وزير الخارجية الألماني من رام الله: لا نرى تقدماً ممكناً من دون الأميركيين

عباس التقى ماس ولودريان... وأصر على مؤتمر دولي والمبادرة العربية للسلام

الرئيس الفلسطيني خلال استقباله وزير الخارجية الألماني في رام الله أمس (رويترز)
الرئيس الفلسطيني خلال استقباله وزير الخارجية الألماني في رام الله أمس (رويترز)
TT

وزير الخارجية الألماني من رام الله: لا نرى تقدماً ممكناً من دون الأميركيين

الرئيس الفلسطيني خلال استقباله وزير الخارجية الألماني في رام الله أمس (رويترز)
الرئيس الفلسطيني خلال استقباله وزير الخارجية الألماني في رام الله أمس (رويترز)

قال وزير الخارجية الألماني، هيكو ماس، إن بلاده تدعم حل الدولتين؛ لكنها لا ترى إمكانية للتقدم في عملية السلام من دون وجود الإدارة الأميركية.
وأضاف ماس في مؤتمر صحافي عقده في رام الله، مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، بعد لقائه الرئيس محمود عباس: «نحن نعلم أهمية المسؤولية الدولية تجاه القضية الفلسطينية، ونعي هذا جيدا، لذلك يجب أن يكون هناك تقدم في عملية السلام، ونعتقد أنه من الصعب وجود مثل هذا التقدم من دون وجود الإدارة الأميركية».
وجدد ماس تأييد بلاده لحل الدولتين قائلا: «سمعت عن بدائل لحل الدولتين من قبيل حل الدولة الواحدة، وهنا أود أن أؤكد أننا نولي تحقيق حل الدولتين الاهتمام كله، بغض النظر عن المواقف الأخرى، وهذا ما يجب أن يحوز على الأغلبية في المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني».
وعبر ماس عن أمل بلاده ألا تغلق الأبواب أمام أي حوار، سواء مع الإسرائيليين أو داخليا.
وقال: «ليعيش الناس بسلام. الناس هنا عانوا كثيرا وانتظروا العيش بأمان، ونحن في أوروبا سنساعد في تحقيق السلام، والناس كذلك».
وتابع: «تحدثت مع الرئيس عباس حول الوضع هنا وفي قطاع غزة، وإمكانات تحسين الوضع، وسنعمل بالتعاون مع شركائنا للعمل على توفير مزيد من الدعم لوكالة غوث اللاجئين (الأونروا)؛ لأن تحسين الوضع الإنساني أمر مهم جدا، في هذا الوضع الصعب أشجع الناس: (لا تكسروا الجسور)، وهو ما ينطبق أيضا على المصالحة، وخاصة بعد الاعتداء المستهجن على رئيس الوزراء رامي الحمد الله».
ووصف ماس وجوده في رام الله بأنه يمثل إشارة مهمة على دور ألمانيا الذي تلعبه بنشاط في المنطقة.
وقال: «نحن في أوروبا نولي ذلك أهمية كبرى، وأن تكون هناك مساهمة إيجابية للتقدم بعملية السلام، وسنقوم بتحمل مسؤولياتنا لنقدم المزيد».
ووصل ماس إلى رام الله قادما من تل أبيب، حيث شدد في إسرائيل على العلاقات الخاصة التي تربط بلاده معها، وذكر أن الدفاع «عن أمن إسرائيل والتصدي لمعاداة السامية» يقع في محور نهج سياسات ألمانيا.
ولم يعترض الفلسطينيون على قول ماس إنه من دون وجود الإدارة الأميركية لا يمكن التقدم؛ لكنهم يراهنون على اتفاق يضمن وجود هذه الإدارة ضمن آلية متعددة.
ويأمل الفلسطينيون في إقناع ألمانيا ودول وازنة أخرى، بالعمل ضمن هذه الآلية، من أجل إطلاق عملية سلام جديدة.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن الرئيس عباس أكد لماس أن السلطة ملتزمة بالمفاوضات المباشرة مع إسرائيل؛ لكن وفق آلية دولية متعددة الأطراف.
وأضاف المالكي في المؤتمر الصحافي: «الرئيس أبلغ الوزير الألماني أنه لا بديل عن حل الدولتين (إسرائيل وفلسطين) على أساس الشرعية الدولية».
وشدد المالكي على أهمية الدور الألماني بشكل خاص، والأوروبي بشكل عام لتحقيق هذا الهدف.
وأضاف المالكي: «نحن نعتقد أن هذه الزيارة تعبر عن الاهتمام الألماني بالمنطقة، وزيارة الوزير هي تعبير عن هذا الاهتمام، لذلك أكد السيد الرئيس استعدادنا للتعاون والتنسيق والتشاور المستمر لرؤية دور فعال لألمانيا والاتحاد الأوروبي، من أجل الجهود التي تبذل للعودة للمفاوضات قريبا مع الإسرائيليين».
وأشار المالكي إلى أن الرئيس وضع الضيف في صورة الأوضاع الأخيرة، وخاصة ما حدث نتيجة لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها.
وقال المالكي إن عباس أبلغ ماس: «إننا نعتبر الإدارة الأميركية لم تَعد وسيطا مقبولا بيننا وبين الإسرائيليين، ولا بد من مؤتمر دولي تنبثق عنه مجموعة دولية متعددة الأطراف تلتزم بالشرعية الدولية ترعى العملية السياسية».
كما أكد عباس لماس، إيمانه المطلق بحل الدولتين، و«التزامنا بالمفاوضات المباشرة مع إسرائيل». وقال له: «إننا ملتزمون بمحاربة الإرهاب الدولي في كل مكان، ولهذا السبب وقعنا 85 بروتوكولا أمنيا مع 85 دولة في العالم على هذا الأساس، وملتزمون بكل قرارات الأمم المتحدة ونطالب بتطبيقها، ونعتقد أن مبادرة السلام العربية أساس جيد لهذه المفاوضات».
وتابع المالكي: «أكدنا للوزير الضيف أهمية العلاقات الوثيقة بين بلدينا، وكانت لدينا فرصة لشكرهم على الدعم والمساعدة لبناء القدرات والمؤسسات، منذ نشأة السلطة الوطنية، وحتى اللحظة، ونقدر لألمانيا مواقفها تجاه الحقوق الفلسطينية في المحافل الإقليمية والدولية».
وأردف: «نعول كثيرا على ألمانيا داخل الاتحاد الأوروبي وعلى أوروبا بشكل عام، ورؤيتنا أن شكلا متعدد الأطراف، مثل الرباعية، زائد مهم لتوفير المناخ المناسب للعودة إلى المفاوضات، وألمانيا هي جزء من هذا الإطار».
وفيما يتعلق بالاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين، أكد المالكي أن هذا الجهد متواصل ولم يتوقف.
وزيارة ماس لعباس سبقت زيارة مفترضة أمس لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وتهدف إلى نقاش كيفية إطلاق عملية سياسية.
وقال المالكي إن النقاش مع لودريان يركز على العملية السلمية وتعزيز العلاقات الثنائية والاعتراف بدولة فلسطين.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.