نتنياهو يتحدث عن عزم النمسا تغيير سياستها لصالح بلاده

TT

نتنياهو يتحدث عن عزم النمسا تغيير سياستها لصالح بلاده

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن النمسا تحت قيادتها السياسية اليمينية الجديدة، برئاسة المستشار الشاب سيباستيان كورتز، قررت إحداث تغيير جذري في سياستها تجاه إسرائيل، مشيراً إلى أن هذا التغيير سينعكس في شكل تصويتها في مؤسسات الأمم المتحدة.
وقال نتنياهو، إنه اجتمع إلى كورتز، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، في نهاية الأسبوع، وبعد نقاش معمق في شؤون السياسة، بدا أن الحكومة النمساوية التي تضم جناح اليمين المتطرف والمعادي للسامية، تنوي اتخاذ عدد من الخطوات لمحاربة معاداة السامية وتغيير سياسة النمسا تجاه إسرائيل. وأكد بيان رئيس الوزراء الإسرائيلي أن المستشار النمساوي تعهد بتغيير نمط تصويت النمسا في المحافل الدولية والأمم المتحدة، وأن تدعم النمسا ترشيح إسرائيل لعضوية مجلس الأمن الدولي في المستقبل.
ونقل نتنياهو على لسان كورتز إعلان تحمل حكومة النمسا «مسؤولية تاريخية لبلاده في الإبادة الجماعية لليهود في الحرب العالمية الثانية خلال إحياء ذكرى الهولوكوست». وأضاف أن «كورتز سجل سبقاً على بقية الدول الأوروبية باعتراف حكومته النمساوية الغضة صراحة بالطابع اليهودي لإسرائيل».
وكانت إسرائيل قد قاطعت رسمياً وزيرة خارجية النمسا، كارين كنيسل اليمينية المتطرفة، ورئيس حزب الحرية هاينز كريستيان شتراخه، المعروف كحزب أسسه النازيون الجدد، الذي يعتبر معادياً للسامية ويرفض الاعتراف بالهولوكوست. وسحبت إسرائيل سفيرها لدى النمسا عام 2000، مع انضمام حزب الحرية إلى الحكومة، وإشادة زعيمه آنذاك يورغ هايدر بهتلر وقدامى وحدات النخبة النازية «إس إس»، لكن العلاقات استعيدت عام 2003، خلال تولي آرييل شارون رئاسة الحكومة الإسرائيلية. وحاول شتراخه تحسين العلاقات مع إسرائيل، وزارها عدة مرات، آخرها كان في أبريل (نيسان) عام 2016، عندما التقى وزراء في حكومة نتنياهو. وينتقد شتراخه تشدّد الإسلام السياسي في أوروبا، ويدعو إلى مزيد من القيود على «المتطرفين».
واعتبر نتنياهو أن هذا التغيير في سياسة النمسا يعد إنجازاً له، و«ينضم إلى سلسلة طويلة من الإنجازات السياسية» لحكومته. وعندما سأله أحد المراسلين الإسرائيليين عن تفسيره لبيان البيت الأبيض في واشنطن، الذي اتهمه بالكذب بسبب ادعائه أنه يبحث مع الإدارة الأميركية في ضم المستوطنات في الضفة إلى السيادة الإسرائيلية، أجاب نتنياهو بأن «الإدارة الأميركية وضعت هذه القضية خلفنا، ونحن نتقدم معها إلى الأمام». وأكد أن من المقرر أن يجتمع مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في الخامس من مارس (آذار) المقبل في البيت الأبيض. وقال نتنياهو إن تعيين هذا اللقاء تم بعد أن قرر أن يشارك هذه السنة في مؤتمر اللوبي اليهودي (آيباك) في الولايات المتحدة.
وحسب صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، فقد أكد مسؤول رفيع في البيت الأبيض نبأ هذا اللقاء، وقال إن «الإدارة وضعت خلف ظهرها، قضية قانون السيادة (على المستوطنات)»، الذي تسبب، كما يذكر، في صدور تكذيب فظ من البيت الأبيض قال فيه إن أقوال نتنياهو في هذا الشأن هي كذب.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.