في كل عام يموت مئات آلاف الأشخاص انتحاراً. وتمثل كل حالة انتحار مأساة تؤثر على الأسر والمجتمعات والبلدان بأكملها، بما تحدثه من آثار طويلة الأمد على من تركوهم وراءهم. يحدث الانتحار في مختلف مراحل العمر، وقد سجل ثاني أهم سبب للوفيات بين من تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة، على الصعيد العالمي في عام 2015.
قالت منظمة الصحة العالمية، إنّ نحو 800 ألف حالة انتحار تحدث كل عام؛ أي حالة واحدة كل 40 ثانية، حيث يتعرض الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 سنة لمخاطر الانتحار بشكل خاص، الذي يعد السبب الثاني لوفاة الشباب في الفئة العمرية من 15 إلى 29 سنة.
وجاء في كتيب تصدره المنظمة العالمية، بمناسبة اليوم العالمي لمنع الانتحار الموافق العاشر من أيلول، وهو تحديث لكتيب عن دور الإعلام بهذا المجال، أوصت فيه بتقديم «تقارير مسؤولة» عن الانتحار كتدبير وقائي.
وقالت الدكتورة إليساندرا فلايشمان العالمة بإدارة الصحة النفسية بمنظمة الصحة العالمية: إن الأدلة تشير إلى زيادة معدلات الانتحار بين اللاجئين، إذ إنّ المعدل يرتفع عادة في الأوقات التي يضطر فيها الناس إلى الانتقال إلى مناطق مختلفة، وكذلك أثناء الأزمات الاقتصادية. مضيفة أنه «مقابل كل شخص يلقى حتفه نتيجة الانتحار، يوجد 20 شخصاً حاولوا الانتحار».
أقرت منظمة الصحة العالمية بالانتحار كإحدى قضايا الصحة العمومية التي تحظى بالأولوية؛ حيث كان أول تقرير لمنظمة الصحة العالمية حول الانتحار بعنوان «الوقاية من الانتحار: ضرورة عالمية»، الذي نشر في عام 2014. ويهدف إلى زيادة الوعي بأهمية الانتحار، ومحاولات الإقدام عليه من منظور الصحة العمومية، وإلى جعل الوقاية من الانتحار أولوية قصوى على جدول أعمال الصحة العمومية العالمي. كما يهدف التقرير إلى تشجيع البلدان ومساعدتها في تطوير أو تعزيز استراتيجيات شاملة للوقاية من الانتحار في سياق نهج متعدد القطاعات للصحة العمومية.
يعتبر الانتحار من الأمراض التي تحظى بالأولوية في برنامج منظمة الصحة العالمية للعمل على رأب الفجوة في الصحة النفسية الذي أُطلق في عام 2008، ليوفر التوجيه التقني المسند بالبيانات لرفع مستوى تقديم الخدمات ورعاية الاضطرابات النفسية والعصبية والمتعلقة بتعاطي مواد الإدمان. وقد التزمت الدول الأعضاء في المنظمة بموجب خطة عمل منظمة الصحة العالمية للصحة النفسية 2013 - 2020 بالعمل من أجل تحقيق الهدف العالمي المتعلق بخفض معدل الانتحار في البلدان بنسبة 10 في المائة بحلول عام 2020.
كذلك تُعد معدلات الوفيات الناجمة عن الانتحار مؤشراً من مؤشرات الغاية 3 - 4 من أهداف التنمية المستدامة: تخفيض الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية بمقدار الثلث، من خلال الوقاية والعلاج، وتعزيز الصحة والسلامة العقليتين بحلول عام 2030.
منظمة الصحة العالمية: 800 ألف حالة انتحار سنوياً
منظمة الصحة العالمية: 800 ألف حالة انتحار سنوياً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة