اعتبر فصيل سوري معارض أن إعلان روسيا موافقتها على خروج المقاتلين المعارضين من الغوطة الشرقية، باستخدام الممر الإنساني الآمن خلال ساعات الهدنة، بمثابة «تهجير» من المنطقة التي تتعرض لقصف مستمر حتى في أوقات الهدنة اليومية، فيما يواصل النظام قضم المناطق عبر عملية عسكرية واسعة يخوضها للسيطرة على الغوطة المحاصرة عسكرياً.
وقال وائل علوان، المتحدث باسم «فيلق الرحمن»، إحدى جماعات المعارضة الرئيسية في الغوطة، إن روسيا «تخالف قرار مجلس الأمن، وتصر على التصعيد العسكري لفرض التهجير» على سكان الغوطة الشرقية، وهو ما وصفه بأنه جريمة. وقال علوان إنه لا يوجد تواصل مع روسيا بشأن مقترح الانسحاب.
وأفادت وكالات أنباء روسية عدة، أمس (الثلاثاء)، بأن الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية المحاصرة بالقرب من دمشق سيسمح لها بالمغادرة عبر ممر إنساني مع عائلاتهم وأسلحتهم خلال الهدنة الإنسانية اليومية، بعدما أعطاهم الجيش الروسي الضوء الأخضر بذلك. وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان: «يضمن مركز المصالحة الروسي الحصانة لكل مقاتلي المعارضة الذين يقررون مغادرة الغوطة الشرقية بأسلحتهم الشخصية، ومع أسرهم»، وأضافت أنه سيتم توفير سيارات «وتأمين المسار بأكمله». كانت روسيا قد أعلنت سابقاً أنها طلبت من الفصائل المعارضة إجلاء الغوطة الشرقية، على غرار ما حصل في مدينة حلب نهاية عام 2016، الأمر الذي ترفضه الفصائل. وشنت قوات النظام السوري، أمس، غارات جديدة على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، موقعة المزيد من الضحايا المدنيين، بالتزامن مع معارك قلصت مناطق سيطرة الفصائل المعارضة إلى 60 في المائة من مساحة الغوطة، بحسب ما قاله «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي وثّق مقتل 800 مدني، بينهم 177 طفلاً في الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب دمشق.
ووثق المرصد السوري، الثلاثاء، مقتل 19 مدنياً على الأقل، بينهم 4 أطفال، في الغارات.
وتواصل القصف، رغم الهدنة الروسية المؤقتة التي تسري منذ أسبوع يومياً لخمس ساعات فقط، ويُفتح خلالها معبر لخروج المدنيين، إلا أن أي مدني لم يغادر طوال الأيام الماضية، وفق المرصد.
وإلى جانب الحملة الجوية العنيفة المستمرة منذ 18 فبراير (شباط) الماضي، تشنّ قوات النظام هجوماً برياً من الجبهة الشرقية، وقد حققت تقدماً سريعاً، وبات تسيطر على 40 في المائة من المنطقة المحاصرة، بعدما استعادت، ليلة الاثنين الثلاثاء، بلدة المحمدية. وتركزت الاشتباكات، أمس، على أطراف بلدات بيت سوى والأشعري (وسط) وافتريس (جنوب) والريحان (شمال شرق). كما وصلت قوات النظام، الثلاثاء، إلى أطراف بلدتي حمورية ومسرابا.
ويعود التقدم السريع، وفق مراقبين، إلى أن العمليات العسكرية تدور في منطقة زراعية ذات كثافة سكانية منخفضة، وهي تهدف إلى تقسيم الغوطة الشرقية إلى جزأين: شمالي حيث تقع دوما، وجنوبي حيث حمورية.
وأقر فصيل «جيش الإسلام» قبل يومين بانسحاب مقاتليه من الجهة الشرقية، موضحاً أنها «منطقة زراعية مكشوفة، ليس فيها تحصينات كالأبنية».
وزاد التصعيد العسكري الأخير من معاناة سكان الغوطة المحاصرين من قبل قوات النظام منذ 2013، والذين كانوا يعتمدون على مساعدات دولية تدخل بشكل متقطع، وعلى زراعات محلية، أو يأتون بالمواد الغذائية عبر طرق التهريب.
فصائل تصف المقترح الروسي لإخراج المقاتلين بـ«فرض تهجير»
فصائل تصف المقترح الروسي لإخراج المقاتلين بـ«فرض تهجير»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة