جوهانسبرغ تقود حراكاً لإحباط تطبيع أفريقي مع إسرائيل

TT

جوهانسبرغ تقود حراكاً لإحباط تطبيع أفريقي مع إسرائيل

ذكرت مصادر إسرائيلية، أن جنوب أفريقيا تقود حراكا لمنع تمرير خطة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لتطبيع العلاقات مع الدول الأفريقية.
وتخطط جنوب أفريقيا لمقاطعة إسرائيل في أوساط الدول الأفريقية، وإحباط محاولات توقيع اتفاقيات إسرائيلية أفريقية، تهدف إلى منع تشكل أغلبية ضد إسرائيل في الأمم المتحدة.
ونقلت القناة الإسرائيلية السابعة عن دبلوماسي جنوب أفريقي قوله: «إن إسرائيل تتصرف بطريقة مروعة بحصارها لقطاع غزة، وتتسبب في معاناة كبيرة للفلسطينيين»، مؤكدا أن بلاده ستدعو الدول الأخرى إلى حوار حول ضرورة مقاطعة إسرائيل وعدم تطبيع العلاقات معها. وأضاف: «لا يمكننا أن نغض الطرف عن الجهود الإسرائيلية للحصول على دعم دول أفريقيا من أجل تقويض القضية الفلسطينية»، مشيرا إلى أن بلاده ليست الوحيدة في مواجهة تلك المحاولات الإسرائيلية، وأن المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا تساندها.
وبين الدبلوماسي الأفريقي، أن بلاده ستقاطع القمة الأفريقية المزمع عقدها في توغو بعد شهرين، لأنها تهدف إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل. ويتوقع مشاركة ما بين 20 و30 رئيس دولة في القمة.
وقالت القناة السابعة، إن أعضاء البرلمان الجنوب أفريقي رفضوا الأسبوع الحالي لقاء وفد من الكنيست الإسرائيلي في جوهانسبرغ كان عقد لقاءات مع أعضاء المعارضة والجالية اليهودية هناك. وتسعى تل أبيب إلى تقوية علاقتها بشكل دائم مع دول أفريقيا.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتيناهو، قام العام الماضي بجولة أفريقية مهمة، قائلا حينها: «إن إسرائيل عازمة على العودة إلى أفريقيا وعلى أن تعود أفريقيا إليها».
وجاء الحراك الجنوب أفريقي في وقت أعلن فيه وزير الاستثمار السوداني، مبارك الفاضل المهدي، أنه يدعم إقامة علاقات بين بلاده وإسرائيل. وقال الفاضل، في تصريحات ركزت عليها صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إنه لا يرى مانعا من التطبيع مع إسرائيل، معتبرا القضية الفلسطينية «أخرت العالم العربي جداً».
وأضاف الفاضل، في حديث له في صالون برنامج «حال البلد» في قناة «سودانية 24»: «لا توجد مشكلة في التطبيع، والفلسطينيون طبّعوا مع إسرائيل... حتى حركة حماس»، مشيرا إلى أن التعامل مع القضية الفلسطينية يجري بالعاطفة. وتابع: «يتلقى الفلسطينيون أموالا ضريبية من إسرائيل والكهرباء من إسرائيل، كما يجلس الفلسطينيون مع إسرائيل ويتحدثون عن إسرائيل، مع العلم أن لديهم نزاعات لكنهم يجلسون سويا». وأضاف، أن «القضية الفلسطينية أخرت العرب جداً»، داعيا إلى أن تبحث كل دولة عن مصالحها.
ووصفت صحيفة «هآرتس» العبرية، تصريحات الفاضل بأنها «غير عادية» بالنسبة لوزير كبير في الحكومة السودانية التي لا تعترف بإسرائيل ولا تقيم علاقات دبلوماسية معها.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.