاوراً بين «حزب الله» وإيران في القضايا المالية. واعتباراً من عام 2011، عمل كل من صفي الدين وبزّي من أجل حلّ النزاع بين إيران وغامبيا وإعادة تأسيس علاقة سياسية بين البلدين.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.