بعيداً عن زحام وسط القاهرة، افتتح الفنان ووزير الثقافة المصري الأسبق فاروق حسني، مساء أول من أمس (السبت)، معرضه الفني السنوي، بغاليري بيكاسو بمنطقة التجمع الخامس.
وهذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها حسني بمعرضه إلى القاهرة الجديدة (شرق العاصمة)، حيث اعتاد طوال فترة عمله وزيراً للثقافة، على إقامته بحي الزمالك، وحتى عندما ترك الوزارة لم يتخل عن الزمالك أو منطقة وسط القاهرة، لكنه قرر هذه المرة أن يكسر الروتين الذي مارسه لسنوات، وغادر العاصمة المزدحمة.
وعن سبب اختياره المكان هذه المرة، يقول فاروق حسني لـ«الشرق الأوسط»: إن حي الزمالك، الذي يسكن فيه حالياً: «أصبح بعيداً» على كثير من أصدقائه وعشاق فنه، ويضيف: «قررت أقرّب من الناس وأذهب إليهم في مكان تواجدهم؛ لتسهيل حضورهم المعرض».
وشهدت القاعة التي تحتل فيلا أنيقة بشارع التسعين بالتجمع الخامس، حضوراً كبيراً من الفنانين، منهم إلهام شاهين وليلى علوي، فضلاً عن إعلاميين والشخصيات العامة، تفرقوا في طابقيها يشاهدون 60 لوحة جديدة.
لم يمزج حسني هذا العام التشخيص بالتجريد، لكنه لا يزال يعايش مرحلة ميتافيزيقية على «ورق» و«توال»، تموج اللوحات بمساحات لونية متداخلة نابضة بإيقاع فانتازي بعيداً عن التشخيص؛ إذ تجسد اللوحات إيقاعاً مختلفاً نابعاً عن تجربة حسية مغايرة عن لوحات العام الماضي.
وعن خصوصية المعرض، يقول حسني: «خرجت هذه اللوحات نتيجة مزيج من المشاعر والأحاسيس التي أعايشها، وظهر ذلك في استخدام المساحات الهامشية لتصبح مساحات لونية أساسية». ويضيف: «يعتبر هذا المعرض بداية للنشاط الفني للعام الحالي، وسوف يستمر المعرض حتى نهاية الشهر الحالي، على أن يطوف عدداً من الدول العربية في الأشهر المقبلة».
يرفض فاروق حسني إطلاق أسماء على معرضه أو لوحاته، كما أنه لا يقبل أن يشرح مضمون لوحاته أو ما ترمز إليه، ودائماً ما يرد بابتسامة عندما يحاول أحدهم أن يفسر إحدى لوحاته أو يكشف ما تحتويه من رموز، ويقول: إن «اللوحة هي دفقة شعورية، ومزيج من الألوان والمشاعر التي يتلقاها كل فرد بصورة مختلفة»، مشيراً إلى أن «كل لوحة تحمل معنى بالنسبة له، لكنه لا يفرض هذا المعنى على جمهوره».
ورغم أنه لا يحب الحديث عن لوحاته أو تفسيرها، فإنه وضع بعض الجمل بتوقيعه على جدران القاعة تعبّر عن رؤيته الفنية، فتقول إحدى الجمل على الجدار: «لا أستخدم التجريد لمجرد التعبير عن الإفصاح، لكن من أجل ما يعطيه من تحرر»، وتقول أخرى: «إذا كانت البداية مرئية فالنهاية مطلقة».
وبرع حسني في مزج الألوان بصورة نقية تعطي المتلقي إحساساً بالعمق وما يموج بداخله من مشاعر وأحاسيس لحظية أثناء رسمه، فهو يستعين بألوان الأكريليك والأكوالين ذوي الوسيط المائي بصورتها الأصلية دون الاستعانة بالأكسدة أو الخلط؛ لذا تخرج اللوحات وكأنها طازجة ذات ملمس مخملي ناصعة.
ويلفت حسني إلى أن «استخدامه الألوان يتوقف على الحالة الشعورية»، ورغم تجديده هذا العام باستخدام ألوان جديدة، فإن الألوان التقليدية التي اعتاد استخدامها ما زالت حاضرة بوضوح، وعلى رأسها اللونان الأزرق والأصفر».
ويشرح أستاذ الفنون الجميلة الدكتور أشرف رضا: إن «المعرض يمتاز بالتنوع والمجموعات الجديدة من الألوان التي تميز بها والعناصر والمفردات التي اشتهرت بها أعماله، كما تضمن عودة لاستخدام بعض المفردات الجديدة، ويسيطر عليها هذا العام اللون الأخضر، وهو رمز للخير والسلام والطمأنينة».
فاروق حسني بعيداً عن الزحام وقريباً من الألوان الجديدة
أحدث معارضه يضم 60 لوحة وليلى علوي وإلهام شاهين حضرتا افتتاحه
فاروق حسني بعيداً عن الزحام وقريباً من الألوان الجديدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة