أسبوع الموضة في الرياض... بدأ متعثراً وانتهى منتصراً

رأسماله في مصمماته وتحديات كثيرة ساعدت رياح التغيير بالسعودية على تجاوزها

من تصاميم أروى البنوي - من تشكيلة «آرام» للمصممة أروى عماري - من عرض مشاعل الراجحي - من أعمال مشاعل الراجحي
من تصاميم أروى البنوي - من تشكيلة «آرام» للمصممة أروى عماري - من عرض مشاعل الراجحي - من أعمال مشاعل الراجحي
TT

أسبوع الموضة في الرياض... بدأ متعثراً وانتهى منتصراً

من تصاميم أروى البنوي - من تشكيلة «آرام» للمصممة أروى عماري - من عرض مشاعل الراجحي - من أعمال مشاعل الراجحي
من تصاميم أروى البنوي - من تشكيلة «آرام» للمصممة أروى عماري - من عرض مشاعل الراجحي - من أعمال مشاعل الراجحي

كان أول أسبوع تشهده العاصمة الرياض. وغني عن القول أنه كان حدثاً لم يكن أحد يتوقع حدوثه منذ عامين فقط، لكن «رؤية 2030»، التي أعلن عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عام 2016، غيرت أشياء كثيرة. فمنذ ذلك الوقت ورياح التغيير تتحرك بقوة، لتشمل مجالات إبداعية متنوعة، من ضمنها الموضة، باعتبارها متنفساً فنياً، وصناعة من شأنها أن تخلق وظائف جديدة، وتحرك السياحة وغيرها من القطاعات المرتبطة بها.
وما يمكن أن يقال عن الأسبوع أن ولادته لم تكن سهلة بسبب بعض اللوجيستيات، إلا أنها استحقت العناء والانتظار، لأنها كشفت عن مفاجأة لم يكن يتوقعها الأغلبية، وتتمثل في مصممات مبدعات كن رأسمال لا يقدر بثمن. فرغم مشاركة مصممين متمرسين في هذا المجال من دبي ولبنان وكازاخستان والبرازيل ومصر والولايات المتحدة الأميركية، فإن 3 مصممات سعوديات كن نجمات الأسبوع بلا منازع.
لكل واحدة أسلوبها الخاص، ورؤيتها الواضحة التي لا تشبه الأخرى. فتصاميم أروى بنوي تميزت بما يُعرف بالـ«ستريت ستايل»، لكن بأسلوب استمدته من البيئة السعودية، بينما مشاعل الراجحي تعاملت مع الأسلوب نفسه بطريقة مختلفة تماماً، تجمع المنطلق بالأنيق الذي يمكن أن تلبسه أي فتاة شابة في النهار أو المساء. ومن جهتها، اختتمت المصممة أروى العماري، صاحبة ماركة «آرام»، الأسبوع بتشكيلة موجهة للمساء والسهرة، كانت عبارة عن أزياء جاهزة تحاكي الـ«هوت كوتير» بدقتها وجمالها، ولم تستعمل فيها التطريز والترصيع على الإطلاق، ومع ذلك شعت بالجمال.
وفي حفل اختتام الأسبوع، علقت ميليسا تويغ، وهي صحافية تعمل في موقع «بيزنيس أوف فاشن» الشهير، بأنها سعيدة بأنها بقيت لليوم الأخير. وفي مصارحة جانبية، قالت: «في اليوم الأول، فكرت أن أقطع رحلتي، وأعود بعد يومين فقط، خصوصاً أن شواغلي كثيرة، لكني سعيدة جداً بأني بقيت للنهاية، لأرى بأم عيني أن قوة الأسبوع تكمن في المرأة السعودية». وتسكت لثوانٍ، ثم تضيف: «بالفعل، كنت سأفوت على نفسي فرصة التعرف على أعمالهن ومدى قوتهن». وما كانت ميليسا تويغ تُلمح له هو أنها لم تكن تتوقع الكثير من الأسبوع، بعد التأخيرات التي شهدها في المرة الأولى بسبب عدم حصول بعض الضيوف والعارضات على تأشيرات الدخول في الوقت المناسب، وفي المرة الثانية بسبب الطقس السيئ وبعض اللوجيستيات التي أدت إلى تأجيله لـ24 ساعة؛ كل هذا ولد شعوراً بعدم الثقة لدى البعض.
صحيح أن التأخير جزء لا يتجزأ من عروض الأزياء، إلا أن 24 ساعة طويلة بكل المقاييس، وهذا ما أثار كثيراً من اللغط والتشاؤم. ولحسن الحظ، فإن الرغبة في إنجاحه كانت جامحة، والحماس لتحقيقه كان معدياً وفي صالحه. فالمناسبة كانت تاريخية، تبرز فيها قوة المرأة، كما تعكس حجم الانفتاح الاجتماعي.
تقول المصممة أروى العماري بعد نهاية عرضها: «رغم أني تمنيت لو بدأ في اليوم المقرر له، فإننا يجب أن نتذكر أنه نجح في الأخير، وحقق المراد منه»، وتشير إلى أنها اضطرت لتحضير تشكيلتها في غضون شهر واحد فقط، لأنها لم تتلقَ الدعوة للمشاركة قبلها بوقت طويل، موضحة: «عندما كلموني لدعوتي للمشاركة، لم أتردد ولو لثانية... لم يكن خيار الرفض مطروحاً، لأن المشاركة في الأسبوع كمن يساهم في صنع التاريخ».
المصممة مشاعل الراجحي علقت على الأمر بدورها قائلة إنه «من الخطأ أن نُضخم الأمور ونعطيها حجماً أكبر. نعم، تمنينا لو أن التأخير لم يحصل، وربما نكون قد تسرعنا بعض الشيء، لكن كل هذا لا يهم في النهاية، فهذه أول مرة ننظم فيها أسبوعاً بهذا الحجم».
وتتابع بحماس: «لقد انتظرنا أن يكون لنا أسبوع خاص بنا طويلاً، لأن حاجتنا ماسة إلى منبر نستعرض فيه قدراتنا، ونخاطب من خلاله الآخر. وفكرة أن نعود إلى الوراء، أو حتى نلتفت إليه، لم تعد واردة. علينا الآن أن ننظر إلى المستقبل، ونستفيد من الأخطاء».
وتوافقها الرأي المصممة أروى بنوي، التي كانت تعرض من قبل في دبي وباريس، بقولها: «نعم، كانت هناك تحديات، لكني متأكدة أن القادم سيكون أفضل. حتى تسرعنا له مبرراته، لأن الإعلان عن (رؤية 2030) كان بمثابة إشارة للانطلاق، وبالتالي لم يكن من الممكن أن ننتظر أو نتمهل. كان من الضروري، وبمجرد تسلمنا الإشارة، أن نستغلها وننطلق بكل ما أوتينا من قوة نحو المستقبل».
وما كشفه الأسبوع أنه لا يمتلك البنية التحتية المطلوبة بعد، لكنه يمتلك رأسمالاً لا يُقدر بثمن، ولا يتوفر لدى كل أسابيع الموضة العالمية، لا سيما في التجربة الأولى، ألا وهو المواهب المتمثلة هنا في جيل من المصممات نجحن في إظهار قدرتهن على الابتكار، من دون أي رغبة في تقليد الغرب. مصممات متعلقات بثقافتهن، وفي الوقت ذاته مسكونات بأهمية تمكين المرأة في المجتمع؛ تشعر وأنت تتحدث مع أي واحدة منهن أن المسألة لا تتعلق بالأزياء، واستعراض مهاراتهن الفنية فحسب، بقدر ما تتعلق برسالة يردن إبلاغها للعالم: إنهن قويات، قادرات على دخول المنافسة العالمية، لو توفرت لهن وسائل الإنتاج بشكل صحيح.
من الناحية الفنية، لم تكن لديهن أية مشكلة على الإطلاق، حيث خطت كل واحدة منهن لنفسها خطاً مميزاً، يجمع الحداثة بالمعاصرة، مع احترام التقاليد والأعراف. فالثقافة السعودية، بالنسبة لكل من أروى بنوي ومشاعل الراجحي مثلاً، غنية يمكن الغرف منها بلا هوادة. ومع ذلك، فإن الجميل فيما قدمتاه أنهما لم يترجماها حرفياً، ولم يغرقا في فولكلورها. ما قامتا به أنهما أخذتا فكرة «ستريت ستايل»، وحلقتا بها بعيداً في اتجاهات مختلفة.
فأروى بنوي ركزت على تفاصيل بدوية وأقمشة تقليدية، تجسدت في استعمالها قماش الشماغ وألوان منطقة عسير المتوهجة، فضلاً عن تقنية التنجيد، وأبقت على الخطوط عصرية، بينما ركزت مشاعل على إيحاءات خفيفة من الشارع السعودي، ترجمتها في تصاميم أنيقة غلبت عليها خطوط واسعة اعتمدت فيها على البليسيهات، وأسلوب الطبقات المتعددة. وكانت النتيجة صورة أنيقة وشبابية في الوقت ذاته، مزجت في بعضها أكثر من قماش واحد. قطعة مثلاً جمعت القطن والمخمل، كان الرابط بينها شريط أبيض مرصع بأحجار محلية، يمكن أن تدخلها مناسبات المساء والسهرة بسهولة، وقطع أخرى كثيرة لعبت فيها على البليسيهات وراء الظهر لتخلق خطوطاً منسدلة تزينها طبقات من التول، وهكذا.
أما أروى العماري، فرسمت خطاً مختلفاً تماماً عنهما، واختتمت الأسبوع بتشكيلة موجهة للمساء والنهار، لم تبخل فيها بأي شيء يتعلق بالترف والإبهار سوى التطريز، معترفة بأنها لا تميل إليه: «لقد أصابني بنوع من التخمة، فالكل بات يستسهله ويستعمله... بالنسبة لي، أريد أن أقدم شيئاً مختلفاً يتماشى مع المجتمع السعودي حالياً».
الذوق السعودي بالنسبة لها تغير عما كان عليه في السابق، والمرأة الشابة لم تعد تُقبل على البريق الذي يأتي على حساب الخطوط الأنيقة والمدروسة: «لقد أصبحت تعرف أن ما يبدو رائعاً على منصات العروض تحت الإضاءة قد لا يناسبها بالضرورة في أرض الواقع، والجيل الجديد تحديداً يبحث عن البساطة الراقية، بعد أن تولدت لديه ردة فعل عكسية لكل ما هو مبالغ فيه. الآن، وعندما تريد أية واحدة شراء قطعة تميزها عن غيرها، فإنها تفكر أكثر من مرة».
وتوافقها مشاعل الراجحي الرأي بأن الشخصية السعودية بطبعها لا تميل إلى الاستعراض، والجيل الشاب تحديداً يريد أزياء تعكس هويته، رغم انفتاحه على العالم، ومتابعته لآخر صرعات الموضة. فالمرأة التي كانت تشتري أزياءها من الخارج، بدأت تشتري من الداخل، حسب قولها: «لا يمكن تجاهل أن هناك نقلة جذرية في الذوق السعودي حالياً. ومن تجربتي الشخصية، فإن كثيراً من زبوناتي يطلبن مني أن أصمم لهن فساتين سهرة خاصة. وعندما أقول لهن إن خطي ليس عن أزياء السهرة، يقترحن أن أضيف تفاصيل جديدة للارتقاء بها إلى هذه المناسبات، رغبة منهن في التميز، وهذا أكبر دليل على التغيير الذي أشرت إليه».
صور ضيفات الأسبوع أيضاً تؤكد هذا الأمر. فمن تحت عباءاتهن المطرزة الفاخرة، ظهرت أزياء عصرية بخطوط بسيطة قد لا تكون مستوحاة من «ستريت ستايل» الذي تعتمده كل من أروى ومشاعل، إلا أن عيون بناتهن كانت مشدودة إليها وتشي برغبة فيها، وهو ما يلخص الموجة السائدة.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.