«فريق تقييم الحوادث» يفنّد ادعاءات تورط التحالف في انتهاكات باليمن

حادثة فج عطان قيد التحقيق... والحوثيون حولوا مصنعاً للمشروبات مخزناً لقواعد صواريخ

المتحدث باسم «فريق تقييم الحوادث» في التحالف منصور المنصور خلال المؤتمر الصحافي بالرياض أمس (تصوير: بشير صالح)
المتحدث باسم «فريق تقييم الحوادث» في التحالف منصور المنصور خلال المؤتمر الصحافي بالرياض أمس (تصوير: بشير صالح)
TT

«فريق تقييم الحوادث» يفنّد ادعاءات تورط التحالف في انتهاكات باليمن

المتحدث باسم «فريق تقييم الحوادث» في التحالف منصور المنصور خلال المؤتمر الصحافي بالرياض أمس (تصوير: بشير صالح)
المتحدث باسم «فريق تقييم الحوادث» في التحالف منصور المنصور خلال المؤتمر الصحافي بالرياض أمس (تصوير: بشير صالح)

فنّد الفريق المشترك الخاص بتقييم الحوادث التي تجري على الأراضي اليمنية، ادعاءات مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي اتهم قوات تحالف دعم الشرعية بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين في اليمن، وذلك بعد ساعات من صدور تلك الاتهامات.
وقال منصور المنصور، المستشار القانوني والمتحدث باسم فريق تقييم الحوادث، في رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، إن التحقيقات التي أجراها الفريق لم تتوصل إلى وجود انتهاكات جسيمة ومتعمدة ارتكبها التحالف ضد المدنيين، خلافا لسقوط مدنيين في حوادث عرضية تم التحقيق بشأنها.
وخلال الأسابيع الماضية، أجرى الفريق المشترك لتقييم الحوادث تحقيقات في 15 حالة ادعاء رفعت ضد قوات تحالف دعم الشرعية من عدد من المنظمات الدولية وغير الدولية، غالبيتها وردت في التقرير السنوي لمفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن الأوضاع في اليمن الصادر في أغسطس (آب) 2016.
وعلى نحو عام، تأكد لفريق تقييم الحوادث، سلامة الإجراءات التي اتبعها التحالف في غالبية الادعاءات التي تم التحقيق بشأنها، فيما طلب الفريق من التحالف تعويض المتضررين من 3 حالات استهداف غير مقصودة؛ الأول بحق حفارة آبار في محيط منطقة أرحب الزراعية مشابهة إلى حد كبير لمنصة إطلاق الصواريخ الباليستية؛ حيث كان ذلك ردا على التهديد الباليستي الموجه للسعودية فجر يوم عرفة بموسم حج العام ما قبل الماضي. والثاني كان من نصيب أحد مرافق «جامعة سبأ» كان قريباً من هدف مشروع يتمثل بمنزل مهجور استخدم في تخزين الأسلحة والذخائر. والثالث للاستهداف بالخطأ منزلا في حي السبعين، وكان موجها لمقر أحد القيادات الحوثية المخطط للهجمات الصاروخية بحق السعودية، وتسبب خطأ تقني في أنظمة الطائرة بانحراف القنبلة عن هدفها، حيث كان المنزل المتضرر يبعد مسافة تقدر بـ85 مترا عن الهدف الأصلي.
ولم تغب الحادثة التي وقعت في منطقة فج عطان بالعاصمة صنعاء، عن مجريات المؤتمر الصحافي الذي عقده فريق تقييم الحوادث في «قاعدة الملك سلمان الجوية» بالرياض أمس.
وقال المتحدث إن الفريق باشر إجراءات التحقيق في تلك الواقعة على الفور، إضافة إلى حادثة استهداف فندق يقع في شمال العاصمة اليمنية، واعدا بالكشف عن النتائج فور اكتمال التحقيقات. ومن خلال مراجعة الادعاءات الواردة إلى فريق تقييم الحوادث، يلاحظ أن الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، استغلوا عدداً من «الأعيان المدنية» وحوّلوها إلى ثكنات عسكرية لدعم المجهود الحربي، حيث لم تسلم المجمعات التعليمية والمصانع من ذلك الاستغلال.
وطبقا للتفاصيل التي أوردها فريق تقييم الحوادث أمس، فقد حوّلت ميليشيات الحوثيين «مجمع شيماء التربوي» في مدينة الحديدة إلى مركز تجمع وقيادة وسيطرة، مما أسقط عنه الحماية المدنية، وهو ما دفع بالتحالف إلى استهدافه مرتين في يومين مختلفين، حيث تم تعليق طلعة الاستهداف الجوية الأولى التي وقعت في 25 أغسطس 2015 لوجود تجمعات مدنية قريبة من الموقع، قبل أن يتم استئناف العمل بعدها بيومين عقب تأكد قائد التشكيل الجوي من عدم وجود مدنيين حول المبنى، حيث تم تدميره بالكامل.
وادعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة «هيومن رايتس ووتش»، أن التحالف قصف مصنعا للمشروبات الغازية يقع شمال ضواحي صنعاء أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2015، غير أن إجراءات التحقيق التي أفصح عنها المستشار القانوني في فريق تقييم الحوادث، أوضحت أن ميليشيات الحوثي استولت على المصنع واستخدمته في تخزين منصات إطلاق صواريخ باليستية، مما أسقط عنه الحماية المدنية.
وفنّد فريق تقييم الحوادث ادعاء المتحدث باسم الأمم المتحدة حيال دعوة الأمين العام السابق بان كي مون لإجراء تحقيق حول تعرض المكتب الإنمائي التابع للمنظمة في عدن لقصف جوي في يونيو (حزيران) 2015، حيث قال المتحدث الرسمي باسم الفريق، إن التحالف لم يقصف المكتب الأممي، وإنه استهدف مبنى توجد به الميليشيات الحوثية ويبعد عن المكتب مسافة 11 كيلومترا، وإنها تعد مسافة آمنة، فضلا عن استخدامه قنابل دقيقة الإصابة في ذلك الهجوم.
ومقابل مزاعم المفوض السامي لحقوق الإنسان في اليمن بأن قوات التحالف استهدفت مصنعا للألبان والمشروبات في مارس (آذار) 2015، توصلت التحقيقات في ذلك إلى عدم صحة ذلك الادعاء، حيث كان الاستهداف موجها لهدف عسكري يبعد مسافة مائتي متر، وهي مسافة آمنة لتجنب إصابة أي من الأعيان أو المباني القريبة من الهدف.
وشملت الادعاءات التي حقق بها فريق تقييم الحوادث، مزاعم باستهداف التحالف منازل مدنيين في 15 سبتمبر (أيلول) 2015 وفي 24 يناير (كانون الثاني) 2016. في وقت كشفت فيه نتائج التحقيقات والصور الفضائية التي التقطت للموقعين محل الادعاء عدم صحة تعرض المنازل القريبة من الأهداف الحوثية لأي أضرار.
وحمل التقرير السنوي لمفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان المؤرخ في أغسطس 2016، ادعاء بقصف التحالف سيارة إسعاف رغم تمييزها بشكل واضح. ورداً على ذلك، قال المتحدث باسم فريق تقييم الحوادث إن التحقيقات كشفت استغلال الميليشيات الحوثية تلك المركبة في نقل الأسلحة والذخائر من مصنع في مدينة ضحيان بصعدة لدعم العمليات الموجهة للحدود الدولية للسعودية، لافتا إلى أن ادعاء المفوض بأن سيارة الإسعاف تم تمييزها غير صحيح، حيث لم يتبيّن وجود أي علامات أو إشارات الحماية الدولية المتعارف عليها على المركبة المستهدفة، والتي كانت هدفا مشروعا، موضحا أنه خلال عملية الاستهداف حدثت انفجارات ثانوية، وهو الأمر الذي يؤكد أن المركبة كانت محملة بالذخائر.
وتسبب استيلاء ميليشيات الحوثيين على مركز «دار النور لرعاية وتأهيل المكفوفين» في صنعاء، في جعله هدفاً مشروعاً لقوات التحالف التي نفذت عملية الاستهداف في يناير (كانون الثاني) 2016، بعد تأكدها من إخلائه من قاطنيه واستغلال الميليشيات الحوثية له لدعم مجهودهم الحربي، لافتا إلى أنه لم يتعرض أي من ذوي الاحتياجات الخاصة لأي أذى نتيجة تلك الغارة. و«امتد العبث الحوثي للاستيلاء على (مركز الحياة الطبي) في مديرية ساقين بمحافظة صعدة، الذي تم تحويله إلى ثكنة عسكرية، مما أسقط عنه الحماية المدنية، حيث تم استهدافه بنسبة أضرار لا تتجاوز 30 في المائة، خلافا لادعاء مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الذي زعم أنه تم تدميره بالكامل».
ومقابل مزاعم المفوض ذاته التي تحدث فيها عن استهداف التحالف «مدرسة القادسية» في مديرية حيس بالحديدة رغم عدم وجود أي أهداف عسكرية؛ أوضحت التحقيقات - وفقا لمنصور المنصور - أنه تبين وجود تجمعات للحوثيين في 3 مواقع بتلك المنطقة؛ منها المدرسة المستهدفة، كانت تستعد لتنفيذ هجوم على محافظة تعز، مما دفع بالتحالف لاستهدافها في صباح 7 أغسطس (آب) 2015، وليس كما ذكر المفوض في اليوم الثامن من الشهر نفسه.
ونفى المتحدث الرسمي باسم فريق تقييم الحوادث أن يكون تحالف دعم الشرعية قد نفذ أي غارات جوية ضد الأحياء السكنية بمديرية مكيراس في سبتمبر (أيلول) 2015، موضحا أن جميع العمليات المنفذة؛ وعددها 4، كانت مهام إسناد جوية للحكومة الشرعية هناك، وخارج محيط النطاق العمراني، وجميعها ضد أهداف مشروعة، لافتا إلى أن أقرب الأهداف كان يبعد مسافة تقدر باثنين من الكيلومترات عن النطاق العمراني.
وشدد فريق تقييم الحوادث على سلامة الإجراءات التي اتخذها التحالف في قصفه مبنى نقابة المعلمين الكائن في مدينة عمران بمحافظة عمران، حيث جاء ذلك الاستهداف نتيجة تحويل المبنى إلى مقر للقيادات الحوثية.


مقالات ذات صلة

دعوات دولية لخفض التصعيد وتسوية الخلافات بالحوار في اليمن

المشرق العربي دعا عدد من السفراء الأجانب لخفض التصعيد وتسوية الخلافات بالحوار في اليمن (السفارة البريطانية)

دعوات دولية لخفض التصعيد وتسوية الخلافات بالحوار في اليمن

العليمي:«الإجراءات الأحادية التي اتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي تمثل خرقاً صريحاً لمرجعيات المرحلة الانتقالية وتهديداً مباشراً لوحدة القرار الأمني، والعسكري».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي يمنيان يبيعان الحبوب المنتجة محلياً في سوق بوسط صنعاء (إ.ب.أ)

انفجار أسعار في مناطق سيطرة الحوثيين يخنق معيشة السكان

التهمت موجة غلاء جديدة ما تبقّى من قدرة السكان الشرائية، في مناطق سيطرة الحوثيين الذين يضاعفون الجبايات، بالتوازي مع تراجع عالمي في أسعار المواد الاستهلاكية

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي أكد طارق صالح أن الظروف الراهنة مواتية لصالح حسم المعركة واستعادة الدولة ومؤسساتها (سبأ)

مسؤولان يمنيان يرفعان جاهزية الجبهات العسكرية

يعتقد المسؤولون اليمنيون أن جماعة الحوثي هي العدو الرئيسي والوحيد للشعب اليمني، وأن الظروف الراهنة مواتية لصالح حسم المعركة، واستعادة الدولة ومؤسساتها.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي الجماعة الحوثية منحت مهدي المشاط رئيس مجلس حكمها شهادة الماجستير (إعلام حوثي)

هوس قادة الحوثيين بالشهادات العليا يفاقم انهيار التعليم الجامعي

يتعرض طلاب الدراسات العليا في الجامعات اليمنية لابتزاز قادة حوثيين لإعداد رسائلهم للماجستير، والدكتوراه، في حين يجري إغراق التعليم الجامعي بممارسات كسب الولاء

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طائرة أميركية مسيرة من طراز «إم كيو - 9» (أرشيفية - أ.ب)

اليمن: مقتل قيادي بارز بـ«القاعدة» بغارة أميركية في مأرب

أكد مصدر أمني يمني، مساء السبت، مقتل قيادي بارز في تنظيم «القاعدة»، في ضربة بطائرة أميركية من دون طيار في محافظة مأرب، شرق البلاد.

«الشرق الأوسط» (عدن)

تأكيد سعودي على ضرورة إنهاء التوتر وفرض الاستقرار شرق اليمن

جنود موالون لـ«المجلس الانتقالي» الجنوبي يحرسون محيط القصر الرئاسي في عدن (رويترز)
جنود موالون لـ«المجلس الانتقالي» الجنوبي يحرسون محيط القصر الرئاسي في عدن (رويترز)
TT

تأكيد سعودي على ضرورة إنهاء التوتر وفرض الاستقرار شرق اليمن

جنود موالون لـ«المجلس الانتقالي» الجنوبي يحرسون محيط القصر الرئاسي في عدن (رويترز)
جنود موالون لـ«المجلس الانتقالي» الجنوبي يحرسون محيط القصر الرئاسي في عدن (رويترز)

على خلفية التحركات العسكرية الأخيرة التي قام بها «المجلس الانتقالي الجنوبي» في محافظتي حضرموت والمهرة شرقي اليمن، أكد رئيس الوفد السعودي الزائر لحضرموت اللواء محمد القحطاني، أن المملكة التي تقود تحالف دعم الشرعية، تبذل جهوداً لإنهاء الأزمة وحل الصراع وعودة الأوضاع إلى سابق عهدها.

وذكر الإعلام الرسمي اليمني، أن الوفد السعودي وصل إلى مديريات الوادي والصحراء، بعد استكمال اجتماعاته في مدينة المكلا ومديريات الساحل، حيث كان في استقباله محافظ حضرموت سالم الخنبشي، وعدد من وكلاء المحافظة، ووجهاء وأعيان ومشايخ وادي وصحراء حضرموت.

وطبقاً لما أوردته وكالة «سبأ» الحكومية، رحب المحافظ الخنبشي بالوفد السعودي، وقال،«إن الزيارة جاءت لتضيف دعامة لأواصر الأخوة والقربى والجوار والعقيدة التي تجمع اليمن بالمملكة»، معولاً على هذه الزيارة في دعم حضرموت وسلطتها المحلية للتخفيف من معاناة المواطنين في المجالات الخدمية والاقتصادية والأمنية.

رئيس الوفد السعودي لفرض التهدئة في حضرموت اللواء محمد القحطاني (سبأ)

وفي كلمة له أمام جمع كبير من مشايخ وأعيان ووجهاء وقيادات مديريات الوادي والصحراء، أكد رئيس الوفد السعودي، اللواء الدكتور القحطاني، «موقف السعودية الثابت تجاه اليمن ومحافظة حضرموت وفرض التهدئة، ودعم الأمن والاستقرار، ورفض أي محاولات لفرض أمر واقع بالقوة أو إدخال المحافظة في دوامة صراعات جديدة».

وجدد المسؤول السعودي، استمرار موقف الرياض بخصوص «خروج جميع القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي من محافظتي حضرموت والمهرة وإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها».

وأكد القحطاني، رفض أي محاولات تعيق مسار التهدئة، وقال: «إن حضرموت ركيزة وأولوية أساسية للاستقرار وليست ساحة أو ميداناً للصراع، وإن حضرموت لديها كوادر مؤهلة من أبنائها لإدارة شؤونها ومواردها، ويجب أن تُدار عبر مؤسسات الدولة الرسمية ممثلة بالحكومة والسلطة المحلية».

مصفوفة متكاملة

ونقل الإعلام الرسمي اليمني عن اللواء القحطاني، أنه «خلال زيارة الوفد الحالية لحضرموت، تم الاتفاق على مصفوفة متكاملة من الإجراءات لدعم الأمن والاستقرار والتهدئة مع جميع الأطراف، بما في ذلك المجلس الانتقالي».

وأكد القحطاني، أن قيادة التحالف العربي بقيادة السعودية، تبذل جهوداً لإنهاء الأزمة وحل الصراع وعودة الأوضاع إلى سابق عهدها.

وأشار، إلى أن السعودية «تربطها علاقات أخوية تاريخية مع اليمن بأكمله، وأن القضية الجنوبية قضية عادلة لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها؛ فهي موجودة في مخرجات الحوار الوطني اليمني، وحاضرة في أي تسوية سياسية قادمة ضمن السعودية، والإمارات لدعم الحل السياسي الشامل في اليمن».

حشد في عدن من أنصار «المجلس الانتقالي» المطالب باستعادة الدولة التي كانت قائمة في جنوب اليمن قبل 1990 (أ.ف.ب)

وأعلن القحطاني، أنه تم التوصل مع أطراف السلطة المحلية، وحلف قبائل حضرموت، «إلى صيغة مبدئية لضمان استمرار تدفق إنتاج النفط في بترومسيلة، وعدم تعطيل مصالح الناس، وتحييد مواقع النفط بعيداً عن الصراع، من خلال خروج القوات المسيطرة الموجودة حالياً في بترومسيلة، على أن تحل محلها قوات حضرمية تحت إشراف مباشر من السلطة المحلية بالمحافظة بما يضمن تطبيع الحياة».

دعوة أممية

وعلى وقع التطورات التي شهدتها حضرموت والمهرة في الأيام الماضية، أجرى المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، زيارة إلى الرياض والتقى وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني، وسفير السعودية لدى اليمن محمد آل جابر، وسفير الإمارات لدى اليمن محمد الزعابي، وممثلين عن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى جانب عدد من الدبلوماسيين.

وحسب بيان لمكتب المبعوث، ركّزت الاجتماعات على التطورات الأخيرة في حضرموت والمهرة، مع الإشارة إلى أن المنطقة الشرقية من اليمن تُعدّ منطقة حيوية سياسياً واقتصادياً.

وفي حين شدد المبعوث الأممي، على ضرورة «ممارسة جميع الأطراف الفاعلة ضبط النفس وخفض التصعيد عبر الحوار»، أكّد على ضرورة الحفاظ على «مساحة للنقاش بين الأطراف اليمنية؛ دعماً للاستقرار وبما يخدم مصلحة الشعب اليمني».

وخلال لقاءاته، جدد غروندبرغ، التزامه بمواصلة العمل مع الأطراف اليمنية والإقليمية والدولية؛ لدعم خفض التصعيد، وتعزيز آفاق التوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية للنزاع في اليمن.

في السياق نفسه، ذكر الإعلام الرسمي اليمني، أن وزير الخارجية وشؤون المغتربين، شائع الزنداني، التقى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، وجدد له دعم الحكومة اليمنية الكامل للجهود الأممية، مؤكّداً استعداد الحكومة للتعاون مع الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي بما يسهم في تخفيف المعاناة الإنسانية، وتعزيز الأمن والاستقرار».

وتناول اللقاء - بسب المصادر الرسمية - التطورات المرتبطة بالاجتماع الخاص بمفاوضات تبادل الأسرى والمحتجزين، حيث شدّد الوزير الزنداني، على «أهمية إحراز تقدم ملموس في هذا الملف الإنساني، وضرورة الالتزام بما يتم الاتفاق عليه، بما يضمن إطلاق سراح جميع الأسرى والمحتجزين دون استثناء».

توالي البيانات الدولية

وبعد بيانات أميركية وبريطانية وفرنسية وألمانية تدعو إلى التهدئة، وتعزيز الاستقرار في اليمن، أكدت بعثة الاتحاد الأوروبي، «دعمها لمجلس القيادة الرئاسي، والحكومة اليمنية في الجهود المبذولة لتعزيز الأمن والاستقرار».

وثمنت البعثة في تغريدة على منصة «إكس»،«الإيجاز الشامل لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، حول التطورات الأخيرة في حضرموت والمهرة»، مشددة على ضرورة «تسوية الخلافات السياسية بالوسائل السياسية من خلال الحوار».

ورحبت البعثة، بجميع الجهود الرامية إلى خفض التصعيد من خلال الوساطة، مجددة وقوف الاتحاد الأوروبي إلى جانب الشعب اليمني، «ومشاركة تطلعاته في الحرية والأمن والازدهار».

وكان العليمي، عقد اجتماعاً في الرياض، مع سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، وأطلعهم على آخر الأحداث السياسية، والميدانية، بخاصة ما شهدته المحافظات الشرقية من تطورات وصفها بأنها «تشكل تقويضاً للحكومة الشرعية، وتهديداً لوحدة القرار الأمني، والعسكري، وخرقاً لمرجعيات العملية الانتقالية».

وأكد العليمي، أن «أحد المسارات الفعالة للتهدئة يتمثل في موقف دولي موحد، واضح وصريح، يرفض الإجراءات الأحادية، ويؤكد الالتزام الكامل بمرجعيات المرحلة الانتقالية، ويدعم الحكومة الشرعية بصفتها الجهة التنفيذية الوحيدة لحماية المصالح العليا للبلاد».

كما جدد التأكيد، على أن «موقف مجلس القيادة الرئاسي واضح من تجاربه السابقة، بعدم توفير الغطاء السياسي لأي إجراءات أحادية خارج الإطار المؤسسي للدولة، متى ما توفرت الإرادة الوطنية، والإقليمية، والدولية الصادقة».


غوتيريش يدين إحالة الحوثيين موظفين أمميين إلى المحاكمة

عنصر حوثي خلال حشد مسلح نظمته الجماعة في محافظة عمران شمال صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي خلال حشد مسلح نظمته الجماعة في محافظة عمران شمال صنعاء (أ.ف.ب)
TT

غوتيريش يدين إحالة الحوثيين موظفين أمميين إلى المحاكمة

عنصر حوثي خلال حشد مسلح نظمته الجماعة في محافظة عمران شمال صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي خلال حشد مسلح نظمته الجماعة في محافظة عمران شمال صنعاء (أ.ف.ب)

بالتوازي مع تنديد الأمم المتحدة بإحالة الحوثيين موظفين يمنيين في المنظمة الدولية إلى المحاكمة، شدّد مسؤولون في الحكومة اليمنية على توسيع التنسيق العسكري لمواجهة الجماعة المدعومة من إيران، وتعزيز حضور مؤسسات الدولة، وتحسين البيئة التشغيلية للمنظمات الإنسانية.

وفي هذا السياق، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه البالغ إزاء استمرار الحوثيين في احتجاز 59 من موظفي الأمم المتحدة، إلى جانب عشرات العاملين في منظمات غير حكومية، ومؤسسات مجتمع مدني، وبعثات دبلوماسية.

وفي البيان، الذي ورد على لسان ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام، ندد غوتيريش بإحالة الموظفين الأمميين إلى محكمة جنائية خاصة تابعة للحوثيين، عادّاً الخطوة «انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، ولحصانة موظفي الأمم المتحدة، بمن فيهم المواطنون اليمنيون، تجاه أي إجراءات قانونية مرتبطة بمهامهم الرسمية».

وأشار البيان إلى أن هؤلاء الموظفين «يُحتجزون بمعزل عن العالم الخارجي، بعضهم منذ سنوات، من دون أي إجراءات قانونية واجبة». ودعا سلطات الحوثيين إلى «التراجع الفوري عن هذه الإحالة، والإفراج عن جميع المحتجزين من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والسلك الدبلوماسي».

سجناء في صنعاء أمرت محكمة حوثية بإعدامهم بتهمة «التخابر» (إ.ب.أ)

كما جدد تأكيد التزام الأمم المتحدة «بمواصلة دعم الشعب اليمني، وتقديم المساعدة الإنسانية رغم التحديات المتصاعدة» في مناطق سيطرة الحوثيين.

وفي سياق متصل، رحّبت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في الحكومة اليمنية، بقرار منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) نقل مقرها الرئيسي من صنعاء الخاضعة للحوثيين إلى العاصمة المؤقتة عدن.

وأوضحت الوزارة في بيان، أن الخطوة تأتي استجابة لدعواتها المتكررة التي طالبت خلالها بنقل مقار المنظمات الدولية والأممية من صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، «حفاظاً على سلامة كوادرها وضماناً لعدم خضوعها للابتزاز أو العرقلة».

وأكد البيان أن القيادة الحكومية، ممثلة في وزير الشؤون الاجتماعية والعمل محمد الزعوري، «ستوفر كل أشكال الدعم والتسهيلات لتمكين (اليونيسيف) من أداء مهامها بفاعلية أكبر من مقرها الجديد».

تعزيز الجهود العسكرية

وإلى ذلك، شهدت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، اجتماعاً بين عضو «مجلس القيادة الرئاسي» عبد الرحمن المحرمي ووزير الدفاع محسن الداعري. ناقشا خلاله «مستجدات الأوضاع العسكرية في مختلف الجبهات، ومستوى الجاهزية القتالية، وانضباط الوحدات العسكرية، إضافة إلى جهود الوزارة في مجالات التدريب والتأهيل ورفع القدرات الدفاعية»، وفق ما أورده الإعلام الرسمي.

وفي حين نقلت وكالة «سبأ» الحكومية عن الداعري تأكيده أن القوات المسلحة «تعمل بتناغم وانسجام كاملين في مواجهة الحوثيين»، شدد المحرمي، على «ضرورة تعزيز التنسيق بين التشكيلات العسكرية، وحشد الطاقات نحو العدو المشترك، باعتبار ذلك أساسياً لحماية الأمن والاستقرار في المناطق المحررة».

عضو «مجلس القيادة الرئاسي» اليمني عبد الرحمن المحرمي مع وزير الدفاع محسن الداعري (سبأ)

ومن مأرب، بعث عضو «مجلس القيادة الرئاسي» اللواء سلطان العرادة، برسالة وطنية جامعة خلال لقاء موسع ضم أعضاء من مجلسي «النواب» و«الشورى» ومحافظين ومسؤولين ووجهاء من مختلف المحافظات.

وأكّد العرادة أن اليمن «يعيش لحظة فارقة تتطلب رصّ الصفوف وتعزيز التلاحم الوطني». وقال في كلمته: «إن ما يجمع اليمنيين هو إيمانهم الراسخ بأن اليمن لا يُهزم ولا يموت، وأن أبناءه يجددون دائماً قدرتهم على الصمود رغم العواصف» التي تمر بها البلاد.

وأشار العرادة إلى أن التجارب التي مرت بها البلاد «رفعت منسوب الوعي الشعبي بأهمية الدولة وضرورة حماية مؤسساتها»، مؤكداً أن «استعادة مؤسسات الدولة من ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران تُمثل اليوم أولوية وطنية لا بديل عنها».

وشدد على أن «الدفاع عن الوطن مسؤولية مشتركة لا تخص محافظة بعينها، بل هي واجب يتحمله جميع اليمنيين دون استثناء، وأن طريق النصر، وإن بدا طويلاً، يظل واضحاً لمن يمتلك الإرادة والعزيمة ووحدة الهدف».


الأمم المتحدة تندد بإحالة عدد من موظفيها المحتجزين على محكمة تابعة للحوثيين

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تندد بإحالة عدد من موظفيها المحتجزين على محكمة تابعة للحوثيين

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)

ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، بإحالة المتمردين الحوثيين في اليمن على محكمتهم الخاصة عدداً من موظفي الأمم المتحدة الـ59 الذين يحتجزونهم «تعسفياً».

وأفاد ستيفان دوجاريك، الناطق باسم غوتيريش، بأن الأمين العام «يدين إحالة سلطات الأمر الواقع الحوثية موظفين من الأمم المتحدة على محكمتهم الجنائية الخاصة»، مشيراً إلى أن هذه الإحالة تشمل عدداً لم يحدده من موظفي الأمم المتحدة المُحتجَز بعضهم منذ سنوات.

وأضاف: «ندعو سلطات الأمر الواقع إلى إلغاء هذه الإحالة والعمل بحسن نية للإفراج الفوري عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والسلك الدبلوماسي».

ونفذ الحوثيون المدعومون من إيران في السنوات الأخيرة موجات عدة من الاعتقالات، ولا يزالون يحتجزون 59 موظفاً من الأمم المتحدة، جميعهم من الجنسية اليمنية، وهم محرومون من أي تواصل مع العالم الخارجي.

وعلّل الحوثيون احتجاز هؤلاء بتهم تجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنّ الأمم المتحدة نفت الاتهامات مؤكدة عدم جواز ملاحقة موظفيها على أساس أنشطتهم الرسمية.

أما مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك فأشار في بيان إلى أن أحد زملائه أحيل على المحكمة الخاصة لدى الحوثيين بناء على «اتهامات كاذبة بالتجسس»، وقال: «هذا أمر غير مقبول على الإطلاق ويشكّل انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان»، مجدداً المطالبة بالإفراج الفوري عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى.

ودأب القضاء التابع للحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من اليمن، على استدعاء عاملين في منظمات غير حكومية وصحافيين ومعارضين.