فرنسا وبريطانيا تتمسكان باتفاق «الصخيرات» لحل الأزمة الليبية

«خارجية الوفاق» تطلب توضيحاً من إيطاليا لقرار زيادة قواتها

مسافرون ينتظرون أمتعتهم إثر عودة حركة الطيران إلى مطار معيتيقة بعد نحو 5 أيام من إغلاقه نتيجة الاشتباكات العنيفة في محيطه (أ.ف.ب)
مسافرون ينتظرون أمتعتهم إثر عودة حركة الطيران إلى مطار معيتيقة بعد نحو 5 أيام من إغلاقه نتيجة الاشتباكات العنيفة في محيطه (أ.ف.ب)
TT

فرنسا وبريطانيا تتمسكان باتفاق «الصخيرات» لحل الأزمة الليبية

مسافرون ينتظرون أمتعتهم إثر عودة حركة الطيران إلى مطار معيتيقة بعد نحو 5 أيام من إغلاقه نتيجة الاشتباكات العنيفة في محيطه (أ.ف.ب)
مسافرون ينتظرون أمتعتهم إثر عودة حركة الطيران إلى مطار معيتيقة بعد نحو 5 أيام من إغلاقه نتيجة الاشتباكات العنيفة في محيطه (أ.ف.ب)

فيما أكدت فرنسا وبريطانيا على أن اتفاق «الصخيرات» الموقع في المغرب يظل السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة الحالية في ليبيا، طلبت حكومة الوفاق الوطني الليبية توضيحاً رسمياً من السلطات الإيطالية حول قرار البرلمان الإيطالي مؤخراً بشأن تعزيز التواجد العسكري لروما في مدينة مصراتة.
وقالت وكالة «الأنباء الليبية» الموالية للحكومة، التي يترأسها فائز السراج، إن وزارة الخارجية بالحكومة سلمت أول من أمس، مذكرة إلى السفارة الإيطالية في طرابلس حول قرار زيادة القوات الإيطالية في ليبيا، قبل أن تنقل عن مسؤول الإعلام بالخارجية قوله، إن «الوزارة طلبت توضيحاً عاجلاً من الحكومة الإيطالية حول تصويت البرلمان الأربعاء الماضي على قرار، يتضمن زيادة عدد القوات في ليبيا».
وقال تحالف القوى الوطنية، الذي يترأسه الدكتور محمود جبريل، إنه «إذ يرفض كل أشكال التواجد العسكري الأجنبي على الأراضي الليبية أياً كان مصدرها أو نوعها»، فإنه «يُدين التدخل العسكري الإيطالي الذي لا يمثل فقط انتهاكاً للسيادة، بل تحدياً واضحاً لمشاعر الليبيين».
واعتبر التحالف في بيان، أول من أمس، أن «تعدد أشكال التواجد العسكري الأجنبي في ليبيا هو انعكاس واضح لصراع هذه الدول السياسي وتصادم مصالحها على الأرض الليبية، سواء بتواطؤ عناصر ليبية أو من دونه، وهو ما يُشكّل عقبة رئيسية لأي حلول أو توجهات تتبناها المنظمة الأممية لحل الأزمة الليبية».
ودعا التحالف بعثة الأمم المتحدة إلى توضيح موقفها من هذا التواجد العسكري الأجنبي، مندداً بـ«تصرفات المسؤولين الليبيين، الذين يشرعنون مثل هذا الانتهاك والتواجد».
وأرسلت إيطاليا، بناء على طلب حكومة السراج، بعثة عسكرية في سبتمبر (أيلول) عام 2016 إلى مدينة مصراتة، التي تبعد 200 كيلومتر شرق طرابلس، تضم قرابة 100 عنصر من القوات الخاصة، لتقديم الحماية للمستشفى الميداني الإيطالي، الذي أُقيم داخل قاعدة مصراتة الجوية، حيث تتلقى عناصر قوات حكومية تابعة للسراج العلاج، إثر إصابتهم خلال معارك العام الماضي ضد تنظيم داعش في مدينة سرت الساحلية.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان سيترأس مع نظيره الجزائري عبد القادر مساهل الرئاسة المشتركة للاجتماع الرابع عشر، الذي سيعقده اليوم وزراء الشؤون الخارجية «لمجموعة الحوار 5 + 5» لغرب حوض البحر الأبيض المتوسط.
وأضافت الخارجية الفرنسية في بيان لها أن «الوزيرين سيسعيان في هذه المناسبة إلى إيجاد أجوبة ملموسة للإشكاليات التي تتعلق بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والمستدامة، والهجرة وجيل الشباب في بلدان «مجموعة الحوار 5 + 5». وستشمل أنشطتهما أيضاً تعزيز التعاون الأمني من أجل التصدّي للأزمات الإقليمية، ولا سيما في ليبيا ومنطقة الساحل.
وتضم «مجموعة الحوار 5 + 5» إسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا والبرتغال، بالإضافة إلى الجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا وتونس، علماً بأنها تشكلت بهدف الشروع في إقامة تعاون إقليمي في غرب حوض البحر الأبيض المتوسط.
من جهتها، قالت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية إن الاجتماع «فرصة لتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية، خاصة المتعلقة بالأمن ومكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف والهجرة».
وسيسبق الاجتماع لقاء آخر سيعقده وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بمقره في العاصمة البلجيكية بروكسل غداً مع رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة، وذلك لبحث أوضاع المهاجرين غير القانونيين في ليبيا.
وأكد الاجتماع الـ35 للقمة الفرنسية - البريطانية على دعم البلدين الكامل لخطة العمل التي وضعها سلامة، واعتبر أن الحل الشامل القائم على الاتفاق السياسي الليبي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة الحالية في ليبيا، في إشارة إلى اتفاق الصخيرات المبرم نهاية عام 2015 بالمغرب برعاية أممية.
في سياق آخر، أعلنت مصلحة المطارات الليبية، التابعة لحكومة السراج، أمس، عودة حركة الطيران إلى مطار معيتيقة في العاصمة طرابلس، بعد نحو خمسة أيام من إغلاقه بسبب الاشتباكات العنيفة، التي اندلعت حول محيط المطار بين الميليشيات المسلحة في المدينة، ما أدى إلى مقتل 21 شخصاً وإصابة 69 آخرين، بينهم عدد من المدنيين.
من جهة أخرى، بثت شعبة الإعلام التابعة للجيش الوطني الليبي، مشاهد من تدريبات قالت إنها نوعية على العمليات العسكرية الشاملة في الظروف الوعرة المتمثلة في الأراضي الجبلية والطقس البارد، مشيرة إلى أن إدارة المشاة والمدرعات نفذت هذه التدريبات خلال مشروع الرماية للدفعة الأولى التخصصية المتكونة من ضباط وضباط صف وجنود.
وكانت السلطات الأمنية في مدينة بنغازي بشرق البلاد، قد أعلنت أول من أمس عن اعتقال شخص متهم باغتيال المقدم إبراهيم المجبري، الحارس الشخصي للمشير خليفة حفتر القائد العام للجيش.
واغتيل المقدم المجبري، والمعروف بابن بركة في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، داخل مزرعته في منطقة بوعطني في بنغازي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.