«مهرجان بيروت الدولي للسينما» تتقاسم جوائزه أعمال تركية وإيرانية

الفيلم السعودي «فضيلة أن تكون لا أحد» يفوز بجائزة لجنة التحكيم لأنه جريء

الفائزون في «مهرجان بيروت الدولي للسينما»
الفائزون في «مهرجان بيروت الدولي للسينما»
TT

«مهرجان بيروت الدولي للسينما» تتقاسم جوائزه أعمال تركية وإيرانية

الفائزون في «مهرجان بيروت الدولي للسينما»
الفائزون في «مهرجان بيروت الدولي للسينما»

فاز الفيلم السعودي «فضيلة أن تكون لا أحد» للمخرج السعودي بدر الحمود، بجائزة لجنة التحكيم عن فئة الأفلام القصيرة، في ختام «مهرجان بيروت الدولي للسينما» مساء الخميس. وتقاسمت الأفلام الإيرانية والتركية أربعا من الجوائز الخمس التي وُزعت في ختام الدورة السابعة عشرة من المهرجان، في مسابقتي الأفلام الوثائقية والقصيرة، في حين ذهبت الجائزة الخامسة إلى الفيلم السعودي. وكان هذا الفيلم قد حاز سابقاً على جائزة مهرجان دبي لأفضل فيلم خليجي، وهو يروي قصة رجلين أحدهما ثلاثيني وآخر ستيني أعور العين، يدور بينهما حوار مؤثر، حول ثيمة رئيسية هي الوحدة والفقد. الفيلم مدته 25 دقيقة، كتبه وأخرجه وأنتجه بدر الحمود، هو من بطولة إبراهيم الحساوي ومشعل المطير، وتصوير عبد الله الشريدة.
وبعد توزيع الجوائز على الأفلام الفائزة، اختتم المهرجان بالفيلم التحريكي Loving Vincent للبريطاني هيو ويلتشمان والبولونيّة دوروتا كوبييلا. وحضر ويلتشمان العرض وألقى كلمة قدّم فيها لفيلمه الذي يتناول آخر أيام حياة الرسّام فينسنت فان غوغ قبل انتحاره، وقد استغرق العمل على هذا الفيلم سبعة أعوام وشارك فيه 125 رساماً من كل أنحاء العالم.
وأشاد بالأفلام التي تم اختيارها لبرنامج المهرجان، ووصفه بأنّه «مهم جداً للبنان وذو سمعة طيبة في العالم». وقال إن «أهم درس في فيلمه يتمثل في أنّ الفن يستطيع أن يحدث فرقاً في العالم». وتحدث عن مميزات فان غوغ وتفاصيل الفيلم وتقنياته.
وتولّت عضو لجنة التحكيم الممثلة الفرنسية فاهينا جيوكانتي إعلان النتائج نيابة عن اللجنة التي ترأسَها المخرج الأميركي جوناثان نوسيتر والمخرج الأرجنتيني سانتياغو أميغورينا، وضمّت أيضاً المخرج اللبناني زياد دويري.
ومنحت لجنة التحكيم جائزة أفضل فيلم قصير إلى الفيلم الإيراني «فتاة في وسط الغرفة» (دختري در ميان) للمخرج كريم لك زادة. ووجدت لجنة التحكيم أنّ الفيلم «طريف وفي الوقت نفسه مؤثر وفيه جانب مبتكر ليس فقط على صعيد السيناريو إنّما أيضا من ناحية اللغة السينمائية التي يستخدمها». ويتناول الفيلم قصة رجل عجوز في بيت للضيافة، يخطط مع أصدقائه للقاء ابنته المقيمة في ألمانيا منذ عشرات السنين.
ونال فيلم (Yolcu Passenger) للمخرج تشيم أوزاي المرتبة الثانية في فئة الأفلام القصيرة، إذ رأت لجنة التحكيم أنّ فيه «لقطات من أجمل» ما شاهدته خلال المهرجان. ويحكي الفيلم قصة سائق شاحنة حصل على حضانة ابنه خلال وجود الأم في السجن، لكنّهما اضطرا إلى الإقامة في الشاحنة.
أمّا الجائزة الثالثة لأفضل فيلم قصير فذهبت إلى فيلم «جاء ذلك الرجل على فرس» (آن مرد با اسب آمد) للمخرج حسين ربيعي. وأشادت لجنة التحكيم بـ«نعومة هذا الفيلم»، معتبرة أن «بساطته الجميلة من حيث الشكل تترافق بشكل رائع مع مضمونه». ويتمحور هذا الفيلم على قصة شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة يقع في حب ابنة جيرانه، مما يسبب صراعاً بين العائلتين.
ونال فيلم «فضيلة أن تكون لا أحد» للمخرج السعودي بدر الحمود جائزة لجنة التحكيم الخاصة، التي نص بيانها على الآتي: «إنه فيلم أفرحنا بقصته غير المألوفة، وبالطريقة الجريئة والمتقنة في تطور شخصياته الرئيسية». وهذا الفيلم الذي فاز بجائزة أفضل فيلم خليجي قصير في مهرجان دبي الدولي للسينما 2016. وبجوائز عدة أخرى، هو عن لقاء غير متوقع يجمع شاباً فقد عائلته مع رجل عجوز وأعور.
أمّا جائزة أفضل فيلم وثائقي فأعطيت بإجماع أصوات أعضاء اللجنة لفيلم «لا مكان للدموع» للتركية ريان توفي عن الحرب في كوباني وتوق سكانها النازحين للعودة إليها. وقالت اللجنة: «ماذا يمكننا أن نطلب من فيلم وثائقي؟ أن يطلعنا على أمور نجهلها عن العالم، عن وضع اجتماعي أو بيئي أو سياسي أو جغرافي، عن أنفسنا، عنا كبشر، عما يجعلنا مختلفين عن الأشخاص الذين نراهم في الفيلم أو مشابهين لهم، وهذا الفيلم يقدم كل ذلك ببراعة».
وتحدثت توفي بعد تسلّمها الجائزة، فأهدت فيلمها «إلى كل المحرومين من حرية التعبير والساعين إليها»، مشدّدة على رفض الرقابة.
أما جائزة أفضل فيلم روائي وفق تصويت الجمهور فكانت من نصيب I am not your negro للمخرج الهاييتي راوول بيك. ويدور الفيلم حول العنصرية في الولايات المتحدة من خلال كلمات وكتابات الكاتب الأميركي الأسود جيمس بالدوين.
وقبل عرض فيلم الاختتام Loving Vincent تولى مخرجه هيو ويلتشمان سحب ثلاث من 600 ورقة «تومبولا» تم توزيعها على الحاضرين. ونال الفائزون الثلاثة جوائز قدّمتها شركة «رويال تالنس» التي استخدم أدواتها الرسامون الذين تعاونوا على إنجاز الفيلم، وهي شركة عريقة كان فان غوغ نفسه يستخدم موادها لرسم لوحاته.


مقالات ذات صلة

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.