لبنان يحكم بالإعدام على «دواعش» ذبحوا وقتلوا جنوداً

TT

لبنان يحكم بالإعدام على «دواعش» ذبحوا وقتلوا جنوداً

حَكَم القضاء العسكري في لبنان بالإعدام على عناصر من تنظيم داعش، تورّطوا في ذبح عسكريين في الجيش اللبناني، ممن كانوا أسرى لدى التنظيم في الجرود على الحدود الشرقية، وقَتْل عددٍ آخر من الجنود في معارك عرسال (البقاع اللبناني) التي وقعت في الثاني من أغسطس (آب) 2014، وخطف عسكريين وتعذيبهم.
وقضت المحكمة العسكرية برئاسة العميد حسين عبد الله، بإنزال عقوبة الإعدام وجاهياً بحق اللبناني الموقوف بلال ميقاتي، بعدما أدانته بإقدامه على «ذبح الرقيب في الجيش اللبناني علي السيّد وفصل رأسه عن جسده، والتورّط في جريمة ذبح الجندي في الجيش عباس مدلج».
كما أنزلت عقوبة الإعدام أيضاً بحق الموقوف عمر أحمد سليم ميقاتي (الملقّب أبو هريرة)، وأدانته بجرم «التدخل بجريمة ذبح مدلج وإتلاف جثّة الرقيب علي السيّد»، وطاولت عقوبة الإعدام الموقوف بلال العتر، المتهم بـ«الانتماء إلى مجموعة أحمد ميقاتي الملقب بـ(أبو الهدى)، الذي خطّط لإنشاء إمارة إسلاميّة في شمال لبنان تخضع لإمارة تنظيم داعش».
وفي القضية نفسها، حكم بالأشغال الشاقة سبع سنوات على اللبناني أحمد كسحة، بتهمة «الانتماء إلى مجموعات إرهابية، وشنّ هجوم على مراكز الجيش في عرسال، وقتل وجرح عسكريين ومدنيين وأَسْر عدد من عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي»، وتراوحت الأحكام التي طالت 20 موقوفاً أيضاً، بين البراءة والأشغال الشاقة المؤبدة.
وكانت المحكمة العسكرية استجوبت الشيخ مصطفى الحجيري الملقب «أبو طاقيّة»، الذي يُحاكَم في أحداث عرسال التي وقعت بين الجيش اللبناني ومسلحي «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش»، ونتج عنها مقتل عشرات العسكريين وخطف جنود من الجيش وتصفية عدد منهم، وكشف الحجيري أنّ «أبو صهيب التلّي» هو من «اتخذ القرار بقتل اثنين من العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة، هما علي البزال ومحمد حميّة». وأفاد الشيخ الموقوف بأن «أبو صهيب قدّم حجته على قتل العسكريين الشيعة، بنيّة التقرّب من الله، خصوصاً أن الطائفة الشيعية في لبنان تبايع (حزب الله)، وتؤيد قتاله في سوريا وقتل الشعب السوري». ونفى ما نُسِب إليه على أنه «الأمير الشرعي لجبهة النصرة»، معتبراً أن «(النصرة) و(داعش) هما الفصيلان اللذان دمَّرا أهداف الثورة السورية».
وقال: «لم تصبح علاقتي وثيقة بأبو مالك التلي (أمير النصرة في منطقة القلمون السوري)، إلّا بعدما كلّفتني الحكومة اللبنانيّة بالتفاوض في ملف العسكريين». وأضاف: «لو كنت الأمير الشرعي لـ(النصرة)، لما كلّفني اللواء عباس إبراهيم (مدير عام جهاز الأمن العام اللبناني) بالتفاوض معهم على إطلاق العسكريين المخطوفين، ولو كنتُ كذلك، لذهبتُ في نفس الباصات التي رحّل بها مقاتلو (النصرة)، ولكنتُ أصبحت اليوم في مدينة إدلب السورية، ولما كنت اليوم في السجن، أنا فضّلت البقاء في بلدي رغم معرفتي بأنّي ملاحَق بعدد من مذكرات التوقيف».
ونفى الحجيري ما نُسِب إليه عن اشتراكه بـ«خطف صحافي دنماركي في عرسال وتقاضيه مبلغ 45 ألف دولار لنفسه وتقاضي ابنه 90 ألف دولار»، كما أنكر الاتجار بالأسلحة والذخائر ونقلها للمجموعات الإرهابية في سوريا». وتابع: «أنا لا أُجيز قتل الأبرياء ولا العمليات الانتحارية ولا أعرف أي انتحاري دخل لبنان».
ولسماع إفادات عدد من الشهود من بينهم نجلا «أبو طاقية» عبادة وبراء الحجيري، أُرجِئَت الجلسة إلى السادس من مارس (آذار) المقبل على أن تكون مخصّصة للمرافعات وإصدار الحكم.



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.