رعب الميليشيات يتصاعد ومصير مجهول لقيادية موالية لصالح

TT

رعب الميليشيات يتصاعد ومصير مجهول لقيادية موالية لصالح

استمرت ميليشيا الحوثيين الانقلابية في صنعاء والمحافظات التي تسيطر عليها في التنكيل بمعارضيها الموالين لحزب «المؤتمر الشعبي» والرئيس الراحل علي صالح، رغم «العفو العام» الذي أصدره الحوثي، فيما أفادت مصادر في الحزب بأن القيادية والوزيرة في حكومة الانقلاب غير المعترف بها دولياً فائقة السيد اختفت من منزلها وسط ظروف غامضة.
كما رفعت الميليشيا من وتيرة إجراءات الأمن، ونشرت العشرات من نقاط التفتيش في الضواحي الشمالية والشرقية للعاصمة والطرق الممتدة إلى «أرحب ونهم وبني حشيش»، في خطوة يرى سكان صنعاء أنها تعكس الرعب المتصاعد لدى قيادات الحوثي جراء انكسار مقاتليهم في جبهة نهم، واقتراب القوات الحكومية من أطراف المدينة.
وقالت المصادر «المؤتمرية» إن فائقة السيد، وهي من ضمن ممثلي حزب «المؤتمر» (جناح صالح) في الجولات السابقة من مفاوضات السلام بين الحكومة الشرعية والانقلابيين، لم تعد إلى منزلها في صنعاء منذ خروجها رفقة سائقها السبت الماضي، دون أن تستبعد المصادر قيام الميليشيا الحوثية باعتقالها، فيما حاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بمكتبها لمعرفة تفاصيل أكثر دون تلقي أي رد.
وكانت السيد ضمن قيادات في الحزب ومسؤولين في حكومة الانقلاب وأعضاء في البرلمان رهن الإقامة الإجبارية المفروضة من الميليشيا عقب انتفاضة الثاني من ديسمبر (كانون الأول) ضد الجماعة، التي أدت إلى مقتل الرئيس السابق والعشرات من رفاقه العسكريين والمدنيين، واعتقال المئات من أنصاره.
وفي غضون ذلك، عممت الميليشيات على مسلحيها صوراً لمطلوبين من حزب المؤتمر، وناشطين وإعلاميين، بعضهم كان قد نجح في الفرار من صنعاء إلى عدن، فيما أفادت المصادر أن نقطة للميليشيا في منطقة «دمت»، شمال محافظة الضالع، اعتقلت الإعلامي المؤتمري عادل السياغي، وكذا القيادي في الحزب والزعيم ناصر الحياني، في أثناء محاولتها الفرار باتجاه عدن.
ووصلت القيادية في الحزب والمسؤولة في الحكومة الانقلابية نورا الجروي أول من أمس إلى مأرب هرباً من الميليشيا، معلنة انضمامها إلى الشرعية، كما نجح الإعلامي والناشط يحيى العابد، وهو مقرب من أسرة الرئيس السابق، في الوصول إلى سيئون، بعد أن فر من قبضة الحوثيين.
إلى ذلك، أفادت مصادر محلية في محافظة إب بأن مسلحي الحوثي قتلوا سائق عربة لنقل الركاب، على خلفية تعليقه صورة للرئيس السابق، وقالت إن الميليشيا قتلته بدم بارد في نقطة لها في منطقة «مشورة»، بعد رفضه إزالة صورة صالح، ولم تكتف بذلك بل قامت برمي جثته من أعلى منحدر مجاور.
وكان شيخ قبلي في ذمار وحلاق في صنعاء قد لقيا مصيراً مشابهاً قبل أيام للسبب ذاته، في ظل استمرار عمليات القمع والتنكيل بأنصار الرئيس السابق، وما رافق ذلك من أساليب ممنهجة لاقتحام المنازل ونهبها، ومصادرة ممتلكات صالح وأقاربه والموالين له.
وفي السياق نفسه، كشف وزير الدولة في حكومة الشرعية صلاح الصيادي أن الميليشيات الحوثية قامت بتصفية العقيد في الحرس الجمهوري محمد عبد الله وأسرته كاملة (زوجته وأولاده الأربعة) رمياً بالرصاص، عند مرورهم من المخرج الجنوبي للعاصمة صنعاء في منطقة السواد، ولم يشر الوزير الصيادي في تصريحه إلى زمان وقوع الحادث، لكنه قال إن الضابط عاد قبل مدة من حضرموت إلى صنعاء.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.